كيف يحفظ الله تعالى القرآن

أحمد خلف في الثلاثاء ١٢ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

‎-‎‏16‏‎ ‎كيف يحفظ الله تعالى القرآن؟‏
أما للمتسائل قائلا: كيف يحفظ الله سبحانه وتعالى‎ ‎القرآن ؟
نقول: إن الله تعالى قد وعد رسله جميعا على حفظ رسالاتهم، فكان‎ ‎هم الملإ ‏الدائم أن يمكروا لله تعالى الذي هو خير الماكرين، فعمد ملأ كل رسول‎ ‎منهم ‏على تبديل ما كان سبحانه قد أنزل على رسولهم من وحي صحيح دون أن ‏يعلموا أن‎ ‎الله تعالى لم يقصد كما لم يعدهم بحفظ ما كان معهم من ‏مستنسخات، بل قصد أنه سوف‎ ‎يحفظ رسالاته السابقة كلها في رسالاته ‏القادمة لرسل الأمم والشعوب الأخرى، لكن‎ ‎الملأ لم يكل يوما من عمله الذي ‏استمر عليه في كل الرسالات اللاحقة تبديلا‎ ‎وتحريفا، حتى أنزل سبحانه ‏رسالته الأخيرة التي جعلها رسالة عالمية وللناس كافة. ‏لذا‎ ‎فقد جعلها سبحانه دائمة من دون باقي الرسالات السابقة التي كانت ‏مرحلية‎ ‎ولشعوب بذاتها وكانت تأتي بشرع حدي كان يبدله سبحانه مع تطور ‏الناس وتبدل أعرافهم‎ ‎وتقاليدهم الإجتماعية في النبوات الجديدة التي كانت ‏متلاحقة، كما كان الأمر في دين‎ ‎أهل الكتاب الذي كان سبحانه يطوره مع ‏كل رسول جديد منهم‎:‎‏ ‏‏(إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه إسمه عيسى بن مريم ‏وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين*‏‎ ...‎‏*...* ‏‎ ‎ويعلمه الكتاب ‏والحكمة والتوراة والإنجيل* ورسولا إلى بني إسرائيل أني‏‎ ‎قد جئتكم ...* ‏‏... ولأحل لكم ( بحسب أمر الله وإذنه) بعض الذي‏‎ ‎حرم عليكم...*) 45-50-3‏‎.‎‏ ‏لكن عظمة رسالة القرآن كانت لتميزه بالتوجه لأول مرة في رسالات‎ ‎الأرض ليكون الخطاب فيه للناس كافة، مع تفرده بشرع حدودي مستمر ‏ودائم معترفا‎ ‎وقابلا بأعراف الناس وتقاليدهم وقوانينهم المختلفة، كشرائع ‏مقبولة يعترف بها دين‎ ‎الله، شريطة أن لا تتخطى تلك الأعراف والتقاليد ‏والقوانين حدود ما حرم الله تعالى‎ ‎أوحلل في القرآن الذي بين في نصه أنه ‏سيتكفل بحفظ ما أنزل سبحانه في هذا الذكر‎ ‎الدائم للعالمين‎: ‎‏ ‏‏(‏‎ ‎إنا نحن نزلنا الذكر‎ ‎وإنا له لحافظون ) 9-15‏‎.‎‏ ‏علينا أن نعلم بداية، سنة الله تعالى في تعامله مع الأشياء‏‎ ‎ومنها حفظ ‏خطوطات رسالاته، كماعلينا التعرف على سنته سبحانه في التعامل مع‎ ‎مخلوقاته المكلفة على حفظ الأشياء‎.‎‏ ‏كي نفعل ذلك علينا أن نضع في إعتبارنا، أن الله تعالى لا‎ ‎يتعاطى السحر ‏لعلمه أن السحر وهم وباطل، بل يتعامل سبحانه بالحق مع حقائق مخلوقاته‎ ‎لكونه بذاته هو الحق الخالق‎.‎‏ ‏مثلا: إذا استنسخ أحد من الناس نسخة كاملة عن القرآن مرتكبا‎ ‎فيها أخطاء ‏عديدة، مع نسيان نسخ أحرف وكلمات وآيات من القرآن*، سواء كانت تلك‏‎ ‎‏*‏‎ ‎مثل مصحف سمرقند الأثري الذي أخرجه المغرضون ليعرضوا أعاجيبه‎ ‎على الناس وليشككوا في صحة ‏القرآن‎.‎‏ فكتبوه بشكل مغاير تماما عن المصاحف المعروفة اليوم عند المسلمين. ‏الأخطاء سهوا أو عمدا، ثم طبع منها بعد ذلك آلاف النسخ، وقام بنشرها بين ‏الناس، ثم‎ ‎توهم بعدها بعض المؤمنين، أن النسخ التي وزعت من قبل ذلك ‏الشيطان الإنسي سوف‎ ‎يصححها الله تعالى مباشرة، بحيث إذا فتح أحد نسخة ‏منها، سيجدها وقد عادت بأمر‎ ‎الله تعالى صحيحة كما كتبها صحابة رسول ‏الله من قبل، فقط لإيمانه أن الله سبحانه‎ ‎قادرعلى كل شيء، يكون من أكبر ‏المتوهمين؟ لا بل قد يكون أيضا من‎ ‎أكبر المغفلين؟ ‏لكن المشكلة الحقيقية أن المتوهمين والمغفلين من أمة المسلمين‎ ‎اليوم قد ‏أصبحوا، مع الأسف، هم الأغلبية الساحقة‎.‎‏ ‏مع هذا ما زلنا نلاحظ ونحن نقرأ القرآن، أن الله تعالى يتوجه‎ ‎في خطابه ‏للذين يعقلون ويتفكرون من الذين يعلمون، واصفا إياهم بأولي‎ ‎الألباب، لعلمه ‏سبحانه أن هؤلاء هم المكلفين من أمة المسلمين بالبحث عن سنن الله‏‎ ‎تعالى ‏ومنها سنته في أسلوب حفظ كتابه في الأرض طالما قد تعهد سبحانه بذلك ‏صراحة‎.‎‏ ‏لكن علينا مع ذلك أن لا ننس تدخله الدائم سبحانه عن طريق‎ ‎الإلهام الذي لا ‏ينقطع مع عباده المؤمنين به أبدا، خاصة إن كانوا من العلماء الحقيقين ومن‎ ‎عباده المتقين القادرين على كشف أي موضوع مع القدرة على‎ ‎تصحيحه‎.‎‏ ‏تلك القدرة الإلاهية الدائمة والمستمرة في الأرض إلى يوم يبعثون، خاضعة ‏بالطبع لإرادة‎ ‎الله تعالى ومشيئته واختياره وحده سبحانه‎.‎‏ ‏كما يجب أن لا ننس أن الله تعالى هو الذي تكفل أصلا بتعليم‎ ‎الإنسان ما لم ‏يعلم، وهو سبحانه الذي طور وما زال يرعى تطور أحوال مخلوقه‎ ‎المختار: ‏الإنسان، مع الزمن‎.‎‏ ‏بالتالي، هو وحده القادرعلى إلهام من يختار من خلقه في الوقت‎ ‎المناسب ‏الفرد المناسب من علماء الأرض ليلهمه فكرة اختراع شيء ما أو اكتشاف ‏حقيقة‎ ‎جديدة قادرة على تطوير وسائل إنتاجه بحسب إحتياجاته التي طورها ‏بالفعل مع‎ ‎مرور الزمن، وكيف مكنه سبحانه من إكتشاف سننه في الأرض ‏وفي الكون‎.‎‏ ‏منها مثلا إختراع الورق والمطبعة التي كانت كفيلة بحفظ‎ ‎المستنسخات من ‏الكتب المختلفة‎.‎‏ ‏لذا قد يتبادر إلى ذهن أحدنا أن القرآن عندما طبع ثم وزع‏‎ ‎وانتشر بين أيدي ‏الناس بالملايين، أصبح بعدها من شبه المستحيل على أي شيطان‎ ‎من الإنس ‏أن يفكر بتبديل ما ورد فيه من آيات بينات. هذا صحيح إلى حد ما، شريطة ‏أن‎ ‎لا ننس أن ليس بين أيدي المؤمنيـن اليوم أي نسـخـة كامـلـة عـن ‏المستنسخات الأصلية‎ ‎الأولى التي كتبها الصحابة في عصر عثمان بن عفان ‏رضي الله عنه وتحت إشرافه،‎ ‎ليقارنوا ما معهم بها، حتى يتأكدوا، على ‏الأقل، من عدم وجود أي تبديل أوتحريف‎ ‎فيما طبع لهم الملأ ووزع من ‏النسخ التي بين أيديهم على أنها صحيحة وسليمة من أي‎ ‎تحريف أو تبديل‎.‎
بالتالي، إن كانت تلك المستنسخات مختلفة عن ما في أيدي الناس،‎ ‎عليهم ‏طبع وتوزيع تلك المستنسخات عن الأصل بعد تدقيقها وتصديقها من لجنة ‏مؤتمنة‎ ‎حتى لا تبدل أو تحرف في المستقبل من الأيام، لكننا إذا فقدنا تلك ‏النسخ الأصلية‎ ‎الفريدة فلا مجال بعدها من معرفة حقيقة ما أنزل الله تعالى ‏وكتبها كتبة‎ ‎الوحي من صحابة رسول الله في صحائف القرآن، الذي هو ‏كتاب الله العظيم‎. ‎
في صيف عام 1999 سافرت إلى إستانبول قاصدا الحصول على صورة ‏كاملة لكل‎ ‎صفحات مصحف عثمان بن عفان الأثري المحفوظ إلى اليوم في ‏متحف سراي الباب العالي في‎ ‎استانبول حيث أن صور صفحات ذلك ‏المصحف الأثري التي حصلت عليها بالكامل على شكل‎ ‎ميكرو فلم، بموجب ‏الإيصال المالي من وزارة الثقافة التركية رقم‎:‎‏ 785242- تاريخ: ‏‏5- آب عام 1999‏‎.‎‏* ‏‏*‏‎ ‎لم يبق في بلاد المسلمين من نسخ مصاحف عثمان الأربعة( أو‏‎ ‎الستة بحسب روايات أخرى) إلا النسخة الفريدة ‏التي ماتزال محفوظة في متحف الباب‎ ‎العالي في إستامبول، والتي حصلت على ميكروفلم كامل لصفحاته: 812 ‏صحيفة، في العاشر‎ ‎من شهر آب عام 1999، وبعد سفري من إستانبول إلى لبنان بعدة أيام حصل في إستامبول‎ ‎وماحولها هزة أرضية كبيرة راح ضحيتها مئات من الناس. وخلال تلك الليلة هرب حراس‎ ‎المتحف خوفا فدخلها ‏اللصوص وسرقوا مصحف عثمان الأثري بعد أن علموا مكانه السري‎ ‎خاصة بعد إخراجه من ذلك المخبأ الذي ‏قيل لي في حينها أنه سري ولايعرفه إلا شخصان،‎ ‎مدير المتحف والمسؤول عن الآثار الهامة في المتحف، وكما ‏أذكر أن إدارة المتحف قد‎ ‎أعطت إسمي مباشرة للإنتربول باعتباري الشخص الوحيد الذي طلب تصوير ذلك ‏المصحف‎ ‎بالذات في تاريخ المتحف كله، ولحسن الحظ لم أعلم بالموضوع وكما لم أعد إلى منزلي‎ ‎إلا بعد شهر ‏تقريبا لأني كنت خلالها في البلاد العربية، حيث تمكن البوليس التركي‎ ‎خلالها من إلقاء القبض على اللصوص ‏وفي حوزتهم المصحف المسروق في مدينة إزمير‎ ‎الساحلية وهم على وشك الإبحار به إلى اليونان، فأعيد بعدها ‏المصحف سليما إلى المتحف‎ ‎وكما وجدت عند عودتي إلى البيت رسالة إعتذار من وزارة الثقافة التركية عن طلبها‎ ‎بملاحقتي من أجل ذلك المصحف النادر‎. ‎‏ ‏صور تلك الصفحات بعد طباعتها بالحجم الطبيعي قد أوضحت لي أمورا‎ ‎كثيرة كنت أبحث عنها فعلا، من تلك ‏الأمور التي كانت تقلقني مثلا ، هناك موضوع البسملات‎ ‎في القرآن، وإختلاف المصاحف إلى يومنا هذا بشأنها، ‏هذا التساؤل مع تساؤلات عن‎ ‎إختلافات أخرى هي التي كانت قد حفزتني أصلا للذهاب الى تركيا أصلا من أجل ‏الحصول‎ ‎على نسخة كاملة عن ذلك المصحف الأثري المحفوظ اليوم في متحفها‎.‎‏ ‏في تلك السفرة حصلت بإذن الله بعد أربعة أشهر من الأخذ والرد كان سببه ‏اعتراض علماء الدين على أن تصويره بالكامل سابقة لم تحصل من قبل ‏يحتاج إلى تشاور للخروج بفتوا السماح بتصويره بالكامل، والحمد لله تعالى ‏على أني حصلت بعدها على نسخة كاملة مصورة على ميكرو فلم عليها ‏‏(812 ) صحيفة تشكل كل صحائف المصحف مع صحيفة الإهداء للسلطان ‏محمود عدلي من قبل محمد علي باشا والي مصر سنة 1226 هجريــة، ‏‎ ‎لذلك المصحف الذي لم يراه كله أحد في عصرنا هذا, خاصة بعد إنتقـال ‏الخلافة‎ ‎الإسلامــيــة الى دمشق ثم إلى بغداد ثم الى غيرها من المدن ‏الإسلامية‎.‎‏ ‏لقد وجدته مكتوبا على ورق سميك قد اصفر لونه من مرور الزمن،‎ ‎ربما ‏كانت الخلافة الإسلامية في المدينة المنورة قد حصلت عليه من بلاد فارس ‏أو‎ ‎الهند، إذ من المعروف أن الحضارة الصينية كانت قد إكتشفت صناعة ‏الورق قبل ذلك، كما‎ ‎كان المصحف مكتوبا بالحبر الأسود الشبيه بالحبر ‏الأسود المعروف بالحبر الصيني‎ ‎وبالخط الكوفي القديم, بقصبة خطاط ‏عرضها حوالي (2 مم)‏‎. ‎‏ ‏ربما كان ذلك الخط هو أسلوب الخط الدارج في مكة للكتابات‎ ‎العربية في ‏ذلك الزمان‎. ‎‏ ‏وبعكس ما قرأت وسمعت فإني وجدت تلك النسخة منقطة بنفس ريشة‎ ‎الخطاط وبنفس الحبر ولكن كما نعلم، إذا وضعنا نقطة بقصبة خطاط ‏عرضها‎ ‎مليمتران فإن ما كتبناه لن يكون نقطة بل سيأتي على شكل خط ‏أسود طوله‎ ‎مليمتران وهكذا أيضا النقطتان أو النقط الثلاث.‏‎ ‎‏ ‏علما أن‎ ‎وأسلوب التنقيط القديم هذا يختلف قليلا عن أسلوب‎ ‎تنقيطنا اليوم ‏حيث نجد فوق حرف الفاء نقطة بنفس القصبة بينما نجد تحت حرف القاف‎ ‎تلك النقطة بدلا من النقطتان التي نضعها فوقها، كما في كتابتنا اليوم لحرف ‏القاف‎ ‎العربية, أما التشكيل فلم يكن العرب يشكلون أحرفهم عند الكتابة في ‏كل‎ ‎الجزيرة العربية, لكن التنقيط والتشكيل كما نعرفهما اليوم كانا معروفين ‏عند بني‎ ‎غسان في سورية*, حيث كان أغلبهم من النصارى وعندهم أناجيل ‏
‏*بعد فتح دمشق ودخول أغلبهم للإسلام استعان معاوية بن أبي‎ ‎سفيان أثناء ولايته على سورية في عصر عثمان ‏بن عفان رضي الله تعالى عنه بكتبة‎ ‎غسانيين لنقل نسخ أخرى عن نسخة مصحف عثمان التي كانت قد ووصلته ‏مباشرة لتوزيعها‎ ‎على المدن السورية‎.‎‏ ‏منقطة ومشكلة‎ ‎مع العهد القديم, لوجود الأعاجم بينهم مثل الروم والحثيين ‏‎ ‎والآشوريين والكلدانيين والسومريين والسريان الذين كانت‎ ‎وما زالت بقاياها ‏تتكلم لغتها القديمة، إلى جانب اللغة العربية التي تعلمها‎ ‎أغلبهم في العصور ‏الإسلامية كلغة ثانية‎.‎‏ ‏فالعرب عند الكلام ( كما نلاحظ في كل اللهجات‏‎ ‎البدوية ولهجات الجزيرة العربية ) كانوا لا ‏يشكلون أواخر الكلمات كما نفعل اليوم‎, ‎بعد تطبيق قواعد سـيـبـويـه في ‏الإعراب على اللغة العربية, لذلك كتب القرآن‎ ‎أصلا من غير تشكيـل, لكن ‏كتبوه كما ذكرت منقطا لضرورة تنقيط الأحرف‎ ‎المتشابهة في شكل كتابتها, ‏ولو كان التشكيل ضروريا لأوجدوا له رموزا كما أوجدوا‎ ‎رموزا لتنقيط ‏الأحرف‎. ‎‏ ‏فالضرورة والحاجة هي أم الإبداع والإختراع كما نعلم‎. ‎‏ ‏لكن مصحف عثمان الأثري أعيد تشكيله مع الأسف بأسلوب مبتكر‎ ‎ولحسن ‏الحظ فقد استخدم الذي شكله صباغ أحمر اللون بريشة طائر مدببة ترسم ‏نقطا‎ ‎حمراء للتشكيل حيث نجد‏‎:‎‏ ‏النقطة الحمراء فوق الحرف مباشرة تعني الفتحة‎.‎‏ ‏والنقطة الحمراء تحت الحرف مباشرة تعني الكسرة‎.‎‏ ‏والنقطة الحمراء يسار الحرف مباشرة تعني الضمة‎.‎‏ ‏والنقطتان باللون الأحمر فوق الحرف مباشرة في آخر الكلمة تعني التنوين ‏بالفتحة كما في‎ ‎كلمة إماما فتقرأ منونة بالفتحة. ‏ونقطتان أيضا باللون الأحمر تحت الحرف الأخير من الكلمة تعني‎ ‎التنوين ‏بالكسرة كما في كلمة إمام: وتقرأ إمام منونة بالكسرة.‏‎ ‎‏ ‏ونقطتان يسار الحرف الحرف الأخير من الكلمة تعني التنوين‎ ‎بالضمة كما ‏في كلمة إمام فتقرأ امام منونة بالضمة. ‏أما إذا حصل التشكيل لحرف الألف التي لاهمزة لها‎ ‎في لهجة قريش شكلت ‏كما يلي‎:‎‏ ‏‎ ‎ا و ا و ا وهي تلفظ كما تلفظ اليوم أ مفتوحة و‏‎ ‎أ مضمومة و ‏إ مكسورة بالتتالي‏‎.‎‏ ‏يقال، كما قرأنا على مقاعد الدراسة بحسب التاريخ الإسلامي أن‎ ‎الذي أجرى ‏عملية التنقيط ( التشكيل ) تلك على المصحف الأثري، كان هو الحجاج بن‏‎ ‎يوسف الثقفي* في عهد الخليفة‏‎ ‎الأموي عبد الملك بن مروان. ‏‏*‏‎ ‎للحاشية: قال المؤرخون: لقد نقط الحجاج القرآن، وهم صادقون‎ ‎لأن التنقيط موجود على المصحف وباللون ‏الأحمر بريشة طائر مدببة الذي كان أسلوب الحجاج المبتكر‏‎ ‎لتشكيل أحرف القرآن التي كانت منقطة أصلا ولكن ‏بقصبة الخطاط فأتت النقط على شكل شرطات‎ ‎رفيعة يشبه تشكيلنا الحالي‏‎.‎‏ ‏كما يقال أن الحجاج عمل مدرسا قبل‎ ‎عمله في السياسة‎.‎‏ ‏لكن المفارقة التي ما زالت تواجهنا هي فيما نقرأه في كتب‎ ‎التاريخ عن ‏المقولة التي تقرر‎:‎‏ ‏أن الحجاج هو أول من نقط القرآن، تلك المقولة هي التي حرفت‏‎ ‎الجميع عن ‏فهم الحقيقة، بينما إذا بحثنا عما حصل في الواقع نكتشف أن الحجاج‎ ‎عندما ‏نقط أحرف مصحف عثمان بريشة طائر مدببة، مستخدما لحسن الحظ ‏صباغا أحمر‎ ‎اللون، كان يقصد كما رأينا تشكيله بتلك النقط الحمراء, فقالوا ‏خطأ: لقد‎ ‎نقط الحجاج القرآن، ظنا أن الأحرف لم تكن منقطة من قبل بقصبة ‏الخطاط بالخط الكوفي‎ ‎الجميل، كما أن المسلمين مع الزمن وخلال تواجد ‏عاصمة الخلافة في دمشق إقتبسوا من‎ ‎الغساسنة السوريين أسلوب كتابتهم ‏بريشة الطائر مع أسلوب تنقيطهم وتشكيلهم، الذي‎ ‎كتبت بموجبه كل ‏مصاحف المسلمين التي كانت متداولة في عصرهم قبل اختراع الطباعة‎.‎
بينما إذا عرضنا عليهم اليوم مصحف عثمان الأثري المكتوب بالأسلوب‎ ‎الكوفي القديم نجدهم وقد فوجؤوا بشكل أحرفه الغريبة عنهم وكما قد ‏يستصعبون‎ ‎قراءته في البداية‏‎.‎
كل تلك الأمور، لم أكن لأفهمها لو لم أتأمل في المتحف مصحف‏‎ ‎عثمان ‏الأثري المخطوط بالقصبة كما بينت سابقا‎. ‎
‎ ‎الآن بعد كل تلك المفاجآت السابقة، إن تساءل القارئ الكريم قائلا: ‏هل‎ ‎هناك اختلاف بين نسخ القرآن التي معنا مع تلك النسخة المحفوظة ‏لمصحف عثمان‎ ‎الأثري في استانبول؟ ‏وإذا كان هناك إختلافا فما هي تلك الإختلافات؟‎ ‎‏ ‏أقول: نعم هناك عدة إختلافات‎:‎‏ ‏الإختلاف الأول: هو في عدد الآيات: مثلا نجد في مصحف‏‎ ‎المدينة النبوية ‏إصدار وزارة الشؤون الإسلامية, في المملكة العربية‎ ‎السعودية, أن عدد ‏آيات المصحف: 6236 آية بينما عدد الأيات في مصحف عثمان بن‏‎ ‎عفان ‏نجدها 6213. أي بفارق 23 آية‏‎.‎‏ ‏ومن الجدير بالملاحظة هنا عدم وجود نقص أو زيادة في الأحرف‎ ‎الأساسية ‏أو في الكلمات بين القرآنين, إلا في مواضع النجوم بين الآيات‎.‎‏ ‏الإختلاف الثاني: آيات البسملة, نجدها آيات أساسية في مصحف‎ ‎عثمان, ‏وفي نهايتها نجد نجمة دائرية صغيرة بنفس حجم النجوم العادية التي بين‎ ‎الآيات، لكن عند تعداد الآيات نجد تعداد البسملات مستقلا عن تعداد الآيات‎ ‎الآخرى, مع بقاء آية واحدة في كل القرآن بمثابة همزة وصل بين آياته ‏التي‎ ‎عددها: 6213 آية، والتي تقبل القسمة على تسعة عشر، والناتج هو: ‏‏327 تماما بدون‏‎ ‎باقي، وبين أيات البسملات التي عددها في أوائل ‏سورالقرآن: 113 بسملة‏‎.‎‏ ‏أما همزة الوصل المشتركة فهي: البسملة الموجودة في سورة النمل،‎ ‎التي ‏رقم ترتيبها بين السورهو: 27، وفي الآيةالتي رقم ترتيبها في السورة هو: ‏‏30،‎ ‎قارن هذين الرقمين بالرقم: 327‏‎.‎‏ ‏‏(‏‎ ‎إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم *) 30- 27‏‎.‎‏ ‏هذه الآية وحدها هي الآية المشتركة، حيث تعد مع آيات القرآن،‎ ‎وكما تعد ‏البسملة التي فيها مع عدد البسملات التي في القرآن: 113+ 1= 114،‎ ‎التي ‏ناتج قسمتها على تسعة عشر تساوي: 6، وإذا جمعنا الناتجين: 327+ 6 = ‏‏333،‎ ‎هذا معناه، أنه إذا سئل المسلم عن عدد آيات القرآن، عليه أن يتذكر ‏فقط‎ ‎العدد 333، الذي يسهل حفظه على الذاكرة، وحيث أن حاصل جداء ‏هذا العدد بالعدد‎ ‎الأصم تسعة عشر يساوي: عدد آيات القرآن كلها، بما فيها ‏عدد البسملات التي‎ ‎تعد آيات أساسيات منزلات، وليست مجرد بسملات ‏تزيينية وضعها كتبة الوحي‎ ‎تبرعا منهم‎.‎‏ ‏هذا العدد السهل: 333، الذي يمكن رسوخه في ذاكرة المسلمين‎ ‎بسهولة، ‏يحفظ آيات القرآن من تبدلات الزمن، زيادة أو نقصانا‏‎.‎‏ ‏هكذا كان أسلوب كتبة الوحي في تعداد آيات القرآن، حيث وضعوا‎ ‎بأمر من ‏الرسول محمد عليه الصلاة والسلام المستند إلى أمر ناقل الوحي جبريل ‏عليه‎ ‎السلام من بعد كل بسملة نجمة دائرية صغيرة بقطر: 5 مم، خمس ‏ملمترات، للدلالة على‎ ‎أنها آية أصلية، ولكنهم عند تعداد الآيات اعتبروا ‏تعداد البسملات مستقلة‎ ‎عنها، بدليل أننا نجد الآية الخامسة من بعد نجمة ‏البسملة والخامسة عشر لها نجمة‎ ‎دائرية كبيرة بقطر: 8 مم لتسهيل تمييزها ‏عن النجمة الأعتيادية ذوالدائرة‎ ‎الأصغر‎.‎‏ ‏بينما نجد النجمة العاشرة من بعد نجمة البسملة والعشرون وإلى‎ ‎التسعين، ‏تأخذ نجوما أكبرمن سابقاتها دائرية الشكل أيضا, بقطر: 15 مم تقريبا،‏‎ ‎أما ‏المئات نجدها بشكل مستطيل طوله 25 مم وعرضه 18 مم وقد كتب ‏داخلها مائة أو‎ ‎مائتان‎.‎‏ ‏الإختلاف الثالث: ليس هناك همزة في مصحف عثمان بدليل أن الهمزة‎ ‎غير ‏ملفوظة في لسان (لهجة) قريش, إلا إذا كان الألف في أول الكلمة مثل كلمة ‏أول‎ ‎فتكتب: اول بدون همزة مع أن الهمزة ملفوظة بشكل ملطف, أما إذا ‏أتت في منتصف الكلمة‎ ‎تلفظ ياء: مثل أولئك تكتب وتلفظ اوليك في مصحف ‏عثمان الأثري‎. ‎‏ ‏‎ ‎أما إذا أتت في آخر الكلمة، تلفظ همزة في لهجة بني غسان،‎ ‎لكنها في ‏أغلب اللهجات العربية في الجزيرة لا تلفظ، كما في كلمة: هؤلاء بحسب‎ ‎اللهجة الغسانية بينما في باقي اللهجات يلفظونها: (هولا) وبعضهم يلفظها ‏‏(دولا) و (هادولا)‏‎ ‎وبحسب لهجة قريش مكتوبة (هولا).وهناك حالة شاذة ‏واحدة لكلمة ( تلقاء ) إذا أتت‏‎ ‎مجرورة تكتب: آخرها ياءا :(تلقاي) كما في ‏الآية: 15- 10‏‎.‎‏ ‏الإختلاف الرابع: بالنسبة لحرفي الجر: على وحتى, التي تكتب‎ ‎بحسب ‏اللهجة الغسانية بالالف المقصورة فإننا نجدها مكتوبة بالألف الممدودة في ‏لهجة‎ ‎قريش: (علا) و (حتا)‏‎.‎‏ ‏الإختلاف الخامس: كل الإضافات التي نجدها في مصاحفنا الحالية: مثل‎ ‎إصطلاحات الضبط، وعلامات الوقف، وأماكن السجدات، وتقسيم القرآن إلى ‏أحزاب، هي كلها‎ ‎إضافات مستحدثة من التي قال عنها علماء المسلمين من ‏البدع الحسنة, مع أنهم ما‎ ‎يزالون يقولون أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة ‏في النار بدون أستثناء لأي بدعة أضيفت‎ ‎الى القرآن أو أنقصت منه أو من ‏الدين‎. ‎‏ ‏الإختلاف السادس وجود كلمة ليصرمنها في آية سورة القلم التي تقول: ‏‏( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين*) ‏‏17-68. ‏بينما في مصحف عثمان الأثري وردت: ( لنصرمنها مصبحين ) ‏وأعتقد أن مصحف عثمان هو الأصح لوجود نون القسم فيه بينما غابت ‏تلك النون عن أغلب النحويين من المسلمين إلى اليوم. ‏في نهاية هذا الحديث أحب أن أعقب: أن كل تلك الاختلافات‏‎ ‎السابقه ما هي ‏إلا مجرد اختلافات شكلية لا تؤثر إلا على الإعجاز العددي‎ ‎للقرآن, حيث ‏كل شئ في المصحف الأثري يقبل القسمة على تسعة عشر, بينما في ‏المصاحف‎ ‎التي معنا اليوم، تمتنع الألف والياء عن مثل ذلك الإحصاء ‏لإختلاف رسمهما في‎ ‎المصحفين‎.‎‏ ‏لكن الإختلاف الخطير هو ما حصل في التشكيل الذي بدل معاني‎ ‎الآيات ‏مغيرا مفهومها‎.‎‏ ‏أفضل أن لا أتحدث عن هذا الإختلاف الآن، وأرغب التحدث عنه عند‎ ‎الكلام عن إضلال المسلمين عن ثلاث حقائق هامة لثلاث مواضيع وردت ‏في‎ ‎القرآن، وهي‎: ‎‏ ‏‏1- موضوع‎ ‎الإتخاذ‎.‎‏ ‏‏2- موضوع آيات سورة الروم الأولى‎.‎‏ ‏‏3- موضوع أية النسيء التي وردت في سورة التوبة. ‏لكن، من حق القارئ هنا أن يتساءل: لماذا تأخر جمع القرآن إلى عهد‎ ‎الخليفة الثالث عثمان، ولم يقم بجمعه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ‏أو‎ ‎أبو بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين؟ ‏أعتقد أن العمل على جمع القرآن في مصحف واحد لم يتيسر لأحد‎ ‎منهم ‏حتى توفر الورق المصنوع الذي أتى من بلاد فارس بعد القادسية، لكن كتب ‏تاريخ‎ ‎السيرة، ما زالت تقول خطأ أنها كتبت على ورق البردي الذي توفر ‏في المدينة المنورة‎ ‎عاصمة الخلافة الراشدة بعد فتح مصر، كما تقول كما ‏أن الخليفة الثاني عمر بن‎ ‎الخطاب رضي الله عنه لم يستطع التفرغ لذلك ‏العمل لأن عهده كما نعلم كان عهد حروب‎ ‎وفتوحات مع إنشغاله الدائم في ‏إقرار الأمن والإستقرار في البلاد المفتوحة حديثا،‎ ‎وهكذا لم تسنح الفرصة ‏للقيام بمشروع جمع القرآن مع إستنساخ ستا من النسخ‎ ‎عنه*، إلا للخليفة ‏الراشدي الثالث: عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي شكل لجنة كاملة ‏‏*‏‎ ‎للحاشية: هناك روايات تقول بأنها كانت أربعة نسخ فقط‎.‎‏ ‏‎ ‎من كتبة الوحي الذين كانوا أحياء في‎ ‎عصره للقيام بذلك المشروع الهام، ‏كما أشرف على تنفيذ عملية الجمع والنسخ تلك التي‎ ‎اعتبرت من أهم أعماله ‏وإنجازاته خلال ولايته كثالث الخلفاء الراشدين‎.‎
إذ من حـرصـه، رضي الله عنه، على أن لا يكــون في أي مــن ‏تـلـك‎ ‎المستنسخات أية إختلافات، أمر أعضاء اللجنة من بعد إنتهائهم من ‏إستنساخ تلك‎ ‎النسخ، أن يتبادلوها فيما بينهم، من أجل التأكد من مطابقتها ‏للنسخة الأصلية (مصحف‎ ‎الرسول)* ولبعضها البعض قبل توزيعها على *‏‎ ‎للحاشية: مصحف الرسول كان محفوظا بشكل كامل مكتوبا على‎ ‎الجلود والعظام عند زوج الرسول: أم المؤمنين ‏حفصة بنت عمر رضي الله عنهما‎. ‎‏ ‏الولايات كما أمرهم بإعادة تلاوة كل‎ ‎نسخة لوحدها أمام مجموعة من حفظة ‏القرآن، ‏‎ ‎من الذين حفظوا القرآن من رسول الله مباشرة ليتأكدوا‎ ‎من صحة ‏المستنسخات الستة وخلوها من أي سهو أوخطأ إنساني‎.‎‏ ‏بعد كل تلك الإحتياطات، التي كانت ضرورية بالفعل، حرص الخليفة‎ ‎عثمان ‏كذلك على جمع ما كان عند الصحابة الكرام من مستنسخات خاصة، لبعض ‏آيات وسور‎ ‎القرآن، ثم أمر بإحراقها جميعا بدون إستثناء حتى مع المصحف ‏الذي أخذه منذ بداية‎ ‎مشروعه، من أم المؤمنين: حفصة، وذلك حتى لايختلف ‏المسلمون بعد ذلك على‎ ‎حرف أو كلمة أو آية أو سورة في كتاب الله تعالى: ‏القرآن‎ ‎العظيم‎.‎‏ ‏بالتالي فإن مصحف عثمان الأثري الذي حصلت على نسخة كاملة عنه‎ ‎من ‏متحف الباب العالي في إستانبول، الذي كتب عليه تاريخ الإنتهاء بنسخه في ‏عام: 32هجرية‎.‎‏ ‏يمكن اعتبارتلك النسخة مرجعا صحيحا وحكما في موضوعنا, حيث نعلم‎ ‎يقينا بعد رؤية تلك النسخة الأثرية أن المصحف الذي تركه الرسول الكريم ‏والراشدون‎ ‎من بعده كان منقطا لكنه لم يكن مشكلا‎.‎‏ ‏أما إن تساءل القارئ ليطمئن قلبه‏‎:‎‏ ‏هل زاد أحد خلال القرون الماضيات كلمات أو أحرف أو آيات على‎ ‎القرآن ‏الكريم؟ ‏نقول له: اطمئن، لم يزد أحد على القرآن حرف واحد، وكما لم‎ ‎ينقص منه ‏أحد حرف واحد بشكل مباشر، لكنهم فعلوا ذلك عن طريق الأحاديث التي‎ ‎نسبوها للرسول وصحابته، فنسخوا عن طريق الحديث كل الآيات التي لم ‏تكن تعجبهم منذ‎ ‎البداية، كما طلبوا إضافة آية الرجم للقرآن مدعين أن ‏الرسول الكريم كان قد نسي‎ ‎كتابتها في نص القرآن، كما ادعوا أن الخليفة ‏عمر بن الخطاب هو وحده الذي تذكرها‎ ‎بعد وفاة الرسول، ونصحهم بإعادة ‏كتابة نصها في القرآن، ونص تلك الآية كما يرويها‎ ‎البخاري في الحديث ‏رقم : 6830- هي*‏‎: ‎‏ ‏‏*‏‎ ‎للحاشية: راجع الحديث رقم 6819 من صحيح البخاري منسوبا‏‎ ‎للراوي الأخير: عبدالله بن عمر. وراجع ‏الحديث رقم: 6830 طبع دار إحياء الكتب‏‎ ‎العربية- القاهرة‏‎. ‎‏ ‏‏{الشيخ والشيخة إذا زنيا‎ ‎فارجموهما البتة} ‏لكن والحمد لله تعالى، إذ لم يضف أحد على القرآن بشكل مباشر‎ ‎حرف ‏واحد، وكل ما حصل هو إختلاف في طول الآيات أو قصرها نتيجة عدم ‏توفر الأصل بين‎ ‎أيدي الناس للمقارنة‎.‎‏ ‏أعتقد أن القرآن قد صممه سبحانه بإعجاز خاص، لذا فالكتاب يرفض‏‎ ‎بذاته ‏أي إفتراء عليه سواء كان على شكل زيادة مباشرة عليه، أو إزالة بعض ‏الكلمات‎ ‎من آياته يمكن غالبا للذين يتفكرون في آياته أن يكتشفوا تلك ‏التحريفات حتى ولو كان‎ ‎التحريف المقصود كان في تشكيل بعض كلماته، ‏هذا بالإضافة للمعجزة التي تلازم القرآن‎ ‎وهي سهولة ويسر حفظه في ذاكرة ‏الحفاظ من المسلمين حتى ولو كان الحفظة من الأعاجم‎ ‎الذين لايعرفون ‏العربية‎:‎‏ ‏‏(‏‎ ‎ولقد يسرنا القرآن للذكر‎ ‎فهل من مدكر؟ * ) 22-54‏‎.‎‏ ‏القرآن مصمم من قبل الله تعالى بحيث يرفض الإضافة أو النقصان‎ ‎خاصة ‏على الذين يعلمون ومن الذين يتفكرون ويعقلون ومن أولي الألباب ‏ولايخشون أحدا‎ ‎غير الله سبحانه وتعالى‎.‎‏ ‏‎ ‎وهذا ما أشار به سبحانه لأولي الألباب عندما قال‎:‎‏ ‏‏(لا يأتيه الباطــل من بـيـن يـديــه ولا مـن خـلفـه‎ ‎تـنـزيـل ‏مـن حـكـيـم حـمـيـد*)42-41 . ‏
‎ ‎نحن نعلم أن أهل الحديث تركوا القرآن وعلومه لأكثر من عشرة قرون ‏كانت كافية لحرف دفة الإسلام بزاوية قدرها : 180 درجة، وأهل القرآن ‏اليوم يحاولون إعادة إتجاه الدفة إلى جهتها الرحمانية الصحيحة، هذا العمل ‏بحد ذاته يعتبر من وسائل الرحمن في حفظ كتابه الكريم. ‏
نيازي عزالدين ‏

اجمالي القراءات 7013