من أجل حماية القرآنيين
لايضركم من ضل إذا إهتديتم

عابد اسير في الجمعة ١٤ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }المائدة105

فى تامل وتدبر لهذه الآية نجد أن الله سبحانه وتعالى خفف عنا كثيرا مما نحمله لأنفسنا [ فوق طاقتها] فى سبيل تغيير مفاهيم وعقائد ترسخت عبر سنين وعقود وقرون طويلة من الزمن فى داخل عقول تأبى أن تنصاع أو تخشع لذكر الله إستكبارا وإصرارا على التمس&sك بتلك الأ ديان التى صاغها بشر ضلوا وأضلوا كثيرا رغم وجود القرآن الحكيم معهم يتلى عليهم وهو نفس القرآن الذى معنا والذى نستخلص منه ما ينير لنا ولهم طريق الهداية الى صراط الله المستقيم وسيظل القرآن موجودا وميسرا لكل من يسعى الى الهدى مخلصا الى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأن الله سبحانه وتعالى هوالذى قال [{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9فإذا لم يهتدوا بهدى الله فلن يهتدوا بما يقولة القرآنيين فمن الأجدى عدم توجيه نقد مباشر لهم ولأفكارهم وإستعدائهم على القرآنيين لأنهم لن يهتدوا بحكم الله عليهم {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً }الكهف57 , والدعوة الى الله إذا أخذت صورة عدائية لن تكون هناك أى إستجابة حتى لو إعترف الخاطىء بينه وبين نفسه بضلاله فسيكابر أن يعترف لمن يدعوه بأسلوب نقدى لاذع أو مسفها لفكره وما يعتقده حتى وإن وصل الى الشرك البين {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام108 وهذا القرآن هوالذى يطمئننا بأنه لن ينالنا الضرر فى الدنيا أو الآخرة جراء ضلال من ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا المائدة 105 حتى وأن نتج عن هذا الضلال الذى تمادوا فيه إرتكابهم الظلم والإستبداد والقهر فى حق عباد الله المسالمين الذين يدعون الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة دون إعتداء على أحد أو إيذاء أحد اللهم إلا إذا كان إعلاء كلمة الحق يؤذيهم , وإ ذا قلنا بأن ما يقع من ظلم على المظلوم بكافة درجاته وصوره هو [ضرر]فهذة نظرة قاصرة لأن الله سبحانه وتعالى يقول
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2
فما يقع عليهم من ظلم إبتلاء وإختبار من الله يترتب عليه الخير للمؤمن وليس الضرر يقول الله سبحانه وتعالى
[ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216
إذا كان خوفنا على الرزق يقول لنا الله سبحانه وتعالى
{وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }العنكبوت60
{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }هود6
ألا تطمئن قوبنا بذكر الله فى تلك الآيات الكريمة فنؤمن ونوقن بأن رزقنا بيد الله وحده
ومن أعطاه الله سلطانا أو جاها أو مجدا أو ملكا وهذا ليس حرام ولا عيب شرط أن يكون فى طاعة الخالق سبحانه وتعالى لأن نبى الله سليمان دعا ربه بذلك بل واكثر فقالا عقب طلبه الغفران
{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }ص35
فهؤلاء الطغاة ممن أععطاهم الله الملك والسلطة وهوالقادر على نزعها منهم
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26
ألا تطمئن قلوبنا بذكر الله فى تلك الآيات ونوقن ونؤمن بأن الملك بيد الله وحده يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء وهؤلاء الملوك والحكام سواء أن كان ملكهم وصلوا إليه إغتصابا أو شرعيا قد أعطاهم الله إياه بمشيئته وحده سبحانه وتعالى ولم يجبرة أحد على ذلك بل أعطاهم إياه إختبارا وإبتلاءا وهو القادر على نزع ملكهم ولنا فى خليل الله إبراهيم عليه السلام قدوة فيما قصه القرآن عندما حاور من أتاه الله الملك {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258 نجد أن إبراهيم قد حاوره بالعقل والحكمة والحجة البالغة مما هداه الله ونلفت النظر الى أنه على مدى الدهر قد أعطى الله الملك لمشركين ضالين رغم معاصرة أنبياء لهم ولم تكن دعوة الأنبياء لهم إستعداء أو مواجهات غير متكافئة بل كانت بالحكمة والموعظة الحسنة وقد أباح الله فى القرآن أن يتقى المؤمن بطش الطغاة {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28
وفى نفس الوقت يمد لهم فى الغى إذا أساءوا إستخدام ملكهم وظلموا وإستبدوا
{قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً }مريم75
ألا تطمئن قلوبنا بذكر الله فنؤمن بان الله لا تأخذة سنة ولا نوم
{اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }البقرة255
وهو رقيب على ظلم الظالمين وليس بغافل عما يعمل الظالمون
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }إبراهيم42

الا تطمئن قلوبنا بذكر الله فنؤمن بان الظالم هو الخاسر [خسران مبينا] وأن الله يمد لهم فى الغى تنكيلا بهم وعقابا حتى لا يكون لهم نصيبا من نعيم الله فى الآخرة وان المظلوم هو الذى أفلح وإنتصر فى الدنيا والآخرة وأن الله قادر على أن ينجى عباده المؤ منين من بطش وظلم وإستبداد هؤلاء الضالين عن صراط الله المستقيم الغافلين عن رقابة الله عليهم ,
وإذا تساءلنا نحن نعلم نصرالمظلوم فى الآخرة فكيف فى الدنيا ونحن نراه مظلوم مقهورا فقيرا محتاجا يلقى به فى غياهب السجون والمعتقلات ويلقى من العذاب ما لا يعلمه إلا الله , نعم نرى هذا كله بل واكثر إذ ربما يصل فى بعض الأحيان الى فقد الحياة مثلما حدث فى قصة إبنى آدم {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }المائدة27و يقول الله سبحانه وتعالى لهؤلاء المستضعفين فى آيات القرآن ما يطمئتهم بأن معاناتهم لن تضيع هباء بل ينتظرهم نعيم مقيم عند ربهم إذا ثبتوا على إيمانهم وصبروا

{يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران 171
{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ }النحل127

{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }الشورى43
{وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً }الإنسان12
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ }البلد17
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }العصر3
فهم إن كانوا مؤمنين حقا فهم يستبشرون الخير والجزاء الحسن من الله عن جهادهم وصبرهم راضين بما هم فيه إنتظارا لنصر الله وعدله وإنتقامه ممن ظلمهم فتشفى صدورهم فى الدنيا والآخرة وقد يقول قائل بأن ذلك خنوع وإستسلام وتقاعس عن الجهاد فى سبيل الله وأقول له لا لأن الله حين فرض الجهاد [ بالقوة] كان ذلك فى الدفاع حين وقوع إعتداء [ حرب]
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216
{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة190
وإذا تفكرنا فى أمره سبحانه بعدم الإعتداء نجده حماية من الله للمؤمنين بهدف عدم إستعداء الظالمين فيتعرض المؤمنين لإعتدائهم وليس حماية أو رحمة بمن ضل عن سبيل الله
والتخلف عن الدفاع عند ذلك أى عند تعرض المؤمنين للقتال وخروج جيش المؤمنين للدفاع هو المنهى عنه ولكن تصدى فرد أو مجموعة أفراد لمستبد ظالم يملك السلطة والجيش والسلاح وإستعداءه أعتقد أن ذلك ليس من الحكمة والموعظة الحسنة لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286
وإذا قرأنا ما أنزله الله فى توجيه خاتم النبيين وأمره سبحانه لرسله بإبلاغ ما أنزل اليهم {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ }الشورى48 ونفس المعنى فى [ آل عمران 20,المئدة 92,99 ,الرعد 40 ,النحل 35, 82 ,النور 54, العنكبوت 18, يس 17 ,التغابن 12 ]وكلها تؤكد أن ليس على الرسل إلا البلاغ وعندما كان الرسول يحرص على هداية أقاربه ومن يحبهم يقول له القرآن{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56 وعندما كان يحزن لعدم إستجابة من يدعوهم يقول له الله {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً }الكهف6{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }الشعراء3 وأعتقد فى هدى كل هذه الآيات الكريمة ما ينأى بأهل القرآن عن تلك المواجهات الغير متكافئة والتى لم يكلفنا الله بها لأنه سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها والقرآن الحكيم بآياته وسوره ونوره وهديه معنا ومعهم ميسرا مبينا مفصلا وهو حجة علينا وعليهم يوم القيامة فلنقى أنفسنا وأهلينا من ضلال الضالين ومن إستبدادهم وهمجينهم ونسعى إلى أن يصل الفكر القرآنى لهدفه النبيل فى هدوء قدر الإمكان لأنه بدون توفر هذا الهدوء لن يصل سواء الى الظالم أو المظلوم أعتقد أن ذلك هو الحكمة التى دعا اليها القرآن, ويكون ذلك بتناول ما يتلقاه المسلمون من معلومة دينيه فى مقررات المدارس والمعاهد وكليات الأزهروعلى منابر المساجد تناولا هادئا عقلانيا بالدراسة والتحليل من وجهة النظر القرآنيه دون التمادى الى النقد اللاذع أو تسفيه من يعتقد هذا الفكر فى ضوء[ آل عمران 28 ]لأن لكل حرية معتقده وهو المسئول أمام خالقه سبحانه وتعالى عن ذلك ,لعدم إثارة السلطة وإستعدائها على القرآنيين وأهليهم المسالمين والمحاولة قدر الإمكان جعل حوار الإصلاح بين فكر وفكر وليس بين أشخاص أ وجماعات

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57
وهؤلاء المظلومين عند لقاء ربهم يقول عنهم ربهم سبحانه وتعالى
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }آل عمران170 صدق الله العظيم

اجمالي القراءات 20854