الفارق بين ــ حـَجـَر ــ قرية ميت اشنا ــ وحجارة الأضرحة في مصر

رضا عبد الرحمن على في الثلاثاء ١٢ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الفارق بين ــ حـَجـَر ــ قرية ميت اشنا ــ وحجارة الأضرحة في مصر

 



أبدأ هذا المقال بهذه المقدمة التي أحاول فيها توضيح الوضع الراهن للعرب فكريا وثقافيا وتكنولوجيا وعلميا ، ومقارنته بما يدور حولنا في العالم المتحضر ، أو ما يسمى بدول العالم الأول ..
وأقول للعرب جميعا ـ على الرغم من التقدم العلمي و التكنولوجي الذي يشهده عصرنا الراهن إلا أن هناك فئة لا تزال تقدس الخرافات والخزعبلات والسحر والشعوذة ، والدجل ، وعلى الرغم من تقدم العالم وتحضره لا يزال المجتمع العربي يؤمن بهذه الخرافات التي بسببها تخلفنا مئات السنين عن ركب الحضارة و أصبحنا عالة على المجتمعات الأخرى في كل شيء ، ومع الأسف إن هذه الخرافات تسيطر على كثير من أهل هذه المجتمعات ـ الجاهل منها والمتعلم ، الشاب والعجوز ، الرجال والنساء لدرجة جعلت هذه الخرافات جزء من عقيدة كل إنسان ومن تفكيره اليومي ، وسأعرض عليكم احدث ما وصل إليه العقل المصري في إحدى قرى محافظة الدقهلية ، وإيمانه بالخرافات والخزعبلات التي يلجأ إليها كحلول بديله لحل مشكلات لا يمكن أن يقرر مصيرها إلا العلم والعلماء..


وللدخول في صلب الموضوع
أقول عـَرض برنامج الحقيقة يوم السبت الموافق 2/2/2008م حلقة عن إحدى قرى محافظة الدقهلية التابعة لمركز أجا ، وهي قرية ميت إشنا ـ وتم في هذه الحلقة مناقشة موضوع هام جدا يدل على سيطرة الخرافة لحد كبير على عقلية الإنسان المصري ..


وكان الموضوع كالتالي : يدّعي كثير من أهالي قرية ميت إشنا أن هناك حجرا في باطن الأرض في منطقة من أراضي القرية الزراعية يدَّعون أن هذا الحجر ـ يعالج السيدات العاقرات اللاتي تأخرن في الإنجاب ، و ذلك عندما تذهب السيدة عند هذا الحجر وتدور حوله بعد خلع ملابسها كاملة ، كما تقوم بغسل جسدها بالماء الموجود فوق هذا الحجر ـ على شكل عين تخرج مياه من باطن الأرض أو على شكل بحيرة صغيرة جدا تحيط الحجر بالماء ، كما يعالج هذا الحجر المبروك من وجهة نظر زائريه ـ أنواعا أخرى من الأمراض منها ( السيدات اللاتي انقطع لبنهن وأصبحن لا يستطعن إرضاع أطفالهن فيرجع اللبن بزيارة هذا الحجر ، وعمل هذه الطقوس السالفة الذكر بدون ملابس ..


ـ الجاموس والبقر المصابة بالعقم وقلة اللبن يقوم الحجر بعلاجها أيضا وكثير من الأمراض التي لا تحصى ولا تعد يقوم هذا الشيخ حجر بعلاجها ..
وأصحاب هذه السبوبة بالطبع يريدون لها شماعة تعلقها أو تلصقها بالدين كي تحظى بإقبال الغافلين الجاهلين من البشر ـ فيكون الموعد يوم الجمعة وأثناء الصلاة مباشرة ـ حيث تتجمع السيدات العقيمات ـ أو البهائم المريضة حيث يقومون بالدوران حول هذا الحجر والاغتسال بمائه المبروك وقت الصلاة مباشرة ، وذلك بالطبع بعد خلع الملابس بالنسبة للسيدات..


وبالطبع لابد أن أسأل سؤالا عن الصنف الثاني من المرضي ـ أقصد البهائم من البقر والجاموس .. هل يطلب منهم خلع ملابسهم أيضا ..؟؟

ويسوغ المروجين لهذا الحجر قائلين أنه من الآثار القديمة ، وأنه حجر كبير وله أطراف متعددة في أماكن مختلفة وأنه حجر كبير الحجم ..
وطال النقاش بين مؤيدين العلاج بالحجر ومعارضين ذلك واعتباره خرافة ومخالف تماما للعلم والطب والعقل والمنطق ، معللين سبب الشفاء للظروف النفسية للفرد المريض ليس إلا ، وليس له أدنى علاقة بحجر أو شجر ..

فعلق أحد الضيوف المؤيدين لذلك الحجر قائلا إن السيدة المريضة تذهب للطبيب للعلاج .. وكذلك تذهب للحجر ..


فرد عليه الدكتور عبد الفتاح قائلا ـ الدكتور صاحب علم وعقل ، وأسهب قائلا إن هذه المـَيــَّة مثل أي مـَيـَّـة واشمعنه المــَيـــَّة دي هي اللي فيها البركة ـ ثم قال أن هذا انحراف في الدين وليس لها علاقة بالعمليات النفسية ، ثم وضح قائلا ـ إذا كنا نحرم الطواف حول الأضرحة فكيف نذهب للحجر ونقول أنه سيشفينا ويتسبب في الحمل وعلاج العقم ..


وقام بتوجيه نصيحة لأهالي القرية أن يمنعوا زوجاتهم من ارتكاب هذه الأفعال ، كما قال أيضا أنه يجب على الأئمة في المساجد توعية الناس من هذه الخرافات ومقاومة هذا الفكر لأنه فكر إشراكي ) . انتهى


وبكل صراحة نشكر الدكتور عبد الفتاح الشيخ على هذا الرأي الصائب الواضح ..

و التعليق الطبيعي هنا على كل ما سبق أقول ـ ما الفرق بين تلك الحجر والأحجار التي يقبلها المسلمون في الأضرحة بالمساجد في أنحاء جمهورية مصر العربية ..؟؟ هذه أحجار وتلك أحجار ..!!
إذا كان الدوران حول حجر قرية ميت اشنا شرك بالله ، وانحراف في الدين ويجب على الإئمة مقاومته لأنه كفر وإشراك ـ فلابد من مقاومة تلك الظاهرة بنفس الاهتمام والقوة في أنحاء الجمهورية ، حيث لا يوجد مركز أو مدينة في مصر ـ بلا ضريح داخل أحد المساجد يطوف الناس حوله ليلا ونهارا ، وأهالي قرية اشنا لم يأتوا بجديد في معتقدهم هذا ـ تقبيل الحجر والحديد والنحاس والأسمنت والجبس موجود في مصر منذ قرون طوال وعندما يتعرض له أحد بالنقد أو الاعتراض يتهمونه بالكفر والخروج عن المله . لماذا لا أدري ..؟؟


هل الشرك بالله يـُجَـزَّء يا سادة يا كرام ..؟؟


الشرك بالله هو شرك سواء أكان في قرية اشنا أو في مسجد السيد البدوي أو في مسجد إبراهيم الدسوقي أو في مسجد المرسي أبو العباس ـ أو أي مكان آخر في مصر ـ فالأضرحة كثيرة وعامرة بالمريدين ولا حياة لمن تنادي ..


وما أهل لغير الله من أموال تذهب لتلك الأماكن ومعها كل غال ونفيس ، وأعتقد أنهم يشترون بآيات الله ثمنا قليلا و يعتبرونها ها سبوبة مثل أصحاب حجر قرية ميت اشنا ..

اجمالي القراءات 22932