كيفية معاملة أهل الكتاب
أيها المسلمون احذروا فساد عقيدتكم

شريف احمد في الثلاثاء ١٣ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

إن هذا المقال عبارة عن تعليق علي ما ورد في أحد الأنباء الإخبارية المنشورة علي هذا الموقع المبارك والذي تحت عنوان: (منشور أزهري يحرم الاحتفال بشم النسيم ويصف المسيحيين بالكفار)، والموجود علي الرابط:

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_news.php?main_id=2217

لذا فأرجو من الأخوة الأعزاء أن يقرأوا هذا المقال كما أرجو أن يقرأوا النبأ الإخباري الموجود في الرابط السابق حتي لا يحدث ما حدث مرة أخري، كما أرجو أن يكون التعليق موضوعياً بعيداً عن المهاترات التي لا علاقة لها بكتاب الله تعالي حتي نفيد جميعاً ون&OacuOacute;تفيد.

ولسوف أتكلم في هذا المقال عن معاملة المسلم للمسيحي بوجه خاص حيث إنهم يمثلون أكثر أهل الكتاب الذين نقابلهم في حياتنا اليومية، كما أنهم جيراننا وزملاؤنا في العمل ومن أكثر الناس احتكاكاً بنا.

فمن الواضح أن الخلف (ولا أقول السلف، إذ أن الخلف هم الذين جاءوا بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم بأكثر من مائتي عام)، فقد أساء هذا الخلف للإسلام شر إساءة فاعتبر أن الإسلام ديناً عنصرياً لا يعرف الرحمة مع غير أتباعه، فعمل علي إقصاء الآخر تماماً ومنعه من أبسط حقوقه في الحياة، إذ أن هناك رواية في صحيح مسلم تعطي نموذجاً ضالاً عن معاملة المسلم للكتابي فتقول:

(لا تبدأوهم السلام، وإذا وجدتموهم يمرون في الطريق فاضطروهم إلي أضيقه)

ومعني تلك الرواية بالطبع أن المسلم يجب أن يُضيق الطريق علي اليهودي أو المسيحيي لكي يمر فيه بصعوبة، فلا بد أن يستفزه في غدوه ورواحه حتي يلعن اليوم الذي ولد فيه وجاء فيه علي وش الدنيا.....!!!!

ولكن من الغريب أننا نجد اليوم بعض دعاة التقدمية من الليبراليين العلمانيين يحاولون إصلاح ما أفسده الخلف، ولكنهم للأسف قد أصلحوه بفساد وباطل أعظم منه، فهم يحاولون إزالة أي فوارق بين المسلم والمسيحي، فيجب علي المسلم في نظرهم أن يهنئ المسيحي في أعياده الدينية والعكس صحيح، بل ولا مانع من أن يحضر المسلم صلاة المسيحي في الكنيسة وأن يحتفل بعيد المسيحيين!!!.... وبذلك فقد أضاع بعض المسلمين الليبراليين الخط الأحمر الذي يفصل بين الحق والباطل والذي سماه الله تعالي بالفرقان:

(يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الأنفال 29).

ولقد عجبت عجباً لم أعجب مثله من قبل، بل وصُعِقت من بعض زملاء كنت أتوسم فيهم التفقه في القرآن والموضوعية الشديدة وصدموني بتعليقاتهم الاستفزازية البعيدة تماماً عن الدين الإسلامي، إنني بالطبع حزين كل الحزن علي تلك التعليقات التي لا تمت للقرآن بأي صلة بل وتخالفها علي خط مستقيم، فلم أكن أتصور أنني سوف أتكلم عن زملاء لي بتلك الحدة والشجب يوماً ما ولا سيما أنني قد عهدت فيهم رجاحة العقل وسديد القول، ولكنني لا أملك لهم إلا الدعاء، فأنا في النهاية عبد ضعيف لا يملك من أمره شيئاً، فما بال أمر غيري؟؟.

نعم، إنني أعترف أنني قد تسرعت أثناء غضبي فتكلمت معهم بأسلوب شديد اللهجة مصحوباً ببعض الألفاظ الجارحة، وعلي العموم فإنني أعتذر لهم فلم يكن غضبي إلا لله وحده، فأنا بطبيعتي شديداً في الحق ولا أخشي في الله لومة لائم، فليسامحني كل من أخطأت في حقه.

إنني لم أتبع فتاوي الأزهر في تعليقي علي الموضوع المذكور ولم أقل رأياً شخصياً يخصني فيلزمني وحدي دون غيري، وإنما كانت كل استشهاداتي بكتاب الله وحده دون غيره، ومع ذلك فلم أخلو من اتهامهم لي بالسلفية وإتباع الأزهريين فيما يقولون دون دليل علي ذلك مع أنني قد أكدت مراراً أنني ضد الظلم والعدوان والتكفير وإثارة الفتن الطائفية، ولكن الله تعالي قد قيض لي رجلاً مسلماً فاضلاً اسمه (محمد موسي) جزاه الله تعالي عني كل الخير، فقد دافع عن الحق الذي كنت أدافع عنه، وكان تعليقه تحت عنوان (السيد شريف يناقشكم بعلم وأنتم تناقشونه بجهل)، وقد تهكم فيه علي الزميل عمرو إسماعيل الذي كنت أحترم آراءه ومواضيعه، وقد رأيت أن هذا التهكم مناسباً لما قاله تماماً، فقد وضع السيد عمرو إسماعيل نفسه في هذا المأزق واضطرني أنا وغيري أن نتجاوز معه، وهذا هو نص التعليق:


المضحك حقا انه يتاقش بعلم فلا تستطيعون الرد عليه فياتي رد عمرو اسماعيل من باب ( ركب راسه ) ويعنون تعليقه الاخير بتهنئة كل المصريين !!

سيد عمرو اسماعيل

لا علاقة للمصري المسلم بعيد خاص للمصري المسيحي فلماذا تهنئ كل المصريين ؟

ما رأيك ان نذهب للكنيسة مع بعض ونتصور امام تمثال المسيح المصلوب لأن ديننا دين الرحمة والسلام والوئام والحمام .....

لي صديق مسيحي مغترب بالسعودية ، اتصلت به مهنئا بعيد الفصح .. ليس من باب اقراري لدينه المحرف ولكن لتهنئته بمناسبة سعيدة له

هذا لا ينافي انني عندما اناقشه في الدين ان اقول له : انت بنص القران كافر ومصيرك النار لانك تقول ان الله ثالث ثلاثة .. وهذا مرده الى الله في الاخرة اما في الدنيا فأنت اخ لي " في الانسانية "

إنتهي التعليق.
وما زلت أُذكِّر إخواني الذين اختلفت معهم أن لقب (قرآني) يُعدّ شرفاً لكل من يتبع القرآن وحده ولا يتبع السبل التي تضل به عن سبيل الله، وإلا فلا....!!

وأخيراً أود أن أسألهم سؤالاً قاسياً بعض الشئ فأقول:

هل أنتم حقاً تؤمنون بالله واليوم الآخر؟؟..... إنه حسب ما تراءي لي من أقوالكم أن إيمانكم بالله واليوم الآخر يحتاج إلي تصحيح (والله يعلم أنني لا أقول ذلك علي سبيل التوبيخ أو ما إلي ذلك، وإنما من باب النصح الذي لا أبغي به إلا رضا الله تعالي وتبليغ رسالة لكم فحواها أن تراجعوا أنفسكم مرة أخري)، فأنا أحكم في حدود ما أراه فقط والله تعالي أعلم بكم، ولكن ردودكم قد بعدت عن جادة الصواب بمقدار سنين ضوئية، فأين كتاب الله تعالي الذي تستشهدون به؟؟

نعود إلي موضوعنا الرئيس وهو كيفية معاملة المسلمين لأهل الكتاب علي النحو الذي أمرهم الله تعالي به، وقبل نستشهد بكتاب الله فيما يتعلق بهذا الموضوع فقد رأيت أن أقوم بتلخيص الموضوع كله في عدة سطور قلائل وليحكم كل ذي لب علي مدي صحة ما أقول، فإن كنت مصيباً فهذا بفضل من الله أولاً وآخراً، أما إن كنت مخطئاً فأستغفر الله تعالي مما قلت وأدعوه أن يلهمني الصواب:

معاملة المسلم للمسيحي:

من أبسط ما نعرفه عن الإسلام أنه دين رحمة وتسامح (ولكن ليس علي طريقة إخواننا المعلقين وليعذروني في ذلك!!)، إذ أنه قد أمر المسلم بأن يبر المسيحي ويقسط إليه، فالمسلم مأمور من رب العزة بذلك، مأمور أيضاً بأن يجادله بالتي هي أحسن في حالة عدم ظلم المسيحي له، وعليه فإن هذا يقتضي من المسلم أن يكون للمسيحي عليه حق المواطنة وحق الأمن والأمان، وأن يحسن جيرته، بل ويتفاني في خدمته فيعوده إن كان مريضاً، ويغيثه إن كان ملهوفاً، ويساعده إن كان يعاني من ضائقة مادية أو مشكلة عائلية، وأن يعلمه ويتعلم منه علوم الدنيا كالفلك والرياضيات...الخ، وأن يكون أميناً علي ماله ودمه وعرضه، وأن يدفع عنه الشر الذي يقع عليه من مسلم آخر عندما يحاول إيذاءه بدون وجه حق، وأن يجامله في الأفراح كأن يحضر حفل عرسه أو عيد ميلاده ويقدم له هدية ثمينة في تلك المناسبات، وأن يتتبع جنازته أو جنازة أحد أقاربه إذا مات، بل ويسارع في إتمام إجراءات الدفن ويقدم العزاء له أو لأحد أقاربه.... الخ.

ويؤيد ذلك قول الله تعالي:

(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة 8).

(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ....) (العنكبوت 46).

وأعتقد أنه لا خلاف علي تلك النقطة، فكلنا يتفق علي ذلك، ولكن أين الخلاف إذن؟؟..

إن المسلم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر عن يقين وتبصر يجد دائماً في صدره حرجاً شديداً يمنعه من مودة المسيحي أو مصادقته، فالله تعالي لم ينهي المسلم عن مصادقة غير المسلم أو عن مودته، ولكنه قد قرر في كتابه الكريم أن المسلم لا يفعل ذلك، فهو لا يستطيع ذلك بطريقة لا إرادية دون أن يملي أحد عليه هذا المبدأ.

إن المسلم يعلم تماماً أنه مهما فعل مع المسيحي من طيبات أو حاول استرضاءه بشتي الطرق فلن يفلح في ذلك، بل سوف يستمر المسيحي في عدم رضائه عن المسلم لدرجة قد تصل إلي البغض في الكثير من الأحيان، فهو لن يرضي عن المسلم إلا إذا اتبع ملته: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) (البقرة 120).

ولكن علي المسلم أن يستمر في تقديم البر والمعروف للمسيحي دون أن يتنظر منه ولو كلمة شكر، فمعاملته للمسيحي بالبر والمعروف إنما هي أمر من الله تعالي كما أنها عبادة سوف يثاب عليها في الدنيا والآخرة.

كما ينبغي أن نفرق بين البر والمعروف وبين الود، فالبر والمعروف شيئاً والود شيئاً آخر، فمن المستحيل علي مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يود غير المسلم حتي ولو كان من أقاربه أو ذريته: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة 22).

وعليه فإن صداقة المسلم لغير المسلم أمر محال فالصداقة تحمل في طياتها الود، وبالتالي فإن الذي يؤمن بالله واليوم الآخر لا يود المسيحي ولو كان أبوه أو أمه أو أبنه أو أحد من عشيرته فعدم ود المسلم لغير المسلم إنما هو أمر ينبع من فطرته أولاً قبل أن ينهاه الله تعالي عن ذلك، كما أن المسيحي عادة ما يكره المسلم ولا يرضي عنه كما ذكرت قبل ذلك من آيات تبين ذلك، بل يود أن يزحزحه عن دينه إن استطاع حسداً من عند نفسه، هذا بالإضافة إلي أنه قد تربي أيضاً علي ذلك منذ نعومة أظافرة في بيته وفي الكنيسة.... الخ، لذا فإن الزميل الذي يقول أن نصف أصدقاؤه مسيحيين عليه أن يعيد النظر في عقيدته وفيما كتب حتي يكون من المفلحين ومن المؤيدين بروح من الله تعالي ويكون ممن رضي الله تعالي عنهم وبذلك يكونوا من المستحقين بالفوز بجنات النعيم يوم القيامة، كما أحب أن أخبره بأن الصداقة التي يزعمها إنما هي من طرفه هو فقط، ولكن الطرف الآخر (المسيحي) لا يبادله تلك الصداقة مهما تظاهر بعكس ذلك، فالدكتور حسن عمر مخدوع تماماً (وليعذرني في ذلك فهذا من باب النقد البناء والتذكرة فقط)، فبالإضافة إلي الآية (البقرة 120) نود أن نذكره بالآية: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ.....) (البقرة 109)، فهل حاول أن يفقه ما يقرأ من القرآن العظيم قبل أن يورد تعليقه في المقال الذي أشرت إليه سابقاً؟؟

إن الله تعالي يخبرنا في الآية السابقة بأن هناك الكثير من أهل الكتاب يحاولون أن يردونا كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، فهل يستطيع الزميل حسن عمر أن يصنفهم لنا فيعرف من هم علي وجه التحديد؟؟.... هل هو يعلم الغيب أم الله؟؟.... سبحان الله وتعالي علواً كبيراً....

نعود بعد ذلك إلي المعاملة التي ينبغي أن يعاملها المسلم للمسيحي:

فيجب علي المسلم عدم حضور شعائر صلاة المسيحي في الكنيسة، لأنه لا يطيق أن يسمع ما يقال عن ربه عز وجل من أكاذيب يهرف بها المسيحي أثناء صلاته التي ما أنزل الله بها من سلطان، وأيضاً لإتباع قول الله تعالي: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ....) (النساء 140).

(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الأنعام 68).

إذ أن المسلم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر يحرص كل الحرص علي عدم تواجده مع قوم يكذبون علي الله تعالي ويكفرون به ويفترون عليه الكذب فيزعمون أن الله هو المسيح بن مريم تارة وأن المسيح هو الله نفسه تارة أخري (سبحان الله وتعالي عما يقولون علواً كبيراً).

يجب علي المسلم أيضاً ألا يهنئه في أعياده الدينية التي تقر كفره بالله تعالي، مثل عيد الفصح، وعيد القيامة.... الخ، إذ أن تلك الأعياد هي تعبير رمزي عن معتقداتهم التي تتعارض مع نزاهة الله تعالي ومع ما أنزله الله من حق، تلك الأعياد التي تقر صلب المسيح وقيامته من قبره بعد الصلب بثلاثة أيام وما إلي ذلك مما نحن بريئون منه كمسلمين.

هوية المســـــلم:
وهنا يحق لنا أن نتساءل: هل الإسلام بذلك يعتبر دين انفصالي كما قال الأخ (عوني سمافية)، هل الإسلام بذلك يتسم بالجمود والتعصب وعدم تقبل الآخر كما قال الأخ (عمرو إسماعيل)؟؟..... هل الإسلام بذلك يبعث علي الكراهية المتبادلة بين المسلم وغير المسلم؟؟.... والجواب بالطبع كلا ثم كلا.....

إن حكمة الله تعالي قد اقتضت أن يجعل الناس مختلفين إلا ما من رحم

(وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ*إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (هود 118، 119).

فلو شاء الله تعالي لآمن من في الأرض جميعاً ولكن حكمته اقتضت عكس ذلك، فلا غرو أن يختلف الناس في عقائدهم، وعلينا أن نعرف تلك الحقيقة من القرآن الكريم.

نعود إلي هوية المسلم.....إن المسلم عندما يتبع أمر ربه ولا يقوم بتهنئة غير المسلم بمناسبة أعياده الدينية التي تخالف الحق فإنه بذلك يطيع ربه عز وجل، هذا بالإضافة إلي أنه يشير ضمنا لغير المسلم بأنه علي باطل وليس علي حق الأمر الذي يجعل غير المسلم يراجع عقيدته مرة أخري، فيزداد المسلم احتراماً لدي غير المسلم في تلك الحالة فيشعر أن له هوية خاصة يتسم بها، فالمسلم حينئذ رجل ذو مبدأ لا يحيد عنه ولا ينافق غيره، إذ أن تهنئة المسلم لغير المسلم في عيده يعتبر إقرارا منه بالباطل، وإن لم يقره فهو ينافقه في تلك الحالة ويغضب ربه للأسباب التي ذكرتها سابقاً....!!

فإذا قال المسيحي مثلاً للمسلم: هل أنت تكره المسيحيين وتعتبرهم كفاراً؟؟

فحينئذ سوف يجيبه المسلم علي الفور:

يا عزيزي أنت كافر بنص القرآن الكريم وأنا أؤمن بكفرك، ولكنني لا أكرهك وفي الوقت ذاته لا أُكن لك مودة لأن الله تعالي حذرنا من النصاري في محكم آياته فأرجو ألا تحزنك صراحتي...كما أنني كافر في نظرك لأنني لا أؤمن بألوهية المسيح ولا بصلبه.....

فإذا احتدمت المناقشة بين المسلم وغير المسلم فسوف يكون رد المسلم عليه كالآتي:

لا تتعجل يا عزيزي، إن الله تعالي سوف يفصل بيننا يوم القيامة، ولكن هل أنا قصرت في حقك؟؟... هل أسأت إليك من قريب أو بعيد؟؟.... إن كان لك حق عندي فخذه وأنا أستغفر الله تعالي إن كنت فعلت أي شئ يخالفك أو يغضبك أو جرحك، فأنا أعاملك بالحسني لأنك أخي في الإنسانية وقد أوصاني الله تعالي بك خيراً، أما عن الدين الحق فهل هو الإسلام أم المسيحية فيقول الله تعالي:
(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (سبأ 24).

 

ومجمل القول هو ألا ينبغي للمسلم أن يتقاطع مع غير المسلم في نقطة الدين إطلاقاً، أما فيما عدا ذلك من المعاملات الدنيوية فلا بد أن يحسن المسلم علاقته بغير المسلم وخصوصاً الكتابي كما أمره الله تعالي

أرجو أن أكون بذلك قد أفدت، وأعتذر مرة أخري لكل من أخطأت في حقه من إخواننا المعلقين



اجمالي القراءات 7210