فبأي حديث بعده يؤمنون
آية واحدة ترد على أطنان الكتب التي تقول بزواج الصغيرة

خالد حسن في الجمعة ١٢ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

                                                      بسم الله الرحمن الرحيم


رواد ومشرفو وكتاب موقع أهل القرآن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبدو أن المسلمين اليوم يعيشون في سبات عميق و قد أعطوا عقولهم
إجازة مفتوحة لحين إشعار آخر فمسألة زواج السيدة عائشة من الرسول عليه السلام وهي ذات الست سنين والدخول بها وهي تسع سنين تم الرد عليها مئات المرات وتفنيدها تاريخيا وعقليا ولكن لا حياة لمن تنادي , و يبدو  أن المسلمين أصبحوا تحت سيطرة الشيوخ و لا ينظروا إلا كما يريد لهم شيوخ التراث أن ينظروا , وقد أصبحوا يتعاطوا الأحاديث كالمخدر لما فيها من تعطيل العقل ولما لها من قدسية مزعومة أحاطها بها شيوخ الثعبان الأقرع و من ينكر حتى حرفا واحدا من هذه الأحاديث فليتبؤ مقعده من النار وسوف تصله تأشيرة جهنم في القريب العاجل .

أن الذين يعتقدون بحجية الأحاديث هم فئتان :

- فئة الشيوخ والعلماء والفقهاء الذين يعيشون على هذه الأحاديث فإنكار السنة لديهم هي الضربة القاضية لهم وهو بمثابة سحب البسطاء من تحت أرجلهم , فإله الحديث من ذهب يدر عليهم أموالا طائلة , فإذا تم إنكار السنة فهذا يعني العشرات من كليات الشريعة ستعلن إفلاسها وكثير من مواد الفقه وعلوم القرآن والأحاديث ستصبح وقودا لتدفئة مما يعني أن الكثير من دكاترة الشريعة سيبدءون رحلة البحث عن عمل من جديد , فالأحاديث من وجهة نظرهم تجارة لن تبور , فهم يتاجرون بالدين ولا يريدوا أن يفكروا للحظة واحدة بتناقضها أو عدم صدقيتها فالتفكير في هذا الموضوع يعني الجوع .


أما الفئة الثانية : هم فئة العوام الذي كنت منهم , فهم فريسة الفئة الأولى , وذلك بسبب جهلهم وعدم متابعة الأمور الدينية أو بشكل أدق عدم الاهتمام للأمور الدينية من حهة , وبسبب الآلة الإعلامية الدينية الضخمة التي تحيط بهذه الأحاديث وبزمرة الشيوخ من جهة أخرى , فإذا أعملت عقلك قليلا في الأحاديث وشعرت بشيء من التناقض فسرعان ما ينسحب عقلك تحت وطأة هذه الآلة الإعلامية الضخمة وتبدأ باتهام عقلك بالقصور الفكري أو عدم أهليتك في الدخول في هذا المجال ,  ويراودك القول : هل كل هذه الأمة على خطأ و أنا على صواب ؟  ثم تطوف في ذهنك العشرات من الكلمات في مدح الشافعي والبخاري والأمام مالك التي تبين علمهم وورعهم التي تسمع بشكل يومي على الفضائيات من شيوخ الوعظ وآخرهم الشيخ عبد المهدي عبد القادر الذي صرح علنا بعصمة البخاري على قناة الصفوة التابعة لشبكة أوربت خلال نقاشه مع الباحث إسلام البحيري قبل أيام .

نعود لموضوع زواج الرسول من أمنا عائشة بنت أبي بكر
فهناك آية قرآنية واحدة ترد على من قال بتزويج الصغيرة ومن قال بتزويج الرضيعة

(( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا ......)) النساء 6

تدل هذه الآية الكريمة التي ترد على أطنان المجلدات والفتاوى الفقهية التي تبيح زواج الصغيرة وذلك لأن الفقهاء انشغلوا بالأحاديث وهجروا كتاب الله

فهذه الآية تدل على وجود سن معينة لبلوغ النكاح ولا يمكن أن يكون 6 سنوات أو 9 , ولو كان الزواج من الصغيرة جائز أو الزواج يجوز في أي عمر حتى للطفل الرضيع , فما فائدة هذه الآية التي تقول (( حتى إذا بلغوا النكاح )) ؟؟؟؟


فالصغير يكبروينمو حتى يصل إلى سن معينة وفي تلك السن يكون قد بلغ النكاح و يجوز عقد الزواج له أما قبل ذلك فلا يجوز, . وفي الآية أعلاه يقرن الله بلوغ النكاح بسن الرشد , فهل يمكن للفتاة ذات ال6 أو ال 9 سنوات أو الرضيعة أن تكون بلغت النكاح وتكون قد آنست رشدا ؟؟؟؟  أو هل  تفهم معنى  كلمة جنس أو زواج حتى ؟؟!! ناهيك عن الأمور الجنسية الأخرى ؟؟؟!!! فهل قد بلغت النكاح هكذا ؟؟!!!

قال تعالى على لسان الرسول يوم القيامة عند الحساب وعندما تقف أمة الإسلام بين يدي الله (( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ))
ولكن للأسف نبقى متحجرين ولا ننظر إلى كتاب الله إلا في الجنائز والمقابر , وقد يقول قائل نحن نسمع القرآن يوميا قبل الذهاب للدوام وبعد القدوم منه وأجعله رنة رئيسية للجهاز الخلوي , وعندما أنام أفتح على قناة المجد أو غيره من الإذاعات فكيف تقول أننا نهجر القرآن ؟
فأقول أن هجره هو هجر العمل به و الالتفات إلى غيره وأخذ التشريع من تلك الكتب الصفراء الفاقع لونها .

اجمالي القراءات 41653