إعجاز الترتيب القرآني في سورة الرحمن : الجزء الثاني

1 – عرفنا أن سورة الرحمن ( السورة التي تحمل اسما من أسماء الله الحسنى ) مؤلفة من 78 آية . عدد مماثل لمجموع الحروف المقطعة الواردة في أوائل بعض سور القرآن الكريم ، فعددها هو 78 حرفا .
السؤال : هل هي مصادفة ؟
2- إذا أحصينا عدد مرات تكرار لفظ " الرحمن " في القرآن نجده قد تكرر 57 مرة ، موزعة في 18 سورة . يلاحظ من النظرة الأولى أن العدد 57 عدد من مضاعفات العدد 19 . ( 19×3 ) . [ وقد توقف الذين تحدثوا عن لفظ الرحمن عند حدود هذه الملاحظة ، مستدلين بها &U; على الإعجاز العددي . الإعجاز الكبير هنا هو في العدد 319 ] .

الملاحظة التي أود أن نتوقف عندها ونتدبرها جيدا : إن أحرف لفظ " الرحمن " الستة ، كلها من بين الحروف المقطعة " النورانية " . فإذا أحصينا عدد مرات ورود هذه الأحرف في الحروف المقطعة ، سنجدها 57 مرة ، بعدد مرات تكرار لفظ الرحمن . ( الألف : 13 ، اللام 13 ، الراء 6 ، الحاء 7 ، الميم 17 ، النون 1 ) .
وهو ما يشير إلى الترابط بين عدد الحروف المقطعة ، وعدد آيات سورة الرحمن ، وتكرار لفظ الرحمن ..
[ هذه العلاقة واحدة في جميع الروايات ولا تتأثر باختلاف الترتيب والأعداد ) .
3 – عدد السور التي ورد فيها لفظ الرحمن :
عدد السور التي ورد فيها لفظ الرحمن هو 18 سورة . نستنتج أن عدد السور التي لم يرد فيها هو 96 سورة . ( 114 – 18 ) ما السر في هذين العددين ؟
من السهل ملاحظة أن الفرق بين عددي السور ، التي ورد فيها والتي لم يرد هو 78 ( 96 – 18 ) ، وقد عرفنا أن العدد 78 هو عدد آيات سورة الرحمن .
( هنا أحد الأدلة الواضحة جدا على أن عدد آيات سورة الرحمن هو 78 ) .
ليست مصادفة أن يرد لفظ الرحمن في 18 سورة لا غير .


4 – آخر مرة يرد فيها لفظ الرحمن في سورة النبأ :
آخر مرة ورد فيها لفظ الرحمن جاء في سورة النبأ . ما وجه الإعجاز العددي هنا ؟
سورة النبأ هي السورة رقم 78 في ترتيب المصحف ، لقد جاء في السورة التي رقم ترتيبها مماثل للعدد 78 عدد آيات سورة الرحمن . في هذا الموقع ورد لفظ الرحمن آخر مرة .
لقد روعي في تحديد موقع لفظ الرحمن آخر مرة ، التناسب مع عدد آيات السورة التي تحمل اسم الرحمن .
كما نلاحظ هنا ، أن عدد آيات سورة النبأ هو 40 ، وفي الآية رقم 38 يأتي لفظ الرحمن المرة الأخيرة ، الموقع الذي يؤلف مع عدد آيات السورة العدد 78 أيضا ( 40 + 38 ) . وفي هذا التحديد لموقع الآية هنا ، تأكيد لموقع السورة .
5 - لفظ الرحمن في سورة مريم :
لماذا سورة مريم ؟
كشفت عملية الإحصاء عن ظاهرة تستدعي التأمل ، لقد ورد لفظ الرحمن في سورة مريم وحدها 16 مرة ..
ووجدت بانتظاري معجزة تجل على الوصف ..
أكتفي الآن بذكر الملاحظتين التاليتين :
الأولى : قلت : لقد ورد لفظ الرحمن في سورة مريم 16 مرة . فإذا علمنا أن عدد آيات سورة مريم هو 98 آية ، من السهل ملاحظة الإشارة إلى العدد 114 عدد سور القرآن في مجموع العددين 98 + 16 = 114 .
الثانية : أين ورد لفظ الرحمن في سورة مريم في المرة الأولى ، وأين ورد في المرة الأخيرة ؟
المفاجأة : ورد لفظ الرحمن المرة الأولى في الآية رقم 18 . أذكركم أن عدد سور القرآن التي ورد فيها لفظ الرحمن هو 18 سورة . من يستطيع أن يزعم أن هذه مصادفة ؟
أين ورد المرة الأخيرة :
ورد لفظ الرحمن المرة الأخيرة في الآية رقم 96 . أذكركم أيضا أن عدد سور القرآن التي لم يرد فيها لفظ الرحمن هو 96 سورة .
[ لاحظوا الإشارة ثانية إلى عدد سور القرآن في مجموع رقمي ترتيب الآيتين 18 و 96 = 114 ]
أليس هذا دليلا على أن ترتيب سور وآيات القرآن ما كان إلا بالوحي ؟
هل هناك من تفسير آخر ..

4 : رقم ترتيب سورة مريم :
قلنا أن لفظ الرحمن ورد في المرة الأولى في سورة مريم في الآية رقم 18 ..
هذا يعني أن عدد الآيات قبلها 17 آية .
ونستنتج أن عدد الآيات بعد الآية 96 حيث ورد لفظ الرحمن المرة الأخيرة هو ، آيتان ( 2 ) . ما وجه الإعجاز هنا ؟
نلاحظ أن عددي الآيات ( قبل الأولى وبعد الأخيرة ) هو 19 وهذا هو رقم ترتيب سورة مريم .
وسبحان الله العظيم .
نهاية الجزء الثاني
نأمل أن نلمس تحولا في تعليقاتكم ... وأن يتوقف الزاعمون أن ترتيب القرآن اجتهادي بشري ( مجرد من العناية والتوجيه الإلهي  )عن هذا التخريف .