هل توجد حرية بين العبد وبين الله تعالى ؟؟

Inactive User في السبت ٢٣ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


ألإخوة الأحباب

لقد كتب الأستاذ رضا عبد الرحمن مقالاً عن حرية العقيدة فى القرآن , ولم أختلف معه فى أهداف المقال النبيلة وهى الدعوة لحرية الرآى والفكر والعقيدة وهى دعوة يثمنها القرآن الكريم ويؤكد عليها فى أكثر من موضع خصوصاً فى الآية الكريمة المحكمة فى سورة الكهف ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، وهى آية تؤكد على حرية كل إنسان أن يؤمن بالله تعالى ودينه أو أن يكفر ، وحسابنا جميعاً عند الله تعالى يوم القيامة .وأود هنا أن اشير إلى أن الله تعالى كان يدمر القرى الكافرة بأكملها إذا ما أصرت على الكفر مثلما فعل مع قوم نوح ( أغرقهم) وقوم عاد ( أخذتهم الصيحة ) وقوم ثمود ( ارسل عليهم حاصباً ) وقوم لوط ( جعل عاليها سافلها ) وهذا أكبر دليل على أنه فى عصور ما قبل الرسالة الخاتمة لم تكن هناك حرية كفر ، ولكن بعدما اقتربت الساعة وجاءت الرسالة الخاتمة فقد انتهت ظاهرة التدمير الكلى للكافرين وحلت محلها حرية العقيدة حتى قيام الساعة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والحساب عند الله تعالى يوم القيامة , ويعتبر هذا السبب من أهم اسباب خطأ إستدلال الأخ رضا بأمثلة لأقوام سبقوا الرسالة الخاتمة .

لقد كان وجه إعتراضى على الأخ رضا على ماساقه من أمثلة لا تتناسب مطلقاً مع مقاله عن حرية الفكر والرأى والعقيدة ، ولقد قام باقتطاعها من سياقها دون تدبر وحاول أن يثبت انها أدلة قرآنية على حرية العقيدة ولكنه كان أبعد ما يكون عن الحقيقة عندما اختار تلك الأمثلة ، ولا أنسى أن اقول ان المثال الوحيد الذى ذكره وكان صحيحاً هو مثال مدينة رسول الله عليه السلام حيث كان يعمها الخير والحب والوئام والسلام بين أصحاب الأديان والمعتقدات المختلفة من مسليمن ويهود ونصارى وصابئة وغيرهم .



اما باقى ألأمثلة التى تناولها الأخ رضا واعترضت عليها ولم يعجبه إعتراضى فسوف أتناولها هنا بشىء من الشرح والتفصيل :

(1) المثال الأول يقول الأخ رضا :
ولا : قصة الملائكته وإبليس وأمر الله جل وعلا إليهم بالسجود لآدم ، عندما أخبرهم جل وعلا أنه سيجعله في الأرض خليفة ، وأمرهم بالسجود إليه يقول تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة ، وهنا قمة الحرية لكل فريق ، الملائكة سجدوا جميعا لآدم متبعين أمر خالقهم سبحانه وتعالى ، وإبليس رفض أن يسجد لآدم وكفر ، ليس هذا فحسب ، إنما استمر في عناده حيث قال سبحانه وتعالى يوضح لنا كيف كان ذلك (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) الحجر ، وهنا زاد إبليس على عصيانه وكفره برب العالمين بأنه سوف يضل الناس إلى قيام الساعة ، وهذا كله تم أمام المولى عز وجل وهو القاهر فوق عباده ، وبقدرته أن يخسف به في لمح البص

* وكان ردى عليه فى هذا المثال كالآتى :
(1) أنت تقول أن إبليس عندما عصى أمر ربه ورفض السجود لآدم كانت هذه قمة الحرية وهذا خطأ كبير ، فلا توجد حرية ولا ديمقراطية بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى لأن العبد عليه طاعة أمر ربه فوراً بلا جدال ، وعندما أمر الله عبده إبليس بالسجود لعبده آدم مع باقى الملائكة كان عليه الطاعة المباشرة بلا جدال أو عصيان ولذلك فلقد استحق غضب الله بسبب عدم تنفيذ أمره سبحانه .

وأى عبد يعصى الله تعالى ويعيش مصراً على العصيان معانداً فهو كافر مستحق لغضب الله تعالى ، فلا توجد حرية بين العبد وربه ، ولكن الحرية والعدالة ( الديمقراطية) هى مصطلحات بين البشر وقد أمر الله تعالى بها فى عشرات الآيات من مثل ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون ) .. فهذه قمة الدعوة للديمقراطية والعدالة بين الناس .

الحرية الدينية والفكرية مطلب دينى هام ، ولكنه بين البشر وليس مع الله تعالى ، بدليل أن الله أعطى كل إنسان حرية الكفر وحرية الإيمان ولكن الله تعالى يدخل الكافرين جهنم فأين الحرية هنا؟ لو كانت هناك حرية بين العباد وربهم لدخل الكافر والظالم الجنة مع المؤمن والتقى ، ولكن ذلك قمة الظلم والله تعالى ليس بظالم ، ولذلك فالحرية بين البشر فقط وليست هناك حرية بين عبد وربه .

وإبليس حين عصى ربه كان كافراً جاحداً ولم يكن يمارس حقه فى الحرية .
(2) أقول لك مرة أخرى .. لا حديث عن الحرية هنا .. بالعربى هذا المثل ليس له مكان هنا وقد ذكرته أنت بطريق الخطأ ، لأنها لو كانت حرية لما طرده الله من الجنة فى نفس اللحظة ولعنه ووعده بالخلود فى جهنم ، باختصار شديد تعليقى يدور حول خطأ الإستدلال بهذا المثال فلا هو دليل على الحرية التى تتحدث عنها فى مقالك ، ولا يمكن أن تتخذه سنداً لوجهة نظرك .
(3) يا رضا يا حبيبى أنا للمرة الألف لست ضد فكرة المقال .. وأكرر لست ضد فكرة المقال .. ولو راجعت صفحتى لوجدت هذا الكلام مكتوباً فى مقالاتى مئات المرات ..

يا أخ رضا ويا د عمرو ويا د عثمان أنا ضد الأمثال التى ضربها رضا عن الحرية فضرب مثالاً بإبليس .. وقلت أن هذا المثل خطأ وليس له علاقة بالحرية ....لا توجد حرية ولا ديمقراطية بين عبد وبين ربه .. توجد أوامر ونواه من الله تعالى والعبد عليه الطاعة والتنفيذ وإلا يصبح كافراً .

مشكلتى كلها فى الأمثلة التى ضربها رضا لتوصيل فكرته فكلها أمثلة خاطئة ما عدا المثال الذى ضربه عن مدينة رسول الله عليه السلام فهى فعلاً كانت تتمتع بحرية فى الدين والعقيدة وكان يعيش فيها أقوام كثيرة من مختلف الديانات والعقائد.

أما مثال إبليس ومثال إبن نوح ومثال إمرأة لوط ومثال إبراهيم عليه السلام فكلها أمثلة ضربت بطريق الخطأ فى هذا المقال ويريد رضا إخراجها عن سياق نصها ليثبت صحة فكرته بطريقة خاطئة فى الإستدلال ..

أعظم ما ذكر فى القرآن عن حرية المعتقد هى قوله تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) .. وهى تعتبر من الآيات المحكمات

(2) المثال الثانى الذى ساقه الأخ رضا يقول فيه :
ثانيا : قصة نبي الله نوح عليه السلام ، وابنه الذي رفض أن يسلم أو يركب مع أبيه في السفينة وغرق كافرا ، رغم أن أباه نبي مرسل ، ولكن هنا حرية بلا حدود أيضا واختبار لنبي الله نوح عليه السلام ، وعندما ناقش نبي الله نوح مولاه جل وعلا في ذلك فقال له عز وجل إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح وهنا كفر واضح لابن نبي من أنبياء الله ، فهذا الابن عصى نبي الله وكفر بالله فتحول لعمل غير صالح بحريته الشخصية.
* وكان ردى على هذا المثال كما يلى :
يا أخ رضا والمثال الذى ضربته عن الحرية بكفر ابن نوح هو مثال خاطىء وخارج عن سياق نصه ، فنبى الله نوح لبث فى قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً على أمل أن يؤمنوا ولكنهم ظلوا كافرين معاندين فهل أيد حريتهم الدينية واقتنع بها وقال لهم أنتم فعلاً أحرار فى معتقداتكم ؟

لا والله لقد كرههم وسخط عليهم ودعا عليهم بالهلاك والدمار واقرأ معى ماذا قال نوح عن قومه لكى تعرف أنك ضربت أمثلة خاطئة وخارجة عن سياقها يا أخ رضا :

قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا

وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا

وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا

وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ۖ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا

مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا

وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا

إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا

رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا )) نوح 21- 28
(3) المثال الثالث الذى ساقه الأخ رضا هو :
امرأة نبي الله لوط عندما رفضت رسالة زوجها المرسل من عند رب العالمين ، وعصت أمر الله وكانت من الغابرين فعلت ذلك بحريتها على الرغم أن زوجها نبي ، ولكنها كفرت ، وهذا حقها ، ولكن لها حساب يوم الحساب ، ولم يكن هناك أي ردة فعل لزوجها نبي الله لوط تركها وشأنها في القرية التي دمرها المولى عز وجل ، لأنه يعلم علم اليقين أن الإيمان والكفر حرية كفلها المولى عز وجل لكل الناس حتى لو كانت من كفرت وخرجت عن الدين زوجته وأقرب الناس إليه.
* وكان ردى عليه هو :
ألمثال الآخر الذى ضربته عن كفر امرأة لوط هو مثال خاطىء أيضاً لأن لوط فى هذه القرية كان ضعيفاً وكان يعيش بينهم مهدداً ، والضعيف لا يمنح أحداً حريته ، بل إن كفر زوجته وإجرامها قد فرضوا على لوط فرضاً ، وما كان له أن ينبس ببنت حرف ، واقرأ ماذا قال لقومه عندما ظنوا الملائكة بشراً وأرادوا الإعتداء عليهم واقرأ قول الله تعالى
(وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ *وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَـٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ * قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ * قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ )) هود 77-90

هل قرأت الآيات الكريمات السابقة ؟

بالله عليك هل كان لوط فى موقف يسمح له بإعطاء أحد الحرية أو نزعها منه ؟

لقد كان رجلاً ضعيفاً وغريباً فى قوم كافرين يستخفون به ، ويهزؤون منه ، وشغلهم الشاغل هو الكفر والفسق والفجور ، وانضمت لهم زوجته بجبروت القوم الكافرين وليس لأنها حرية وافق عليها لوط ، أرجو يا أخ رضا أن تقرأ جيداً فى القرآن قبل أن تضرب منه الأمثلة .

مقالك هدفه رائع وهو حرية الإنسان فى الفكر والرأى والمعتقد

ولكن الأمثلة التى سقتها ليست فى محلها ما عدا مثال مدينة الرسول عليه السلام كما قلت فى تعليقى السابق
(4) المثال الرابع الذى ساقه الأخ رضا هو :
قصة إبراهيم عليه السلام وقوله لأبيه ، يقول تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )الأنعام:64 ، فكان أبوه يعبد الأصنام ، ولما تبين لإبراهيم عليه السلام أنه عدو الله تبرأ منه ، وهذا والده يقول تعالى ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )التوبة:114 ، ولكن هذه الأيام نجد نرى العجب كل شاب متعصب يريد أن يحصل من المجتمع فاتورة تدينه وتمسكه ما يعتقد ، ويريد أن يقدس الناس لحيته ، وجلبابه لأنه يصلي ويعتاد المساجد ، كما يريد أن يحاسب كل الناس على أفعالهم ، أكبر دليل على هذه التطرف الفكري ما تقوم به جماعات تأمر وتنهى الناس ، وكأنهم يوحى إليهم من السما.
* وهنا رد قام الأستاذ صهيب نور بالرد على الأخ رضا بهذا السؤال :
سؤال ملح لم أجد له إجابة عندكم :
جميع آيات القرآن -تقريباً تقرر حرية العقيدة، إ‘لا أنني وجدت ناصاً قرآنياً يختلف شيئا ما

هو قوله تعالى(قد كان لكم في إبراهيم أسوة حسنة إذا قالوا لقومهم إنا براء منكم كفرنا بكم و بما تعبدون من دون الله وبدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده )

فإبراهيم عليه السلام يعلن بكل صراحة عداوته و كراهيته لهم حتى يؤمنا بالله وحده، و في بداية الآية يقول تعالى بأن لنا أسوة حسنة في إبراهيم في هذا الموقف

فأين حرية العقيدة التي تحدثتم عنها سابقاً في هذه الآية الكريمة
* فقمت بالرد على الأخ صهيب نور وكان هذا ردى :
أشكرك على سؤالك القيم عن قول الله تعالى :

(( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )) الممتحنة 4

وأقول لك بتوفيق الله تعالى :

لقد كان إبراهيم عليه السلام وحيداً ضعيفاً فى قومه ولم يؤمن بدعوته غير أهل بيته ولوط عليهم السلام ,وكلنا نعلم أن قوم إبراهيم كرهوه بسبب عبادته لله الواحد الأحد وحاربوه وحرضوا عليه ، بل وصل بهم الأمر لإلقائه فى حريق كبير ولكن الله تعالى نجاه من هذا الحريق ونصره عليهم ، ثم خرج إبراهيم وأهله ولوط عليهم السلام جميعاً من بين قومهم مهاجرين إلى الأرض التى بارك الله فيها وهى أرض فلسطين ، واقرأ سورة الأنبياء من الآية 51 – 73

أى ان عدد المؤمنين مع إبراهيم لم يزد على ثلاثة أشخاص هم إبراهيم وأهل بيته ولوط ، وهؤلاء الثلاثة كانوا فى مواجهة قوم بأكملهم ، فلم تكن لديهم القوة والقدرة العسكرية ، ولم يكن الحكم والسلطان فى أيديهم ، بل كانوا مستضعفين لا حول لهم ولا قوة ، فعندما يعلنوا العداوة والبغضاء بينهم وبين هؤلاء المجرمين ، فإن ذلك حق لهم وهو تمسك منهم بعبادة الله الأحد بعد أن اذاقوهم العذاب والقوا بإبراهيم عليه السلام فى جحيم من النيران حقداً عليه وعلى عقيدته وعلى من آمن معه ، وبناءاً عليه توجب على إبراهيم والذين آمنوا معه أن يتبرؤوا من هؤلاء القوم المجرمين وأن يعلنوا لهم العداوة والبغضاء ، ولعلمك أخى الكريم أن كلمة عداوة ليس معناها أن يبدؤهم بالعدوان ولكن معناها أنهم يضمرون لهم الكراهية والبغضاء فى سبيل الله تعالى ، وليس من أجل مصالح دنيوية زائلة ، ولكنهم أعلنوا هذه العداوة والبغضاء نصرة لله تعالى ودينه وبراءة من الكفرة المجرمين ، لأن هؤلاء الكفرة ( قوم إبراهيم ) لم يتركوا إبراهيم ومن معه يمارسون عقائدهم بحرية فى بلدهم ولكنهم أذلوهم وأرهبوهم وحاولوا إحراق نبيهم ( عليه السلام) فكان أقل رد عليهم هو أنهم برءاء منهم وأنهم يعادونهم ويبغضونهم ، وانظر معى أخى صهيب ما هو تأثير معاداة وكراهية ثلاثة أشخاص فقط على قوم بأكملهم .
أخلص من ذلك أن إبراهيم والذين معه عليهم السلام كانوا قدوة لنا فى الآتى:

1- عبادة الله الواحد الأحد بلا شريك

2- محاربة عبادة الأصنام

3- التبرؤ إلى الله من الكافرين والمشركين

4- إعلان الكراهية والعداوة ( وليس العدوان) على هؤلاء الكافرين الذين عذبوهم وألقوا بنبيهم فى الجحيم .

5- الهجرة من أرض يعم فيها الكفر والشرك والفساد إلى أرض أخرى يعم فيها الخير والحب والسلام .

6- قوم إبراهيم هم الذين تهكموا عليه وسخروا منه ثم ألقوه بكل جبروتهم فى الجحيم ، ولم يعطوه الفرصة لممارسة شعائر دينه الجديد فى حرية .

وأخيراً تقبل منى خالص إحترامى
* وأخيراً أرجو التكرم من السادة القراء والكتاب والمفكرين بالإجابة على السؤالين الآتيين :
1- هل الأمثلة التى ساقها الأخ رضا عبد الرحمن فى محلها وتتناسب مع موضوع مقاله ؟ 2- هل توجد حرية وديمقراطية بين العبد وربه اياً كان العبد بشراً أو جناً أو ملاكاً ؟
وأخيراً تقبلوا جميعاً خالص إحترامى ومحبتى .













اجمالي القراءات 28785