مساعدات ما بعد الحرب
عن التخطيط للحرب

عوني سماقيه في الخميس ٢٩ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

أخي العزيز فوزي

 أرجو أن أوضح نقطة، في اعتقادي، مهمه، عن التخطيط المسبق للحرب أو حتي لمباراة شطرنج. أني أوافقك أنه في أية حرب حقيقية لا يمكن التخطيط المسبق الا في نطاق ضيق لأنه من الواضح أن نتيجة الحرب في كفة الميزان كما كان الحال في الحرب العالمية الثانية. لم يعلم أحدا بنتيجة الحرب حتي بعد غزو نورماندي. لهذا يكون من العبث القيام بالتخطيط البعيد المدي. لكن للأسف لم تكن حر&Egr;ن حرب العراق في هذا النطاق، هذا ان افترضنا أنها كانت حربا علي الاطلاق. الحرب عادة تكون بين طرفين علي درجة متكافئة الي حد ما. لم يكن لدي أحدا شك من نتيجة ما يسمي بحرب العراق تماما كأن يدخل بطل العالم في الشطرنج أمام طفل لم يتجاوز الخامسة من العمر. ولهذا السبب كان من المفروض أن تكون الولايات المتحدة قد خططت مسبقا كل التفاصيل لما بعد الحرب. وكما ظهرت من المناقشات الحاميه بعد الكتاب الأخير للمتحدث باسم البيت الأبيض "سكوت ماكليلان" وكما ادعي المدافعين عن الرئيس "بوش" بأنه كان في تخطيطه أن هذا النشاط العسكري سوف يؤدي الي نشر الديموقراطيه في الشرق الأوسط ابتداءا بالعراق! اني شخصيا لا أصدق هذا الادعاء ولكني أعتقد أنه منطقي.

من المعروف أن مشروع جورج مارشاال بدأ في خطاب بجامعة هارفارد عام 1947 أي بعد انتهاء الحرب بحوالي عامين. المشروع جاء أساسا لمساعدة دول أوروبا التي شاركت في الحرب ضد ألمانيا ولكنه تضمن جزءا بسيطا لألمانا وايطليا. مشروع مارشال تضمن 13 بليون دولار علي مدي أربع سنوات وحظيت بريطانا بنصيب الأسد تليها فرنسا. وعلي مدي علمي كانت ألمانيا وايطالبيا الدولتان الوحيدتان التي شارك الحلفاء في تحطيمهما بدرجة كبيرة.

الوضع في الشرق الأوسط يختلف تماما. ويجب أن ندخل في الاعتبار أنه، فيما عدا ألمانيا وايطاليا، كانت جميع الدول المستفيده من مشروع مارشال دولا تتبع النظام الديوقراطي بخلاف دول الشرقالأوسط باستثناء اسرائيل.

أما اليابان فلم تدخل في مشروع مارشال وكانت المسادات مقتصره علي الاستثمار الخاص، وهو قرار اقتصادي خاص برؤوس الأموال المسثمره وليس بدافع من الحكمومة الأمريكيه!

 المساعدات لمصر جاءت بعد أن قررت مصر انهاء حالة الحرب مع اسرائيل لأنها في هذا الوقت كانت بدون جدال القوة الوحيدة التي يمكنها، الي حد ما، مواجهة اسرائيل. وجاء صدام حسين وبني جيشا، علي الورق، في قوة مليون جندي. العراق غنية ببترولها ولا تحتاج لمعونة أمريكيه لذا وجب تحطيم جيشها لحماية اسرائيل لا لنشر الديموقراطيه " ولا يحزنون". وقد كان ... مرتين.

اجمالي القراءات 6540