هرج ومرج

محمد مهند مراد ايهم في الثلاثاء ١٨ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

قد نختلف أو نتفق في فهم القرآن الكريم قد يكون بعضنا فد توصل إلى ما هو محرم فيما يكون الآخر قد وصل إلى نفس الأمر على أنه حلال قد يصل بعضنا إلى أن سلوكا معينا هو من الشرك بمكان فيما يصل الآخر إلى أنه عين الإيمان وكلنا نقول أننا ننطلق من محاكمة عقلية مبنية على هدي من الله عز وجل كل منا يعمل العقل ويظن أنه الحق وسنصل بإذن الله إلى أكثر من ألف مذهب فقهي ومدرسة عقائدية وكل منا يقول أنه هو الهدى من الله فأين الهدى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو تابعنا طريقنا كلنا على هذا المنوال لأصبح من ننتقدهم ونكيل لهم سيلا من الإتهامات من أهل السنة والشيعة على حد سواء خير منا
لقد توصل أهل السنة إلى أنهم مأمورون باتباع أربعة مذاهب فقهية ومدرستان عقائديتان وقد يكون أكثر أو أقل وتوصل الشيعة إلى مذهب فقهي أو مذهبين ومدرسة عقائدية أو اثنتين على الأقل أنهم اتفقوا ولو حتى على آراء متعددة
نقول أنهم اختلفوا بغيا ورأينا منطلق من كتاب الله عز وجل فلم اختلفنا ؟؟؟؟؟؟؟
إن كان ما نقول حقا فإنه بغيا بيننا
إن بدأنا بنفي رأي كل ما يخالف رأي القائمين على الموقع( وقد يختلف حتى القائمين على الموقع فيما بينهم ) نكون بذلك فد أضفينا هالة قدسية على ما توصلنا إليه من قناعات (على رأي البعض) وأصبحنا بذلك مذهبا جديدا من تلك المذاهب التي بقيت أو اندثرت على مر التاريخ
وإن أطلقت لحرية الرأي العنان دون قيود فقد نصل إلى عشرات بل مئات الأراء الفقهية والعقائدية
فما السبيل إلى الخلاص من تلكم الفوضى الفكرية التي عمت الموقع ما السبيل إلى الوصول إلى رأي واحد ؟؟؟؟؟
من هنا أبدأ
أنا لست فبما أبديه من رأي أطرح حلا جذريا يشفي كل الناس يوصل الناس جميعا إلى رأي واحد بل أطرح رأيا تولد لدي من خلال تجربتي مع كتاب الله
حين بدأت رحلتي مع كتاب الله آثرت أن أدرس السلبيات في الفكر الذي كنت أتبناه من قبل كي أتجنبه وقد وصلت إلى نتائج عدة منها ما نقع جميعا فيه في الوقت الحالي على هذا الموقع
ومنها
1- الدخول إلى كتاب الله على أنه كتاب فلسفي أو علمي وترك الأثر النفسي والروحي مع العلم أن الله عز وجل قد بين في مستهل آيات ذلك الكتاب على أنه كتاب هداية (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )
2- الدخول إلى كتاب الله برأي مسبق لإثباته (وسيجد كل منا إثبات لما يقول)
3- الدخول إلى كتاب الله دون خلفية علمية تؤهلنا للبحث فيه (كالجهل في اللغة العربية )والله عز وجل هو القائل ((إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون))((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا))
4- تفريغ العقيدة من مضمونها الإيماني وتحويلها إلى مفهوم فلسفي بحت يبحث قيما يجب وما لا يجب بحق الله وهو القائل( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) والقائل وعز من قائل ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) مثال ذلك (حين تم البحث في آية <<واتخذ الله ابراهيم خلبلا >> تم البحث ضمن إطار هل يحتاج الله إلى خليل وهل يصح ذلك بحق الله أم لا يصح وسؤالي هو هل بحثنا فيها ضمن إطارين وهما (هل نكون من خلال فهمنا أن الله هو الذي جعل ابراهيم خليلا له نكون بذلك قد جعلنا ابراهيم شريكا مع الله أو بنفينا ذلك المفهوم نكون قد نفينا فعلا للمولى عز وجل قد أعلمنا به) هل وفينا بتبني أو بنفي ذلك المفهوم حق ربنا وخالقنا عز وجل
5- تفريغ العبادات من مضمونها عبر تحويلها إلى مجموعة من القوانين(مجموعة حركات وكلمات) إن قمنا بتنفيذها سقطت عنا تلك العبادة بمعنى آخر( تقنين العبادات) والله عز وجل هو القائل ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) والقائل(واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)
6- الاستهتار بمفهوم الشرك بالله من جانب والتعامل مع أسماء الله الحسنى وصفاته على أنها مجرد أسماء دون البحث في أثرها على النفس البشرية كذلك الإلحاد بأسماء الله( مثال ذلك حين نؤمن بأن الله هو الرحيم وننسى أنه شديد العقاب حين نؤمن بأن الله هو السلام وننسى أنه المنتقم حين نؤمن بأن الله هو الخالق وننسى أنه رب العالمين) كما هو عند غالبية المتصوفة
7- المغالاة بمفهوم الشرك والكفر حيث تطلق تلكم العبارات جزافا على كل من يخالف رأينا (كما في الفكر الوهابي) وقد قرأت فيما قرأت خلال الأيام المنصرمة من يصم التواتر والأخذ به بالشرك بالله مع أنه أحد الأدلة التي تصل إلى مرتبة اليقين والقرآن وصل بطريق التواتر والله قد أمرنا إن جاءنا فاسق بنبأ أن نتبين وكيف نتبين هل يذهب الناس جميعا ليروا بأم أعينهم إن كان ما وصلنا من نبأ هو الحق أم نكتفي بإرسال ثقاة منا ليتبينوا ذلك أليس هذا من التواتر
8- كثرة السؤال فيما لا يفضي بنا إلى خير وإن لنا في قصة البقرة لخير مثال على ذلك
9- وأخيرا الجدال العقيم هلا سألنا أنفسنا حين الخوض في مسألة هل سيؤدي جدالنا هذا إلى نتيجة بعد أن أدلى كل بدلوه وهلا كففنا كيل سيل من الاتهامات بأنا قد أقمنا الحجة وأن الجهة التي رفضت رأينا هي جهة معاندة وهلا عاد كل منا بعد كل حوار إلى نفسه ووضع خوفه من الله وحبه له نصب عينيه وبعد ذلك طرح رأيه بما لا يغضب الله جل وعلا ولا يؤذي الآخرين (هذا فيما لو كان جدالنا في قرارة نفوسنا يفضي إلى حل )
قد تجدون سلبيات أخرى غير الذي وجدت أتمنى أن تعلمونا بها كي نصل إلى ما يرضي الله عز وجل
إخوتي الكرام انصحكم بل وأنصح نفسي أولا قبل البت في موضوع وقبل كيل الاتهامات لغيرنا أن يعود كل منا إلى نفسه وأن ينظر هل يفعل ذلك لله أم أنه انتصار شخصي وقد كتبت مقالا سابقا أدعوا فيه إلى الدخول إلى كتاب الله على أنه منهج تربوي وهذا نص المقال الكامل

اعذروا صراحتي
الأساتذة الكرام القائمين على موقع أهل القرآن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .
بداية أعجبت بشكل كبير بهذا الموقع الذي يتيح للمرء أن يعبر عن فكره ورأيه بشكل حر وصريح بعيدا عن رقابة الكهنوت , ولإيماني الكامل وقناعتي الكاملة بتفرد القرآن الكريم كمصدر لهذا الدين الحنيف وأعلمكم أن هذه القناعة نشأت لدي منذ ثمانية عشرة عاما رغم ما كان يشوبها من خلل مما ورثته عن البيئة التي نشأت فيها إلا أنني كنت دوما انصاع لأمر الله حين اقرأ آية من كتاب الله فأفهم منها ما ينسف تلك القناعة السابقة , آمنت بان هذا القرآن محكم لا يلغي بعضه بعضا كما أنه لا يلغيه شيء , آمنت بأنه لا اله إلا الله بكل ما تعنيه هذه الكلمة إلا أني لم انس يوما بان هذا القرآن كان مصدرا وحيدا لتربية النفس البشرية وأن له سحرا على النفس يدفعها إلى الانصياع الكامل لأوامر الله والانتهاء عما نهى تعلمت منه الحوار مع الآخر تعلمت منه أخلاقه وفضائله, تحملت ظلم الناس وظلم ذوي القربى واستهزاءهم بي ,كنت أقول لنفسي دوما كل ذلك يهون في سبيل مرضاة الله , كنت ابحث عمن يوافقني على هذا ويأخذ بيدي وآخذ بيده لنصل جميعا إلى ما يرضى الله عز وجل وحين تعرفت على موقعكم توسمت خيرا وخاصة أني كنت قد قرأت عدة مقالات وكتب كتبها الأستاذ احمد صبحي منصور قبل أن يقوم بتأسيس هذا الموقع , أعجبني أسلوبه أفرحني انه يتكلم بما أنا مؤمن به ولكن بأسلوب أكثر وضوحا وأكثر علمية .
ثم بعد أن علمت بموقعكم هذا أعجبني ما كنت أقرأه من كتاب الموقع الشباب منهم والكهول أعجبتني تلك المقالات التي من خلالها لا يسع صاحب عقل إلا أن يقول آمنت بالله وحده آمنت بكتابه مصدرا وحيدا لهذا الدين آمنت بنبيه رسولا مبلغا لهذا الكتاب غير أني كنت انتظر منهم شيئا آخر شيئا لا يقل أهمية عما نتكلم به من أساليب الجدال مع الغير .
كنت انتظر منهم ما يدفع المرء إلى التمسك بفكره قولا وفعلا كنت انتظر منهم بداية منهج تربوي ينطلق من خلال القرآن يضع لبنة تؤسس في النفس البشرية ما يرفعها لتكون قدوة للناس فكرا وخلقا.
قرأت في قصة إبراهيم مع قومه أمران الأمر الأول هو ذلك الأسلوب العلمي العقلي الرائع الذي كان إبراهيم يحاور به قومه (فلما جن عليه رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين ) كنت أرى فيكم ما كان أسوة بأسلوب إبراهيم في الحوار ولكن ما قرأته في إبراهيم من خلال القرآن ولم أجده حتى الآن وهو ما كان يقوله إبراهيم وما تربى عليه هو ذلك الانصياع الرائع وتلك الأخلاق الرفيعة التي كان يتحلى بها إبراهيم وسائر النبيين
اقترح عليكم أن تخصصوا شيئا من مقالاتكم وكتاباتكم ما يفيد في تربية النفس البشرية التي كثيرا ما تعرض لها الذكر الحكيم وما أحوجنا إليها وما يدعوا إلى التفكر في آلاء الله وما يذكرنا بالآخرة وبحساب الله وبعقابه وثوابه وتذكروا قوله تعالى (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) انتظر منكم هذا فانا احوج الناس الى ذلك والله ولي المؤمنين 

وأخيرا أذكركم بقوله تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)

وبقوله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المتقين)

وتقبلوا مني فائق الاحترام

اجمالي القراءات 12379