رسالة نور
النور والليزر

احمد شعبان في الأربعاء ٠٤ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً


إلى صاحب المنة والفضل " الله " جل جلاله 0
له سبحانه كل الحمد ، والشكر على عطائه الغير محدود والغير مسبوق الذي أكرمني به , وأعانني عليه في تقديم هذه الرسالة , والتي أعتقد أنها عطاء لا أستطيع استيعاب تداعياته إلا بمعونته سبحـانه 0
والتي لم أقدم ما أستحقه عليها ,ولكن هكذا كانت مشيئته سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب 0
فلا أملك حيال ذلك إلا التسليم لمشيئته مبتهلا إليه أن يعينني علي استكمال تأديتها ,معترفا بقصوري مهما بذلت من جهد , وبعجزي عن تقديم ما يليق بجلاله سبحانه من الحمد والشكر 0كما أصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . أذن الخير الذي أنزل عليه الكتاب العظيم الذي هو المرجع الأساسي لهذه الرسالة.



إهـــــــــــــداء

أهدى رسالتي هذه إلى عباد الله الصالحين الذين يبتغون الخير للإنسان في كل مكان
ويعملون جاهدين على إنقاذ البشرية من مهاوي الشر 0
قربة أتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى متضرعا إليه أن يتقبلني عنده ويغفر لي خطاياي ويدخلني في رحمته 0



المقدمة

بدأت رحلتي إلى المعرفة في لحظة حاسمة من حياتي جعلتني اقف أمام نفسي لأتعرف عليها وعلى ما يحيط بها من أشياء اعتمادا على اتجاهي المعرفي الكيمياء وما يتصل بها من معارف ( العلم والتكنولوجيا ) مستخدما ما كان يقع بين يدي من كتابات أو ما يتناهى إلى سمعي من معلومات 0
و نادرا ما كان يستغلق علي فهم ما اقرأ بل كنت دائما أربط ما بين المعارف بعضها ببعض وكانت لي ملاحظات لوجود العديد من المعلومات المتباينة بل والمتعارضة في بعض الأحيان وخاصة في مجال الإنسانيات 0
ولكن المحصلة كانت صدمتي بإجابات متعددة لكل تساؤل سألت عنه0
ومن هنا وجدت أن ما ابحث عنه لن أجده بهذه الطريقة وأصبحت في قلق إذ لن أكون احسن حالا من الناحية المعرفية من هؤلاء الذين آخذ عنهم إن لم ألجأ إلى مرجعيتي كإنسان مسلم( القرآن الكريم ) وخاصة في مثل هذه الأمور الخلافية 0
والعجيب أن حيرتي كانت في علاقة طردية ( متزايدة ) مع حصولي على المعلومات وفى نفس الوقت كانت في علاقة عكسية ( متناقصة ) مع سماعي للقرآن الكريم إلى أن تلاشت هذه الحيرة وكادت تقترب من الصفر .
واستمر الحال هكذا إلى أن اصبح سماعي للقرآن الكريم ومعايشتي له ليس مجال اهتمامي الأساسي فحسب بل اصبح هوايتي المفضلة بجانب دومي على الاطلاع والقراءة والتي أدت إلى فتح آفاق جديدة للمعرفة لم تكن أمامي من قبل 0
وأصبحت قادرا على تمحيص ما يصل إلى من معلومات مستعينا بما استمع إليه من كلمات الله سبحانه وتعالى فتتبين لي هذه الآراء من حيث الضعف أو القوة وأين الخطأ فيها وأين الصواب ومن هنا كنت أعيش في سعادة غامرة إلى أن كانت اللحظة الفارقة 0
حيث كنت قد قرأت كتاب بعنوان قصة الليزر مثل أي كتاب آخر قرأته وانتهى الأمر ,وعند سماعي كالعادة للمصحف المرتل ودون مقدمات كانت الآية التي تتلى هي الآية رقم 35 من سورة النور 0
وكانت مفاجئة حيث أنى وجدت المثل المضروب في هذه الآية الكريمة كما لو انه تصميم لجهاز من أجهزة الليزر كما قرأتها في الكتاب السابق الإشارة إليه ووجدت التطابق مذهلا واصبح الموقف
بالنسبة لي غريبا بل اكثر غرابة من أي تصور كما لو كان قد ألقى على جوهرة من السماء فكنت لا أستطيع أن أصدق ما يحدث ولا أستطيع أن أكذب أيضا و000
بدأت رحلة البحث حول معاني هذه الآية الكريمة في كل ما استطعت الوصول إليه من كتب التفسير فوجدت ما عجبت له من فجاجة التأويلات 0
وكانت بداية الاحتكاك المباشر مع القائمين علينا فكريا في كل المجالات والتي تعرفت خلالها على الواقع ع الفكري المعاش وبداية استخدام المنهج العلمي في فهم القرآن الكريم 0
هذه المقدمة كان لابد منها لبيان الظروف التي واكبت هذا البحت لأهميته 0والتي أدت إلى نتائج لم أكن لأتخيلها , وقد حاولت قدر إمكاني عرضها من خلال هذه الدراسة وما اشتملت عليه فكانت كما يلي: ـ
الباب الأولبعنوان الرؤية العلمية وعرضت فيه وصف لأجهزة الليزر حسب ما جاء بالمصدر الذي بين يدي وضحت من خلالها الأجزاء الرئيسية لأجهزة الليزر لأبين مدى التطابق بينها وبين الأجزاء المذكورة في المثل المضروب في الآية الكريمة بحيث يتضح التطابق فيما بينهما , وبينت الفرق بين أشعة الليزر والأشعة العادية 0
الباب الثانى بعنوان الرؤية القرآنية تتبعت من خلاله النص القرآني كلمة كلمة لأوضح معاني الكلمات بحيث لا يختلف أي معنى في أي آية قرآنية أخرى حتى لا يكون هناك أدنى لبس لهذه المعاني , وقمت بعمل رسم تخطيطي كما جاء في الوصف التفصيلي لكلمات الآية , وقد وضح من خلال ذلك التطابق المذهل والذي لا يستطيع أحد إنكاره أو التشكيك فيه ,ومن النتائج الهامة والتي منها اكتشاف مادة طبيعية لا توجد على مستوى العالم إلا في مصر تخرج لنا هذا النوع مما يسمى بأشعة الليزر ( المادة الفعالة للجهاز الموصوف في الآية الكريمة )0
(1)
الرؤية العلمية

الليـــــزر
لكي نتعرف على أشعة الليزر لابد أن نتعرف أولا على :
الفرق بين شعاع الليزر والشعاع العادي :
الشعاع العادي عبارة عن حزمة من الأشعة وليكن لونها أبيض ( الشعاع الأبيض يحوي كل الألوان داخله ) فهو عبارة عن كل ألوان الطيف وكل لون له طول موجي مختلف فالشعاع الأبيض عبارة عن أعداد لانهائية من الأطوال الموحية المختلفة الأطوال والتي تعرقل بعضها بعضا أثناء انطلاقها وعليه سرعان ما تتشتت ( غير متماسكة التردد) 0
وإذا مررنا حزمة من الأشعة العادية ذات اللون الأبيض من خلال منشور ثلاثي فإنها سوف تخرج منفصلة الألوان يمكن أن نحصل علي أي لون منها وفي هذه الحالة فان هذا اللون المنفصل يساوي قيمته وهو داخل الشعاع الأبيض(قيمه ضئيلة للغاية ) 0


( شكل 1 )

*وإذا مررنا شعاع أبيض من خلال عدسة لامة فيمكن للأشعة المارة من خلال هذه العدسة أن تتجمع في بؤرة وتكون الطاقة عندها كبيرة جدا (تجمع النطاق العريض للحزمة في نقطة ضيقة ) ولكن لا تستطيع هذه الطاقة أن تتحرك أبعد من مكان البؤرة وإلا تشتتت 0


( شكل 2 )
*أما شعاع الليزر فهو عبارة عن حزمة من الأشعة ذات لون واحد ( طول موجي واحد ) تكونت من تحويل طاقة الشعاع الأصلي ذات الأطوال التموجية المتعددة جميعها إلى حزمة من الأشعة ذات طول موجي واحد ولا يتأتى ذلك إلا داخل جهاز الليزر لأسباب سيأتي ذكرها 0
ولذلك فهو مختلف في خواصه عن اللون الواحد المنفصل من حزمة الشعاع الأبيض السابق الذكر في أن قيمته تساوي قيمة الشعاع الأبيض الأصلي مضافا إليه تجمعه في حيز ( نطاق اللون
الواحد ) ويسير كبؤرة ولذلك لا يتشتت ( متماسك التردد ) فتكون له إنجازات مذ هله 0
ولتوضيح ذلك 0
يمكن أن نشبه حزمة الشعاع العادي بكمية من المياه تسير في أنبوبة لها قطر محدد فيكون تدفقها له قوة دفع متساوية عند أي مقطع فإذا وضعنا عند طرف الخروج مصفاة عدد فتحاتها يساوي عدد ألوان الطيف وليكن س فتحة فمجموع مساحة هذه الفتحات جميعها يساوي مساحة فتحة الأنبوب الأصلي 0
سنجد أن كمية المياه الخارجة من جميع الفتحات مساوية لكمية المياه السارية في الأنبوب الأصلي عند أي مقطع 0
وسنجد كمية الماء الخارجة من آية فتحة تساوي جزء ضئيل جدا مقارنة بكمية الماء الأصلي 1 : س 0ولكن بالنسبة لأشعة الليزر سنستبدل المصفاة بفنية ( NOZIL ) مساحتها تساوي أحد فتحات المصفاة 0
سنجد أن كمية الماء جميعها لابد وأن تخرج من هذه الفتحة الضيقة في نفس الوقت , لذلك ستخرج باندفاع كبير جدا مقداره الاندفاع الأصلي مضروبا في س ضعف لذلك فهي تستطيع أن تسير مسافة كبيرة جدا دون أن تتشتت 0
وهذا بالضبط الفرق بين شعاع الليزر والشعاع العادي ولكن كيف يتم ذلك ؟
الإجابة عن طريق أجهزة الليزر 0
• أجهزة الليزر
أن أول جهاز ليزر ظهر في عام 1960 يتكون من : ـ
1 ـ بلورة ياقوت أسطوانية قطرها 4/1 بوصة ويتراوح طولها من 5 ,1 : 2 بوصة وتبدو للعين وردية 0
2ـ أنبوبة ضوئية من نوع أنابيب فلاش الكاميرات 0
3ـ مرآتان تلصقان على طرفي بلورة الياقوت.أحدهما معتمة لتعكس كل الأشعة الساقطة عليها والأخرى شبه معتمة بحيث تعكس حوالي 92% من الأشعة الساقطة عليها 0


(شكل 3 )
عمل الجهاز : ـ
باختصار شديد جدا 0تضاء الأنبوبة فتسقط أشعتها متعددة الأطوال التموجية على بلورة الياقوت فتمتصه فيرفع من مستوى الطاقة بها إلى أن يصل إلى مستوى معين تخرج من عنده الطاقة بطول موجي واحد فيجد نفسه محبوسا بين المرآتين وبتتالي خروج الطاقة عند نفس المستوى وبنفس الطول الموجي فتتراكم الموجات بعضها علي بعض متأرجحة بين المرآتين فتتحد الموجات المتتالية أعلاها علي أعلاها واسفل الموجات تتركب على بعضها وبذلك تتكون حزمة من الأشعة منتظمة مما يجعل ترددها متماسك ويستمر تتالى الخروج حتى تستطيع النفاذ من إحدى المرآتين الأقل سمكا لتخرج على هيئة حزمة من أشعة الليزر ( موجات على موجات) 0
ونلاحظ أن الأشعة الخارجة من الأنبوبة الضوئية لها أطوال تموجية متعددة وتردد غير متماسك أما حزمة الليزر فجميع أشعتها لها طول موجي متساوي وتردد متماسك وهذا هو الفرق بين الأشعة العادية ( الكهرومغناطيسية ) وبين أشعة الليزر 0
ومن الجدير بالذكر أن كلمة ليزر عبارة عن اكرونيم أي كلمة مكونة من الحروف الأولى لكلمات عديدة أخرى هي : ـ

Light amplification by stimulated Emission of Radiation (LASER)
ومعناها تكبير الضوء بالقذف القوى للإشعاع وليس هناك من هو مقتنع اقتناعا كاملا باسم الليزر لأن الليزر لا يضخم الضوء حقيقة بالمعنى الدقيق 0 ولكنها موجات ذات طول موجي واحد تجمعت بعضها فوق بعض 0
وبعيدا عن الدخول في التفاصيل العلمية لما يتم داخل بلورة الياقوت أو في داخل جزيئات البلورة أو ذراتها أو مكان وسرعة الإلكترونات داخل مستويات الطاقة الذي يعقبه تدفق الطاقة عند مستوى معين فان الضوء يولد بخواص يجدها المهندسون والعلماء ذات فائدة 0
النتيجة :ـ
إن المسئول الرئيسي عن هذا التغير لخصائص الأشعة في هذا النوع من الليزر هو بلورة الياقوت وخاصة ذرات الكروم الداخلة في تكوينها0
وليس الياقوت هو المادة الوحيدة المسئولة عن استخراج الليزر بل توجد مواد أخرى عديدة منها السائلة أو الغازية بالإضافة إلى المواد الصلبة 0
والخلاصة :ـ
إن الأجزاء الرئيسية لأي جهاز ليزر هي
1ـ مادة تستطيع أن تمتص الطاقة العادية ( ذات الأطوال التموجية المتعددة والغير متماسكة التردد ) لتحولها إلى أشعة ذات طول موجي واحد فتكون متماسكة التردد0
2ـ مصدر للطاقة ليمد تلك المادة بالطاقة 0
3ـ مرايا ( الوعاء الرنان ) تحبس الأشعة ذات الطول الموجي الواحد المتولدة عن تلك المادة لتتركب فوق بعضها البعض حتى تقوى وتستطيع أن تخرج من المرآة الأقل سمكا 0
4ـ حاوية ولتكن زجاجية إن كانت المادة سائلة أو غازية لتوضع فيها المادة ( البند 1 )

(2)
الرؤية القرآنية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْء عَلِيمٌ 0 (35 النور )
العلاقــــة بين لفظ الجلالة الله والأسماء الحسنى :
الله
ورد لفظ الجلالة الله في القرآن الكريم على مستوى الكلمة في 2153 موضع0 وعلى مستوى الجذر في 2690 موضع 0
وهو الاسم الدال على ذات الله 0 ويتصف الله سبحانه وتعالى بأنه :
1 ـ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( 11 الشورى ) 0
2ـ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ0 ( 103 الأنعام )0
3ـ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا0 ( 110 طه ) 0
4ـ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ0 ( 100 الأنعام ) 0
فلا يصح أن نصف الله سبحانه وتعالى إلا بما وصف به ذاته 0
هذا بالنسبة للفظ الجلالة الله فماذا عن :
الأسماء الحسنى
أولا : الآيات التي تبين ملكية الله لكل شئ 0
وردت كلمة لله في 116 موضعا0 وكلمة له في 275 موضعا 0
واليك بعض هذه الآيات :
1ـ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ0 ( 107 البقرة )
2ـ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ0 (116 البقرة )
3ـ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ0( 180 آل عمران )
4ـ وَلِله مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ0 ( 189 آل عمران )
5ـ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلً ( 171 النساء )
6ـ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ0 ( 18 المائدة )
7ـ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ0 ( 12 الأنعام )
8ـ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ0( 60 النحل )
9 ـ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 0 (27 الروم )
هذه الآيات قليل من كثير توضح ملكية الله لكل شئ
ثانيا : الآيات التي تبين ملكية الله سبحانه وتعالى للأسماء الحسنى 0
1ـ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا0 ( 180 الأعراف )
2ـ قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَانَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى 0(110 الإسراء )
3ـ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى0( 8 طه )
4ـ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى0( 24 الحشر )
كذلك الأسماء الحسنى أيضا مملوكة لله سبحانه وتعالى ككل شئ ولكن الفارق الوحيد انه طلب منا سبحانه أن ندعوه بها لأنها مثل أعلى وهو له أيضا ( مملوك له ) 0
والنتيجة
أن وصف أي شئ متاح لأن كل شئ مملوك لله سبحانه وتعالى وكذلك الأسماء الحسنى 0
ولأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ فمحال أن يمثل بشيء ولكن نوره يمثل كما مثله هو سبحانه لأنه مملوك له ككل شيء ( مثل نوره ) 0
وعليه فمن الخطأ أن يقال ما ينطبق على الله سبحانه ينطبق على الأسماء الحسنى أو أي شئ آخر
وكذلك الوضع بالنسبة للكلمة , ولروح الله أنظر قول المولى عز وجل :
1ـ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ0 (171 النساء )
2ـ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا0( 13 التحريم )
3ـ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ 0 ( 29 الحجر )
4 ـ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَابًا 0 ( 38 النبأ )
هذا نموذج للآيات التي تبين أن روح الله من مخلوقاته وتتمثل وكذلك كلمته0


والخلاصــــة 0
أن لفظ الجلالة الله يعبر عن ذات الله ( لا مثيل ولا شبه ولا ند له جل وعلا )
الأسماء الحسنى , والروح , وكلمة الله ( جميعها مملوكة لله ) ككل شئ مملوك لله سبحانه وتعالى فيمكن أن تمثل في أي صورة كما يشاء سبحانه فهي عطاء منه يهب أي منها لمن يشاء 0
فمثل نور الله المجعول منه الذي هو من عطائه نرى هذا المثل على أرض الواقع الملموس , مثله كنور إضاءة المصابيح , لأنه مملوك لله سبحانه وتعالى أيضا 0
وأعتقد أن هذه نتيجة تظهر للمرة الأولى حية ومجسمة وينتج عنها تغيير رؤيتنا وموقعنا لأن ذلك له تداعياته الجليلة المتتابعة ليس على مستوى العالم الإسلامي المعاصر فحسب ولكن على مستوى مستقبل العالم أجمع إن شاء الله 0
النـــــور
مثل نوره
المثل هو النظير أو الند أو صورة طبق الأصل لما يكون عليه الموصوف 0
ومثل نوره بمعنى نموذج لهذا النور من خلال وصف الجهاز الآتي
كمشكاة
والمشكاة هي الكوة التي ليست بنافذة وفائدتها أنها تعكس أشعة المصباح الذي يوجد بداخلها لتخرج من خلال فتحتها الواحدة وكلما كانت المشكاة مصقولة أكثر من الداخل كلما كانت كفاءتها أعلى في تأدية عملها وهي في هذه الحالة تعمل عمل الوعاء الرنان في أجهزة الليزر والذي توجد داخله المرايا 0
فيها مصباح
وهو بمثابة مصدر الإضاءة في أجهزة الليزر
المصباح في زجاجة
والزجاجة عبارة عن حاوية في حالة ما إذا كانت المادة الفعالة في أجهزة الليزر سائلة أو غازية كي توضع المادة داخلها 0
الزجاجة كأنها كوكب دري
وصف للحالة التي تكون عليها الزجاجة "" متلألئة بإصدارات إشعاعية ذات دفع بما يخرج علي سطحها من أشعة ""تخرج من المادة الفعالة وهى بمثابة حاوية للمادة الفعالة كما في أجهزة الليزر
يوقد من
مصدر إضاءة الزجاجة ( وهي المادة الفعالة كالموجودة في أجهزة الليزر )
شجرة
وردت كلمة شجرة في 27 موضعا كلها بمعنى الشجر الذي نعرفه عدا آيتان
الأولى
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ 0 ( 65 النساء )
حيث أنها تبين أن التداخل يسمى شجر أو شجار ولذلك سمى الشجر بهذا الاسم لتداخل أغصانه 0
والثانية
أَفَرَأَيْتُمْ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ(71)أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ(72) الواقعة
وهذا يعنى أن للنار أيضا شجرة وهذا لتداخل ألسنة اللهب حين خروج النار
والخلاصة
أن كلمة شجرة تعنى الشجر الذي نعرفه 0
مباركة
وردت هذه الكلمة في 32 موضعا 0 وتلاحظ أن بعض المناطق ذكرت بأنها مباركة وهى :
المسجد الحرام , ما حول المسجد الأقصى , منطقة في طور سيناء كما يلي
1 ـ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ(96) آل عمران
2 ـ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا (1) الإسراء
3 ـ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(8) النمل
4 ـ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(30) القصص 0

وعليه فأي شجرة تخرج من أي من هذه المناطق الثلاث يطلق عليها شجرة مباركة
زيتونه
وردت هذه الكلمة في 6 مواضع كلها بمعني الزيتون الذي نعرفه وهذا يعني أن هذه الشجرة المباركة التي تخرج من آي من هذه المناطق الثلاث المذكورة هي شجرة زيتون
ومن الجدير بالذكر ورود هذه الكلمة في قسم مع طور سينين والبيت الحرام
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ(1) وَطُورِ سِينِينَ(2)وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ(3) التين 0
وتلاحظ أيضا أن كلمة شجرة في أية النور سبقتها مباشرة كلمة شجرة في سورة المؤمنون
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ(20)المؤمنون
ولحقتها كلمة شجرة في سورة القصص
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(30)
لا شرقية ولا غربية
وردت مادة كلمة شرقية في 17 آية ووردت كلمتي طلوع الشمس في 4 مواضع 0
ووردت مادة كلمة غربية في 16 موضع باستثناء كلمة غراب 0
وجميع الآيات تشير إما إلى اتجاه طلوع الشمس أو توقيت طلوعها
وقد كان لي مجموعة من الملاحظات 0
الملاحظة الأولى:
من الملاحظ أن لون الزيت الآتي ذكره فيما بعد ( المادة الفعالة ) أخضر مصفر وهو في وسط تدرج ألوان الطيف وشروق الشمس في الصباح يضفي علي النهار اللون الأزرق باستثناء ظاهرة الشفق لأن الأرض في هذا الوقت تحتاج إلى الحرارة فتمتص الأشعة الحمراء فيكون الغالب على ضوء الصباح هو اللون الأزرق 0
وعند الغروب يميل اللون إلي الأحمر لأن الأرض في هذا الوقت قد تشبعت بالطاقة وتبدأ في إخراج الزائد منها فيكون ضوء النهار به زيادة من الأشعة الحمراء فيميل اللون إلى الأحمر0
وبهذا فلون الزيت لا يميل إلى لون الشروق الأزرق ولا إلى لون الغروب الأحمر 0
الملاحظة الثانية :
من الملاحظ أن الكرة الأرضية مقسمة حسب خطوط العرض إلى المناطق الآتية
1 ـ المنطقة المحصورة بين خطى عرض 5 , 23 شمالا وجنوبا ( مدارى السرطان والجدي ) تسمى بالمنطقة المدارية وهي المنطقة التي تتأرجح الشمس داخلها طوال العام ولا تخرج منها إطلاقا والشمس دائما متعامدة عليها بالتتالي , وهي تسمى بالمنطقة الحارة لهذا السبب أيضا0
2 ـ المنطقتان المحصورتان بين خطي عرض 30 : 45 شمالا وجنوبا بالمنطقتين الباردتان لان الشمس لا تتعامدان عليهما إطلاقا فهما في حالة غروب دائم لبعد الشمس عنهما 0
3 ـ المنطقتان ما بعد 45 شمالا وجنوبا تسميان بالمناطق الجليدية ( قطبي الأرض )0
4 ـ المنطقتان المحصورتان بين خطي عرض 5 , 23 : 30 شمالا وجنوبا بالمنطقتين المعتدلتان
لعدم وجودهما عند مطلع الشمس ولا عند مغرب الشمس 0ولذلك يمكن أن يقال عن أي منهما لا شرقية ولا غربية 0 **والمسجد الحرام يقع في منطقة مطلع الشمس ( مشرق الشمس ) والمسجد الأقصى يقع في منطقة مغرب الشمس 0 ولكن منطقة طور سيناء تقع في المنطقة المعتدلة أي ( لا شرقية ولا غربية ) 0










( شكل 4 )
الملاحظة الثالثة :
من المعلوم أن سطح الكرة الأرضية قد تكون نتيجة الظروف المناخية لكل بقعة من البقاع والشمس بشروقها وغروبها من أهم هذه الظروف بل هي العامل المحدد لهذه الظروف فأي بقعة علي الكرة الأرض لابد وأن تنسب إلى الشمس من ناحية شروقها أو غروبها ولكن منطقة طور سيناء اختلفت عن ذلك 0
يقول المولى عز وجل
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ(143) الأعراف
وبهذا تغيرت جيولوجية هذه المنطقة وأصبحت منطقة تجلي وأصبحت منذ تلك اللحظة لا شرقية ولا غربية 0
مما سبق يتضح أن المنطقة اللاشرقية واللاغربية هي منطقة طور سيناء 0
وعليه ( يوقد من شجرة مباركة زيتونه لا شرقية ولا غربية ) تعني أن مادة الوقود تأتى من شجرة زيتون من منطقة طور سيناء تحديدا وليس من أي منطقة أخرى 0
يكاد
تعني يوشك 0أي تعبير عن وصول الشيء عند حد معين يحدده باقي السياق (مفصل يصل بعده إلي النتائج المرجوة منه أو له )0
زيتها
هو المادة الفعالة الذي تأخذ من الشجرة المحددة المواصفات المذكورة سابقا 0
يضيء
لكل مادة مستوى من الطاقة إذا وصلت عنده تحترق وهو ما يسمى نقطة الاحتراق FLASH POINT0والمقصود هنا الوصول بطاقة الزيت إلى هذه النقطة ـ الحد المعين ـ ولا نتعداها لكي لا تحترق وهو المستوى الذي يتم عنده ضخ الأشعة من الزيت لتظهر على سطح الزجاجة 0
ولو لم تمسسه نار
والزيت هو المادة الفعالة الذي يكاد أن يصل مستوى طاقته إلى درجة الاشتعال حتى دون مس النار له ( أي دون احتراقه) وهذا يمكن أن يتأتى إما بالتفريغ الكهربي أو بالتسخين عن طريق مصدر حراري أو بمصدر إضاءة أو بالاحتراق وفى هذه الحالة الأخيرة تمسه النار ولكن في وجود المصباح فقد تحددت الطريقة وهي المصباح كمصدر إضاءة لرفع طاقة الزيت0
نور علي نور
الناتج الخارج من فتحة المشكاة 0
وهذا يبين لنا فائدة المشكاة وهو حبس الأشعة الخارجة من الزيت فتتركب بعضها فوق بعض وهذا لا يتأتى أيضا إلا إذا كانت الأشعة متساوية الأطوال التموجية 0
ومن المفيد أن نلاحظ : ـ
أن تعبير نور على نور تعبير دقيق ومركز ومختصر ويعبر تعبيرا دقيقا عن خواص هذه الأشعة بدلا من كلمة ليزر 0
لأن نور على نور تعني أشعة مركبة بعضها فوق بعض والذي يتضمن شرطان أساسيان ,ونتيجة
أما الشرطان فهما : ـ
1 ـ لابد من حبس الأشعة حتى تتركب بعضها على بعض وإلا تسربت بتتالي خروجها 0
2 ـ لابد أن تكون هذه الأشعة متساوية الأطوال التموجية وإلا شتتت بعضها بعضا بمجرد خروجها من الحبس 0
أما النتيجة فهي : ـ
بتوافر الشروط السابقة يصبح تردد الأشعة الخارجة من المشكاة متماسكا
والسؤال : ـ
ما هذه الأشعة والتي يطلق عليها "" نور على نور "" ؟
الإجابة : ـ
ألم تكن هي ما يطلق عليه أشعة الليزر 0
عمل الجهاز
يضاء المصباح بالكهرباء فتخرج أشعته وتتخلل الزيت إلى أن تصل طاقته إلى درجة الإضاءة FLASH POINT فيإمتصاص الزيت لهذه الأشعة الخارجة من المصباح والتي تكون ذات أطوال تموجية متعددة لتخرج من الزيت علي هيئة أشعة ذات طول موجي واحد فتظهر على سطح الزجاجة لتجعلها كالكوكب الدري ( أي الجسم المصمت الذي يصدر إشعاعات من جميع (سطحه ) والتي تحبس داخل المشكاة لتتراكم بعضها على بعض إلى أن تقوى وتخرج من خلال الفتحة الوحيدة للمشكاة ( نور علي نور ) انظر شكل 5 0














اجمالي القراءات 35054