مشاكل الشباب
الشباب و السنة و الهجرة الغير شرعية

محمد البرقاوي في الجمعة ٢١ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمان الرحيم.



السلام عليكم.

لا أحد ينكر أن عنصر الشباب هو ثروة و مستقبل جميع الأمم و بالشباب الطموح نبني الحضارات و نشيد القصور العظام و بدون عزيمة الشباب و شعلة الحماس الفطرية فيهم لن نتقدم أبدا. مع انتشار القنوات و التسجيلات الإسلامية التي تهدف قولا للإصلاح الديني بينما فعلا لم تتمكن إلا من تخدير عقول الشباب و إقناعهم بأن الهدف من الحياة هو إقامة السنة و استعمال السواك و لبس الجلباب الإسلامي و كانت النتيجة شباب مغيب &EEgrave; تماما عن وجوده الحقيقي و هو الأخذ بالأسباب و السعي للنجاح و العمل الجاد و عوّض الشباب كل ذلك بفلسفة الانهزامية و الركون للبطالة التي أخذت طابعا دينيا مقدسا كيف لا و قد حدثني من أثق فيه أن شابا أراد البطالة و العبادة لأن شيوخه أقنعوه بأن النبي محمد عليه السلام لم يعمل قط و إنما كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه و يصوم النهار و يحب الجوع و إن لم يحب الجوع فلن يفر منه حتى يربط الحجر و الحجرين حول بطنه و يبات يطعمه ربه و يسقيه و لم نسمع إلى اليوم عالما أو عابدا صادقا أطعمه الله تعالى و سقاه أو نزل إليه جبريل عليه السلام و بيده رغيف خبز و كأس ماء و لكن الله تعالى صادق لا يكذب و قال و قوله الحق في سورة الضحى ( وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) ) فكيف نقول أن النبي عليه السلام كان عاطلا عن العمل و كان في كفالته زوجاته و بناته و من أين له بطعامهن و كسوتهن إن لم يعمل و كدح من أجلهن و كيف يقولوا في كتب السيرة النبوية أن النبي محمد عليه السلام كان يفتخر بأنه رعى الأغنام في شبابه و تاجر و هو شاب و افتخر بأن الله تعالى أعزه و نصره بالشباب و كان عليه السلام أبا الأيتام و عائل الأرامل و كان يتصدق بمقدار ما بين جبلين بالأغنام ثم يقولوا أنه لم يكن يملك قوت يومه و كان صحابته المخلصين من ذوي العاهات و الفقراء. ثانيا أ لم يقل أهل النقل بلا عقل أن ذا القرنين المذكور في سورة الكهف كان الإسكندر المقدوني أو اللإسكندر الأكبر و قال التاريخ أن الإسكندر المقدوني مات شابا في ربيعه الثالث فكيف لا يجعلون ذا القرنين ذلك الشاب القدوة الذي و صفه الله تعالى بأنه كان يأخذ بالأسباب ( إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) - الكهف ) ( كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) - الكهف ) أ لم يأخذ ذو القرنين بالأسباب و راح يبني السدود و يقف في و جه الظالمين. لم لا يقول مدعو بطالة النبي عليه السلام أن القرآن الكريم مدح فتى يافعا إسمه إبراهيم الخليل الذي استطاع تحدي أباه و قومه و آثر طريق الحق و الإصلاح كما آثر كذلك الصبر في سبيل الله تعالى ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) - الأنبياء ) و لم لا يقول مدعو بطالة النبي البريء أن شابا في القرآن إسمه يوسف عليه السلام استعانت به دولة لتتحدى الصعوبات الإقتصادية و المجاعة فكان بمنّ الله تعالى و توفيقه من نعم المعينين و كان حفيظا أمينا ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) - يوسف ) و لكن الحق يطرق أبوابنا دائما و لا نأبي إلا أن نكذبه و نهجره و نصرخ ليلا و نهارا بأعلى أصواتنا السنة هي الحل السنة هي الحل. و إن هرب الشباب من براثن الكذب باسم الله تعالى و نبيه الكريم عليه السلام فلن يفر معظمهم من براثن الهجرة الغير شرعية التي تعتبر هاجس الشباب الثاني فلا تكاد الصحف و المنوعات التلفزية تخلوا من ذكر مآسي شباب ابتلعهم البحر غدرا بينما كانوا في طريقهم نحو أثينا و إيطاليا و إسبانيا و إن غلبوا البحر و قهروا أمواجه العاتية فقلّ من يتحاشى رصاصة غادرة من حرس الحدود البحرية و تكون النتيجة لوعة حارقة لقلب والدين أتعبهم الزمان و الحرمان حتى يروا ابنهم اشتد عوده و أصبح شابا مفعما بالحياة و لكن الموت أسبق لمن لا يحسن التفكير و يلقي بنفسه في التهلكة. قد يلومني البعض على تحميلي الشباب ما لا يطيق و كون الدول العربية مقصرة في حق شبابها بعدم توفيرها العمل للشباب و قد يشتشهد أحدهم بالوثائق و الإحصائيات ليعلل و جهة نظره و قد يكون ذلك الشخص محقا و قد أكون محقا مثله لأن ما التمسته لدى أندادي الشباب هو استنكافهم القيام بأعمال يرونها تنقص من هيبتهم و من درجتهم الإجتماعية مثل الفلاحة و الصيد و غسل الصحون في المطاعم و .... و أظن أن نفس الشاب المصري الهارب إلى أثينا أو التونسي الهارب إلى إيطاليا أو المغربي الهارب إلى إسبانيا لن يستنكف القيام بتلك الإعمال التي يرفضها في وطنه الذي أكل خيراته و كافأه جفاء و الشاب العربي أصبح اليوم يفكر في سبل الربح السريع و ضربات الحظ و انفتاح باب العرش ليلة القدر ليدعو الله تعالى أن ينزل عليه مثل مال قارون و كنوز كسرى و القيصر و لم يفكر معظم الشباب أن يبنوا حضارة أوطانهم مثل الغرب الذي بنى حضارته. أخيرا لا بد أن يعيد الناس التفكير بجدية حول مشاكل الشباب المسلم و العربي و أن لا يضيق صدر المجتمع و الأباء من التفكير في إيجاد حلول تأخذ بأيدي الشباب و تحثهم على التقدم و لو بالكلمة الطيبة. و لكم مني أطيب التحيات.

اجمالي القراءات 23055