البحوث الشمولية والبحوث التخصصية

زهير الجوهر في الثلاثاء ١٦ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تحية طيبة

عكفت هذه الأيام أقرأ بعض المقالات هنا وهناك في هذا الموقع, ولفت أنتباهي مقالات الأستاذين الكبيرين أنيس محمد صالح وشريف هادي. وكان موضوع الجدال هو حول تعريف "الأسلام". وكما هو واضح فهذا الموضوع موضوع كبير له جوانب كثيره وتدخل فية وجهات النظر الشخصية أيضا. وبينما أنا أقرأ هذه المقالات والتعليقات تحتها وخصوصا التعليقات ذات الطابع العنيف نوعا ما من قبل الأستاذين شريف أحمد وشريف صادق. تذكرت في الحقيقة مقوله لأحد كبار فلاسفة العلم في التأريخ الا وهو برتراند رسل حيث قال ما معناه : كل المحاولات الفلسفية الطامحة ذات الطبيعة الشمولية والتي تريد أن تفسرأساس كل شيء من الميتافيزيقا الى الأخلاق كان نصيبها الفشل, بينما المحاولات التخصصية الأقل طموحا ثبت أنها ذات فائدة أكثر رغم محدودية بحثها.

وأستطرق يقول لأيضاح ذلك بأن المحاولات الفلسفية الكبرى من ديكارت وليبنتز ولوك  وأنتهاءا بكانت وهيغل لم تكن مثمرة و أتضح بعد الخبرة الطويلة في تأريخ الفلسفة  ان عالما يفني عمرة في التجارب حول قضية محددة على الفئران يأتي بنتيجة راسخة مفيدة أكثر من كل تلك المحاولات الكبرى التي تحاول تفسير كل شيء.

وفي الحقيقة فأن أفضل ماكتب على هذا الموقع خلال الأسابيع الماضية والذي خرجنا معه بنتيجة جيدة هو مقاله الأستاذ خالد حسن:

آية واحدة ترد على أطنان الكتب التي تقول بزواج الصغيرة

بينما محاولة الأحاطة بموضوع مثل " ماهو الأسلام" ذلك الموضوع المتشعب المعقد , لم يأتي بنتيجة مقنعة للكل, لا بل كان مورد خلاف بين كتاب المقالات والمعلقين أيضا.

ماذا لو ركز كل منا على مواضيع محددة في القرآن مثل موضوع القتال في القرآن , وقام بعرض الموضوع في سلسلة حلقات تتناول الآيات الواحدة تلو الأخرى يبين لنا ما قيل في هذه الآيات, ورأية الشخصي بأستخدام منهاجه الشخصي للوصول الى شرح الآية, ويبين لنا في النهاية تأثير تلك النتيجة على الفهم الحالي. هناك مواضيع مهمة, مثل موضوع العدالة بين الناس في القانون الأسلامي, موضوع حرية التعبير, موضوع الزواج والطلاق, موضوع الحقوق الشخصية وحقوق المجتمع وغيرها...

لو ركزنا في بحوثنا على مواضيع محددة وليس على فلسفات طامحة لتعريف كلمة مثل الأسلام, وكلمة مثل الأيمان, وغيرها فهذا المواضيع في رأيي يجب ان تترك لحد أكتمال القاموس القرآني والبحوث القرآنية الرصينه في المحكم من القرآن. قضية طويلة, ثم من بعدها ربما نحاول مثل هكذا محاولات طموحة, والتي في النهاية كما يبدوا من تجارب الفلسفة لن تكون ناجحة على الأغلب.

الله سبحانه وتعالى دعانا الى أستخدام العقل في تدبر القرآن, وكذلك القلب بمعنى العاطفة النبيلة في تدبر هذا القرآن, فبدون العقل السليم والعاطفة النبيلة لايمكن لأحد ان يمس جوهر القرآن.

أستخدام العقل يجرنا الى مسأله الأستفادة من  تجارب الآخرين العقلية, فالفلاسفة كان ديدنهم الميتافيزيقا وبالنهاية أنتهى بهم الأمر الى تحليل اللغة. وتركوا كل هذه المحاولات الكبرى بعد الفشل المتكرر فيها على مئات السنين من قبل كبار العقول في التأريخ.

كذلك يجب أن نستفيد من تجارب الأديان الاخرى وأخطاؤها كي لانقع فيها.

طبعا هذا الذي أقوله هنا لايعدوا خبرة شخصية بسيطة لي مع هذه المواضيع الفلسفية. وأحببت أن أبوح بما جال في صدري لعله يكون ذا فائدة.

وأرجوا ان لايفهم من مقالي هذا بأني أسفه آراء الأستاذين الكبيرين أنيس محمد صالح وشريف هادي المحترمين. فهما من القامات والعقول الفكرية الكبيره في هذا الموقع.

مع التقدير الكبير و الحب والأحترام للكل

 

 

 

اجمالي القراءات 13015