الأمن القومي وما يدعو له الهمام

رمضان عبد الرحمن في السبت ٢٢ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الأمن القومي وما يدعو له الهمام

هل علمت ما هو الأمن يا همام؟!.. بعد الوقفة الاحتجاجية التي قامت بها أسرتي وأقاربي بما يخص اعتقال شقيقي الأصغر رضا عبد الرحمن علي، يوم الأربعاء الموافق 19/11/2008 وأتمنى من الله أن يفرجوا عنه لأنه لم يرتكب أي ذنب، ونشرت التحقيقات في الصحف الورقية وغيرها على شبكة الإنترنت وعلى مواقع مختلفة، وما أثار دهشتي أنني قرأت تعليق على جريدة المصري اليوم على موقع الجريدة على النت لأحد الأشخاص يكتب ويقول أن هؤلاء القرآنيين يجب أن تأتيهم الدولة ثلاثة أيام إلى أن يتوبوا عن هذا الفكر، وإذا لم يتوبوا يحكم عليهم بالقتل، فأقول لهذا الشخص الهمام، إذا كنت مسلم كما تقول، فهل الإسلام يأمر بذلك؟!.. أم أنك مخدوع فيما تعتقد ولذلك تحكم على من يخالفك في الرأي بالقتل، ثم يا أخي الفاضل أنت بهذا لم تعترض على أفكارنا أو أفكار غيرنا لأننا لا نقدم فيما نكتب من براهين إلا من آيات الله، فيكون هنا اعتراضك على كلام الله وليس على أشخاصنا، وإن الله عز وجل قال حتى عن الكافرين:

((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6})) سورة الكافرون الآيات (1 – 6).


أي ليس لك أو لغيرك عليهم سلطان، ونحن يا أخي المتزمت أنت وملايين أمثالك نحن مسلمين ولم نجبر أحد على ما نعتقد به ثم أنك لن تحاسب عنا يوم الدين، ونحن كذلك لن نحاسب عنك وتاركين ذلك إلى الله الذي سوف يحاسب عباده، أم أنك نصبت نفسك إله في الأرض، ثم يا همام فإن الإسلام قد بني على التسامح، فلو تخيلنا يا همام أنك مسؤول عن الدين في مصر كما قلت، ولا قدر الله، جاء إلى الناس غباء أو أصبحوا كافرين دون سيادتك، هل ستقوم بثقافتك هذه بقتل الدولة بأكملها؟!.. لأنهم في نظرك كفرة، مع العلم أن الله سبحانه وتعالى قال:

((..... وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)) سورة الأنعام آية 164.


فلا تقلق نفسك يا همام، لا يحاسب إنسان عن إنسان، كما قال الرحمن:

((وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً)) سورة الإسراء آية 13. فهل في ذلك شك يا همام؟!... حتى تتهم غيرك بالجهل ودون بيان ثم يتمادى في الكلام دون دراية كما يقول الهمام أن هؤلاء القرآنيين خطر على الأمن القومي المصري، لأنه يردد مثل غيره من الناس وأن الأمن في أي مكان من العالم هو أن يأمن الإنسان على نفسه وعلى عقيدته، سوف يكون الجميع في أمن أما إذا اتبعنا الفكر الذي يدعو إليه ذلك الهمام سوف تتحول مصر العزيزة لا قدر الله إلى دارفور جديدة لأنه يدعو إلى قتل الآخرين لمجرد الخلاف في الرأي، علمت ما هو الأمن القومي يا همام؟!.. وإذا كان هذا رأي المثقفين أن يقوموا بقتل الآخرين طالما أنهم مخالفين له في الرأي والعقيدة، فمن الأخطر على الأمن القومي المصري الذي يدعو إلى الحوار أم الذي يدعو إلى قتل الناس؟!.. فأين أمن الدولة من مثل هؤلاء الأشخاص الذين يطلقون تهديدات وتصريحات بالعنف في معظم وسائل الإعلام، ألا يدعى هذا تهديد رسمي لنا؟!.. أم ينتظر الأمن حتى يصبح التهديد لا قدر الله واقع؟!.. لا نريد التهديد لأحد في مصر، فليستيقظ الأمن لمن ينشرون التهديد جهاراً نهاراً. رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 11198