هل أنت مسلم ..؟ أين لحيتك ..؟

رضا عبد الرحمن على في الخميس ١٨ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

هل أنت مسلم ..؟ أين لحيتك ..؟



على الرغم أن الحرية الدينية هي مبدأ أساسي من مباديء الإسلام الموجود في القرآن إلا أنه بعد انتشار وسيطرة ثقافة التدين الظاهري على معظم المسلمين في العالم ، وبعد تمكن الفكر المتطرف المبني على اللحية والجلباب على معظم منابر الدعوة عبر المساجد أو الفضائيات أو الندوات أو الاجتماعات السرية أو العلنية بواسطة خلايا تنظيمية لجماعات نشر التعصب والتطرف الوهابية ، أصبح التدين غاية في السهولة والصعوبة في الوقت ذاته ، التدين الظاهري الذي يعتمد على الشكل والمظهر الخارجي للإنسان أمراً سهلاً ، حيث بإمكان كل إنسان أن يطلق لحيته حتى لو كان من مدمني البانجو والمخدرات ، ومن بائعي الحشيش أو من السوابق أو المسجلين خطر ، من الممكن لأي إنسان أصيب بحادث أدى إلى تشويه جزء من وجهه أن يطلق لحيته ، ، وبذلك يستر عيباً حدث في وجهه ، كما أن كل شخص نحيف أو نحيل يفضل ترك لحيته ، وبهذا يضمن كل واحد من هؤلاء لنفسه نظرة احترام وتوقيرمن أصحاب الفكر المتطرف المتعصب الذي يجعل اللحية جزء أساسي من الدين ، وهذه الأمثلة وأكثر منها واقعية مائة في المائة ، ولا أذكرها من الخيال.

أقول هذا الكلام لأن جماعات التطرف أو جماعة الأخوان في مصر وجماعة أنصار السنة التي كنت أظن أنهم أقل تطرفاً وأقل تعصباً ، فوجئت أنهم يستخدمون نفس الأسلوب ونفس المنهج ، التكفير المباشر لمن يختلف معهم على الفور ، وحدث ذلك معي شخصياً ، حيث قالها لي أحدهم مباشرة (ليس بعد الكفر ذنب) ، ولقد عشت مخدوعاً فيهم ، وكنت أظن أنهم يطلقون اللحى ويلبسون الجلباب ، ولا يتدخلون في شئون الغير ، ولكن يبدو أنهم يتظاهرون بذلك لكي يخدعون الناس ، أو لمجرد الاستقلال فقط أو متبعين سياسة خالف تعرف ، و بذلك لا يتم تصنيفهم مثل جماعة الأخوان ، بأنهم متطرفون أو متعصبون ، ولكن من وجهة نظري الشخصية المتواضعة إن جماعة أنصار السنة لا تقل خطراً عن أي جماعة من جماعات التطرف في العالم الإسلامي ، فهم يخدعون الناس ، ولكنهم يؤمنون بنفس الفكر المتعصب المتطرف الذي لا يقبل الأخر على الاطلاق ، وسلاح التكفير أول سلاح لديهم يوجهونه لمن يختلفون معه ، ومن أبسط تصرفاتهم التي تعبر عن حقد وضغينة داخلية ، اتفاقهم جميعا على عدم القاء السلام على أي شخص يختلف معهم فكرياً ، وهم بذلك يعاقبون هذا الشخص على فكره ومعتقده ، وحدث ذلك أيضاً معي شخصياً ، وبالطبع أنا لا أكتب هذا لكي أدعي الاضطهاد أو أي شيء من هذا القبيل ، فأنا قادر على التعامل مع أمثال هؤلاء ، وتجاهلهم نهائياً ، ولكن أقول هذا لكي أوضح أن أي إنسان مسلم يطلق لحيته معتقداً أنها دين أو جزء من الدين ، فهو يـحوي في داخله أطوار متعددة للتطرف تخرج وقت اللزوم لكل من يختلف معه في الرأي أي رأي ، هذا الشاب الذي يطلق لحيته بإيمان تام أنها فرض ودين ، ويريد فرض أفكاره على الناس هو متعصب سواء كان في مصر أو فلسطين أو الجزائر أو السعودية البلد الأم لهذا الفكر ، ومنشأ هذا التطرف والتعصب ، إن هؤلاء الشباب يريدون محاسبة الناس في الدنيا متجاهلين يوم الحساب من ناحية ، ومتناسين أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو المحاسـِب لكل البشر.

هؤلاء الشباب يعتمدون اعتماداً كلياً على اللحية في تقييهم للإنسان ، لدرجة أنه وصل بهم الحال إلى سؤال البعض (أنت مسلم .؟ أين لحيتك .؟) ، وبهذا الحال وبهذا الفكر الظلامي المتطرف الذي يعتمد الشكل مقياساً للتدين الذي لا يحكم فيه إلا الله جلا وعلا ، أقول أنهم خطر على المجتمعات الإسلامية ، وإنهم أول من يعطل مسيرة الشعوب العربية نحو الديمقراطية والحرية والتطور والتحضر والتمدن ، وأكبر دليل على هذا جماعة الأخوان في مصر بدأت عملها في عام 1927م تقريباً ، وإلى الآن لابد أن نسأل ماذا قدمت جماعة الأخوان للمصريين ، كم مصنعاً أنشأت ، كل ما قدمته للمصريين لم يكن خالصاً لوجه الله تعالى ، ولكن لأهداف سياسية بحتة ودعاية مقصودة ، ورغم انتشار الفقر والفقراء إلا أنهم يُصرون كل الإصرار على بناء المساجد الفاخرة الخمس نجوم التي تساعدهم في نشر دعوتهم ونشر فكرهم والسيطرة على الشعوب باللحية والجلباب والنقاب ، فهي جماعة متقلبة تبحث عن مصالحها الخاصة وأهدافها المنشودة ، حيث كان دوماً الإسلام هو الحل شعارهم ، لكن عندما تفشى الفساد والغلاء ، فكان لزاماً عليهم تغيير هذا الشعار قبيل انتخابات المحليات في العام الجاري 2008م ، فعدلوا الشعار إلى ( معاً ضد الفساد ) ، و(معاً ضد الغلاء) حتى يتماشى دورهم مع مشاكل الشعب ، ولكن أيضاً لأهداف خاصة منشودة محسوبة.
وأخيراً أحذر كل مسلم من كل شخص يطلق لحيته معتقداً أنها كمال الدين والتدين ، لأنه من الممكن أن يأتي اليوم الذي يجول فيه هؤلاء الناس في الشوارع سائلين كل إنسان (أنت مسلم .؟ أين لحيتك.؟) .

والله جل وعلا هو المستعان.

اجمالي القراءات 22849