حواء وآدم
حواء خلقت قبل آدم

زهير قوطرش في الثلاثاء ٠٥ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الأخوة أهل القرآن ، بعد اضطلاعي على خطبة العلامة عدنان ابراهيم ،والذي عالج فيها بعضاً من المحاور الاجتهادية ،وخاصة في موضوع المرأة.وما جرى عليها من مآسي  نتيجة تلك النظريات اللاعقلانية والمخالفة لكتاب الله.وما زالت المراة حتى في هذا العصر رغم وضوح الرؤية تعاني ما تعانيه  جراء الاعراف والتقاليد،والابتعاد عن قدر الله وشرعه. أرجوا من الأخوة لطول الخطبة طبعها وقراءتها بتأن ،لأنها ستفتح باباً  للتدبر في كتاب الله ،واتمام ما بدا فيه الشيخ عدنان ابرا&al;هيم وهذ بعض المقاطع المختارة من الخطبة والتي تمس الموضوع.وشكراً.

حواء هل خلقت من ضلع ادم؟
يقول الله تعالى في كتابه العظيم بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم.
"الم * تنزيل الكتاب لاريب فيه من رب العالمين *أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون* الله الذي خلق السموات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش.مالكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تذكرون* يدبر الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون* ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم* الذي أحسن كل شيء خلقه وبدا خلق الإنسان من طين* ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين*".
ايها الإخوة الأفاضل، أيتهاالأخوات الفاضلات،الإنسان حيثما ذكر في كتاب الله تبارك وتعالى ينطبق على وينصرف الى النوعين جميعا الذكر والانثى،ولا مشاحة في تقرير هذا المعنى ولا جدال فإذا قال سبحانه وتعالى :"وحملها الانسان إنه كان ظلوماً جهولاً" فهذا الامر لايتعلق بأدم وحده،أو بالذكر من بني أدم وحده وإنما يشهد ويضم حواء أو الإناث جميعا ًوإذ قال سبحانه وتعالى "خلق الانسان من عجل" يعني الذكر والأنثى جميعا أدم وحواء إذا عدنا إلى اصل النشأة وإلى أصل التكوين "إن الإنسان خلق هلوعا" الذكر والأنثى" يا ايها الإنسان ما غرك بربك الكريم" الى اخر هذه الآيات وهي كثيرة في كتاب الله تبارك وتعالى.
والمراد انه سبحانه وتعالى حين قال في هذه الآية الجليلة من سورة السجدة"وبدأ خلق الإنسان من طين" فحتماً أن الانسان هنا على ماجرت به عادة النظم الكريم والذكر الحكيم تشمل وتضم النوعين جميعا،بدأ خلق آدم وخلق حواء من طين،إذا حواء مخلوقة من طين كما ان ادم مخلوق من طين،فهذا ما تعطيه ظاهر الآية الذي توشك أن تكون نصاً في الموضوع،ولكن سنتواضع ونقول ظاهر الآية بلغة الاصولين،ظاهر الآية يقول ان حواء مخلوقة من طين وابتدأ خلقها كما ابتدا خلق زوجها من طين.وهنا قد يعترض معترض ويقول هذا كلام غير صحيح لأنه مخالف لما شاع بين اهل الملل لدى اليهود والنصارى والمسلمين أيضا أن حواء مخلوقة من أدم ،من جزء من أجزاء أدم ،مخلوقة من ضلع ادم ،والنبي هو الذي قال هذا في أحاديث صحّت عنه عليه الصلاة وأفضل السلام ،فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص)استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع ،وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته،وإن تركته ظل أعوج فاستوصوا بالنساء. وهذا لفظ البخاري ،وفي رواية الأعرج عن ابي هريرة في صحيح مسلم فإن ذهبت تقيمها- الضمير يعود على المرأة- كسرتها وكسرها طلاقها.... وأخذ هذا المعنى الشاعر فقال بيتين مشهورين:
هي الضلع العوجاء لست تقيمها ألا إنّ قيام الضلوع انكسارها
جمعت ضعفاً واقتداراً على الفتى أليس عجيباً ضعفها واقتداها
هذا المعنى شائع في ادبيات المسلمين وأيضا في أدبيات أهل الكتاب الأول ،ولكن قد يُردّ هذا عليه بالقول إن النبي (ص) لم يقل إنها خلقت من ضلع ادم ،إنما قال خلقت من ضلع على سبيل الاستعارة والتشبيه، يريد أن يقول إنها خلقت من طبيعة عوجاء كالضلع ولم يصرح،بدليل ما رواه البخاري في صحيحه لكن هذه المرّة في كتاب النكاح وليس في كتاب أحاديث الانبياء عن ابي هريرة رضي الله عنه . قال صلى الله عليه وسلم المرأة كالضلع...ولم يقل خلقت من ضلع ،والمراد هوالتشبيه وليس القطع بقضية نشوئية،ولو قطع بها النبي لاتبعناه بدون كلام لأن هذا من مقتضيات الايمان ،لكنه قال المرأة كالضلع،وأخرجه مسلم في صحيحه علىالتشبيه هكذا "المرأة كالضلع"لماذا ينبغي أن نعقد خطبة براسها حول هذا الموضوع،سواء خلقت من طين أو خلقت من ضلع ادم كله سيان امام قدرة الله تبارك وتعالى....لكن المسألة لها افاق أبعد وأكثر تعقيدا مما يبدوا بادئ البدئ.
أولاً: كون أمنا حواء خلقت من ضلع أدم هي قضية واردة في التوراة في أول إصحاحات سفر التكوين،فالمسألة لها أصل إسرائيلي، فهل يمكن أن يقال إن هذا تسرّب الى المسلمين عن طريق هذه الاسرائليات وخاصة وأن أبا هريرة ممن أكثر النقل عن بني إسرائيل،وقد كان مولعاً بأحاديث بني اسرائيل وبإسرائيلياتهم وكان خبيراً حتى ذكر الذهبي في تذكرةالحفاظ أن كعب الأحبار ،وهو اليهودي اليمني الذي جاء إلى المدينة المنورة في خلافة الفاروق عمر وأعلن إسلامه هنالك ،وكان من أحبار اليهود ومن علمائهم الكبار المشاهير،وكان أبو هريرة يجلس إليه كثيراً وأخذ عنه كثيراً طائلاً حتى قال كعب الاحبار مرّة ما رايت أحداً لم يقرأ التوراة هو أعلم بما فيها من أبو هريرة ،فقد كا يحفظها.وطبعاً أبو هريرة لم يتفرد بالأخذ عن بني اسرائيل ، للأسف،فيا ليته ما فعل،وياليت سائر الصحابة ما فعلوا،لأن هذا أضّر كثيراً بينابيع معرفتنا وأثر كثيراً في تصوراتنا المعرفية والاجتماعية والفلسفية والعقائدية فاختلطت الحقائق بالأساطير،واختلط الصواب بالخطأ والحق بالباطل ،وعبد الله بن عباس نفس الشيء أخذ كثيرا عن بني اسرائيل وعبد الله بن سلام الصحابي الجليل حدّث كثيراً من موروث الإسرائيلي،وفي المقدمة يأتي كعب الاحبارووهب بن منتبه ،وعبد الله بن عمر أخذ عنهم ، ولكن ابو هريرة يتصدر هؤلاء فهو اكثر كثيرا عن بني اسرائيل. على كل حال فالمسألة لها أصلها الاسرائيلي ،وطبعاً الدراسة المستفيضة والبحث الجاد سوف يوصل في النهاية الى استخلاص نتيجة أن جزءاً أو شطراً لايستهان به ولا يستخف به من تراثنا إنما هو ذو أصل اسرائيلي،وتسرب هذا الى كتب الحديث،الى كتب التفسير،الى كتب التاريخ خاصة،وأحيانا تسرب الى الدراسات الفقهية للأسف الشديد وقد اضر بنا كثيراً....هذه مسألة. المسألة الثانية : كون المرأة خلقت استقلالاً من طين ،ابتدأ خلقهامن طين الارض كما ابتدأ خلق آدم فهذا يكرس ويدعم نموذجا في التفكير سيكون له ما بعده،سيختلف ضمن هذا الاطار تناول سائر قضاياالمرأة عمّا لو تناولناها من منظور إطاري مختلف، يمكن أن نسميه نموذج أو اطار الاستتباع فيه المرأة كذيل أو ملحق للرجل وبالرجل لأنها مخلوقة من جزء منه،من ضلع من أضلاع الرجل،وقد روى العلامة محمد بن أسحاق في كتاب المبتدأ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال – وهذا ليس من كلام النبي بل من كلام مولاه ابن عباس ،وقد أخذ أبن عباس أيضاً كثيراً عن بني اسرائيل ،قال عبد الله بن عباس: خلق الله تبارك وتعالى حواء من ضلع آدم الايسر وهو نائم،وروى أبن أبي حاتم هذاعنه،كما رواه عنه مجاهد،قال مجاهد: خلقها عليهاالسلام من قُصيرة آدم،والقُصيرة هي الضلع التي تكون دون الشاكلة وهي آخر ضلع،والتي دونها تسمى القُصيرة،وفي رواية اليسرى ،وفي رواية وهو نائم ،فأخذهما ثم ملأ مكانهما لحماً ثم خلق حواء منها. وهذا بالضبط ما قالته التوراة،وهذا ما قاله مجاهد والضحاك ومقاتل وأخرج كل هذه الروايات أبن ابي حاتم في تفسيره،وكلها استنساخ طبق الاصل عن رواية التوراة.
التوراة تقول، واسمعوا هذه الرواية التجسيمية التشبيهية والعياذ بالله،فكم يضر هذا بديننا!!!تقول الرواية (قال الرّب الإله سنخلق إنسانا على صورتنا –أستغفر الله العظيم- والذين ذهبوا الى الفاتيكان أو حتى يتابعون الاعمال الفنية عبر الكتب المختصّة في معبد سيستيان لوحة شهيرة جداً مكث مايك أنجلوا أربع سنوات وهو يرسمها بالجص على سقف معبد سيستيان بالفاتيكان في بداية القرن السادس عشر،واسم اللوحة خلق ادم،وأستغفر الله العظيم مصوّر الله-اللهم غفراً- في شكل رجل قوي شديد ملتحى ذو عضلات بارزة يمدّ طرف إصبعه إلى طرف إصبع ادم المخلوق بهذه الطريقة وآدم متكأ هكذا على صخرة محاطة بالأعشاب إلا أنه حليق ، فهذا شيخ كبير وهذا رجل شاب حليق... ولا نستطيع أن نعتب على ما يكل أنجلو لأنه أخذها من التوراة.
ثم يأتينا أبو هريرة رضي الله عنه ليروي عنه البخاري ومسلم في الصحيحين، قال: قال صلى الله عليه وسلم خلق آدم الله على صورته...كلام فارغ،وليس في الصحيحين فقط وسأقولها وربّما بعض الناس يكفرّوني على هذا ،ولو كان في الف صحيح لن نقبل هذا ،لأن الله يقول "ليس كمثله شيء " "قل هو الله أحد الله والصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" فأن يقول لنا خلق الله أدم على صورته، فهذا التوراة وسفر التكوين،وليس قول محمد،فمحمد بريء من هذه الاكاذيب،وإن تسربت إلى الصحيح وغير الصحيح.
ستقولون ما القضية مع البخاري ومسلم؟ القضية كما روى مسلم نفسه،روى مسلم قال ‘عن احد التابعين يحذر من الرواية عن ابي هريرة مع انه كان من تلاميذ ابي هريرة من غير تثبّت،فهو لا يكذّب أبا هريرة وإنما يقول أبو هريرة كان يجلس ونجلس إليه فيحدثنا عن رسول الله ويحدثناعن بني اسرائيل بخرافات واساطير بني اسرائيل، ليته ما فعل لا هو ولا غيره فكان افضل بكثير. ولذلك كان النبي أحيانا يشمئز من هذه الطريقة،فمرة عمر بن الخطاب ضرب ابو هريرة وادمى راسه،وقال له: لتدّعن الحديث عن الأول... اترك الحديث عن بني اسرائيل،وامتنع أبو هريرة إلى خلافة عثمان بن عفان ،وكان يقول إني لأحدّث الآن بأحاديث لو تحدثت بها في زمان عمر لشج رأسي..طبعاً وحُقّ لعمر أن يفعل رضي الله عنه ،لقد أفسدوا علينا ديننا،أفسدوا علينا عقائدنا. اليوم توجد فرقة من المسلمين ألفوا كتباً،وهم قطعاً سيغضبون من خطبتي هذه لأنهم الفوا كتباً عشرات الصفحات واحيناً مئات الصفحات لتصحيح حديث أن الله خلق أدم على صورة الرحمن، يصححون الحديث ويشمئزون ممن ينكره لأنه في الصحيح... فهذا من الاسرائيليات وسوف نفهم الآن لماذاهو من الاسرائيليات...فهمنا ان التوراة قالت"نخلق الإنسان على صورتنا".ويصوّره مايكل انجلوا،وهو ليس كمثله شيء وهوالسميع البصير..الله واكبر.هكذا فسد توحيدنا واختلط توحيدنا بالنزعة التشبيهية وهي نزعة كتائبية نحن منها براء الى يوم الدين.
على كل حال قال التابعي: كان يحدّثنا ابو هريرة عن رسول الله ويحدثنا عن بني اسرائيل،فكان يعمل بعضنا خطئاً،لأن الذاكرة تخون.وأبو هريرة لم يكن كاتباً بل كان أمياً لا يكتب ولا يقرأ،فهو يحفظ عشرات الآلاف من الأحاديث والاسرائيليات في ذاكرته،وله في دواوين المسلمين أكثر من خمسة الآف حديث....وأبو هريرة كم سنة عاش مع الرسول،هل اكثر من عمروابو بكر وعلي؟ كلا، بالاجماع هو أسلم سنة خيبر أي في السنة السابعة للهجرة في شهر صفر،ثم بعثه الرسول في عمل له في البحرين في ذو القعدة من السنة الثامن،أي مكث مع الرسول بحسب هذه الرواية سنة وتسعة أشهر،أي في أحسن الفروض يكون مكث مع الرسول أقل من ثلاث سنوات،زهاء سنتين ونصف فقط ،فمن أين اتت هذه الآلاف من الاحاديث،والنبي لم يكن مكثاراً ولا مهزاراً،النبي صح عنه من رواية ابن مسعود أنه يتقوّل الصحابة بالموعظة،ولا يحب ان يكثر الحديث والوعظ ،وكان كلامه مقتضباً،وكان كلامه لوشاء العاد أن يعدّه لعدّه،فهو كلام قليل مرتب حتى يحفظ وما ينسى، فلماذا ينفرد ابوهريرة برواية أحاديث غريبة عجيبة،أو ينسب إليه رواية هذه الاحاديث؟.
في الحقيقة قد نقول إن أبا هريرة أكثر عليه،دُس عليه وانطلت الحيلة،وهل هناك من أنكر علىابي هريرة هذا من الصحابة غير عمر؟ جمهور الصحابة باعتراف ابي هريرة كما في الصحيح ،يقول أبو هريرة، يقول أبو هريرة:إنكم لتقولون،وفي رواية،إنهم يقولون اكثر ابو هريرة من الحديث عن رسول الله ،والله المولى..أي يحكم بيننا ،والصحابة أستنكروا هذا من اين له،ولماذا هذاالأكثار والاحاديث الكثيرة جداً،والتابعون استنكروا هذا باعتراف أبي
هريرة في البخاري.
يقول خلق الله آدم على صورة الرحمن..أستغفر الله العظيم كيف أترك القرآن القطعي الذي يقول"ليس كمثله شيء" ......
وأقتنع بحديث تشبيهي تجسيمي وثني،وللأسف هذاما فعله قطاع من الأمة تهوكوا باسم احترام الصحيح،وضحّوا بنقاء وصفاء العقيدة... كيف يقول ابو هريرة في صحيح مسلم :أخذ رسول الله بيدي وقال لي يا أبا هريرة خلق الله تبارك وتعالى التربة يوم السبت ،وارسى الجبال يوم الاحد،وخلق الاشجار والنبت يوم الاثنين،وخلق المكروه يوم الثلاثاء،وخلق النور يوم الاربعاء،وبث دواب الارض بها يوم الخميس،وخلق أدم يوم الجمعة في أخر ساعة من بعد عصر الجمعة بين العصر والليل ،أي سبعة أيام والله يقول في ستة ايام.
وجاء البخاري نفسه في التاريخ الكبير يقول: هذا الحديث ليس من كلام الرسول ،وهو من الاسرائيليات لأنه يخالف في ستة ايام.فلا يمكن ترك كتاب الله المتواتر الذي يحفظه الملايين عن الملايين عن الملايين،عن عشرات الآلآف وعن الآلآف من الصحابة لأعتقد بحديث وإن اخرجه مسلم في صحيحه،فهذا خطأ مسلم،ومسلم ليس معصوماً،والبخاري ليس معصوماً،وأبو هريرة ليس معصوماً. ابو هريرة مكث مع رسول الله أقل من ثلاث سنوات،فما هو الكم الذي حصله من الحديث،ويعيش مع بني اسرائيل،مع ابن سلام ،ومع كعب الاحبار سبعة واربعين سنة يتلقى الاسرائيليات، فاختلط هذه بهذا،والذاكرة تخون كما في صحيح مسلم بإشارة التابعي الجليل أن ذاكرةالرواة عن ابي هريرة كانت تخونهم،وكانوا يخلطون بين ما قاله ابوهريرة عن رسول الله وما قال عن كعب وغير كعب،وكذلك أنا أقول ذاكرة أبي هريرة ستخونه أيضاً لأنها ثقافة شفهية روائية،والرجل لم يكتب ولا يكتم كما قال الذهبي،فهو لايكتم العلم ولكن لم يكن ليكتبه إذا سينسى وقطعاً سينسى،والرسول نفسه كان ينسى،الرسول صلى صلاة الظهر أو العصر ركعتين وهو كان متأكدا أنه لم ينس،ولكن لمّا أجمع الحضور على أنه نسي قال إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني،فلماذا يكون لأبي هريرة ضمانة مطلقة،بل هو ينسى ويخلط ايضاً شأنه شأن أي بشر واحد منا،فعلينا أن ننتبه في هذه القضايا ونعتصم دائماً بكتاب الله تبارك وتعالى وخاصة-هذه قاعدة علمية منهجية-إذا وافق ماينقله أبو هريرة ما في الكتاب الأول ولم يوافق ما في الكتاب الآخر الغض الطري ولم يسقط منه شيء بحمد الله تبارك وتعالى "وإنا له لحافظون" طبعاً لايعنينا من أين جاء الخطأ ومن أين جاء حتى الدّس،سواء من أبي هريرة أو من بعده هو الذي سها وأخطأ،كل ما يعنينا أن هذا يخالف كتابنا،يخالف المتواتر فضلاً عن انه يخالف القوانين العلمية الضرورية والحقائق القطعية المقطوع بها،فلا يمكن أن نضحي بعقولنا وبالحقائق من أجل حديث آحاد ,ان كان في الصحيح،فهذا خطأ كبير سيحمل أحرار الفكر والمتنورين على نبوة محمد،فهذا ينسب الى رسول الله فيقولون هذا كلام فارغ ودين اسطوري مثله مثل سائر الاديان الأخرى،والكتاب المعصوم بحمد الله تبارك وتعالى ليس فيه من هذا شيء،وهذا فعلاً لأنه كتاب ألله أولاً وأخيراً،ومن أوّله حتى أخره بفضل الله تبارك وتعالى.
الآن قد يخرج واحد ليقول: ولكن يا أخي ،ابو هريرة في هذا الحديث الذي أخرجه في الصحيحين لم يأت بجديد لأن القرآن قرّر حقيقة أن حواء مخلوقة من ادم،وهي جزء منه ،وجماهير المفسرين على هذا...صحيح ،فهل هم مخطئون؟ والرأي هو في أول النساء "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها،وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً" الآية واضحة..ما هي أول نفس خلقها الله؟ أدم وخلق منها زوجها حواء،وهذا قول جمهرة المسلمين وليس بصحيح وهم مخطئون!!!!.
قد تقول الآن، ماأجرأك ايها الرجل،ما اشد جرأتك! لا أريد لا الجسارة ولا الجرأة ولا أن يقال إنه خالف فعرف، ولا أن أعلن وأستعلن بهذا اللقب،وإنما هو التحقيق فانتبهوا!!!" يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة،وخلق منها زوجها" كلمة زوج في القرآن وفي اللغة العربية تطلق على النوعين،على الذكر وعلى الانثى "اسكن أنت وزوجك الجنة" أنت الذكر وزوجك الأنثى،وكلمة زوجة غير واردة في كتاب الله،وهي لغة رديئة،واللغة الفصيحة القويمة هي "زوج"الذكر زوج وهي زوج ،وهذا ما يعرف من السياق،وأنتم ستقولون إن ما في الآية قطعاً "خلقكم من نفس واحدة" هو ادم وليست حواء،"وخلق منها زوجها" هي حواء،وأنا ساصدمك الآن وسأصدم تقريباً كل المفسرين لأقول: الذي استروح اليه وأبخع له أن النفس الواحدة هي حواء والزوج هو ادم،ولم يبق متعلق لأحد بهذه الآية حتى يقول نصحح حديث أبي هريرة في الصحيح خلقت حواء من ضلع أدم... أتعلمون لماذا؟ لسببين أثنين:فهذه هي القراءة الموضوعية لكتاب الله تبارك وتعالى،وعلينا أن نتعلمها ونمهر فيها ونحذقها، أولاً: حيثما وردت كلمة نفس في كتاب الله وردت مؤنثة،وستقول لأن اللفظة مؤنثة،،وفي لغة العرب قد تكون اللفظة مؤنثة ومصداقها مذكر فيصح تذكيرها اعتباراً بالمصداق،ويصح تأنيثها دوراناً مع اللفظ وهذه لغة معروفة جداً،فأحياناً يقول ما نفهم منه أنّ القوم يعامل معاملة المفرد لأنه كلفظة مفردة،وأحياناً يعامل معاملة الجمع لأن مصداقة أناس كثيرون وهذا جائز جداً،وفي قضية الضلع هذه في رواية في الصحيحين"فإن ذهبت تقيمه" وفي رواية"إن ذهبت تقيمها" ولها تأويلات كثيرة.
وهنا في قضية النفس،فالنفس حيثما وردت ترد مؤنثة باستمرار،فلا توجد شبهة أن نقول وردت مذكرة لأن مصداقها أدم مذكر،وحيثما تأملنا كتاب الله صحت لنا هذه القاعدة،والآن الزوج كما أردفنا قبل قليل يمكن أن يكون الذكر،ويمكن ام يكون الانثى"اسكن أنت وزوجك" واضح أنه الانثى،لكن هنا" خلق منها زوجها"
الذكر أو الانثى ؟هذا يعتمد،ولنعود الى القرآن فخير ما يفسر به القرآن هو القرآن،فالقرآن خير ما يفسر نفسه،ولنقرأ في سورة الاعراف"هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها" فالزوج واضح هنا أنه الذكر،وأية الأعراف هي آية النساء ذاتها ليس هنالك فرق بينهما،ولا نعرف كيف غفل المفسرون عن التقاط هذه الاشارة القرآنية."خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها" "خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها" فقطعاً النفس الواحدة هي مؤنث وهي حواء ،والزوج المذكر هو أدم. قال" ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به"إلى أخر الآية وما يليها من آيات كريمات،وبذلك أصبحت القضية واضحة جداً بفضل الله تعالى وأستقامت على صراطها... إذاً الأرجح في اية النساء أن يراد بالنفس الواحدة حواء،وبالزوج أدم،فهل أدم خلق من حواء وهو جزء منها؟غير صحيح طبعاً،ولم يقل أحد هذا،ولكن هذا لأن القار في اذهاننا جميعاً أن واحد منهما خُلق من الأخر،وهذه قضية غير صحيحة،فالله يقول "وبدأ خلق الانسان من طين" فكما خلق أدم من طين خُلقت حواء من طين. وقد تقولون فما موضع "من" هنا إذا "خلق منها" هذه ليست للتبعيض،فقد تكون"من" نشوئية ابتدائية،وقد تكون تبعيضية،وقد تكون بيانية،وقد تكون لغير ذلك،أما هنا ف"من" ليست تبعيضية،فقط على الرواية ،وعلى راي من يرى أن حواء خلقت من ضلع أدم،أي خلقت من جزء من أجزاء أدم،فيقولون "من " هنا تبعيضية وهذا غير صحيح ،وضعيف جداً،وسنقول لماذا وسننور المقام.
إذا كانت "من" غير تبعيضية وللأسف أقول بين قوسين هنالك من الائمة الذين أحترمهم وأجلهم الشيخ عاشور وقد رجّح هذا الرأي مع سائر الجمهور أن "من" هناتبعيضية،وهو يتأيد بما ورد في الحديث أن الله تبارك وتعالى خلق المرأة من ضلع أدم،وهذا لم يصرح به لا في البخاري ولا في مسلم،إنما صُرح به في روايات الضحاك ومقاتل ومجاهد عند ابي حاتم وغيره وعند ابن اسحاق في المبتدا.
قال الشيخ ابن عاشور يؤيد رايه الذي هو راي الجماهير وهو ليس جديداً،قال:أما قول من قال"خلق منها زوجها" بحيث تكون "من" لبيان أي خلق زوجا من جنسها،من نوعها وهو نوع الانسان،من نفس النوع الانساني،فلم تكن الزوجة تنتمي الى نوع أخر أو ملائكي أو شيطاني وإنما من نوع إنساني،وقال الشيخ عاشور:من قال هذا لم يأت بطائل...ونقول لا يامولانا بالعكس الطائل كبير وكبير جداً،الطائل أن العرب في الجاهلية كانوا يعتقدون أن النساء الاناث لسن مخلوقة للالهة ،بل هنّ مخلوقات للشياطين،وطبعاً ليس كل العرب كان يؤمن بذلك بل فقط من كانوا يأدون البنات،فهم كانوا يعتقدون أن البنات مخلوقات مدنسات لذلك يأدون البنات،وكثير من الحضارات كانت في شك وعماية في شأن الانثى،وهل روحها شيطانية أو أدمية إنسانية،وبعضهم قطع ذات روح شيطانية،والشاعر العربي كأنه يستهدي هذا الموروث الاسطوري الأخفوري ويقول إن النساء شياطين خلقن لنا نعوذ بالله من شر الشياطين،وينسب الى علي أنه قال المرأة شر لابد منه.
في تاربخ الكنيسة المسيحية ظل الشك قرونا متواصلة حتى القرن السادس الميلادي وعقد مؤتمرات ليبحثون هل المرأة لها روح أصلاً أو ليس لها روح لأن الشائع أنها كانت بروح حيوانية والبعض قال إن لاروح لها أصلاً، وتنازل هؤلاء وقالوا يبدوا أن لها روحاً ولكن دون روح الرجل وهي مخلوقة لخدمته وتكون ذنباً له ، هو الراس وهي البدن،هو السيد وهي العبد ،وهذا اسمه النموذج الاستتباعي وهو خطير جداً،فأنت حين تقول إنها فعلاً جزء منه فهذا يكرس النوذج الاستتباعي ليسيء الى ملف حقوق المرأة بالكامل بعد ذلك،سيؤثر عليها شئت ام أبيت.
إذاً "خلق منها زوجها" جعل منها زوجها ليس المراد البته،ولا يخطر هذا على بال من يعرف قراءة القرآن موضوعياً أن تكون "من" تبعيضية على أنه استهل جزء منها فأنشأه خلقاً أخراً..أبدا إنما "من" بيانية،أي خلق من جنسها،من نوعها زوجاً لها،وهذا هو الطائل الذي لم يجده الشيخ الامام ابن عاشور،ولا زال هذا الطائل يلحّ بتقريره الى اليوم ونحن محتاجون إليه
قضية ثانية: الإمام المفسر الاصفهاني وهو أحد الائمة المعتزلة وهوصاحب الراي الشهير في انكار النسخ في القرآن الكريم ،وهوإمام جليل وأنا أرتاح له جداً،وهو له رأي تفرد به من بين سائر المفسرين في زمانه وقال "من" هنا بيانية كما نقول نحن اليوم،وقد فسر "النفس الواحدة" بآدم والزوج حواء وهذا ليس ظاهراً ولكن لاباس،قال المعنى أن الله خلق من نوعها زوجاً تأنس به..لماذا؟ لأن الإنسان لمّا يكون ينتمي على نوع واحد هي أدعى الى المؤانسة والتضان"لتسكنوا إليها" هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" فلا بد من تقرير هذه الحقيقة،وهذه الحقيقة موجودة في سائر الأنواع،ففي كل الانواع إنما تكون الأنثى من نوع الذكر،وهذا معروف ومقرر بأنه أدعى الى التآلف والتساكن.
قال الاصفهاني رحمة الله عليه: وفي مساق هذه الاية قوله تبارك وتعالى" والله جعل لكم من انفسكم ازواجا" وزوجتي ليست مخلوقة مني ،ليست بضعا مني فما ينطبق على هذه الاية ينطبق على أية النساء نفس الشيء وإلا كيف خلق الله زوجتي مني،هل استلها مني؟ مستحيل،خلق لكم أي جعل لكم من أنفسكم أزواجاً كما في سورة الشورى ايضاً" جعل لكم من انفسكم أزواجاً ومن الانعام أزواجاً يدرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" بمعنى خلقهن من نفس النوع للتجانس والمماثلة.
نفس الشيء قال الإمام محمد عبده مفتي مصر في وقته رحمة الله عليه رحمة واسعة،وهو يؤيد هذا الرأي تماماً واطال النفس بطريقة عبقرية في تأيده، قال ليس المراد أن الله خلق ادم من حواء،وإنما المراد من نوعها،وقال :فمن فسر أية النساء بالمعنى الذي ذهب إليه جمهرة المفسرين فقد أخرج الآية من سبيل مثيلاتها ونظائرها بدون حجة،والقرآن مملوء من هذا"هو الذي بعث في الأمين رسولاً من انفسهم" فكيف رسول مني ،هل هو مخلوق مني أبداً، نحن عرب وهو عربي،نحن بشر وهو بشر،والمراد هنا من الأمّة الأمية،من العرب،ولهذا ذهب ابو بكر القفال الشيخ الكبير والمفسر الذي له أراء عريضة في التفسير قال: "من نفس واحدة وخلق منها زوجها" هي قصي من كلاب والمراد قريش، والخطاب لقريش،وهو راي ولكن عموم الأية وظاهرها هو ابعد من هذا.
نعود مرة أخرى لنقول إذاً ليس في القرآن آية واحدة ولا شطر آية يمكن أن يتعلق به من ذهب الى أن حواء مستلة من أدم،انما خلقت خلقاً مستقلً"وبدأ خلق الانسان من طين "كما خلق أدم
على كل حال ظاهر الآية عجيب ويحتاج الى إعادة بحث مطول في اية الاعراف وآية النساء،وفي أول آية استهلالية افتتاحية فإن أصررنا على أن المراد النشأة التكوينة أو البداية النشوئية أي أدم وحواء فالقضية خطيرة كأنها تقول لنا البداية كانت مع حواء وليس مع ادم،ولكن لماذا خصّ القرآن أدم بالذكر وأخبر الملائكة عن شأنه؟لأن لله شأناً به وشأنا معه وهو الاستخلاف،وإسجاد الملائكة له... القضية خطيرة وتحتاج الى إعادة نظر.ويبقى السؤال مفتوحاً على جواب ليس حاضراً ،انما يستدعي التحفيز والتوثب والبحث العلمي والفكري والجدلي.
نعود مرة أخرى،هما نموجان في التفكير والتعاطي،نموذج الاستقلال والمساواة،ونموذج الاستتباع والاستلحاق غير المتكافىء،فهل القرآن منحاز الى النموذج الأول أو الى النموذج الثاني؟ هناك نظرية احب أن أقولها: في القرآن الكريم،ولأن القرآن هو كلام الله، والكون كله والخلق كله هو صنعة الله، ويستحيل إلا أن يتكامل القول مع الفعل،والخبر مع الصنعة، وهذه طريقة جديدة تفتح منهجاً جديداً للاجتهاد، فعلى المجتهد ان يراعي ضمن مراعاته لآليات الاجتهاد التقليدية،مع احترامنا الشديد ، الاقرار بعبقريتها،ولكنها غير كافية،فعليه أن يراعي حين يحتهد في انتزاع أو استنباط أو الاستدلال على حكم معين،يراعي التناظر بين الشرعي والقدري،فلو صدق حقاً وكانت حواء جزءً صغيراً جداً من ادم،هذا الجزء الأعوج البسيط،فهذا هو الجاني القدري النشوئي التكويني،فينبغي أن تعرف المنظومة التشريعية هذه الحقيقة النشوئية فتأتي المرأة متأخرة مستتبعة باستمرار بالرجل. بعض الناس أثر عليهم هذا التصور غير المبرر قرآنياً ففسروا أيات من مثل"إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فكهون،هم وأزواجهم في ظلال على الارائك متكؤون" قالوا "ازواجهم" أي زوجاتهم لماذا؟ هذا يتأيد ويؤكد نموذج الاستتباع،فقد نجا الرجل فتنجوا المرأة...وسيقول أي واحد إن هذا كلام فارغ،وهو طبعاً كلام فارغ، ولكن الكلام موجود في تفسيرات معاصرة مطبوعة وقامت بها لجان علمية متخصصة،وفسرت بها الآية بهذه الطريقة، فلا دخل لزوجاتهم في القضية "هم وأزواجهم" أي هم وأشكالهم، المتقون مع المتقين، المقربون مع المقربين،الابرار مع الابرار ،لكن نموذج الاتتباع يوحي إلينا ألى ان المراد زوجاتهم مع أن القرآن طافح مملوء بمثل قوله"كل نفس بما كسبت رهينة" " لاتزر وازرة وزر اخرى" ليس هنالك علاقة ،ولكن نموذج الاستتباع فإذا هو نجا تنجو هي أيضاً.
لو أتينا المنظومة التشريعية في القرآن سنشهد ان المرأة مخاطبة على السواء كما يخاطب الرجل إلا فيما لا تستطيعه رحمة بها ،وأيضاً قال الله تبارك وتعالى "هو اعلم بكم إذ أنشأكم من الارض ,وإذ أنتم أجنة في بطون امهاتكم" قال أنا اعرف ،واعرف كيف اشرع لكم بما يتناغم مع المهاد التكويني والنشوئي الطبيعي رحمة.
المرأة مخاطبة كما يخاطب الرجل ،والمرأة مكلفة في باب العبادات والاخلاق والمعاملات والقيم كما هو الرجل تماماً،والمرأة تحاسب وتجازى في الدنيا والأخرة حتى على الجرائم وإن أبى العرب ذلك ،فجريمة الشرف إن أتى بها الذكر تعتبر أحيانا مفخرة للقبيلة وترفع راسها، فهو فحل ابن فحل... هتك اعراض الحرم ،وتقولون عنه فحل هذا الزنديق! لكن إن فعلتها البنت او المرأة وحتى البنت البكر تقتل مباشرة، وهذا كفر صريح بتشريعة تبارك وتعالى،وهذا كفر صريح بشرع الله مهما حاولت التقاليد أن تبرّره، هو تشطيب بالقلم الاسود أو الأحمر على شرع الله تبارك وتعالى ،والقرآن يقول " الزانية والزاني فاجلدوهما" نفس العقاب "السارق والسارقة فاقطعوا" نفس العقاب ،وفي كل شيء عقابها تتلقاه على قدم المساواة.""إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ...فاستجاب لهم ربهم أني لااضيع عمل عامل منكم من ذكر أوأنثى بعضكم من بعض" نفس الشيء ولا خلاف ...هو نموذج المساواة والمماثلة.
وقال " ومن اياته خلق لكم من أنفسكم ازواجاً لتسكنوا إليها وجعل بنكم مودة ورحمة" تبادل المودة والرحمة من الجنسين عل قدم سواء،وقال"هن لباس لكم وأنتم لباس لهم "المرأة ليست أحبولة الشيطان،وليست مغوية الرجل، فهي تغوي كما يغوي هو، لكن التوراة تخبرنا في التكوين مرة اخرى بغير هذا ،الذي زل واخطأ وأزل ادم هي حواء، وفي سفر التكوين .بعد ذلك سمعا صوت الرب ماشي..استغفر الله العظيم يمشي وله صوت... ...وقال ..أين انتما فاستحييا منه وسأله "أي لآدم " تبارك وتعالى ،فقال هي أضلتني ،...... فقال تكفيرا أكثر اتعابك الحبل ،أي تحبلين بالتعب وتلدين بالتعب.... وفي كتاب الله"فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم" آدم هو البداية ،آدم هو الذي ضلّ وأضلّ زوجه المسكينة،ولم تضل هي وجاءت تغويه. إذن المنظومة التشريعية في القرآن تؤيد نموذج الاستقلال والمماثلة .رب واحد وإنسان واحد وتكوين واحد.

اجمالي القراءات 98431