قراءة فى مقالات أ- نيازى عزالدين -1
هل فى القرآن ايات منسيات ؟-11

عثمان محمد علي في الأحد ٢٤ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

هل فى القرآن ايات منسيات ؟؟؟1--

قراءة فى مقالات الأستاذ - نيازى عزالدين .

بسم الله الرحمن الرحيم .
بداية نرحب بالأستاذ الفاضل الكبير – نيازى عزالدين .كاتبا ومجاهدا بكلمته لإعلاء كلمة الله ونصيرا وداعيا بالحق إلى عودة المسلمين لكتاب ربهم الكريم. ضمن الكوكبة المنيره من كتاب موقع ( أهل القرآن ) المبارك
..ولقد نشر الأستاذ – نيازى عزالدين مجموعة من المقالات عبارة عن خلاصة لبحوثه ودراساته للقرآن الكريم إنتng;نتهى فيها إلى بعض الحقائق كان منها :
1- الحقيقه فى الحديث والسنه أم فى القرآن الكريم ؟؟
2—مفايتح فهم القرآن الكريم .. 3- المحكم والأيات المحكمات فى القرآن الكريم ..
4—كيف يحفظ الله القرآن ... 5—ما هى السبع المثانى ؟ وما هى اليات المتشابهات فى القرآن؟ 6—النسىء – المقدمه..
7—النسىء العدد الثانى ...
وقد تضمنت تلك المقالات التأكيد على حقيتين هامتين أتفق عليهما اهل القرآن الكريم وهما ..وحدانية مصدر التوحيد والعبادة والتشريع وقصره على القرآن الكريم وحده ..والاخرى – رفض ما جاء فى التراث كمصدر للتوحيد والتشريع والعبادة ...إلا انها قد تضمنت ايضا بعض المفاهيم التى وجدنا انها تحتاج إلى توضيح وان لنا عليها ملاحظات وتحفظات قد تصل فى بعضها إلى درجة الإختلاف الفكرى (حتى نتلقى من سيادته توضيحا لها وتجلية اكثر مما عرضت به ) لتبيان حقيقة تفهمها وتدبرها ..ونحن على ثقة كبيرة من رحابة صدره وتحمله وصبره على تحفظاتنا وملاحظاتنا التى ما قصدنا من طرحها سوى تفعيل القاعدة القرآنيه التى يقول ربنا سبحانه فيها (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .واننا جميعا طلاب حق على مائدة القرآن الكريم وأصحاب رجاء من الله تعالى بالفوز برضوانه ورحمته يوم الدين .
وقد لخصت هذه الملاحظات والتحفظات فى النقاط ألاتيه طبق لوحدة موضوعها وليس طبقا لتسلسل نشر سيادته لها ...وليسمح لى سيادته ومعه القراء الأعزاء ان أعرضها وكأنها تعقيب على ندوة وحلقة علمية مع إعطاء ردودى فى صورة رءوس موضوعات مختصرة دون الدخول فى تفاصيل كثيره عنها لأنى اعلم انى اتحدث مع كوكبة علمية من المؤمنين المتدبرين المجتهدين فى كتاب الله ويكفيهم الإشارات السريعه فقط للفكرة المراد الحديث عنها ..ونظرا لكثرتها فقد فضلت ان اعرضها فى مقالتين متواصلتين لكى لا نثقل على سيادته وعلى القراء الأعزاء .
وساستخدم بعض الألوان المختلفة للتفرقة بين ما قله الأستاذ – نيازى عزالدين ..وبين الأسئله التى طرحتها .وبين إجابتى وتعقيبى عليها ..ومبدئيا سأكتب ما يتعلق بكتابات الأستاذ – عزالدين – باللون الأخضر .. ونعود لملاحظاتى والتى صغتها فى صورة اسئله للرد عليها وهى كالآتى :

1-هل بدأ هجر المسلمون للقرآن الكريم فى عصر الخلفاء الراشدين أم بعده ؟؟
2-هل الأرزاق محددة سلفا أم انها معلقة ومرتبطة ومرتهنة بسعى الإنسان ؟؟
3-هل هناك أخطاء فى جمع وتشكيل القرآن الكريم بعد وفاة النبى ؟او فيما بين أيدينا من مصاحف ألان ؟
4- هل يعود التصحر فى الجزيرة العربيه إلى بعد اهلها من المسلمين عن تطبيق اوامر الله فى الشهر الحرام ؟
5-هل ما ذكر فى قول الله تعالى (ويقول الذين أمنوا لولا أنزلت سورة ) تشير إلى سورة التوبة دون غيرها لكونها بدأت بقول الله تعالى (سورة)؟
6- هل حقا أن الأيات المحكمات هى التى نزلت لتطبق فى عصر النبوة وأنتهى العمل بها بعد عصره وعلينا ان نحفظها فى متحف القرآن الكريم التاريخى ؟
7- ما هو مفهوم النسيان وهل هناك أيات منسية فى كتاب الله تعالى ؟
8-هل كان ربنا سبحانه وتعالى هو الحاكم الفعلى للمدينة ومكه فى عصر النبى عليه السلام ؟وهل زال هذا الحكم واصبح فى ايدى البشر بعد وفاة نبيه ومصطفاه عليه السلام ؟؟؟؟؟؟؟
وهل تم القتال بين المسلمين وأعداءهم فى زمن النبوة تحت إشراف الله المباشر ؟؟؟؟؟؟؟؟
9-ما هو مفهوم الجهاد وهل هناك ايات للجهاد تعطل العمل بها بعد وفاة النبى عليه الصلاة والسلام ؟؟؟ وهل هناك تناقض بين عصرالنبوة وما بعده من عصور فى دعوة الناس للإسلام ؟؟بمعنى هل كانت الدعوة للإسلام فى عصر النبوة تحت ظلال السيوف والرماح وتغيرت لتصبح بالحكمة والموعظة الحسنه ؟؟
وهل كانت حروب النبى لنشر الإسلام ام للدفاع عن المسلمين ؟؟
10- هل يجوز لنا ان نقول بتاريخانية القرآن الكريم وانه يعتبر من الكتب التاريخيه؟؟
11- كيف لنا ان نعلم ان هناك ايات من الكتب السماوية السابقه محكمات توقف العمل بها عند اصحابها بعد موت رسلهم عليهم السلام ؟؟
12- ما هى الأيات المتشابه فى القرآن الكريم ؟؟
13-ما هى حقيقة السبع المثانى ؟وهل هى فعلا سورة غافر وما بعدها التى بدأت بقول الله تعالى _حم)؟
14- لماذا لم تستخدم الرقم 7 فى إثبات السبع المثانى بدلا عن الرقم 19 حيث انه الرقم الأولى ولأن القرآن إستخدمه فى التعبير عن تلك البع المثانى (سبعا من المثانى )؟؟
15- ما هى طاعة الرسول وإلى أى مدى ؟؟
16 – هل كان النبى محمدا بن عبد الله (عليه الصلاة والسلام ) مشرعا ؟؟
17—ما هو موضوع الصلاه عند الأستاذ – نيازى عزالدين ؟؟
18-ما هو موضوع النسىء وإرتباطه بالتقويم الهجرى وتفعيله فى مواقيت الصلاة والصوم والحج ؟
19 – ما هى الأشهر الحرم او اشهر الحج وكم يكون عددها ؟؟
20- هل يمكن لسيادتكم وضع تقويم قمرى يستفيد منه المسلمين (او على الأقل الباحثين عن الحق) فى صومهم وحجهم ؟؟

كانت تلك هى ملاحظاتى وتحفظاتى على ما ورد من مقالات الأستاذ –نيازى عزالدين –سالفة الذكر .وليعذرنى على كثرتها لأن هكذا طبيعتى وما تعلمته من دراستى لعلم الكيمياء بأنواعها وخاصة التحليليه ولأنى لا استطيع ان امر على الأمور الجادة فى العقيدة مر الكرام .ولنبدأ مع التحفظ الأول والسوءال الأول وهو.

1-هل بدأ هجر المسلمون للقرآن الكريم فى عصر الخلفاء الراشدين أم بعده ؟؟

يقول الأستاذ –نيازى عزالدين ...( لكن المسلمين بعد هجرهم للقرآن كمصدر للعلم والمعرفة بعد عهد‎ ‎الراشدين ‏واستبداله بعلمالحديث) .ومرة أخرى يقول .( ‏ذلك الإنقلاب الفكري لا يعود من المفارقات الغريبة إن أدرك‎ ‎مسلم اليوم أن ‏زمام الدين من بعد الراشدين أصبح بيد شياطين الإنس من الذين في‎ ‎قلوبهم ‏مرض)....

سيدى الكريم من الذى قال ان عصر الراشدين خلا من هجر القرآن ؟ ومن الذى قال ان عصر النبوة خلا من هجر المسلمين للقرآن ؟؟ اولا مفهوم الهجر للقرآن هو التخلى عن تفعيله وتطبيق اوامره ونواهيه فى شتى مناحى الحياه .ومن دراستنا للقرآن الكريم وجدنا ان العصر النبوى المدنى (عصر دولة النبى عليه السلام فى المدينه ) لم يخلو من وجود المنافقين الذين هجروا القرآن الكريم .بل وصل بهم الأمر إلى التأمر على دولة النبى فى المدينة والإنفصال والإنقلاب عليها مستخدمين فى ذلك حجة بناء مسجد آخر أطلق عليه (مسجد الضرار ).بل إن القرآن الكريم وصف وجود المنافقين وحركتهم وسعيهم الدءوب( بالرجفة وسماهم المرجفون فى المدينه ).وهذا كله تحت سمع وبصر النبى محمد عليه السلام وفى حياته .اما بعد موته .وفى عصر الراشدين كما سماهم التاريخ فأنظر مااذا حدث بداية من إنتقال السلطة إلى الخليفة الآول ابو بكر الصديق عن طريق القوة فى إجتماع السقيفة دون تفعيل مبدا الشورى القرآنى وهجرهم له .ثم توالت أحداث هذا الهجران بتصدير الحروب الداخليه إلى خارج المدينة تحت مسمى الفتوحات الإسلاميه والدعوة إلى الإسلام تحت ظلال السيوف والرماح وأخذهم نساء وأطفال البلاد المفتوحه وترقيقهم وإستباحتهم تحت مسمى السبى او السبايا وجعلهم ضمن طائفة العبيد والموالى وهو ما يخالف القرآن الكريم ويؤكد على هجرانه .
ثم توالت الخلافات وزاد الظلم ونقص العدل فى توزيع الثروة والسلطة فى عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان حتى قتل بسببها .الا يعد ذلك هجرا لمبادىء القرآن الكريم فى إقامة العدل ؟؟ ثم تناحر المسلمون من بعده على السلطة والثروة وانقسموا على انفسهم ووقتلوا من بينهم الألاف فى حروب الجمل وصفين والنهروان وووووإستباحوا الكعبة البيت الحرام وحرقوها .الا يدخل ذلك ضمن هجرانهم للقرآن الكريم ومبادئه وقوانينه ؟؟؟ إذا سيدى الفاضل دعنى اقول لك ان هجران المسلمين للقرآن الكريم كان ايضا فى عهد الراشدين كما سميتهم حضرتك وأن محاولة تبرأتهم من تللك الحقيقه المرة لا يتفق مع إحقاق الحق بل ويعتبر نوع من إضفاء القدسية عليهم وعلى عصرهم وهذا غير حقيقى .وإنما هم بشر عاديون اأخطئوا ا واصابوا وحسابنا وحسابهم على الله يوم الحساب .

التحفظ الثانى
2-هل الأرزاق محددة سلفا أم انها معلقة ومرتبطة ومرتهنة بسعى الإنسان ؟؟

يقول الأستا ذ- نيازى عزالدين (لكن المسلمين بعد هجرهم للقرآن كمصدر للعلم والمعرفة بعد عهد‎ ‎الراشدين ‏واستبداله بعلم الحديث عجزوا عن الدخول إلى عصر الصناعة والزراعة‎ ‎الحديثة للتفسيرات والمفاهيم الخاطئة التي أدخلت من قبل بعض المغرضين ‏في عقولهم‎ ‎مثل فكرة أن الأرزاق مقسومة للناس من يوم ولادتهم وأنها ‏ستأتيهم وحدها ولامجال‎ ‎للتدخل فيها سلبا ولا إيجابا، تماما كما نقرأها قي ‏كتب الحديث التي لقبها الحكام‎ ‎بالصحيحة ظلما وبهتانا‎.)

وهنا إفترض الأستاذ – نيازى – وأختزل الأرزاق فى الأموال . ولكن بداية اقول لحضرتك ان الحتميات والمصائب ومنها الأعمار والأرزاق محددة سلفا لا دخل للإنسان فيها ..وهنا يجب ان نوسع دائرة تعريف الآرزاق ونقول هى كل ما وهبه الله للإنسان فى حياته وحتى مماته .سواء بمواصفات خلقه مثل ان يكون طوله 180 سم ووزنه 80كجم ولو ن عيناه ومقياس صحته ومرضه وسنوات الصحة والمرض وقوة ذكاءه وإستيعابه وووووو واولاده وعددههم وما يخصهم فلا يستطيع ان يزيد او ينقص من تلك المواصفات الخلقيه فلا يستطيع ان يقول لا انا ساعمل على ان يكون طولى 190 سم او على ان يكون لون عينى اسود بدلا من الأخضر ووووو. ثم ما يتحصل عليه من اموال ومناصب دنيويه ..ودعنا نضرب بعض الأمثله ..الذين يفوزون بملايين جوائز اللوترى كل اسبوع فى اوروبا وامريكا وبلاد عديده دون بذل مجهود يذكر او دفع اموال تضاهى المكسب أليست هى ارزاق محدده ووصلهم رزق الله لهم بالملايين .وفى المقابل الذين يعملون ليل نهار امام افران الحديد او الخبز او الصناعات الثقيله ثم لا يجدون سوى ما يقتاتون منه ويذهب الباقى إلى خزانة الدوله او اصحاب الأعمال الا يعتبر هذا نوع من تحديد الأرزاق ؟ والذين يتقدمون بمشروعات بحثيه لو نفذت تدر عليهم عائدا بالملايين لجهات كثيرة قد تصل إلى حجم دول بعينها ولا يتم تنفيذها .الا يعتبر ذلك تحديدا لرزقهم ؟؟ ..... وارجو ان نفهم جميعا اننى لا اناقش هنا قضايا عدالة التوزيع او العدل الإجتماعى وإنما اناقش من زاوية ان هناك حتميات لا تستطيع ان تغيرها او تفلت منها مهما حاولت .ومنها الرزق.

التحفظ الآخر :

3-هل هناك أخطاء فى جمع وتشكيل القرآن الكريم بعد وفاة النبى ؟او فيما بين أيدينا من مصاحف ألان ؟

يقول الأستاذ – عزالدين –( إن أي مفكر يدرس القرآن متتبعا معاني آياته يلاحظ بعض التشكيلات‎ ‎الخاطئة في خمس آيات تبحث في مواضيع هامة من الأمور التي تهم ‏الإنسان في عقيدته‎ ‎وفي حياته الدنيوية، فيكتشف أنها قد قلبت المفاهيم ‏بحيث تصبح في غير صالح الفرد‎ ‎المؤمن أو ضد مصلحة المؤمنين جميعا، ‏وكمثال عن النوع الأول أورد الآية التالية‎:‎‏ ‏‏(‏‎ ‎إتخذ الله إبراهيم خليلا ) 125-4‏‎.‎‏ ‏ليجعلوه بابا للإشراك بالله بأن يقولوا :إتخذ الله محمدا شفيعا‎ ‎وخليلا وحبيبا, ‏رغم استنكار تعالى لكل مواضيع الإتخاذ في القرآن.، علما أن التشكيل‎ ‎يجب ‏أن يجعل إبراهيم هو فاعل الإتخاذ لأن العبد هو الذي يتخذ ربه المحبوب ‏خليلا‎ ‎وليس العكس‎.‎‏ ‏كمثال عن النوع الثاني أورد آية النسيءالتي تقول في القرآن‎ ‎الكريم‎:‎‏ ‏‏(‏‎ ‎إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا...*) 37-9‏‎.‎‏ ‏التشكيل الوارد في المصاحف اليوم تضع علامة التنوين بالضمة في‎ ‎آخر ‏كلمة : (زيادة ) وفي كلمة (يضل) نجد ضمة على الياء وفتحة على ‏الضاض، وهذا يجعل‎ ‎استخدام الشهر النسيء في التقويم العربي زيادة في ‏الكفر يستخدمه الذين كفروا‎ ‎ليضلوا به المؤمنين، مما يوجب التوقف عن ‏إستخدامه عند المسلميــن وحدهم في الأرض)ثم قال سيادته فى موضع آخر (هذا مع العلم أن تشكيل القرآن غير منزل من السماء وإنما تم تشكيله بعد دخول الاعاجم للإسلام وفي أواسط العهد الأموي لذا فاحتمال وجود خطأ في تشكيل بعض كلمات آيات القرآن وارد واعادة قرآة تلك الكلمات بتشكيل صحيح يقبل به العقل والمنطق هو واجب مطلوب من كل المسلمين الذين يعلمون)وهنا نقول لسيادته .من خلال دراستنا للقرآن الكريم دون كتب التراث وجدنا وامنا بالأتى إيمانا مطلقا لا يتزعزع .ان القرآن الكريم كتب وجمع (بضم الكاف والجيم) بيد النبى محمد بن عبدالله عليه السلام بعد إنزاله وتنزيله كما هو رسما وشكلا وترتيبا بهمزاته وسكناته ومده وقصره فى بعض كلماته وحروفه وسوره من لدن ربنا سبحانه وتعالى عبر الروح الأمين (جبريل ) ولم يستطع ولن يستطع احد من الإنس او الجن حتى لو إجتمعا معا على ان يبدلوا منه حرفا مكان حرف او تشكيلة على حرف من مكانها او تبديلها او زيادة أخرى عليها .وذلك لقول الله تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به .إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه ) وقول الله تعالى (وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) ومن هذا التمام عدم التبديل وعدم القدرة من البشر او من الإنس والجن على تغيير شكل كلمة او تشكيلة من كلماته وتشكيلاته و لأن تغيير التشكيل يغير الكلمه وهذا محال على القرآن الكريم قبل جمعه وبعده .والدليل على ذلك ايضا هو وجود بعض كلماته مثل الصلاة ا تكتب احيانا بالواو و احيانا وابالألف وكذلك كلمة السموات وكذلك الأيكة والكثير والكثير ..ووجود اوائل السور التى تبدا بحرفين او ثلاثه مثل الم او حم او يس او طه .فلم يستطع احد ان يضيف اليها او ينقص منها ...وفوق هذا وذاك ان الذى تكفل بحفظه هو جاعله (ربنا سبحانه وتعالى ) وليس البشر .وان أية محاولة للعبث به يفضحها ربنا سبحانه وتعالى فورا ويعريها امام فاعليها .ولذلك عندما لم يفلح الشيطان واتباعه فى النيل من القرآن الكريم تفتق ذهنهم فى تحويل المسلمين عنه وهجره وإتخاذ غيره دينا لهم مثل الحديث والتراث والتصوف وووو .
اما عن تخوفك من إتخاذ المسلمين قول الله تعالى (وأتخذ الله إبراهيم خليلا) حجة للإشراك وإتخاذ مثيلاتها اللفظيه على محمد بن عبدالله شفيعا ونورا وووو .فهذا خطا فى ضرب الأمثال على تغيير التشكيل وجعل كلمة إبراهيم فاعلا وان العبد هو الذى يتخذ وليس ربه سبحانه وتعالى ..فنحن ليس لنا ان نقول لماذا يا ربنا جعلت هذه الكلمه بهذا الشكل او لماذا قلت كذا وكذا ولم تقل كذا ؟ ولتقريب المعنى .ما رأى سيادتكم فى قول الله تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون) وقوله تعالى (وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ. مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) .وطبقا لمفهوم حضرتك هل يستقيم المعنى فى قبول ان يقرض المخلوق الخالق الرزاق واهب النعم الذى له خزائن السموات والآرض وبيده الملك .أم علينا تغيير وتبديل الكلمات مكان بعضها البعض ليستقيم المعنى ويصبح المقرض هو الله رب العالمين ؟؟ أعتقد وأءومن ان القرآن الكريم كما هو فى كلماته وتشكيلاته .وان علينا ان نبحث نحن عن كنوز معرفته لنتعرف على فهمه بصورة أوضح ..
وفى هذا السياق لما لا نفهم قوله تعالى (واتخذ الله إبراهيم خليلا) ضمن مفهومنا انه فى معية الله وانه فى حفظ الله وقريب من رحمته ورضوانه .كما قال ربنا عن المؤمنين عموما فى مواضع كثيرة انه معهم كما قال ربنا (يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين ) (واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين) (وانا معكم من الشاهدين) (وقال الله اني معكم لئن اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وامنتم برسلي وعزرتموهم واقرضتم الله قرضا حسنا)
ولماذا لا تكون على انه اعطى مكانة خاصة برحمة الله ورضوانه على ما اداه من اعمال حتى قال عنه ربنا (وإبراهيم الذى وفى ) كما قال عن إدريس عليه السلام (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا .وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا)
إذا فعلينا ان نبحث عن مفهوم للكلمه بعيدا عن مفهومنا القاصر على انه للصداقه والمصاحبه وبعيدا عن قواعد اللغة العربيه وعلينا ان نحكم بالقرآن على القواعد من اللغة وليس العكس .قبل ان نجزم بأن هناك تغييرات فى تشكيل بعض كلمات القرآن الكريم قام بها اعداءه ومحاربيه ....اما عن إفتراض ان النسخة القرآنية التى وجدتها حضرتك فى تركيا هى الصادقه وانها نسخة عثمان بن عفان .فهذا شىء نسبى يحتمل الصواب والخطأ فى نسبتها إلى عثمان بن عفان .وحتى لو جاء عثمان نفسه وقال هذا القول فسنرده بما وجدناه فى ايات الله البينات عن جمع القرآن وتدوينه وكتابته .

الملاحظة الآخرى .
4- هل يعود التصحر فى الجزيرة العربيه إلى بعد اهلها من المسلمين عن تطبيق اوامر الله فى الشهر الحرام ؟

يقول الأستاذ نيازى عزالدين –( كمثال عن النوع الثاني أورد آية النسيءالتي تقول في القرآن‎ ‎الكريم‎:‎‏ ‏‏(‏‎ ‎إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا...*) 37-9‏‎.‎‏ ‏التشكيل الوارد في المصاحف اليوم تضع علامة التنوين بالضمة في‎ ‎آخر ‏كلمة : (زيادة ) وفي كلمة (يضل) نجد ضمة على الياء وفتحة على ‏الضاض، وهذا يجعل‎ ‎استخدام الشهر النسيء في التقويم العربي زيادة في ‏الكفر يستخدمه الذين كفروا‎ ‎ليضلوا به المؤمنين، مما يوجب التوقف عن ‏إستخدامه عند المسلميــن وحدهم في الأرضيشهد ‏به حالنا البائس المتخلف كمسلمين وحال أوطاننا التي تصحرت كلها وخلت ‏من‎ ‎الغابات والحيوانات التي كانت موجودة حتى في الجزيرة العربية التي ‏مازلنا نقرأ في كتب‎ ‎تاريخ السيرة وأشعار المعلقات التي مازالت تروي لنا ‏أن قطعان الحمر الوحشية‎ ‎والوعول والمها التي تغزل بعيونها الشعراء، ‏والسباع والأسود والذئاب كانت تعيش في‎ ‎غابات تلك المنطقة التي تصحرت ‏نتيجة إلغاء الشهر النسييء من قبل خليفة حاقد على‏‎ ‎الإسلام والمسلمين ‏وناسبا الإلغاء للرسول.

.وبذلك ينسب سيادته التصحر فى ارض الجزيرة العربيه إلى إلغاء شهر النسىء فى الأشهر الحرم بأشهر أخرى وإستحلالهم الصيد فى الأشهر الحرم .وبداية نقول ان التصحر هو عملية تحويل الأرض الزراعيه إلى صحراء جرداء غير صالحه للزراعه فيما بعد وبالتالى هجرة او موت ما عليها من حيوانات نتيجة عدم وجود الماء والمرعى ..وهذا ما لم يتوفر لأرض الجزيرة العربيه منذ الاف السنين .فكلنا يعلم انها كانت ارض حروب وتقاتلات وارض بدو رحل من أجل الحصول على الماء والمرعى لأغنامهم و حيواناتهم المستأنسه .وان إستخدامهم لألفاظ الأسد والحسام ووو فى اشعارهم وحديثهم لم يخرج عن اسلوب الفخر والمدح ليس اكثر من هذا كما نستخدمها نحن فى مصر مثلا رغم خلو ارض مصر من وجود حيوانات برية او غابات تسكنها بعض الحيوانات . فهذا لا يعتبر دليلا على وجود تلك الحيوانات البريه لديهم بكثره حتى تعتبر ارضهم ملجأ وملاذا أمنا لها ..بل وألاكثر من ذلك ان ارض مصر والشام والعراق (وهى ارض خصبة وزراعية وارض وفرة زرعيه ومائيه لم تكن يوما ما ارضا تأوى حيوانات بريه مثل غابات افريقيا مثلا .فما بالنا بارض صحراء جرداء لا زرع فيها ولاماء ...أما عن النسىء فسنعود إليه فى السؤال عنه ..

التحفظ التالى ::
5-هل ما ذكر فى قول الله تعالى (ويقول الذين أمنوا لولا أنزلت سورة ) تشير إلى سورة التوبة؟

 ويقول الأستا ذ– نيازى عزالدين –( من يقرأ القرآن قراءة باحث يطلب المعرفة سيلاحظ أن الله تعالى‎ ‎قد أشار ‏في كتابه الكريم أنه سينزل سورة محكمة، في سورة محمد، التي تقول‎:‎‏ ‏‏(‏‎ ‎ويقول الذين آمنوا: لولا نزلت سورة! فإذا‏‎ ‎أنزلت سورة محكمة، وذكر ‏فيها القتال، رأيت الذين‎ ‎في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه ‏من الموت،‎ ‎فأولى لهم *) 20-47‏‎.‎‏ ‏لكي لا يضل الله تعالى أحدا من المؤمنين عن تلك السورة المحكمة‎ ‎الوحيدة ‏في القرآن من بين مائة وأربعة عشر سورة، لا بد أن سبحانه قد جعل لتلك‎ ‎السورة علامة تميزها عن باقي سور القرآن كي لا يختلط الأمر عن باحث ‏عن الحقيقة‎ ‎فاستثناها سبحانه وتعالى من البسملة الموجودة أمام باقي السور ‏الأخرى عن قصد‎ ‎وتدبير؟ ‏نعم، وتلك السورة كانت: سورة‎ ‎التوبة، السورة التاسعة في القرآن‎.‎‏ ‏).

لقد إستدل سيادته على ان القرآن الكريم اشار إلى وجود سورة محكمة هى سورة التوبه بوجود كلمة سورة ضمن الأيه الكريمه المذكوره ضمن ايات سورة محمد ...مع ان الكلمه جاءت منكره وليست معرفه وان الجمله جاءت بصيغة الماضى بمعنى انها تطلق على اية سورة من السور المدنيه التى نزلت قبل سورة محمد والتى ذكر فيها القتال .من أمثال سورة البقره والأنفال وآل عمران والأحزاب والممتحنه .وضمن ايات هذه السور ايات تحث المؤمنين على الجهاد والقتال ونصرة الله بعيدا عن التكاسل والتخاذل والتحجج بححج واهيه مثل قولهم إن بيوتنا عوره .او انهم لا يريدون القتال فى الحر او او ...هذا من ناحيه ومن ناحية أخرى ان سورة محمد كما قلنا نزلت قبل سورة التوبه وان الأيه تصور فيلما سنمائيا ناطقا عن صورة بعض المسلمين عندما سمعوا اوامر القتال وتعيب عليهم ردة فعلهم .وان سورة محمد هى السوره رقم 9 فى ترتيب نزول القرآن المدنى اما سورة التوبه فهى السوره قبل الآخيره فى ترتيب نزول القرآن المدنى والقرآن الكريم كله ولم ينزل بعدها إلا سورة النصر .وسواء كانت اياتها محكمة او متشابه فليست المقصودة بألايه الكريمه التى ذكرها سيادته .

الملاحظه الأخرى
6- هل حقا أن الأيات المحكمات هى التى نزلت لتطبق فى عصر النبوة وإنتهى العمل بها فيما بعده من عصورواصبحت ضمن ايقونات متحف القرآن الكريم التاريخى ؟

يقول الأستاذ –نيازى عزالدين (يمكننا القول باختصار ونحن مطمئنين: أن الآيات‎ ‎المحكمات هي كل ‏تلك الآيات القرآنية التي نزلت حسب مناسبات وظروف تاريخية مختلفة‎ ‎تماما عن الظروف التي أتت بعدها، وهي كلها تشترك بوجود مناسبة ‏محددة كانت تعد سببا‎ ‎من أسباب نزولها‎.‎)... ويقول سيادته ايضا (كما نستطيع الآن أن نستنتج قاعدة تنص على أن النص القرآني‎ ‎المحكم، هو ‏النص الذي كان يخاطب فئة من الناس كانت تعيش في زمن نشر رسالة ‏الوحي في‎ ‎مكة وما حولها، وكانت لهم علاقات مع المؤمنين الأوائل في ‏منطقة الجزيرة العربية‎.‎‏ ‏تلك الآيات محددة بالزمان والمكان، كما ليس لها صفة المطلق‎ ‎تطبيقيا لكل ‏الأماكن والعصور، بل قد أوقف سبحانه حكمها التطبيقي بعصر الرسالة من‎ ‎حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، وحكمها اليوم أن تبقى في القرآن كآيات ‏منسية‎ ‎لافعالية لها إلا للإتعاظ وللعبرة التاريخية؟)..... ويقول ايضا (من مجمل حديثنا السابق ألا يمكن أن تستنتج على أن المحكم في‎ ‎القرآن ‏عني ما أحكم الله تعالى زمانه ومكانه، بحيث يقتصر حكمها على عصر ‏الرسول‎ ‎الذي تميز بحكم الله المباشر للفئة المؤمنة عن طريق الوحي ‏المستمر بالنزول على‎ ‎رسوله حسب المواقف المتغيرة والظروف المتبدلة ‏خلال فترة محددة بفترة الرسالة من‎ ‎حياة الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ‏ألم تتوضح الصورة بحيث يمكن للقارئ الآن أن يرى بأن ذلك الوحي‎ ‎المحكم الذي بدأ القدرة على تمييزه، لم يعد ملزما للمؤمنين أو للمسلمين ‏الذين أتوا‎ ‎بعد عصر الرسول الكريم؟‎)
وختاما لقوله عن الأيات المحكمات ما جاء فيه (تماما كما فعلت نفس الشياطين في عصور ما بعد الرسول فصاروا يطبقون ‏على الناس المحكم الذي كان لعصر الرسول ويتركون المتشابه الذي أنزل ‏ليطبق بعد عصره)

وخلاصة لما قاله سيادته عن الأيات المحكمات فى القرآن الكريم .انها هى الأيات التى نزلت تخاطب الرسول مباشرة وأمر بتطبيقها على ارض الواقع فى دولته فى المدينة المنوره وما تبعها من ارض بعض القبائل التى اسلمت لله رب العالمين معه.وانها (اى الأيات ) سقطت و سقط الحكم بها بمجرد إنتهاء عصره بوفاته وموته ولا يصلح العمل بها فيما تلاه من عصور .
وهنا علينا أن نسأل سؤالا هاما هل يريد الله بنا الوقيعة والتربص وإبعادنا عن الهدايه التى ذكرها فى كتابه الكريم (ذلك الكتاب لاريب فيه .هدى للمتقين ) والتى وعدنا بها حين قال ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )؟؟؟ بمعنى آخر وطبقا لرؤية (الأستاذ – نيازى عزالدين ) لماذا لم ييسر الله علينا بأن جعل قرآنه الكريم من جزأين جزء للرسول وقومه ينتهى العمل به عند موته .وجزء آخر لللاحقين به والتابعين من بعده ؟؟ ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى (وما جعل عليكم فى الدين من حرج) ؟؟ فأيهما نصدق قول الله تعالى الذى اخبرنا فى كثير من اياته الكريمات ان هذا الكتاب الذى بين ايدينا بما فيه من أيات محكمات ومتشابهات هدى ورحمة للعالمين فى عصر نبيه ومصطفاه محمد وما بعده وان مفعول اياته وتطبيقها ممتد وصالح العمل بها منذ نزولها إلى قيام الساعه ام ما قاله الأستاذ نيازى – عن رفع الحرج علينا بعدم تطبيق وتفعيل ايات الله المحكمات التى خاطب ربنا سبحانه بها نبيه ومصطفاه والموءمنون معه ؟؟؟
وهل يجوز لنا الآن ان نسقط كل الأيات التى خاطبت المؤمنين من خلال خطابها للنبى عليه الصلاة والسلام مثل قول الله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم .....الآيه ) وما شابهها من ايات بينات بحجة انها نزلت خاصة به وبعصره وبمن آمن معه وانها اصبحت فى حكم الأيات المنسيه على حد زعمه واننا نقرآها من باب التلاوة وليس التطبيق ؟؟ هل يجوز لنا ان نسقط من حياتنا العملية كل الأيات التى تبدأ بقوله تعلى (قل) وألأيات التى تبدأ بقوله تعالى (ويسألونك ) _((ويستفتفتونك)
؟؟طبعا الكلام عن هذا الموضوع والرد عليه يحتاج إلى مقام اوسع وأكبر من مقاله ولكن كما قلت فأنا اخاطب أولى النهى من اهل القرآن ويكفينى ذكر مجرد رءووس موضوعات وعناوين فقط .... وفى النهايه اقول من وجهة نظرى ومن خلال دراستى فى القرآن الكريم .ان الأيات المحكمات فى القرآن الكريم هى كل الأيات التى تحتوى على ايات التوحيد والإيمان والتشريعات والسلوك والتطبيقات العمليه سواء كانت متوجهة بخطابها للنبى محمد عليه الصلاة والسلام او للمؤمنين او ذكرت فى سياق عام حتى لو كانت تتحدث عن العبرة من قصص ارسل الله السابقين وأقوامهم وانها صالحة للتطبيق فى عصر النبى وما تلاه من عصور بل يتحتم علينا تفعيلها وتطبيقها لإصلاح المسلمين بالقرآن إن لم يكن الكون بالقرآن ويتحقق قول الله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) ويصدق قول الله تعالى (وما ارسلناك إلا رحمة للعامين ) وقول الله تعالى (وأن هذا صراطى مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل ) وكل تلك المثله تتحث عن القرآن الكريك كوحدة موحدة متكاملة وليس كأجزاء مبعثرة بين العصور والآزمنة ...
والتحفظ ألآخر::
7- ما هو مفهوم النسيان وهل هناك أيات منسيات  فى كتاب الله تعالى ؟

يقول سيادته عندما تحدث عن ايات القتال التى سنعود إليها فى حينها (لذا لا بد من إعتبار تلك الآية من الآيات المحكمات التي كانت‎ ‎تخص فقط ‏مشركي الجزيرة العربية في عصر الوحي والرسول، لكن بعد وفاة رسولنا ‏الكريم‎ ‎علينا كمسلمين أن ندرك حقيقة توقف فاعلية تلك الأوامر في كل ‏الآيات المحكمات التي‎ ‎أصبحت بعد الرسول الكريم في حكم المنسية) ... ويقول ايضا (فكل الآيات المحكمات المرتبطة بعصر الرسول قد ‏توقف‎ ‎مفعولها وتعتبر في حكم المنسية بعد أن توفى سبحانه رسوله عليه ‏الصلاة والسلام‎ ‎وعادت نفسه الطيبة راضية مرضية إلى بارئها‎.‎‏)
وقال سيادته فى موضع أخر (كما قلت من قبل فإن الآيات المحكمات في كل الرسالات يتوقف‎ ‎العمل بها ‏كأوامر واجبة التنفيذ بعد توقف الوحي بانتهاء حياة الرسول الحامل لتلك‎ ‎الرسالة علما أن القرآن يحتوي على آيات محكمات لرسل آخرين) ثم يستتبع ذاكرا (أمثال تلك الآيات لم يعد لها حكم وقد أصبحت في حكم المنسية‎ ‎وتبقى في ‏القرآن للذكرى وللعبرة والتاريخ وكنموذج للإطلاع على حكم الله تعالى‎ ‎وأوامره في الأرض خلال فترة إستمرار الوحي على رسله) ثم يستطرد سايدته قائلا (.‎‏ ‏أما إن تساءلنا قائلين: ما حكم تلك الآيات المحكمات في عصرنا‎ ‎اليوم ؟ ‏نقول:نجد حكمها في القرآن بقوله سبحانه وتعالى‎ :‎‏ ‏‏(‏‎ ‎ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) 106-2‏‎.‎‏ ‏أي أن سبحانه قد جعلها في حكم المنسية) ثم يعرف النسيان قائلا (الذي مصدره من نسي ومن النسيان، فموضوعه يتعلق‎ ‎فقط ‏بالآيات المحكمات، التي في مجموعها تشكل كما قلنا أم الكتاب كما ذكره ‏الله‎ ‎تعالى في القرآن‎)............
......مما سبق من قول سيادته فهمنا أن الايات المحكمات فى القرآن الكريم اصبحت فى حكم المنسيه او بالعربى الفصيح الملغيه ولا يعدو كونها انها اصبجت من الحواشى والزيادات التى لا تطبيق لها على ارض الواقع بل إن تطبيقها اصبح كارثة على المسلمين على حد تعبير سيادته عنها فى موضع آخر .ثم حسب تعريف سيادته للنسيان وكما نفهمه نحن ايضا انه حالة فقدان للذاكره لبعض الأمور سواء بمرور الزمن عليها او من خلال عدم إهتمامنا بها. .. فهل ينطبق هذا على بعض ايات القرآن الكريم ؟؟؟؟ من وجهة نظرى وطبقا لما اؤمن به وأفهمه من تدبرى للقرآن الكريم انه لا يوجد مايسمى بالأيات المنسيه او التى سقط حكمها و العمل بها فى القرآن الكريم .بل إن هذا يعتبر إتهام خطير للقرآن الكريم ..فالقرآن الكريم هو الدستور الذى يحتوى على مواد تطبيقيه صالحة لهداية الناس الشخصيه بمعنى ان الشخص يستفيد منها فى تطبيقاته الشخصيه دون ضغط أو إكراه او عقوبه مقننه مثل العبادات والأخلاقيات .وفيه من المواد الدستوريه الشارحه لحالات العقوبات والجزاء ات على إرتكاب بعض الجرائم المدنيه أو ما يطلق عليه حقوق العباد .وفيه من الأيات ما فيها من العبر والعظات يفيدنا من افعال ألأمم السابقه .وفيه من ايات الوعد والوعيد . إذا هو كتاب صالح لكل الأحداث والمواقف وكل ألازمنة والعصور نهرع إليه عندما نتطلب معرفة امر ما فى وضع ما فى زمان ما لنرى ماذا به وماذا قال عن هذه الحاله لنتعلم منه ونسير على هديه وصراطه المستقيم لنحيا حياة طيبة فى الدنيا ووننجو ونفوز بالطيبات فى الآخره .غذا نستطيع القول اننا نستطيع تنفيذ كل ما فيه فى وقت واحد كلا منا على حسب إحتياجه فى تلك اللحظه مثل القاضى عندما يستخدم كل القوانين ومواد الدستور ويحكم بها على ما امامه من قضايا كل قضية او صاحب قضية وما يتناسب مع جرمه او مظلمته من مواد دستوريه وقانونيه دون ان نقول ان عن المواد التى لم يحتاج إليها انها منسية او سقط العمل بها ولكن قد يحتاج غليها غدا او بعد غد او العام القادم او القرن القادم وهكذا وهكذا . و... ودعونا نسأل سؤالا هل ما وصفه ربه بقوله تعالى (وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ .وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ .إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ .وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) ووصفه سبحانه بقوله (هذا بيان للناس ).بمعنى التبيين و الإنتباه والإلتفات لمافيه) هل يجوز او يصح ان نفترض ان به ايات منسية ابطل العمل بها ؟؟ولو حاولنا إجراء تطبيق على و قاعدة صلاحيته المطلقه فوق الزمان والمكان وأخترنا اية من الأيات التى خاطبت النبى محمد بن عبدالله مباشرة فى امور خاصة تتعلق به لنرى هل أوقف العمل بها اما ما زال ساريا ولتكن ايات زواجه من طليقة زيد بن حارثه .فيقول القرآن الكريم (واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا)لوجدنا ان العبرة من الأيه هى عبرة تشريعية تبيح زواج طليقة الإبن بالتبنى على عكس تحريم زواج طليقة الإبن البيولوجى اى إبنك من صلبك .فهل اصبحت الأية التشريعيه المحكمه فى حكم المنسيه ؟؟ ولو اخذنا مثالا آخر وهى الأيات الأولى من سورة التحريم .( يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضات ازواجك والله غفور رحيم)لوجدنا ان العبرة منها ممتدة إلى ما بعد النبى عليه السلام فى عدم صلاحيتنا لتحريم ما احل الله لنا ولا يجب ان نطيع او نبتغى مرضات ازواجنا او غيرهم على حساب تحريم ما احل الله او تحليل ما حرم الله ....ولو اخذنا مثالا آخر وهو ما ذكرته السيدة الفاضله (منيره حسين فى مقالتها (لمحات فى سورة المسد )عن شرحهها لعبرة حقيقة قرآنية عظيمه ملخصها قول الله تعالى لنبيه (ليس لك من الأمر شيئا ) اى انه لا ولن يستطيع ان ينفع أحدا فى الدنيا ولن يشفع لأحد فى الأخره ولو كانوا ابناءه وأقرباءه وان الله وحده سبحانه هو مالك يوم الدين . وانه ليس بيده (اى محمد عليه السلام )هداية البشر من أحب ومن لم يحب .وايضا تأكيدا على صدق القرآن الكريم فى إخباره بعدم توبة ودخول ابى لهب ( عم النبى محمد بن عبدالله )فى الإسلام رغم وجوده حيا بعد نزول تلك السورة بما يقارب عشر سنوات او يزيد .هل بعد ذلك ما زلنا نعتقد ان سورة المسد من الأيات المنسيات فى القرآن الكريم لأنها تحدثت عن حادثة شخصية فى عصر النبى وحكت عن قصة احد اعمامه وزوجه ؟؟؟ ام ان عبرتها وعظتها ممتدة إلى يوم ان يرث الله الأرض ومن عليها ؟؟ إذا ومن كل ما تقدم ارى انه ليس فى القرآن ما يسمى بالأيات المنسيه او التى سقط حكمها ولا يجوز العمل بها بعد وفاة النبى عليه الصلاة والسلام وان من يقول بهذا (من وجهة نظرى ) قد أخطأ فى حق القرآن الكريم وحق نفسه .

نستكمل باقى التحفظات وعرضها والردود عليها فى المقالة القادمه بإذن االه تعالى ومشيئته ...

اجمالي القراءات 35006