تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 22

فوزى فراج في الأحد ١٠ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 22

بسم الله الرحمن الرحيم

فى حلقة اليوم من التساؤلات سوف  نتعرض لعدد من التساؤلات التى ربما تكون قد نوقشت من قبل , فإن كانت ولم اتذكر ,فأعتذر عن ذلك , كما ندعو الله عز وجل ان  يهدينا الى ما فيه خيرا وأن يشرح صدورنا لللإيمان  وان ييسر لنا ما خفى علينا لقوله, ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر, انه قريب مجيب الدعوات.

1-     فى الآية رقم 199 من سورة آل  عمران يقول عز وجل

199- وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ

الآية كما يتضح تتحدث عن أهل الكتاب, ليس كلهم , ولكن بعضهم, فتقول ( وإن من أهل الكتاب), لمن يؤمن بالله, وليس هناك فى ذلك اى تساؤل, وتستطرد الآيه لتقول ( وما أنزل أليكم ) , وهنا نتساءل, إذا آمن أهل الكتاب , وهم بالطبع اهل التوارة وأهل الإنجيل , فلو أمنوا بما أنزل ( إليكم) اى الى المسلمين  التى تخاطبهم الآيه , وما هو الذى انزل الى المسلمين , القرآن بالطبع, فإن آمن أهل الكتاب بالقرآن, فما الذى يقف او يمنع ان يطلق  عليهم أو ماهو الفارق بينهم وبين المسلمين, وكيف يمكن ان يظلوا بعد ذلك يوصفون بأنهم ( أهل الكتاب) . من المعروف ان هناك من آمن بالرسالة التى دعا اليها الرسول محمد ( ص), سواء من الكفار او من اهل الكتاب, واعتنقوا بذلك الدين الجديد الذى دعا اليه الرسول, فأصبحوا مسلمين, وليس من المحتمل ان تكون هذه الآيه تتحدث عن هؤلاء, إذا يكون السؤال, من هم هؤلاء الذين أمنوا بالقرآن الذى انزل على رسول الله , ولازال يطلق عليهم أهل الكتاب بعد ذلك, وهل هناك منهم من تبقى اليوم, هل هناك من المسيحيين او اليهود من يؤمن بالقرآن, ورغم ذلك لايزال يتبع التوارة او الإنجيل.

 

2-    من سورة النساء فى الآية 15 , 16

15- وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً

16-وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا

ان كانت الفاحشة هى الزنا, كما يتضح من الآية 15 أعلاه بالإستشهاد بأربعة شهداء, فهذه الآيه لم تذكر عقوبة الجلد, بل هذه الآيه تتحدث عن الفاحشة وتخص بذلك النساء فقط فى القول ( واللاتى يأتين الفاحشة), بينما الآية التى تحدثت عن الجلد مئة جلدة, ( آية رقم 2 من سورة النور ) تحدثت عن كل من الزانية والزانى, فهل نفترض ان هناك فارقا بين الفاحشة والزنا ولذلك لم يذكر الجلد هنا, وما هو الفرق خاصة وان الشرط فى إثبات الفاحشة هو أربعة شهداء أيضا. وما هو معنى إمساكهن فى البيوت حتى الموت او يجعل الله لهن سبيلا, فإن كان الله هو الذى سيجعل لهن سبيلا, فكيف يمكن لمن امسكهن فى البيوت ان يعرف دلالة ذلك السبيل من الله.  كذلك , عند قراءة الآية التالية رقم 16, نرى الآية تقول, واللذان , يأتيانها منكم, فأذوهما, فإن تابا وأصلحا, فأعرضوا عنهما, فهل الآية تتحدث  عن نفس الفاحشة؟, ولنفترض ان كلا الأيتين يتحدثان ليس عن الزنا, ولكن عن الشذود بين النساء او بين الرجال, فما هى الحكمة فى شرط أربعة شهود فى الأولى الخاصة بالنساء, وليس فى الثانية الخاصة بالرجال, وما معنى فأذوهما, والى اى مدى , وهل قولهما بالتوبة كما تقول الآيه يكفى ان يمنع عنهما الأذى, ولماذا نرى تباينا بالغا بين العقاب للرجال عنهم للنساء فى حالات الشذود او العكس, هذا بالطبع ان كان هناك اتفاقا على ان الفاحشة ليست الزنا ولكن الشذوذ.

 

3-    فى سورة  النساء الآية رقم 18 تقول الآية

18- وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

من الواضح ان التوبة ليست للذين يعملون السيئات, حتى اذا مرض احدهم او أحس بقرب اجله تاب من اجل التهرب من العقوبة, هذا مفهوم وواضح, ولكن الآيه تذهب ابعد من ذلك إذ تقول, ولا الذين يموتون وهم كفار, فأن نقول ان التوبة ليست لمن يموتون وهم كفار, كيف يمكن ان يموت الإنسان ثم يحاول ان يتوب بعد ان يموت, هل يعنى ذلك ان الإنسان فى اليوم الأخر سوف يعتقد – عالما انه قد مات, وأنه قد بعث وأنه فى طريقة الى الحساب – يمكن أن يعتقد انه يستطيع ان يتوب!!!

مع تمناتى بحوار مثمر

اجمالي القراءات 21001