الأدب الإسلامى

رضا البطاوى البطاوى في الأحد ٠٩ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

النقد الأدبى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
يدور الكتاب حول أصول النقد الأدبى .
النقد :
هو إبانة محاسن العمل الأدبى وإبانة مساوئه مع مدح المحاسن وذم المساوىء ويهدف النقد للتالى :
-أن يتلافى الأديب إنشاء عمل أدبى يتعارض مع الإسلام.
-أن يرنو الأديب لتجويد أعماله بحيث تنفع المسلمين .
-أن لا يهضم حق المجيد فيمدح لأنه أحسن بينما المسيىء يساء له بالذم جزاء إساءته إذ كرر الأخطاء بعد النقد الأدبى .
أسس النقد :
تتمث&aacutacute; أسس نقد العمل الأدبى فى التالى :
ألا يفسر الناقد أى أمر فى العمل حسب رأيه وإنما حسب رأى صاحب العمل إن كان حيا وذلك لأن صاحب العمل أدرى به من الناقد مصداق للمثل القائل أهل مكة أدرى بشعابها .
أن يظهر الناقد المنكر فى العمل ويبين حكم الإسلام فيه وبعد ذلك يأمر صاحب العمل بالمعروف وهذا يكون فى حالة عدم إنكار صاحب العمل للمنكر فى عمله وهذا تطبيق لقوله تعالى بسورة آل عمران "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ".
ألا يفسر الناقد أى أمر فى العمل فى حالة موت صاحب العمل تفسيرا مزاجيا وإنما تفسيرا ظاهريا فنحن لنا الظاهر كما أمرنا الله بقوله بسورة النساء "ولا تقولوا لمن ألقى السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ".
أسس نقد الأديب :
تتمثل أسس نقد أى أديب فيما يلى :
دراسة كل ما صدر للأديب من أعمال دراسة فاحصة لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصتها وذلك حتى يكون الحكم الصادر حكم عادل لا أثر للهوى فيه مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "وإذا قلتم فاعدلوا".
فى حالة عدم تيسر دراسة كل ما صدر من الأديب من أعمال يجب على الناقد التالى :
أ- الإشارة للمدروس من الأعمال ب- الإشارة لغير المدروس من الأعمال ج- إصدار حكم عادل على المدروس فقط وكل هذا من باب أمانة المسلم .
د-مراعاة التطور التاريخى للأديب لأن عدم مراعاة هذا التطور يجعل الحكم الصادر حكم خطأ بنسبة كبيرة فالناقد قد يصدر حكم بكفر أديب ما لأنه قال أو عمل يتعارض مع الإسلام وقد يكون قد عمل عملا ما ثم تراجع عنه ولكى يجنب الناقد نفسه الخطأ الخاص بالتطور التاريخى عليه الإتصال بالأديب إذا كان حيا والإستفسار منه عن موقفه تجاه القضية التى هى دليل على كفره وأما إذا كان ميتا ولا توجد أدلة يقينية على التطور التاريخى فيكتفى بإبانة المساوىء وعدم تكفير الأديب وهذا هو ما سماه الله التبين بقوله بسورة النساء "كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا ".
المقارنة بين الأدباء :
أسس المقارنة بين أديبين فى الإسلام هى :
لا تجوز المقارنة بين مسلم وكافر لأن لا جدال فى أفضلية المسلم فى الإسلام لقوله بسورة القلم "أفنجعل المسلمين كالمجرمين ".
تجوز المقارنة بين مسلم ومسلم أو بين كافر وكافر لإستواء الدين .
تقتصر المقارنة على الأعمال الأدبية فمثلا مقال فى مقابل مقال أو رسم فى مقابل رسم أو مسرحية فى مقابل مسرحية بشرط كون العملين فى موضوع واحد .
الأديب الأفضل هو الأقل مخالفة للإسلام فإذا تساويا فى عدد المخالفات ينظر لما أتى به أحدهما من معلومات زائدة عن الأخر فإن تساويا فى المعلومات ينظر للأساليب فيفضل صاحب الأسلوب السهل المفهوم للكل .
لا ينظر فى المقارنة للشهرة أو النسب أو الحسب أو الصداقة أو كثرة الأعمال .
على الناقد فى نهاية المقارنة أن يعلن النتيجة مسببة ولا يكتفى بتفضيل واحد على الأخر وذلك حتى يكون كلامه سليما وإلا فلا يفضل أحدهما على الأخر .
المقارنة بين الأعمال الأدبية :
أسس المقارنة بين عملين هى :
لا يجوز المقارنة بين عملين مختلفى الموضوع .
المقارنة بين عملين موضوعهما واحد لمعرفة أوجه التميز بينهما .
العمل الأفضل هو الذى يوجد به أقل عدد من المخالفات للإسلام أو لا يوجد به مخالفات فإذا تساويا فى العدد أو إنعدام المخالفات ينظر لكم المعلومات الصحيحة فإن تساويا ينظر للأسلوب فيفضل السهل المفهوم للكل على الصعب الذى لا يفهمه إلا القلة وإذا تساويا فى الأسلوب لا يفضل أحدهما على الأخر حتى لو كان أحدهما طويل والأخر قصير أو أحدهما به محسنات قولية أكثر من الأخر .
لا تجوز المقارنة بين عملين أحدهما من عصر مختلف عن الأخر بقرن إلا إذا كان العملان فى موضوعات لا تختلف باختلاف العصور .
النقد التعاونى :
ينقسم النقد لنوعين :
الأول الخارجى حيث ينقد الناقد عمل أدبى لغيره والثانى الداخلى حيث ينقد الأديب عمله هو ويتميز النقد الداخلى بالتالى :
معرفة الناقد لظروف إنتاج العمل واختياره لهذا وتركه لذاك وحذف هذا وتطويل ذلك وما شاكل هذا من الأمور كما يعرف نقاط الضعف والقوة فى العمل والناقد الخارجى يجهل هذا ولذا يقتصر عمله على إبانة المحاسن والمساوىء فى العمل وأما إذا أراد الاشتراك فى الحذف والإطالة والاختيار وغيره فعليه الاتصال بالأديب إن كان حيا للإستفهام منه عما يريد من الأمور وأما استعمال الظن فمحرم لقوله بسورة الحجرات "إن بعض الظن إثم " إذا التعاون هو أفضل فى النقد تطبيق لقوله تعالى بسورة المائدة "وتعاونوا على البر والتقوى ".
ألقاب الأدباء :
درج النقاد على وصف الأدباء بألقاب تحمل معنى وحيد الفن مثل أمير الشعراء وسيد المترسلين وسيد الرسامين وحكيم الشعراء ومهرج العالم وهذا التقليد له حدود فى الإسلام تتمثل فى عدم إطلاق لقب يحمل معنى وحيد الفن أو أحسن واحد فيه على أى أديب للتالى :
إشاعة الألقاب للكراهية بين الأدباء لأن كل منهم يرى أنه الأحق بها.
أن الألقاب تبين عقم الأمة عن إنجاب المثيل أو الأحسن وهو ما يخالف الواقع .
أن هذه الألقاب تعطى فكرة غير صائبة عن صاحب اللقب كما تمنحه أمور أخرى ككثرة البحوث عنه مع إغفال الأخرين الذين قد يكونون أفضل منه .
حول بعض المصطلحات النقدية :
شاعت فى النقد مصطلحات عن كتابة الأدب وقد جعلها البعض قواعد لا محيص عنها رغم أنها أمور تحدث كما يحدث غيرها ومنها :
ما يحدث للشاعر :يقال أن الشاعر لا يقول الشعر إلا نتيجة تجربة انفعالية كالفرح والغضب والحق هو أن الشاعر يقول الشعر لأسباب عدة منها الانفعالى ومنها غير الانفعالى .
وقت الكتابة :يزعمون أن هناك وقت معين للكتابة يكتب فيه الأديب وهو غير صحيح غالبا لوجود ظروف طارئة لا يعرف الإنسان بوقوعها مقدما كما لا يدرى موعد حدوث المخالفات لما يعتبره صوابا كما لا يعرف بالملاحظات والمشاهدات التى تأتى فى أى وقت كما أن المعلومات قد تنثال على عقله فى أى وقت ودون مقدمات .
حالة العقل:الأديب يعمل فى أى ظرف سواء عقله صافى أو مختلط وحاكمه فى هذا إرادته .
حالة الجسم :يعمل الأديب وهو مريض كما يعمل وهو سليم .
حالة التطور :يقولون أن الأديب يتطور على مرحلتين أولهما الإجادة على طريقة بعض الأخرين وإن كان يحاول الاختلاف عنهم وثانيهما إما السير على طريق بعض الأخرين وإما شق طريق جديد ينسب له وقطعا الأديب يتطور أو لا يتطور وهو قليل الحدوث .
البروز :يبرز الكاتب فى شكل ما من أشكال الأدب فينسبه النقاد له مع أنه قد يكون كتب فى غيره وهذا غير جائز فلا يقال الروائى فلان أو القصاص فلان وإنما الأديب فلان .
التأثر :يقولون تأثر فلان بفلان وعلان وهم قد يكونون صادقين فى هذا أو كاذبين .
أن ما يسمى بكتابات الخيال العلمى وهى الحكايات التى تدور حول أمور لم تحدث ليست كتابات مفتوحة وإنما مقيدة بأحكام الإسلام والحكم المقيد لها أن تتحدث عما يمكن حدوثه وليس عما يستحيل مثل وصول الإنسان سليما للقمر والنجوم والعودة للماضى والذهاب للمستقبل وسيطرة الآلة على الحياة ومقابلة مخلوقات لا حقيقة لها وتصغير الشىء وتكبيره مثل الإنسان وهى مستحيلات فى الوحى الإلهى لأنها تدخل فى عداد ما يسمى المعجزات أى الآيات وقد منعها الله فقال بسورة الإسراء "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ".
من هذا يتبين لنا حرمة الكتابة عنها والواجب على المؤلفين هو الكتابة عما يمكن حدوثه مثل المخترعات المدمرة أكثر أو التى تحدث نفع أكثر فى مجالات الحياة المختلفة
من الشائع فى بعض أشكال الكتابة مثل المسرحيات وما يسمونه الروايات تناول شخصيات تاريخية بالكتابة عنها وفى هذه الشخصيات يجب الإلتزام بالأمانة بمعنى أن يرص الأديب ما حدث للشخصية دون تدخل منه لأنه إن تدخل فوضع من عنده أحداث لم تحدث فقد خان الأمانة وتسبب فى تشويه أو تحسين الشخصية دون حق له فى هذا ،وهناك شخصيات تتضارب النصوص عن حياتها والأديب فيها لابد أن يتخذ أحد موقفين :
البعد عن تناولها وإما تناولها بطريقة الإنتقاء حيث يختار ما شاء من النصوص ومن الممكن تناول الشخصيات بطريقة التخيلات مع إضافة كلمة تخيلات فى العنوان فهذا يعفيه من الخيانة .
الحياة منبع للحكايات سواء قصص أو مزجيات أو متخيلات فمن كلام الناس نستطيع تبين بعض المنابع التى قد توحى للإنسان بالحكايات التى تكتب ومنها :
-الغيبة والنميمة والبهتان مثل هذا الحوار :
تعرف فلان الفلانى
أعرفه
لقد عمل فى فلانة الفلانية أعمال شنيعة .
ماذا فعل ؟
أخذها 0000000 ثم حصل 00000 ثم00000
من هذا الحوار يمكن كتابة الحكاية التى هى نتيجة حكاية فلان وفلانة .
-ما يحدث عند زيارة القبور كالحوار التالى :
المرحوم كان رجل طيب .
المرحوم كان ابن مين يا أختى ؟
المرحوم ابن فلان وفلانة وكان 00000 وكان 000 وكان000
هذا الحوار الطويل حول فلان المرحوم يمكن تأليف حكاية منه .
-الإخبار عما جرى للمتحدث ولنقرأ الحوار التالى :
قابلته الساعة العاشرة فى شارع 000 ومشينا معا 00000
وبعد ذلك
قابلنا فلان وجلسنا 00000 وذهبنا 0000 والذى حصل000
من سرد ما حدث للمخبر يمكن تأليف حكاية .
يجب استنباط أسس الأشكال الأدبية من خلال ما نمارسه أو نحكيه فى حياتنا فمثلا الشعر يجب أن يكون موزون مقفى حنى نستطيع التفرقة بينه وبين النثر كما أننا فى حياتنا نفرق بين الذكر والأنثى من خلال أعضاء معينة وأما تفرد كل مجموعة أبيات عن الأخرى فى الشعر أو تفرد كل بيت عن الأخر فله أصل فى حياتنا فأى إنسان عندما يجلس ليفكر فإنه لا يفكر فى موضوع واحد وإنما يطرأ على نفسه موضوعات عدة ولذا سموا النفس قلبا لأنها تتقلب من شأن لأخر وأما فى القصة والمتخيلة والمزجية فأسسها من حياتنا فعندما يحكى أحدنا عن موقف حدث له يقول :حدث فى الوقت الفلانى فى المكان الفلانى كذا ثم يسرد ما حدث ويصف الأحوال وقد ينسى شىء ويعود فيتذكره فيرويه فى نصف الحكاية أو بعد شىء منها وعند تقطيع كلام الحاكى نخرج من الحكاية بعناصر هى الزمان والمكان والحوار والوصف والإستدراك وغيرهم .
أن قول الناقد تأثر فلان بفلان فى العمل يجب إثباته إما بالنقل الحرفى للنصوص أو بإقرار من فلان المتأثر.

اجمالي القراءات 10314