اعتراف وتقدير .. لا ينتقصه الاعتراض

عمرو اسماعيل في الإثنين ٢٤ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً



د.عمرو اسماعيل ـ مصر

أتمني أن يتسع صدر قراء شباب مصر لهذا الاعتراف .. فأنا كشخص بسيط عندما أقرأ القرآن يملأ عقلي ووجداني .. اقتناعا وخشوعا وإيمانا ..ولكن عندما أقرأ بعض التفسيرات له .. أو أقرأ التراث .. أو أستمع لبعض الدعاة الجدد .. أو أصحاب تفسيرات الإعجاز العلمي .. أو أقرأ بعض المقالات المحسوبة علي بعض من يعتقدون أنهم يدافعون عن الاسلام في جريدتكم .. أجد الشك يتملكني .. ليس في القرآن والاسلام ..معاذ الله .. ولكن في قدرة المسلمين أن يقوموا بأعباء هذا الدين العظيم .. وقدرتهم علي تحقيق جوهره .. وقدرتهم علي مواجهة تحديات المستقبل واللحاق بركب الحضارة .. عندما استمع وأقرأ لهم تزداد مساحة الأسئلة الحائرة داخلي ..
ولكن والحمدلله لابد أن أعترف في نفس الوقت أنني عندما أقرأ لبعض كتاب شباب مصر الأفاضل مثل الدكتور حسن أحمد عمر .. والأخ الفاضل حسن عبد اللطيف .. وبعض مقالات الدكتور احمد صبحي منصور يعود الي قلبي الأمل ..
الأمل أنه طالما نملك هذه العقول .. فهناك فرصة في المستقبل .. واسمحوا لي أن أخص أخي الفاضل الدكتور حسن أحمد عمر بالذكر .. فأنا من أشد المعجبين بفكره وأراءه وقراءته وفهمه العميق للقرآن والاسلام ..
لقد اشتد صراع في مقال لي وعلي فقرة بسيطة به عن الدكتور زغلول النجار والإعجاز العلمي للقرآن .. والسبب أنني أبديت رأي لي .. فيما يقوم به الدكتور زغلول النجار .. ليس انتقاصا من قدره فلست أنا من يقيم أي إنسان .. ولكن من حقي كمتلقي أن أقول رايي .. ورأيي ببساطة أن الدكتور زغلول بالنسبة للتفسير العلمي للقرآن .. هم مثلما نأتي بمدرس بسيط في المرحلة الاعدادية ليشرح لنا كتابا في الفيزياء النووية ..
وهو رأي شخصي لا أفرضه علي أحد .. ولكن من حقي أن أعبر عنه طالما أفعل ذلك بطريقه مهذبة .. وأنا أحاول قدر الإمكان التعبير عن رأيي بطريقة مهذبة ..
وكما يلاحظ القراء الأفاضل فأنا عندما أكتب أحاول دائما عدم الاستشهاد بأيات قرآنية أو أحاديث فيما أكتب .. لأنني أكتب عن السياسة والثقافة أكثر مما أكتب عن الدين ولا أدعي أنني عالما في الدين ولا أتحدث باسم أحد الا باسمي .. أكتب عن تسييس الدين وليس عن الدين نفسه ..
ولكن دائما النقاش يجرنا الي الدين ..
ومن هذا المنطلق أقول للجميع .. الله والدين والقرآن لا يحتاجون تفسيرا علميا لإثبات وجودهم وصدقهم .. هم أكبر من ذلك كثيرا .. القرآن يحتاج فهما وليس ترتيلا .. يحتاج عملا بجوهره ..
ومن هذا المنطلق أوجه تحيتي الي الدكتور حسن فهو من القليلين في رأيي ممن يمتلكون هذه الموهبة والقدرة التي حباها الله للقلة في فهم القرآن واستخراج دررا من آياته .. لأنه يقرأه بعقله ولا يرتله فقط .. هو يتفقهه ..
وكم هو محق .. في رأيي .. عنما كتب تعليقا .. علي النقاش الحاد في موضوع الاعجاز العلمي :
"ولكن هناك موضوع هام وهو أن تكاسل المسلمين عيب فيهم وليس عيباً فى القرآن ولا يمكن لواحد منا أن ينسى ألآيات القرآنية التى تدعو ألإنسان فى كل بقاع الأرض بغض النظر عن دينه أو وطنه أو لونه تدعوه وتفتح أمامه طريق البحث أقول تفتح أمامه ولا تضع له النظريات العلمية لأن الله تعالى لا يرضى منا النوم فى العسل والتطفل علىابحاث الآخرين والشطارة فقط فى لهط المنتج العلمى بكل حسناته مكتفين بالقول أنه عندنا فى القرآن منذ قرون عديدة ".
وكم أوافقه الرأي عندما أنهي تعليقه قائلا :
" أردت فقط إلقاء الضوء على الدعوة القرآنبة للبحث فى علوم الدنيا لأن هذه البحوث والعلوم تجعل الحياة مقبولة وتيسر الصعاب وتقرب البعيد وتصنع الرفاهية فى حياة الإنسان بل إنها سبب هام ووجيه لزيادة الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر وكتبه السماويه المباركة وهذا قليل من كثيريدعو كل مسلم متعلم فاهم باحث مثقف ومتخصص إلى العمل الدائم الدؤب للوصول إلى أعماق وأسرار هذه العلوم المتنوعة ولكن المسلمين للأسف الشديد أسلموا أنفسهم للكتب الصفراء والعنعنات والروايات وأهملوا كتاب الله تعالى وراء ظهورهم ولم يتدبروه بل جعلوه للبركة وللقراءة على الأموات ولطرد الشياطين "
فعلا إنه اعتراف مني وتقدير في نفس الوقت .. أن ما يكتبه الدكتور حسن أحمد عمر يساعدني في الاجابة علي أسئلة حائرة كثيره ..
إني أشكره وأدعو الله له أن يساعده في مجهوده العظيم .. فنحن نحتاج مثل من هم في مثل قدرة الدكتور حسن احمد عمر في فهم وتدبر آيات القرآن ..
واقول له إن عليك مسئولية كبيرة .. أتمني أن تستمر في أداءها ..
وفقك الله ..

اجمالي القراءات 8518