هل بقي أحد مؤمن بالأنبياء

رمضان عبد الرحمن في الثلاثاء ١٨ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

هل بقي أحد مؤمن بالأنبياء

هل بقي أحد مؤمن بالأنبياء؟!... لهذا كتبت هذا الموضوع وأقول أن التشدد في المسلمين وليس في الإسلام، إن الإسلام هو دين التسامح حتى مع غير المسلمين، وحينما نقول إسلام أي المنزل من عند الله العلي القدير، وهذا ما أرسل به جميع أنبياء الله إلى الناس كافة، بأمر من الله أن يقيموا العدل والقسط بين الناس وأن يعبدوا الله بلا شريك، هكذا كانت رسالة جميع الأنبياء عليهم جميعاً السلام، أي التوحيد لله ولا شيء آخر، ثم أن الله عز وجل لم يرسل الرسل إلى الناس عن طريق التعصب والتشدد أو الاضطهاد حتى يؤمنوا،قال تعالى:

((يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) سورة الأعراف آية 35.
فبالتالي إن مبادئ الإسلام حتى تصبح واقعاً لا بد أن تترجم في التقوى والإصلاح والتسامح مع الآخرين في التعامل دون تشدد أو تعصب حتى لو كان مخالف لك في العقيدة أو الديانة، كما كان يفعل أنبياء الله أو ما أمروا به، أن يتعاملوا مع الذين كانوا لا يؤمنون، وعلى سبيل المثال أن نوح عليه السلام استمر في دعوته إلى قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً دون تشدد أو تعصب، بل بالعكس أن قومه الغير مؤمنين هم الذين كانوا لا يتركونه دون مضايقات، كما وضح لنا المولى عز وجل، يقول تعالى:

((وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)) سورة هود آية 38.

وتحمل نوح والذين آمنوا معه إلى أن حكم الله بينهم، فمن هنا يتبين أن التشدد ليس في الإسلام وإنما في المسلمين الذين لا يفهمون لغة الإسلام الحقيقي، وبسبب هذا التشدد أصبح الإسلام متهماً أنه دين عنف وإرهاب وتعصب عند غير المسلمين، وحتى نمحو هذه الصورة التي أساءت إلى الإسلام لا بد لنا أن نبحث عن الإسلام الحقيقي لنعلم كيف نتعامل مع بعضنا البعض كمسلمين، ومع غير المسلمين، وأعتقد حتى نعلم ليس لنا غير القرآن وما نزل عليه القرآن أي الرسول، وما أتاه الله من أوامر إلى الناس كافة، يقول تعالى:
((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) سورة الأنبياء آية 107.
والرحمة هنا في الدنيا قبل الآخرة، وإذا علم الإنسان معنى الرحمة سوف تنعكس على سلوكه في كل شيء، طبقاً لما قاله تعالى:
((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) سورة الأنبياء آية 107.

وما أمر به الرسول والمؤمنين، أي الأخلاق قبل كل شيء، على أن يكون المسلم على خلق حتى لا يسيء إلى دين الله ورسوله الذي قال عنه الله:
((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) سورة القلم آية 4.

ثم أن الله يقول للمؤمنين إذا حدث حوار مع أهل الكتاب يكون على أعلى درجة من التسامح، حتى يعلم من هو غير مسلم أن الإسلام دين تسامح وحوار، يقول تعالى:
((وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) سورة العنكبوت آية 46.


وإذا كان ذلك أمر من الله أن نتحدث مع أهل الكتاب بهذه الطريقة المتسامحة، فكيف يكون المسلم مع المسلم؟!.. فباعتقادي ومن وجهة نظري الشخصية أن التشدد والتعصب الذي أساء للإسلام والمسلمين هو من الجهل بدليل من يبحث أو يجتهد في كتاب الله حتى يكون على دراية أو يعلم عن الحق الذي أمر به الله، يعتقل وتهدد أسرته بالقتل، وبهذا الاعتقال لشقيقي الأصغر رضا عبد الرحمن علي وتهديد أسرتي بالقتل تكون الحكومة والقائمين عليها ورجال الدين في مصر بذلك يعلنوا إلى العالم أن الإسلام دين إرهاب وقتل وخطف المسالمين، أو بمعنى أوضح دون تذمر، تسعى الحكومة وبطانة السوء إلى إلغاء القرآن من مصر، أقول هذا وأنا مسؤول أمام الله، وأن ما يحدث لنا أكبر دليل على ما أقول، فهل يوجد في مصر من هو قادر على النقاش؟!.. وإذا بالفعل بقي أفراد يؤمنون بلغة الحوار والنقاش ويؤمنون بالأنبياء كما قلت في مصر أو خارجها من المسلمين لماذا وصل بنا الحال إلى ما هو عليه في هذا العصر السعيد؟!.. عصر التشدد والإرهاب وخطف الأبرياء والمسالمين من الناس دون أي ذنب، وكل تلك الأفعال يلصقونها بالإسلام والإسلام منها بريء، السؤال المهم في هذا الموضوع إلى من يعتنق الإسلام، هل كان الأنبياء يعتقلون من يخالفهم الرأي؟!.. الإجابة يعلمها كل مسلم إذا تمسكتم بها، أما إذا فعلتم العكس كما هو الآن تكونوا بهذا غير مؤمنين بجميع الأنبياء.
رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 10312