الى الأحبة :كل عام وانتم بخير ..مع حلول رمضان 1429

آحمد صبحي منصور في الأحد ٣١ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


1 ـ لا يبدو رمضان هذا العام مختلفا عن الأعوام السابقة ، على الأقل منذ بداية هذا القرن الحادى و العشرين ..كانت هناك آمال فى تأييد أمريكى للديمقراطية فى الشرق الأوسط أضاعها الرئيس بوش بتورطه فى العراق ..خبت الآمال وقبعت تنتظر الرئيس القادم لأمريكا بينما لا تزال الشعوب أسيرة لدى المستبدين بها و المتحكمين فيها بقوات ( الشعب ) المسلحة.
ورمضان هو شهر الصوم و الصلاة و الدعاء. ولا شك أن دعوات المظلومين يشتد أنينها فى رمضان خصوصا وأن تحالف الاستبداد والفساد قد أنجب الغلاء الذى يأكل الفقراء ويلتهم المساكين و يقضى على ما بقى من رمق ( المستورين ) . هذا بينما تتضخم وتتضاعف كل يوم خزائن ناهبى الشعوب ، وكلما تضاعف بلايينهم إزدادوا نهما ،، وكلهم يزعم انه مسلم ، وكلهم لا يعرف أن الله تعالى بعد أن أرسى تشريع الصوم فى رمضان فى سورة البقرة ( 183 : 187) أعقبه بتشريع يؤكد على صوم من نوع آخر هو الصوم عن أكل اموال الناس بالباطل ، يقول تعالى (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ( البقرة 188 ). وهم لا يشبعون من أكل لحم شعوبهم ، ولا يرتوون من مص دمائهم . والأغرب أن أكثرهم قد بلغ من العمر أرذله ، ولم يبق له سوى خطوات فى طريقه للقبر ، ولكنه يمضى فى طريقه مستمسكا بما عاش عليه .. مستحقا للشفقة لأن أمامه حساب عسير يعقبه عذاب مستطير ..
دعوات المقهورين لن تضيع هباءا .. فى رمضان أو غير رمضان..
ولكن نرجو ان يكون رمضان وهذا العام أحسن حالا .
ندعو الله جل وعلا بالنصر للمؤمنين ، والعزة للمقهورين والكفاية للمحرومين . ونرجو من الله جل وعلا ان يستجيب الدعاء.
2 ـ موقع أهل القرآن يدخل فى رمضان خطوة جديدة..
سنبدأ فى إذاعة محاضرات ، وسننشر كل يومين مقالا تاريخيا عن ملامح ومضان فى تاريخ المسلمين ، ولذلك سنتوقف مؤقتا عن متابعة تاريخ علم التاريخ فى حضارة المسلمين ، هذا عدا أبحاث جديدة فى التأصيل ، نرجو أن يشارك فيها أعمدة أهل القرآن بالكتابة و النقاش .
كما أرجو منهم ومن جميع أهل القرآن وأصدقاء أهل القرآن متابعة أبحاث الشباب فى قاعة البحث ، ويسرنى ذلك النقاش الواعى الدائر بين شباب الباحثين أنفسهم وهم يتناقشون فيما يكتبون . وأتمنى أن تتألف مجموعة من المعقبين لتتابع الباحثين من الشباب ، وأعيد هذا آملا أن يستجيب الأحبة لهذا المطلب.
3 ـ ما نقوم به لن يذهب هباءا .. والله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملا..
وهنيئا لكل من قدم عملا صالحا يبتغى به وجه الله جل وعلا وحده ..وليس هناك أفضل من عمل يبرىء الاسلام من الاتهامات التى تلاحقه ظلما وعدونا ، وتسىء اليه وهو دين الله جل وعلا.
وستمر الأيام ويأتى جيل جديد يبحث تاريخنا كما نبحث نحن تاريخ من سبقنا. ولهذا فليعلم كل من يخط حرفا إن ما يكتبه سيكون حكما له او عليه فى الأجيال القادمة ، وثم سيكون حكما له أو عليه يوم يقوم الناس لرب العالمين ..
إن الله تعالى قد أقسم بالقلم وما نسطره نحن البشر بالقلم : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)(القلم 1 : 2) .
إن هذا القسم بالقلم يجعل مسئولية كبرى على كل من يمسك قلما ليسطر به كلاما ليقرأه الناس. يموت الكاتب ولكن يظل ما يسطره شاهدا له أو عليه.
هذا درس عظيم من دروس القرآن ومن دروس التاريخ والتراث أيضا.
كل ما نكتبه ـ نحن البشر ـ فى ميدان الدين سيظل بعدنا سواء كان فى الهداية او فى الاضلال ..
وتلك أخطر مسئولية ،لأن الذى يكتب فى إضلال الناس سيكون مسئولا عمن أضلهم بغير علم ، وسيأتى يوم القيامة يحمل أوزاره وأوزار من صدّق كلامه ، يقول تعالى (لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) ( النحل 25 ).
أرجو أن نتذكر هذا قبل أن نخط حرفا .. فسنموت ويبقى بعدنا ذلك الحرف ..
وكل عام وانتم بخير.

اجمالي القراءات 13971