تابع كلمات من على المنبر فى أوخر الثمانينات وأوائل التسعينات
ملائكة النار وخزنتها

محمد صادق في الأربعاء ٢٤ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

               تابع كلمات من على المنبر فى أوخر الثمانينات وأوائل التسعينات

                                         ملائكة النار وخزنتها


اللــه رب العزة كما يخلق النار يخلق ملائكتها وهذه الملائكة لهم سمات مخصوصة يقول عن سقر " عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة .." ويصف أولئك الملائكة " عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللــه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " ، وزعيمهم إسمه مالك، واصحاب النار يناد&;دونه " يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون "أى يا مالك إجعل ربك يقضى علينا فنموت فيكون الرد.. لآ.. إنكم هنا ماكثون " قاعدون لا خروج منها، ثم فى داخل النار خزنة " وقال الذين فى النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ".

ثم هناك أبواب النار عليها ملائكة آخرون " وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ".
ثم هناك ملائكة آخرون يقومون بعمليات التعذيب بإعتقال من يحاول الهروب من جهنم ويُعيدنهم بالمقامع التى من حديد " ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق ". هنا وقفة...
أولئك الملائكة بالذات لا يُحاسبون، المعروف ان اللــه سبحانه يُحاسب الملائكة جميعا " يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمــن وقال صوابا "، وبعد أن يُحاسب الملائكة يقول رب العزة عن حسابهم " وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقُضى بينهم بالحق وقيل الحمد للــه رب العالمين ".

الملائكة لهم قدر من الحرية وهم غير ملائكة جهنم، من أجل ذلك يقول رب العزة عنهم " لا يشفعون إلا لمن إرتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم انى إلاه من دونه فذلك نجزيه جهنم " ونحن نعلم أن إبليس كان من الملائكة فحين عصى ربه أصبح من الجن " كان من الجن " كان هنا بمعنى أصبح... المهم أن ملائكة النار هم الذين لا يُحاسبون وذلك لأنهم يُخلقون مع خلق النار أى بعد أن ينتهى الحساب يخلق اللــه النار ويخلق لها ملائكتها وهذه الكملائكة لا يعصون اللــه ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون... نعوذ باللــه من النار ومن العاملين عليها.

بعد أن تعرضنا لطبيعة النار وملائكتها كما جاء فى القرءآن الكريم، نختم هذه الوقفة مع طبيعة النار بتخيلها كما جائت فى الآيات. واضح أنها دائرية لأن اللـه يقول " وان جهنم لمحيطة بالكافرين " أو " لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش " أو يقول " يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم " أو " من فوقهم ظُلل من النار ومن تحتهم ظُلل " أو " إنا إعتدنا للظــلمين نارا أحاط بهم سُرادقها ".
معنى ذلك أن جهنم دائرية محيطة بالكافرين ونعلم أن جهنم دركات وأن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار أو ما يعرف بسواء الجحيم أو آخر درك فى جهنم حيث تنبت شجرة الزقوم وفى سورة الرحمــن الآية 43 يقول رب العزة " هذه جهنم التى يُكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن ".
أى ان المجرمين يطوفون بين جهنم وبين الحميم، وجهنم والحميم مواضع من مواضع النار، والآية تعنى أن المجرمين يطوفون – فى آن – أى فى وقت أو فى زمن – فنتخيل انك واقف أمام إناء فيه ماء يغلى وفى هذا الماء حبات صغيرة فتجدها تدور حول نفسها مع غليان الماء من مكان إلى مكان. فهذا هو شأن المجرمين فى النار وفى أثناء ذلك يُحاول بعضهم الخروج فتلحقه ملائكة جهنم بالمقامع الحديدية ويُضرب بها ثم يُعاد فيها.

موقف أشد المعذبين فى النار
طالما قد عرفنا ان النار دركات فقد وصفها اللــه بأوصاف كثيرة منها السعير والجحيم والحميم وسقر، نتوقف هنا مع أشد المعذبين فى هذه النار، مع المنافقين...
" إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ..." ولا يذهبن العقل بكم إلى إعتبار المنافقين هم عبد اللــه ابن أبى وأمثاله فى عصر الرسول محمد، إنما المنافقون فى كل وقت وكل زمان وعلامتهم أنهم يُعلنون الإيمان بالقرءآن الكريم ولكن فى حقيقة الأمر فإيمانهم الحقيقى فيما يخالف القرءآن من أقوال يتسبونها إلى الرسول أو إلى اللــه.
ثم إذا تعارضت آية من آيات القرءآن الكريم مع حديث آخر منسوب إلى الرسول أو إلى اللــه فيما يُعرف بالأحاديث القدسية، تركوا القرءآن وتمسكوا بالبهتان.
أولئك هم المنافقون فى كل زمان وكل مكان وهم الذين قال عنهم رب العزة " إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار "، أيضا من أشد المعذبين فى النار آل فرعون فيقول رب العزة " ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب ".
ومن أشد المعذبين أيضا فى النار اولئك الذين لم يكتفوا بالكفر وإنما إسطنعوا الصد عن سبيل اللــه، فهناك كافر قفل عليه كفره وظل فى حاله، وهناك كافر آخر أبى شيطانه إلا أن ينشر الكفر ويصد الناس عن سبيل اللــه.

فإذا وقف شخص وتحدث بالقرءآنن وقف يتحدث بالبهتان أو ما يقوله سُنــة، ذلك هوالذى يصد عن سبيل اللــه ولهم عذاب فوق العذاب، يقول رب العزة " الذين كفروا وصدوا عن سبيل اللــه (اى صدوا عن القرءآن) زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ".
القرءآن الكريم يقول لا شفاعة وهم يقولون إشفع تُشفع وأسأل تُعطى، القرءآن يدعو إلى الحق والتقوى وهم يدعون للفســاد طالما سيُشفع فيك، إذن إزن وأقتل أو إسرق .... ولو زنى ولو سرق رغم أنف أبى ذر... فستجد من يشفع لك.

المشركين المنافقين المكذبين بئايات اللــه
حين يستقر أهل النار فى النار ومحاولاتهم للخروج فلم ينجوا منها، يحاولوا أن يخاطبوا اللــه والتوسط إليه والتوسل للتخفيف عنهم عذاب جهنم فيكون الرد عليهم " ذلكم بأنه إذا دُعى اللــه وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا ...". إذا قيل... يقول اللــه كذا وكذا كفرتم ولا بد أن يقول اللــه ويقول فلان فى صحيح البخارى أو مدد يا رب ومدد بحق جاه النبى، أو مدد يا رب ومدد يا حُسيــن.

لا بد أن تكون هناك شركة وكفر " ذلكم بأنه إذا دعى اللــه وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم للــه العلى القدير ". وبعد أن يئسوا أن يستجيب اللــه لهم على حسب ما تعودوا من إتخاذ الوسائط، فيطالبون مالك ان يطلب من اللــه نفس الطلب فيقولون " ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك " فيرد مالك عليهم ويقول " ... إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق " أى جئناكم بالقرءآن فماذا فعلتم به، قلتم ناسخ ومنسوه، قلتم أن آيات العذاب مقصود بها أهل قريش وقوم نوح وهود ...الخ.
" لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون " تركتم القرءآن وتمسكتم بمنهاج آخر سميتموه سُــنة واعتبرتم القرءآن ناقص والقرءآن لا يكفى وأنه محتاج لمن يشرحه من البشر، وقلتم انه غامض يصعب فهمه.

بعد ذلك يدخلون فى حوار آخر مع ملائكة النار " وقال الذين فى النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب " طالما يئسوا من الخروج حين ذلك يطلبون التخفيف " قالوا – أى خزنة جهنم – أو لم تكُ تأتيكم رسلكم بالبينات ".
لاحظ هنا لم يقولوا ألم تأتيكم رسلكم بالأحاديث، لم يقولوا ألم يأتيكم محمد عليه السلام بالبخارى وإنما قال " ألم تأتيكم رسلكم بالبينات " أى كُتب اللــه البينة الواضحة التى لا تحتاج إلى ما يسمونه بالسـُـنة لكى توضح لأن كُتب اللــه التى تأتى فإنها تأتى بينات واضحات.
" أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال". المشركون المنافقون المكذبون بئايات اللــه وهم فى جهنم لا يسأمون من دعاء اللــه أن يمن عليهم بالخروج ومع ذلك لا مجال للخروج أبدا.
" ألم تكن آياتى تتلى عليكم " لم يقل ألم تكن أحاديث البخارى أو مسلم أو صحيح فلان أو مش صحيح فلان ... "ألم تكن آياتى تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون ".

ألم يقل ربنا فى القرءآن " أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من فى النار "، ومع ذلك كذبتم بهذه الآيات وقلتم لا إنه يشفع وإنه يُخرج الناس من النار ويُدخلهم الجنة.
ألم يقل ربنا فى القرءآن " ليس لك من الأمر شئ " ولكن كذبتم بها وقلتم أن اللــه خط خطا وحد حدا يقول رحمتى وأقول أمتى... والكلام الفارغ والكاذب على اللــه وعلى الرسول.
" ألم تكن آياتى تُتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون" ... " قال إخسؤا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادى يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكرى وكنتم منهم تضحكون ".
من يدخل النار لن يخرج منها، وسُحقا لهذه الأحاديث الضالة التى يُصر أصحابها ان ينشروها بين الناس وعلى ان ينشروا الفساد بسببها.

الحوار والخصام مستمر بين أصحاب الجحيم ومع ذلك هناك حوار آخر بين اصحاب النار وأصحاب الجنة، حوار يبدأ بدخول أصحاب الجنة إلى الجنة وبدخول أصحاب النار إلى النار. حين يدخل أصحاب الجنة إلى الجنة ينادون أصحاب النار " ونادى اصحاب الجنة أصحاب النار ان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم ان لعنة اللــه على الظالمين ".
بعد ذلك اصحاب النار وهم يُعانون من شرب ماء الحميم ومن طعام الزقوم ينادون اصحاب الجنة يطلبون خبزا او يطلبون ماء " ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللــه قالوا إن اللــه حرمهما على الكافرين ".

" إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ " الأعراف {40}

" إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ {51} يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ " غافر {52}

أيها الأخوة الكرام لقد إنتهينا من كتاب " من الحشر إلى الحساب وتخاصم أهل النار "
ولنا لقاء قريبا إن شــا ء اللــه تعالى مع كتاب آخر إن كان فى العمر بقـيــة.



اجمالي القراءات 88357