بديهيات

احمد شعبان في الأربعاء ١١ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الإخوة الأعزاء " أهل القرآن "
في الحقيقة أنا لا أعرف ما سبب هذه المشادات التي وقعت داخل هذا الموقع .
ولم أعلم عنها إلا بالأمس فقط عن طريق الصدفة البحتة وقد انزعجت كثيرا ، وترددت أن أتدخل لأنني أعلم أن المداخلة في مثل هذه الحالة تتطلب الحكم بالعدل .
والعدل ورد ذكره في ثماني وعشرين موضعا ، مفصلا في 24 آية قرآنية .
وجميعها بمعنى التوازن بين أكثر من طرف " معادلة " نبحث عما يحقق توازنها فيكون حكمها .
وأهل العدل " ذوى عدل " هم المشرعون منشئو القوانين لكل حالة على حدة ممثلين في المجالس النيابية
والقاضي يبحث عما يحقق هذا العدل بما بين يديه من قوانين ، والحكم بالعدل هو :
( الفرض " الحكم " بما يحقق التوازن ) .
كما يوجد اتجاهات متعددة لإيجاد هذا التوازن، ولذلك أمرنا المولى عز وجل بأن نسترشد بالحق في إيجاد " العدل " التوازن، فلما هداني الله إلى ما أعتقد أنه صواب كتبت هذه السطور.
أحد الكتاب المحترمين يقول رأيا " قد يكون صوابا أو خطأ " يثير كل هذه البلبلة .
وكنت أفترض بعض البديهيات التي يجب أن يتحلى بها أهل القرآن :
مثال : " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " 159 آل عمران .
أقول هذه لأخي والذي لم أجد فيه حين مسامرتنا بالمنصورة ما يوصف به من غلظة وخلافه، فهو حسب ما رأيته وقرأت له أجد انه إنسان فاضل ، والطريف أن التعليقات قد أظهرت أن كتاباته مؤخرا تنم عن رقة القلب ، ألا يدعونا ذلك أن نعرف أننا نسير في إطار الارتقاء الدائم بأخلاقنا ، ونحن والكون في تغير دائم ، ولا ننسى يا إخواني أنه مهما كنا متحفظين على التراث إلى أننا لم نخرج عنه إلا قليلا ولا أبرئ نفسي . فمشكلتنا الحقيقية في الفرقة والاختلاف عافانا الله جميعا منهما .
لذا من الواجب علينا أن نتقبل الرأي الآخر وهذا ما ندعوا إليه بالرؤية النقدية وحسب ما أتانا الله من علم نقول كلمتنا والتي أيضا قد تكون صواب أو خطأ ، ومن خلال الحوار الهادئ يهدينا الله إلى ما فيه الخير .
هذا جميعه يجب أن يكون في إطار قلوب لينة ، ولا أود أن أقص ما صادفني في هذا الإطار ، وكيف كان ما أعتقد أنه لين قلبي يجعلني دائما على الأقل أن أستمر .
والمثال الآخر " يا أيها اللذين آمنوا اصبروا وصابرو ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " 200 آل عمران .
فلكي يكون الفلاح حليفنا يجب أن نصبر ونزيد من صبرنا – وقد وضحت في أحد تعليقاتي معنى الصبر - ونرابط بمعنى الترابط فيما بيننا وليس الخصام والخروج عن مجال جهادنا وبذلك تذهب جهودنا سدى .
وهذا جميعه في إطار تقوى الله .
من هنا لا أناشد أخي زهير الجوهر بألا يترك جهادنا المشترك لأنه يعلم أن هذا ما يجب عليه عمله .
وما أطمح فيه يا إخواني أن نضم إلينا كل المخلصين لدين الله ، وذلك بالتوعية وبيان الحق على أسس علمية حتى لا يكون لأحد علينا حجة .
وفقنا الله سبحانه وتعالى جميعا إلى ما يحبه ويرضاه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اجمالي القراءات 12383