وصف القرآن لأهل النار يغضب بعض الناس

رمضان عبد الرحمن في الأحد ٢٢ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

وصف القران لأهل النار يغضب بعض الناس

سبحان الله في وصفه, كل اية ما ايات هذا الكتاب العزيز تصف موقف مختلف عن الاخر بما يخص أهل النار وكل ما يتكلم عنه الله في القران لا مجال فيه للمناقشة ونقف مع بعض الآيات التي تتكلم عن أهل النار،
قال تعالى عن أهل النار:
((رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)) سورة المؤمنون آية 107.

ويكون الرد عليهم من الله:
((قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ)) سورة المؤمنون آية 108.

وحين يقول الله فلا كلام غير كلام الله ولا يوجد من يجادل يوم القيامة.. ونقف مع آية أخرى تتكلم عن أهل النار وما ينتظرهم من عذاب لا يستطيع أحد من البشر وصفه يقول تعالى:
((وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ)) سورة الأحقاف آية 34.

ونستشهد بآية أخرى عن أهل النار يقول تعالى:
((إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً)) سورة النبأ آية 21.

وهذه الآيات هي الواقع يوم القيامة وإذا تدبرنا هذه الايات وما فيها من إعجاز لعلمنا بيوم الحساب وعندما يتكلم الله عن أهل جهنم ويقول:
((لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً)) سورة النبأ آية 23.

فهنا كان الحكم من الله على الكافرين بالعذاب الأبدي ولا يوجد من يجادل عنه ثم يصف الله دور الملائكة في الآخرة ويقول عنهم:
((يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً)) سورة النبأ آية 38.

والإذن يوم القيامة للملائكة وليس للبشر ونستند في هذا الموضوع إلى قوله تعالى:
((هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)) سورة النساء آية 109.

فمن يجادل الله عنه يوم القيامة أي لا يوجد جدال مع الله للبشر فأين هي الوساطة بين الله والبشر كما يدعي معظم الناس ومن ثم نحن نختلف ونتجادل لماذا؟!.. فأصل الحكم في الموضوع من الله تعالى حيث قال:
((يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً))
سورة طه آية 108.

وهذا الموقف يوم الحساب وتنطبق الآية على جميع البشر ونستفيد من هذا الحوار بالحقائق القرانية التي ستصبح واقعاً يوم القيامة التي قال عنها الله:
((الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4})) سورة الفاتحة.

مع العلم أن الناس تقرأ هذه الاية كل يوم وكل صلاة ومع ذلك ترفض ما فيها من أحكام فهل يوجد بعد حكم الله حكم؟.. وتقول الآية الكريمة:
((الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4})) سورة الفاتحة.

أي الذي يملك يوم الدين هو الله ولا يملك معه أحد من البشر كما يفترون على الله من الذين لا يؤمنون بيوم الدين الحقيقي الذي قال عنه رب العزة:
((مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)) سورة ق آية 29.

أي لا تبديل لكلام الله وكل ما قال عنه الله قي القران سوف يكون واقع يوم القيامة ويخاطب الله الذين كفروا:
((يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ))
سورة الأنعام آية 130.

وفي نفس السورة يؤكد قوله تعالى:
((إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ)) سورة الأنعام آية 134.

أي قادم.. وحين يشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين فبالتالي يستحقوا العذاب من الله ونقرا آية أخرى عن أهل النار.. كفانا الله وإياكم شرها.. يقول تعالى:
((يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)) سورة غافر آية 52.

ونفهم من ذلك بان الله لا يقبل من الكافرين معذرة ولا يستعتبون ويقول من لا يؤمن بآيات الله عكس ذلك ما علينا كل منا يعلم الحق من غيره وسوف نحاسب كما قال الله وليس كما يقول البشر ويقول تعالى:
((يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ))
سورة النحل آية 111.

ويتحدث القران عن مواقف كثيرة عن أهل جهنم يقول الله تعالى:
((وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ)) سورة يس آية 62.

حتى نثبت للجميع أن القران هو الواقع يوم القيامة لا بد أن نذكر الآيات التي تنفي الوساطة بين الناس ورب الناس يقول تعالى:
((أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ)) سورة الزمر آية 19.

وتوجيه مثل هذه الآية إلى الرسول هذا يعني لا علاقة للرسول بأهل النار ولا غيره من البشر يوم القيامة الذي هو ملك لله فقط وبعد يأس أهل النار منها بأنهم فقدوا الأمل من الخروج منها اقراوا معي يا سادة هذه الاية العظيمة يقول تعالى:
((وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ)) سورة غافر آية 49.

ويكون الرد عليهم من الملائكة:
((قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)) سورة غافر آية 50.

ويقول لهم الملائكة أيضاً:
((قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ {50} إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ {51} يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ {52})) سورة غافر الآيات (50 - 52).

وفي نفس السورة الكريمة يقول تعالى
((وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ{6} الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ{7})) سورة غافر الآيات (6 + 7).
أي هذا حكم من الله على أهل النار وحين يحكم الله فلا حكم بعد حكم الله يقول تعالى:
((أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)) سورة الرعد آية 41.

أي لا مجال للنقاش وفي نفس السورة أيضاً يقول تعالى:
((الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ))
سورة غافر آية 7.

وتقول الملائكة في قوله تعالى:
((رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) سورة غافر آية 8.

أي تطلب الرحمة للمؤمنين.. ونفهم من ذلك أن طلب الملائكة الرحمة للذين آمنوا.. هذا هو القول الصواب.. ولكن إذا كان بعض الناس يعتقد أن الملائكة سوف تدافع عن العصاة فاعتقادهم خاطئ لأن الآية تقول:
((يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً)) سورة النبأ آية 38.

وإذا كان هناك من يقول أن فلان يدافع عن فلان أيضاً هذا اعتقاد خاطئ لان الله سبحانه وتعالى يقول:
((يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً))
سورة طه آية 108.

فكيف يدافعون عن بعضهم البعض وقد قال الله عنهم:
((َلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً))

والقول هنا يعود على البشر.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 17512