الدين: مابين التبسيط والتعقيد

زهير الجوهر في السبت ٠٣ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تحيه طيبه.

ماالمفترض أن يكون الدين: نظام عقائدي أخلاقي يحتوي على قواعد بسيطه واضحه تنظم علاقه الفرد بالخالق والمجتمع وبقيه المخلوقات.

أم المفترض أن يكون نظام فكري معقد الى حد الطلسميه بحيث تقتصر معرفته على نفر قليل من الناس, وتتبعهم العامه القاصره من منبر الجهل والقصور. 

رأئي الشخصي هو الأفتراض الأول.

قرائتي القرآنيه في الأسلام, هو أن الله أنما بعث الرسل أساسا لتثبيت الأيمان الصحيح في قلوب المؤمنين, وأرساء قواعد عامه واضحه وقليله تنظم حياه المؤمن وعلاقته بخالقه وبقيه الخلق.


ألانسان أساسا يمكنه أن يصل الى تلك القواعد حتى من دون الوحي الألهي. فالذي يفكر بعقل سليم وبقلب سليم يرى أن هذا الكون مخلوق لأراده فوقيه قديره واحده رحيمه وعادله لابد أن تحق الحق بكلماته ولابد من الحساب والجزاء. وهذه الأراده هي أراده خير وحب ورحمه وعداله وتريد من الناس ان يفعلوا الخيرات ويتسابقوا في فعل الخير.

هذه هي بكل بساطه رساله كل الرسل من الله: أن نؤمن بواجد وحيد للوجود رحيم وعادل وهو محض الخير وأن نؤمن باليوم الآخر , أي بالحساب والجزاء بعد الموت وأن نعمل الصالحات. 
 

من أمن بذلك وصدق عمله أيمانه فله النعيم الآخروي الأبدي , ومن لم يؤمن بذلك وقام بأعمال الشر والجريمه فمصيره الى العقوبه .

هذا ببساطه الأسلام.

كذلك حث الأسلام الأنسان على أقامه صله بخالقه "الصلاه" والمقصود منها "ذكر الله آناء الليل والنهار" حتي يستريح ويطمئن قلبه في هذا الحياه الدنيا المتقلبه. وحثه أيضا على عمل ما تزكو به نفسه عن الجشع والتعلق المادي الذي يورث الهم والقلق والأحباط " أداء الزكاه".

أذن الأركان الرئيسيه الثلاث للفوز بالجنه هي الأيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح.


ألايمان بالرسل والكتب والملائكه كله يعزز الأيمان أعلاه. والصلاه والزكاه(بالمفهوم العام لهما أعلاه) هما وسائل لبلوغ درجه أعلى من العلاقه بالله والسمو الروحي والأخلاقي.


الدين بسيط وليس بحاجه الى التعقيدات.


الله دعانا الى أتباع أحسن القول, وأوضح بأنه أحسن القول أحسن مافي القرآن. أنه حتى لم يدعونا الى أتباع كل ما في القرآن, بل أحسن ما أنزل الينا منه وهو المحكم والواضح والمكرر كثيرا وهذه تنطبق على الآيات الأساسيه التي تعزز المعاني المذكوره أعلاه.


أما المتشابه فهو ميدان الراسخين في العلم لكي يتسابقوا في القرب من الله ويبقى تفسيره محصور على تلك الفئه أما بقيه الناس فهم غير مطالبين بمعرفه حقيقته, ولا مطالبين بأتباع الراسخين في العلم بشأنه, بل هم مطالبين بالأعتراف العام بكونه من الله فقط.


في الفكر الديني تطرح قضايا تعقيديه مثل طبيعه الوحي هل هو مخلوق أم لا, هل هيئه القرآن بشريه أم لا , هل القرآن قديم أم لا , هل كلام الله بصوره عامه قديم أم لا ( مثل كلمه كن الخالقه "كن فيكون" هل هي قديمه أم محدثه) ومسأله القدروالأختيار ومسأله الذات الألهيه والصفات ومسأله الأمامه الألهيه أم الأرضيه وغيرها من مثل هذه الأشياء.

هل المسلمين مطالبين بحل هذه الأحجيات؟

جوابي البسيط هو كلا.

لكي نعرف ما أذا كان أمرا ما مهما فعلينا بالمقياس القرآني للأهميه وممكن معرفته بأتباع القواعد البسيطه التاليه

يكون س أمرا مهمه أذا.


1) تكرر ذكر س كثيرا في القرآن ( المثاني في القرآن)


2) أذا كان ذكر س واضحا جدا بحيث من الصعب وجود تفسيرات متعدده متناقضه ل س ,وبحيث لايختلف كثيرا تفسير الأنسان ذو الثقافه المتواضعه عن العالم الضالع لها.(الآيات المحكمه في القرآن)


3) أذا كان هناك ذكر للثواب الكبير على س في القرأن وكان هناك تحذير وأنذار بوخيم العاقبه في حاله مخالفه س

4)أذا ذكر وجود تبليغ ب س في الرسل السابقين وحصل عليها عقوبات في الدنيا.


5) أذا تم ذكر س بأوجه متعدده بالأمثال الألهيه في القرآن وفي سير الأولين.


6) عموميه س على كل المخلوقات.


من هذا نرى أنه فقط الأساسيات الواضحه هي الدين. أما التفاصيل فهي ليست من صلب الدين, وأنما هي مثلما يسمى فروع الدين ,انا أسميها كماليات الدين.


من هذا أيضا نرى أنه فقط الآيات التي تتناول الحقائق الأساسيه للأيمان تنطبق عليها هذه الشروط.

لانرى الأحجيات التي يحب المتكلمين وكهنه الدين مناقشتها تنطبق عليها الشروط أعلاه.

 لقد حصل جدل كبير في هذا الموقع كما في غيره من المواقع حول: الصلاه و طبيعه كلام الله والتواتر والقراءات في القرآن وغيرها.
وهذه كلها تعقيدات لم يطالبنا الله بها في قرآنه.


الأسلام بسيط يأجماعه فلا تعقدوه فتضيعوا وتضيعوا.


والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اجمالي القراءات 11589