الوصية المهجورة
الوصايا العشر بين التواة والقرآن

أيمـــن اللمـــع في الخميس ١٢ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


القرآن الكريم فيه الهداية للبشر أجمعين ولكافة الشرائع السابقة،
عندما جاء أهل الكتاب الى خاتم الأنبياء محمد عليهم السلام ليحتكموا له، نهى الله عن ذلك،

{وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِين َ43 إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} المائدة : 44
واذا اختلفوا في أمر كان في القرآن بيانه.

من الأسئلة التي قد تتراود، كيف ذلك والتحريف موجود؟
قد يكون التحريف جاء بعد نزول القرآن، وقد يكون قبله وهذا ما أرمي اله
و الذي أميل إليه، هو ما ذكره الأستاذ عبد الحسن الموسوي، الذي قال في إحدى تعليقاته في موقع أهل القرآن: (اعيد واشدد ان التوراة والانجيل هما الكتابان بالحرف واللسان الاول الذين نزلا بهما ،واعتقد انهما لا يزالا موجودين ويمكن للباحث المثابر الجاد المؤمن ان يجدهما).
فهو يعتقد بوجود الكتب الأصلية ولكننا لا نعلم أين هي, ولكن برأيي المتواضع أرى أنهما نفس الكتب الموجودة الآن الخلل قد لحقهما وغطاهما، ولتفسير قولي علينا الرجوع الى معنى كلمة تحريف،
تحريف الكلم عن مواضعه: أي إقحام الباطل بين الحق، كأن تُقتص جملة عن موقعها، وسياقها فتُفسَربما يوافق هوى المفسر، ثم يُكتب هذا التفسير بجانب الجملة السليمة وبين (أقواس)، وبعد زمن تزول تلك الأقواس، فيصبح ما كان بين الأقواس جزء من الجملة الصحيحة مما يؤدي الى تغير أوتناقض في المعنى، ويتحول النص من كلام إلاهي بحت الى المعنى الذي فرضه علينا ذلك المفسر، ومثال ذلك ماجاء في سِفر التكوين( إصحاح 22) قصة إبراهيم وإبنه الذبيح عليهما السلام
: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ»
لاحظ جملة "خذ ابنك وحيدك" هذا أمر الله لإبراهيم عليه السلام، وإبراهيم كان يعرف من ابنه الوحيد المقصود في ذلك الوقت دون أن يقال له اسحاق أو اسماعيل، وخصوصا وأن التوراة تؤكد بأن اسماعيل اكبر من اسحاق بحوالي 13 سنة، ولكن اضافة كلمة "اسحاق" على الجملة أشكلت ولازالت بين المسلمين والمسيحيين،
فعلى ما يبدو أن المفسر
دخل على الجملة الاصلية، وحكّم عاطفته التي لم تتَقبل بأن يكون ذلك الإبن غير نبيهم اسحاق وأن يكون المقصود هو اسماعيل الإبن المطرود الذي عاش حياته في جزيرة العرب والذي والذي..!!
فوضع بين الأقواس كلمة اسحاق وتركها للزمن وعوامل الحت والتعرية ،
التي بدورها عملت على زوال الجملة الى ما آلت إليه الآن. هذا ليس ببعيد عن أحد وكما اختُرع انجيل جديد أسمه برنابا.
وهذا ليس بعجيب اذا ما تذكرت علماء المسلمين الذين بدّلوا وغيروا,
وتأكد أخي الكريم أنه لو استطاع ابن كثير وغيره من المفسرين من وضع ملاحظاته بين أقواس في القرآن الكريم لما تردد.

سأعرض ملاحظة جديدة في هذا المقال توضح نوعاً من التحريف في فهم نصوص الكلام والتي سأبينها بإذن الله على ضوء القرآن الكريم ،وهي بخصوص الوصايا العشر في التوراة الموجودة في سِفر التثنية اصحاح 5
{ 1وَدَعَا مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَتَكَلَّمُ بِهَا فِي مَسَامِعِكُمُ الْيَوْمَ، وَتَعَلَّمُوهَا وَاحْتَرِزُوا لِتَعْمَلُوهَا. 2اَلرَّبُّ إِلهُنَا قَطَعَ مَعَنَا عَهْدًا فِي حُورِيبَ. 3لَيْسَ مَعَ آبَائِنَا قَطَعَ الرَّبُّ هذَا الْعَهْدَ، بَلْ مَعَنَا نَحْنُ الَّذِينَ هُنَا الْيَوْمَ جَمِيعُنَا أَحْيَاءٌ. 4وَجْهًا لِوَجْهٍ تَكَلَّمَ الرَّبُّ مَعَنَا فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 5أَنَا كُنْتُ وَاقِفًا بَيْنَ الرَّبِّ وَبَيْنَكُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ لِكَيْ أُخْبِرَكُمْ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، لأَنَّكُمْ خِفْتُمْ مِنْ أَجْلِ النَّارِ، وَلَمْ تَصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ. فَقَالَ: 6أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 7لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. 8لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا صُورَةً مَّا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 9لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي، 10وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. 11لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً. 12اِحْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 13سِتَّةَ أَيَّامٍ تَشْتَغِلُ وَتَعْمَلُ جَمِيعَ أَعْمَالِكَ، 14وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَسَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، لاَ تَعْمَلْ فِيهِ عَمَلاً مَّا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ وَكُلُّ بَهَائِمِكَ، وَنَزِيلُكَ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ لِكَيْ يَسْتَرِيحَ، عَبْدُكَ وَأَمَتُكَ مِثْلَكَ. 15وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْدًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَأَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ هُنَاكَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ. لأَجْلِ ذلِكَ أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ تَحْفَظَ يَوْمَ السَّبْتِ. 16أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ، وَلِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ علَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 17لاَ تَقْتُلْ، 18وَلاَ تَزْنِ، 19وَلاَ تَسْرِقْ، 20وَلاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ، 21وَلاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ وَلاَ حَقْلَهُ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ كُلَّ مَا لِقَرِيبِكَ. 22هذِهِ الْكَلِمَاتُ كَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ كُلَّ جَمَاعَتِكُمْ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَالسَّحَابِ وَالضَّبَابِ، وَصَوْتٍ عَظِيمٍ وَلَمْ يَزِدْ. وَكَتَبَهَا عَلَى لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ وَأَعْطَانِي إِيَّاهَا}.

جميع الاخوان المسيحيين يعلمون هذه الوصايا الا ان بعضهم اختلف في تعيينها فمثلا منهم من فرق بين:( 21وَلاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ)، (وَلاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ وَلاَ حَقْلَهُ ... 2)
وجعل امرأة القريب مختلفة عن ماله ومقابل ذلك قال (ان تجعل اله أمام الله كما ان تصنع صنما وتسجد له فالمعنى واحد وهو الشرك).
وأغلب المسيحيين اكد بأن المعنى مختلف في السجود للصنم وبين الشرك ،وان مال القريب وامرأته من خصوصياته.
انا احترم رأي الجميع ولكن لدي رأي مختلف تماما اذا ما رجعنا الى القرآن الكريم!!!!!
انا لا اجبر التوراة بنص القران ،الا اني اطابق الوصايا العشر الموجودة في القران مع الموجودة في التوراة مراعيا اختلاف الشرائع.
اولا نعرض الوصايا الموجودة في القران في سورة الأنعام

{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ 1أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً2 وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً3 وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ4 وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ5 وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 151
6وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ 7وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا 8وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى9 وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 152
10وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام : 153
لاحظ الوصية العاشرة في القرآن، والتي تشدد على الالتزام بالقرآن وأن لا نبحث عن غيره ولانتبع غيره فنتفرق عن بعضنا كما يحدث للأسف لنا الآن.
هذه هي الوصية العاشرة في التوراة فقد ذكرت بعد تلك الوصايا التي سبقت كما وأنها جاءت بنفس الكلام ونفس التأكيد والتشديد :

{ 32 فَاحْتَرِزُوا لِتَعْمَلُوا كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ. لاَ تَزِيغُوا يَمِينًا وَلاَ يَسَارًا. 33فِي جَمِيعِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَاكُمْ بِهَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ تَسْلُكُونَ، لِكَيْ تَحْيَوْا وَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ وَتُطِيلُوا الأَيَّامَ فِي الأَرْضِ الَّتِي تَمْتَلِكُونَهَا}.

الاحتراز أي التمسك بشدة، والزوغان يمينا ويسارا هو التفرق بالسبل عن الصراط المستقيم، وهذا ما حدث أيضا للأسف لهم.

{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
هذه هي الوصية العاشرة،أوبالأحرى هذه( الوصية المنسية والمهجورة) التي أهملها جميع أهل الكتب السماوية،وهي أهم الوصايا، أسأل الله أن يردنا الى كتابه ،فنحيي ما هجرناه، ولا نكون ممن قال فيهم خاتم الأنبياء عليهم جميعاً السلام :{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان : 30]

اجمالي القراءات 24824