هل نجح التدين السني رمضان؟
هل هذه من أخلاق شهر رمضان الكريم؟

محمد البرقاوي في الإثنين ٢٢ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرّحمان الرّحيم.


السلام عليكم.

أعزائي القراء لن أطيل عليكم الكلام كثيرا لأنني سأعتبر هذه المقالة مجرد خاطر من خواطر شهر رمضان الكريم، و الذي اتفقنا جميعا على تسميته بشهر الرحمة و الخيرات. لما دخل شهر رمضان الكريم استبشرت في نفسي خيرا، و قلت ها قد حل رمضان بيننا أخيرا و ها هي همم المسلمين تتقد بشعلة عزائم حب الخير و تغيير النفس الأمارة بالسوء إلى نفس لوامة تلوم صاحبها إن قصّر في فعل الخيرات. كيف لا أستبشر خيرا و الله تعالى قد أثنى Ú على الإنسان خيرا و قال في سورة العاديات ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) ). كيف لا أستبشر من جديد و جميع القنوات الفضائية التي تسمي أنفسها إسلامية قد وعدت جمهرها الحبيب ببرامج ستنهض بالأمة من جديد و ستغير ما بأنفسها حتى يغير الله تعالى ما بهم و يشفي أنفسهم من داء التقصير في تبليغ الدين و عمارة الأرض، كيف لا يكون ذلك و وعد الله تعالى حق ( إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ). قبل رمضان اتفق الفقهاء مع عوام الأمة و خواصها على تعليم الناس هذا الحديث ( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة و أغلقت أبواب جهنم و صفدت الشياطين و نادى مناد يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر. مر من رمضان أكثر مما بقي منه و لم يبق منه إلا الأيام و الساعات و القليلة. و لنا أن نتساءل ما الذي استفاده المسلمون من رمضان؟ عندما تفتح شاشة التلفزيون فإنك تفاجأ بأن أخبار القتل و الدمار و إرهاب الناس بالمتفجرات لم تنته في رمضان، بل كثر القتل و الهرج في بعض الدول التي ترى نفسها في غاية الوفاء للدين الإسلامي مثل باكستان و العراق. و ما تفجير الأمس عن ذلك ببعيد، فإن كانوا يكرهون رئيسهم فأتمنى منهم أن يصدقوا مرة في حياتهم و يحبوا الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى حب الحياة. و بالمرور على أحداث الأمس نجد كذلك مشهدا مروعا هز العالم كما هز أم الدنيا – مصر – الحبيبة في قلوبنا جميعا، فنشاهد كيف يختطفون الأبرياء باسم الدين أو الجهاد أو غيرها من المسميات الدينية التي ترتبط للإسلام بأي صلة غير كون الإسلام بريء منها إلى يوم الدين. و أقول لهؤلاء الذين يحبون أن يختطفوا و يقتلوا أهل الذمة و أهل الكتاب باسم الدين، ألا تتذكرون على الأقل ذلك الحديث القائل ( من قتل ذميا فأنا حجيجه يوم القيامة )، أم أنكم تلومون أهل القرآن في تفريطهم في علم الحديث كما تزعمون ثم لا تلزموا أنفسكم بما تؤمنون. و مازال مسلسل التخريب و الإفساد في الأرض مستمرا و ما أظنه سينتهي لا في رمضان و لا في الأشهر الحرم و لا في الليالي البيض أو السود و لا في أحلام ألف ليلة و ليلة. و لم نر الشياطين قد صفدت بعد، و لكنها كثرت و عششت أكثر في عقول الإرهابيين إلى أن فرّخت بيوضها في عش عمائمهم، كما لم نر أي باغ للخير من السلفيين يدعو لإيقاف الهزل و اللعب بأرواح الناس البسطاء، بل أهل العزم و الكرم منشغلون جدا بحبهم الشديد للنجومية و إرهاب الناس نفسيا من خلال فتاويهم المتناقضة و اللامعقولة و لعل خير شاهد على الأحداث يكون ما أتحفنا به أخيرا الشيخ محمد المنجد بفتواه الداعية لقتل عدو الإسلام اللدود ألا و هو الفأر ميكي - لا تظنوني قد جننت بعد لأن عدو الإسلام هو ثلاثي الفقر و الجهل و الإرهاب - . و بعد هذه الفتوى المضحكة حمدنا الله جميعا لأن جميع مشاكل المسلمين قد حلت جميعا و تحرر الأقصى الأسير و شفي الناس أجمعون و عم السلام بيوت المسلمين و لم يترك بيت مدر و لا وبر إلا دخله. أخيرا، كي نكون من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه و امتثالا لقول الله تعالى ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) فإني أتوجه بالشكر و تحية المحبة و التقدير للداعية الشاب أحمد مازن الشقيري و برنامجه خواطر، الذي لامست أثره الطيب في سلوكيات المسلمين الذين زكا فيهم حب التنافس في فعل الخيرات و الإستكثار منها. و الله هو من يتقبل من عباده المتقين. و لمن لا يعرف برنامج خواطر الذي تبثه قناتي الرسالة و إم بي سي، أقول بأنه برنامج بسيط لا يدعو لله تعالى من خلال الخطب العنترية العصماء، و لكن بالحكمة و الموعظة الحسنة. و لعل أكثر حلقات البرنامج تأثيرا في النفوس هي الحلقة الخاصة بأهل الكتاب في القرآن الكريم. صدقوني لما شاهدت تلك أحسست لأول مرة بأن أهل الكتاب مدللون جدا في القرآن الكريم كما اكتشفت أن لهم حقوقا كثيرة في القرآن الكريم لم أتدبرها من قبل. أخيرا سامحوني إخواني إن أطلت عليكم في خواطري و لكن حبي لكم يجعلني أؤمن أنكم ستصبرون علي و ستبصرون ما كنت أسعى إليه من خير في هذه المقالة، و الله وحده الأعلم بسرائر عباده أجمعين.

- همسة في أذن الذين يفسدون في رمضان و غيره : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) ). أين تقواكم و خوفكم من الله تعالى في رمضان؟؟؟؟؟؟؟.

اجمالي القراءات 11425