هل من الممكن أن ترفع الدولة يدها عن نقابة المحامين
" مع اقتراب الإنتخابات " نقابة المحامين بين الطامحين و الطامعين

شادي طلعت في الجمعة ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

رسالة الى المحامين
ها نحن نحن قد بدأنا في العد التنازلي لإنتخابات نقابة المحامين في مصر ، و الحدث كبير و مهم ذلك لأن نقابة المحامين تعد أقدم منظمات المجتمع المدني على مستوى الشرق الأوسط ، و لنقيبها وضع خاص في كل شئ من خلال منصبه و له وضعه الخاص أمام أجهزة الدولة و أمام أحزابها و أمام جميع نقابات الدولة ، فنقابة المحامين هي اقوى النقابات المهنية في الدولة فأعضاءها فوق الثلاثمائة الف عضو ، و هم ليسوا بأعضاء عاديين فهم المدفعون عن الحق و عن المظلومين و السارقين و الصغار و الكبار و الوزراء و الفقراء ، هم اعضاء داخل نسيج الشعب المصري و هم الأقدر على الإحساس به و الشعور بآلامه و إنتكاساته و إنتصاراته ، و مواطن الضعف و القوة فيه ، لكنهم في النهاية مواطنون مصريون لا يسعون الى مجد أو جاه أو شهرة بقدر ما يسعون الى العيش بأمان و سلام و إحترام ، و لا يهدفون من انتخابهم لأعضاء مجلس نقابتنا الا الوصول بالنقابة الى وضع أفضل مما هي عليه .
ولكن ها هي الإنتخابات قد إقتربت و ها هم المرشحون بدأوا في إعداد أنفسهم لمعركة صعبة قد تأخذ في طياتها العديد و العديد و ستصعد بالتأكيد بالبعض لكن ضحاياها بالتأكيد عددهم أكثر و لكن من هم المرشحون القادمون لمنصب نقيب المحامين و من هم المرشحون لأعضاء المجلس ، نجد بداية أن المهم رأس الهرم حيث أن هذه الإنتخابات تسير بشكل هرمي ، و الواقع أن الأقاويل الآن تشير الى البعض اللذين لديهم النية للترشيح لمنصب النقيب مثل " سامح عاشور - محمد سليم العوا - كمال الشاذلي - رجائي عطية " و إذا ما تحققت تلك الأقاويل بترشيح هؤلاء الأربعة أو وقفت المعركة على إثنين من الأربعة فحتما لن تكون المعركة بسيطة و سيبقى الرهان على النقيب الأسبق و المرشح القادم " سامح عاشور " إلا أن موقفه بالتأكيد بات أصعب من أي مرشح آخر ذلك أن له تجربة دورتين سابقتين و بالتأكيد أنه سيكون الأقرب لمعرفة ما سيحدث في عهده إذا ما نجح لدورة ثالثة .

إن المطلوب في نقيب المحامين أن يكون رجلآ لا يريد إلا مصلحة المحامين ، و لا يبحث عن مصالح شخصية ، و إن كان هذا الكلام يبدوا صعبا أو غير مصدق إلا أن هذا الكلام هو ما يجب أن يقال و قت الإنتخابات و الأهم أن يكون المرشح على خلاف مع الحكومة خلاف دائم و ليس له من حل إلا أن يتولى المرشح النقابة أولآ ثم يبدأ بشن حربه على الحكومه ، فالمحامي بطبعه ثائر على كل ما هو حوله و يبحث عن قائد يفوقه ثورة ، لذك فإننا سنجد أن المرشحين اللذين ذكرت أسماءهم سيكونون في ورطة و هي إثبات أنهم ليسوا على علاقة بالحكومة ، و من الأسماء التي تردد ترشيحها محام يكتب بجريدة الإسبوع و هي الجريدة التي تساند الحكومة بشكل مستتر ، و التي سقط رئيس تحريرها سقوطا مدويا بإنتخابات نقابة الصحفيين قبل الماضية سقوطآ مدويا و هذا أمر يعلمه كل المحامين و قد يعلم المحامين ما لا يعلمه غيرهم ! كما أن من الأسماء المرشحة من خرج من عباءة الحكومة فكيف له أن يبرر أنه على خلاف الآن مع الحكومة ! إن الأمر فعلآ شاق على المرشحين ، إذ أننا لو صدقناهم فكيف سنصدق أن الدولة سترفع أيديها عن نقابة المحامين ؟ هل الإنتخابات هذه المرة ستكون سهلة ؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعلم أن معركة نقيب المحامين إذا ما إقتصرت على من ذكرنا أسماءهم فلن تكون المعركة بسيطة و لكنها ستكون معركة في النهاية و لها بعض الخسائر بالنسبة الى أطرافها .

و لكن هل من الممكن أن نستبعد وجود مفاجآت قادمة ، هل من الممكن أن نستبعد أن يكون هناك أمور لم يعلن عنها حتى الآن و قد تكون أمورآ مستترة و لا تعلمها الحكومة فعلآ ، أكاد أشعر ان هناك بالفعل مفاجآت قادمة و أكاد أشعر أن الإنتخابات القادمة ستكون حربا ضروس و ليست معركة صغيرة أكاد أشعر و أتخيل الإنتخابات القادمة أنها ستكون شرسة و لن يكون فيها مكان لأصحاب القلب الضعيف أو المترددون ، كما لن يكون فيها مكان للخائفون من المغامرات ، أكاد أشعر أن هناك تغيير قادم ، أكاد أشعر بأن المقاعد تترنح تحت البعض الآن و لا يوجد ما هو أقرب من الأيام . 


                                                                                     شادي طلعت 
                                                      رئيس اتحاد المحامين الليبراليين

 shadytal@hotmail.com                 

 

اجمالي القراءات 10244