الجائزة الكبرى

احمد شعبان في الأربعاء ٠٩ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

أعلن أحد مواقع أهل القرآن عن مسابقة عبارة عن تقديم فكرة تجعل القرآن الكريم أكثر تألقا وقبولا لدى الناس .
لذا وجدتها فرصة كأحد المنافذ لعرض إنتاجي الفكري ، وتقدمت إلى المسابقة بموضوعين هما " النور والليزر " ، " نسق معرفي جديد للفكر الإسلامي " ، وبعد أن أعلن عن نتيجة المسابقة وجدت أن كل الأفكار الفائزة هي عبارة عن أدوات لتسهيل التعامل مع القرآن الكريم .
لذا كانت رسالتي إليهم عسى أن يهديهم الله لما غفلوا عنه وهو أن تلك الأدوات الفائزة ما هي إلا وسائل للوصول إلى النتائج التي ساعدت عليها تلك الوسائل وإليك عزيزي القارئ نص الرسالة التي أرسلتها :
السادة الأفاضل أهل القرآن القائمين على الجائزة الكبرى للقرآن الكريم
تحية مباركة طيبة وبعد
أتقدم إلى السادة الفائزين في مسابقة الجائزة الكبرى للقرآن الكريم بأرق وأجمل التهاني والأمنيات بالتوفيق الدائم في هذا المجال ، لما قدموه من إنجازات رائعة ، وخاصة في مجال سهولة التعامل مع القرآن الكريم .
كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم وقدم ما لديه لخدمة قرأننا العظيم .
أتقدم بهذه التهنئة وهذا الشكر بكل الحب والإخلاص وعن قناعة بأن هذه المساهمات الفائزة نحن في مسيس الحاجة إليها كآليات لسهولة التعامل مع القرآن الكريم
أقول هذا بصفتي أحد المشاركين في هذه المسابقة، والتي لم أكن أتوقع الفوز بها لأننا ما زلنا بعيدين عن تجديد الفكر الديني ، ولقد صدق حدسي أن المساهمات الفائزة هي آليات للتعامل مع القرآن الكريم وهذا رائع ، ولكني لم أجد نتائج فكرية من القرآن في أي منها ، وكمثال : كانت أكبر المساهمات الفائزة هي المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، تعامل مع الألفاظ والتي ما هي إلا أوعية للمعاني ، أوعية ما زلنا نقدم فيها أفكار الماضي ، فهل نحن في حاجة إلى تلك الأوعية في حد ذاتها أم هي وسيلة للوصول إلى المعاني والتي هي المراد ، ورغما عن الاستخدام لهذا المصنف والذي تم حذوه في برامج على الكمبيوتر ، إلا أنه لم تصادفه جائزة إلا بعد سبعين عاما .
ومن حوالي ربع قرن ميلادي وجدت أنني في أمس الحاجة لهذا المصنف ليساعدني كآلية في عملي والذي قدمته إليكم تحديدا ، وكنت لا أعلم بوجوده ، وشرعت في عمله لاستخدامي الشخصي ، وبعد عمل مضني استغرق ما يقارب الثلاثة أشهر حيث قطعت شوطا طويلا ، دخل على أحد الزملاء وسألني عما أفعل فأجبته فقال إن هذا العمل موجود بالفعل ويمكن الحصول عليه من مكتبة الشعب ففرحت جدا وكففت عن العمل فيه ، وحصلت عليه بمبلغ 360 قرشا وما زال عندي استخدمه حتى الآن .
آليات ممتازة تحمل واقعا فكريا مشوها ، ولم تعالج أيا منها الانتقادات الموجهة للقرآن .
وهذا يذكرني بالمطالبة بتجديد الخطاب الديني مع عدم ذكر شئ عن تجديد الفكر الديني الذي سوف نقدم من خلاله خطابا جديدا إذ كيف يتم تجديد الخطاب الديني وآلياته دون تجديد الفكر الديني ؟!! ، وما هي آليات تجديد الفكر ؟ .
ولقد تقدمت بفكرة جديدة للمسابقة ناتجة علميا ومنطقيا من القرآن الكريم عمرها ثلاثون عاما ميلاديا ، فهل لتظهر ويتم الاعتراف بها انتظر بعد أربعين سنة أخرى مثل الأستاذ / محمد فؤاد عبد الباقي ؟ .
يا سادة كفانا إهدارا لوقتنا ، والعالم من حولنا يتقدم ونحن في تدهور مستمر .
ما يجب أن نفعله يا سادة هو الانتقال من الطور التراثي الذي نعيشه إلى الطور النقدي المنتج للعلم القرآني والذي هو النبع الصافي لكل العلوم .
ومن الجدير بالذكر أنني وجدت عدم توافق ولا أقول تناقضا لعلي لم أفهم جيدا وهو فيما بين أن يقال :

" ولقد ارتأت اللجان أنّ فكرةً واحدةً بعينها تكون على قدر الجائزة كلّها لمّا تصلنا بعد " .
" وخاطب الشيخ وسائل الإعلام بما يوحي أن أهل القرآن يدّخرون إبداعاً مفاجئاً سيعلنونه في حينه يإذن الله.
وختم بعزم وثقة، أن أهل القرآن عازمون أن يفتحوا لهذا القرآن، بهذا القرآن، بوابة للتاريخ، ونافذة للنور!.
وسؤالي هنا هل ما ادخر كان خارج ما تقدم به المشاركون ، وما هو ؟
أم هو داخل المسابقة وأرجئ حتى يتم التحقق منه عمليا ؟ .
أنا لا أرجو مما قلت غير أن استحث القائمين على هذه المسابقة وغيرها أن يتجهوا إلى تجديد الفكر الديني، وأعتقد أن من الأفكار المقدمة ما يفي بذلك الهدف .
وفقني الله وإياكم لما ما فيه الخير لديننا وأمتنا التي نرجوا لها أن تقود العالم بفكرها المستنير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اجمالي القراءات 12246