أبحرت لأعرف الحقيقة
و أرست سفينتي أخيرا

محمد البرقاوي في السبت ٠١ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


بسم الله الرحمان الرحيم.

السّلام عليكم.


في بداية شهر ينايرمن العام الفارط 2007 بدأت أول رحلة لي في بحار الإنترنت و كانت تلك الرحلة العجيبة والشيقة أولى تباشير الفجر لشخصيتي الجديدة. في البداية كنت مسافرا عاديا لا أفقه إلا قليلا من هذا العالم الرحب و كلما تعمقت أكثر في الإبحار على الإنترنت كلما زاد شغفي للعلم و المعرفة. منذ سنة تقريبا سألت نفسي عدة أسئلة : ما معنى أنت سني؟ هل أنت راض عن مستواك المعرفي الديني؟ و هل أهل السنة دائما على حق؟ و لم يكفر السنيوlig;ن بقية الملل و النحل الأخرى؟ و من تلك اللحظة عزمت على البحث عن الحقيقة. لم أعرف عن خصوم السنة سوى الأستاذ جمال البنا الذي شاهدته مرتين في التلفاز و كانت له آراءه الجريئة التي تعلن الحرب على التزمت و الإكتفاء بما قال السلف باعتباره معلوما من الدين بالضرورة و لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وعند قراءتي للأستاذ جمال صعقني مقال له ينفي حد الرجم للزاني المحصن و حجته في ذلك القرآن الكريم وحده الذي يخالف موروثي السني القائم على الأحاديث كمصدر ثاني للتشريع الإسلامي و قررت أن لا أصدقه حتى أقتنع بنفسي ثم بدأت البحث عن مقالات تكذب حد الرجم للزاني المحصن إلى أن قرأت مقالا جميلا يتناول المسألة من منظور تحليلي و علمي و كان به من الحجج القرآنية ما يسكت الباطل و يدمغه و لكني ظلمت الكاتب و لم أقرأ إسمه حيث ظننته أزهريا فريدا من نوعه يعمل عقله لأول مرة في تاريخ الدعوة الإسلامية المعاصرة. و لكنني لم أظلم الكاتب علميا حيث أنني انشغلت بقراءة المقال يوميا و ازداد إعجابي بعلم هذا الأستاذ الباهر و قررت معرفة إسمه الذي كان أحمد صبحي منصور و تساءلت ثانية لم لا أرى هذا الباحث الإسلامي في التلفاز و لم تجاهلوه إلى هذه الدرجة و كتبت إسمه على محرك البحث لأعرف من يكون أحمد صبحي منصور فوجدته إنسانا يلقم - بضم الياء - لعنات الأزهريين كما يلقم النفس و لم يسلم من تكفيرهم و استهزائهم بأفكاره و سمعت لأول مرة في حياتي كلمة قرآني و لم أفهمها إلى أن قرأت للدكتور أحمد مقالات عديدة تعرف القرآنيين و منهجهم الفكري البعيد عن اختلافات السلفيين كدخول الحمام و أمور الفراش و أوامرهم التي لا تنقطع و لكنهم لم يكونوا متفوقين إلا في السب و التكفير و التفريق بين المرء و زوجه. و عجبت من قوم يسفهون رجلا يقول ربي الله و منهجي القرآن. و عجبت أيضا عندما كفروه لأنه يبرئ النبي عليه السلام من أكاذيب التراث و يبرئ القرآن من الخبل العقلي للمسلمين. بدأت المشوار مع الدكتور أحمد صبحي منصور مع موقع شفاف المتوسط ثم موقعنا الحبيب أهل القرآن و بدأ فكري ينضج شيئا فشيئا كما عشت مع أهل القرآن حلوهم و مرهم. نعم لقد تأسفت لحملة الإعتقالات لإخواننا القرآنيين من عائلة الدكتور أحمد والأخ الغالي عثمان محمد علي في شهر مايو 2007 و فرحت أيضا للإفراج عنهم و لأن القرآنيين انتصروا بالصبر على البلاء امتثالا لقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة ) و بقوا إلى اليوم يخرسون الجهلة المتشدقين كذبا و بهتانا بإسم الله تعالى و الإسلام العظيم. لقد تعلمت من أهل القرآن الكثير لقد تعلمت إحترام الرأي المخالف و أن الحياة بدون المرأة تساوي صفر و أن المرأة قادرة على تحقيق إنجازات تفوق قدرات الرجل من خلال تجربتي مع نساء أهل القرآن - تحياتي الخاصة لهن – و هنيئا لهن التفوق و النجاح. لقد كان فخرا لي معرفة رجال عظام أمثال الدكتور أحمد صبحي منصور و الدكتور عثمان محمد علي, الأستاذ إبراهيم دادي, الشاب رضا علي, المستشار شريف هادي و تبقى القائمة طويلة و مليئة بأناس عقلاء نفتخر بمعرفتهم و مقاسمتهم أفكارهم و مشاركتهم عبادة تدبر القرآن الكريم و استنباط أفضل و أقرب المعاني لآياته. أخيرا بالرغم أن كوني قرآنيا كان سببا في أن وصفني البعض بالمخبول و القادم من المريخ و غيرها من النعوت سامح الله قائليها إلا أنني كنت أزداد فخرا بإيماني القرآني. و لكن تصوروا مخبولا سعيدا لأنه يتبع هدى الله تعالى و سالكا طريق القرآن الكريم بعيدا عن خرافات الدجال الأعور أو صاحب النظارة و الثعبان الأقرع أو الأمرد و الحور العين جزاء الإرهابيين و غيرها من ضلالات الشياطين التي ما أنزل العليم تعالى بها من سلطان في الذكر الحكيم. حفظكم الله تعالى يا أهل القرآن ففي شهر آذار من هذه السنة تبلغ تجربتي معكم عامها الأول. أهل القرآن أعطى الكثير لمن يريد العلم و لن ينقطع عطاءه في المستقبل بإذن الله تعالى. ما قدمه أهل القرآن لي هو إعادة فهم مفهوم الثقة في النفس و قدرة كل فرد على التفكير و أنه لا مجال للكهنوت الديني في الإسلام و أن لا أقول أنا على حق أو صواب ما دمت أتعلم أبدا و الحق شيء نسبي يتقدم و يتحسن مع مرور الزمن و الحق لا يعرف بالكثرة و إنما برجاله. و لكم مني اجمل التحيات

اجمالي القراءات 10798