المعقول واللامعقول في الفكر السني والشيعي والقرآني

عمرو اسماعيل في الأحد ٢٦ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لقد كنت علي وشك كتابة هذا التعليق تحت مقال الاستاذ حسن جرادات الرائع .. عن الفكر السني والشيعي .. ولكن قررت كتابته في مقال حتي لا تتحول التعليقات تحت مقاله القيم الي جدل قد يقلل من قراءة المقال نفسه ويحولها الي التعليقات .. فيبدو أن تعليقاتي تكون بداية لمثل هذا الجدل ..
وتعبير الفكر السني والشيعي هو بديل جيد جدا لتعبير الدين السني والدين الشيعي و الأديان الأرضية .. فهناك دين واحد عند المسلمين وأفكار بشرية له .. منها السني والشيعي والقرآني ..
أما عن السنة فهناك جزء لا يختلف فيه الفكر السني عن الشيعي عن القرآني .. وهو قبول السنة العملية المتواترة .. للمناسك والعبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج عند الجميع .. الا في القليل .. المهم أن مبدأ السنة العملية مقبول عند الجميع .. وهو ما يمثل أرضية مشتركة من الممكن الانطلاق منها ..
نجيء الي السنة القولية .. والمنطق والعقل يقول .. أنه بلا شك هناك سنة قوليه ... لأنه ليس من المعقول منطقيا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يكن يتكلم وهو يعلم المسلمين مناسكهم .. وليس معقولا أنه لم يكن يتكلم وهو يشرح لهم ما قد يكون قد خفي عنهم وما لم يفهموه من القرآن أو مما يسألون عنه في أمور دنياهم مما سكت عنه القرآن ..
ومن المنطقي والعقلي في نفس الوقت أن يكون لكلامه وأقواله هذه قيمه عند معاصريه من المسلمين ثم عند باقي المسلمين بعد وفاته ..
ولكن في نفس الوقت .. من المنطقي والمعقول أن يطلب الرسول من معاصريه ألا يدونوا كلامه هذا .. حتي لا يتحول الي قرآن ..
ومن المنطقي والمعقول أن يكون أكثر من لستمع الي رسول الله وأكثر من سأله هم المقربين اليه .. من أهل بيته أولا .. وعلي رأس هؤلاء ابنته وزوجها ثم حفيديه ثم زوجاته ثم صحابته المقربين ..
ولكن ليس من المعقول ولا المنطقي أن تكون الأغلبية العظمي مما وصلنا من أحاديث ليست عن طريق هؤلاء .. باستثناء أم المؤمنين عائشة .. وأن تكون معظم هذه الأحاديث .. أحاديث أحاد .. وصلتنا عمن كانوا أطفالا في عصر الرسول أو من عاشروه لفترة بسيطه أو لم يكونوا من الصحابة والمقربين ..
من المعقول والمنطقي أن تنتشر الآحاديث عن الرسول بعد وفاته دون تدوين كما أمر .. ولهذا من المعقول والمنطقي أن يضع كل صاحب رأي وبحسن نية أو بسوء نيه رأيه في صورة حديث حتي يضمن لرأية الانتشار ويضفي عليه قدسية ..
ولهذا كان من المعقول والمنطقي أن يطلب ولي أمر المسلمين وقد كان عمر بن عبد العزيز تدوين الحديث وبحسن نيه حتي لا يتسرب اليه الوضع والتحريف .. تماما مثلما فعل عثمان بن عفان قبله مع القرآن .. حتي لايمكن تحريفه والاختلاف حوله .. وقبلنا مع فعله عثمان! و اختلفنا مع ما فعله عمر بن عبد العزيز ..
ولكن ماكان لا معقول وغير منطقي أن يعتمد مدونوا السنة والحديث عند السنة والشيعة علي السند أكثر من المتن .. فتسربت الي كتبهم أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان .. مخالفة للقرآن والمنطق والعقل ..
وايضا مما هو لا معقول وغير منطقي ألا يقبل أهل القرآن بالسنة القولية المصاحبة منطقيا وعقليا بالسنة العملية ورفضها تماما ... واعتبارها دينا أرضيا .. ورفض معظم ما في التراث حتي المنطقي والعقلي منه ..
أذا ما هو العقلي والمنطقي للخروج من هذا المطب .. في رأيي .. وهذا الرأي قد لا يكون منطقيا ولاعقلانيا في رأي الآخرين .. العمل برأي الإمام حعفر الصادق الموافق للعقل والمنطق ..
اعرضوها (السنة القولية ) على كتاب الله فان تطابقت فخذوا بها والا فاضربوا بها عرض الحائط ..
والله أعلم


عمرو اسماعيل

اجمالي القراءات 11629