اختلافهم فى الجرح و التعديل
الحلقة السابعة من (إنكار السنة فى مقدمة صحيح مسلم )

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٤ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

فى الدين السنى ـ والشيعى أيضا ـ قام علم الجرح و التعديل حسب الهوى لأنه دين أرضى يملكه أصحابه ، هم الذين يضعون اسسه وقواعده وهم الذين يخالفونها ويختلفون فيها . ولهذا نأخذ أقاويل مسلم عن رفاقه وأقوال رفاقه عن بعضهم البعض على أنها وجهات نظر شخصية لا تخلو من تحامل وهوى فى الحكم للراوى اوالحكم عليه، وهذا هو الأساس الذى قام عليه ما يعرف بالجرح و التعديل . إذ وضعوا مقاييس للرواة من حيث الثقة و العدالة والكذب و النسيان و التدليس ، وتأثرت تلك الأحكام ليس فقط بالهوى الشخصى و العلاقات الشخصية بين الفرقاء بل تأثرت بالانتماء المذهبى والدينى ، فالشيعة يتهمون بالكذب رواة السنة و السنة يتهمون رواة الشيعة ، وكذلك الخوارج والمرجئة والقدرية ، وتعقد الأمر بطغيان الفرق الدينية والأديان الأرضية وصراعها فى العصر العباسى، وتسلل بعض اولئك الى داخل الفرق الأخرى ليفسد عليهم رواياتهم ، وبرع الشيعة فى ذلك ، حيث تفننوا فى التقية و عاشوا معظم تاريخهم فى خندق المقاومة ضد دين السنة الحاكم .
تناقض علم الجرح و التعديل مع الاسلام و القرآن الكريم
وعلم الجرح والتعديل كأساس للأديان الأرضية يتناقض كليا مع الاسلام و القرآن الكريم .
فالله تعالى يحرم تزكية النفس (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا : النساء 49 ـ) لأنه وحده الأعلم وحده بمن اتقى (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى :النجم 32 ) ويحرم رب العزة الكلام فيما لا نعرف وما لا نعلم (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً .الاسراء 36)، وأفظع منه أن نقع فى الكذب والاثم ثم نتهم به أبرياء (وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا. النساء 112). ويؤكد انه جل وعلا وحده الأعلم بمن يضل عن سبيله ومن أهتدى ( الانعام 117 ) وهو الأعلم بايماننا بعضنا من بعض (النساء 25 ) وأن النبى محمدا عليه السلام كان لا يعرف من أدمن النفاق ومرد عليه من أهل المدينة (التوبة 101) ، فكيف بأولئك يتكلمون عن خفايا قلوب معاصريهم بل وسرائر رواة ماتوا من قبل ولم يروهم ؛ يقولون هذا ثقة وذاك مجروح مطعون فيه ؟.
لقد أشاع علم الجرح و التعديل بيئة من الكذب و الاتهامات المتبادلة تجسد ما نهى الله تعالى المؤمنين عنه حين قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ . الحجرات 11 : 12 ) . وهؤلاء لم يكتفوا بالعصيان بل جعلوا من اتهام الاخرين وتزكية انفسهم أساس دينهم الأرضى ، فانشغلت ساحات العلم بتبادل الاتهامات الظنية والأكاذيب والتقولات رجما بالغيب فى مجالات لا يعلم حقيقتها الا الله جل وعلا وحده، ولا تزال شواهدها تسكن بطون كتب التراث.
وأضاع المسلمون قرونا فى الاختلاف والتشاجر فى هذه التوافه من توثيق فلان اواتهام آخر فى رواية احاديث هى فى الأصل مقطوعة الصلة بالنبى محمد ، بل اكثر من ذلك منهى عن كتابتها باعترافهم هم ـ أى إن كتابتها عصيان للرسول ، ولكنهم أضاعوا تاريخهم كله فى هذا العصيان يختلفون فى رواته بينما ينهض الغرب من كبوته و يسير فى الأرض يكتشف آلاء الله جل وعلا فى الكون ثم يصل الى بلاد المسلمين ليحتل أراضيهم ، وهم حتى الآن لا يزالون فى نفس ضلالهم يعمهون.
والغريب أنهم يعطون الشخص حكما لازما بأنه صادق أو أنه كاذب ، ثقة أو غير ثقة ، الى آخر أحكامهم التى تلتصق بالراوى طيلة حياته متناسين ان كل انسان مزيج متفاعل من الخير والشر (الشمس 7 : 10 )، وهو فى حالة صراع مستمر بين نوازع الخير والشر داخل نفسه ، وطالما يسعى فى الأرض حيا فايمانه يزيد وينقص وكتاب أعماله يقبل الحسنة والسيئة (الانفال 2 ) ( آل عمران 167)( المطففون 14 )( الروم 10 )فاذا مات قفل كتاب أعماله وعرف هو نفسه عند الاحتضار منزلته من الفوز او الخسران ، بينما يحيط به أهله لا يعرفون شيئا مما يدور بين المحتضر وملائكة الموت ( الواقعة 83 ـ ).
اختلافهم فى الجرح و التعديل :
قيام الجرح و التعديل على الرؤية الذاتية يتضح من هذه الرواية التى اوردها مسلم عن الامام مالك . يقول : ( وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي، يَرْوِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ شُعْبَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ هَؤُلاَءِ الْخَمْسَةِ فَقَالَ لَيْسُوا بِثِقَةٍ فِي حَدِيثِهِمْ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ آخَرَ نَسِيتُ اسْمَهُ فَقَالَ هَلْ رَأَيْتَهُ فِي كُتُبِي قُلْتُ لاَ ‏.‏ قَالَ لَوْ كَانَ ثِقَةً لَرَأَيْتَهُ فِي كُتُبِي)
هنا نرى مالك يتهم خمسة من مشاهير الرواة هم محمد بن عبد الرحمن وصالح مولى التوامة وابى الحويرث وشعبة وحرام بن عثمان وآخر. والسبب أن مالك لم يذكرهم فى كتاباته. أى أن مالك ـ طبقا لهذه الرواية ـ هو مقياس التوثيق الذى يعلم السر وأخفى ، وتلك صفة الاهية فسبحانه جل وعلا هو وحده الذى ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى : طه7 ).
ولأنها رؤى شخصية ظنية قائمة على الهوى فان الاختلاف هو الأساس فى توثيقهم لشخص ما أو الطعن فيه . وهذا موضوع يطول ، ولكن نكتفى بنماذج مما قاله المؤرخ المحدث الفقيه الحنبلى ابن الجوزى فى كتابه ( المنتظم ) الذى أرخ فيه لتاريخ المسلمين معتنيا بتراجم العلماء و الفقهاء .
يذكر ابن الجوزى أقوالهم عن أشهر مؤرخ لتاريخ المسلمين (ابن اسحاق ت 152 ) : (قال الزهري‏:‏ لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إسحاق‏.‏وقال يحيى بن معين‏:‏ كان محمد بن إسحاق ثقة وضعفه في روايته‏.‏ ولما روى ابن إسحاق عم فاطمة بنت المنذر حديثًا قال زوجها هشام بن عروة‏:‏ كذب لقد دخلت بها وهي بنت تسع سنين وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله عز وجل‏.‏ وكان أحمد بن حنبل يقول‏:‏ لعله دخل عليها وزوجها لا يعلم‏.‏ وكان مالك بن أنس كذبه أيضًا أخبرنا القزاز قال‏:‏ أخبرنا الخطيب قال‏:‏ قد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غيرواحد من العلماء لأسباب منها أنه قد يتشيع وينسب إلى القدر ويدلس في حديثه فأما الصدق فليس بمدفوع عنه‏.‏ وقد قال أبو زرعة‏:‏ محمد بن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ منه وقد اختبره أهل الحديث فرأوه صدقًا وخيرًا مع مدح ابن شهاب له وقد ذاكرت دحيمًا في قول مالك فيه فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتهمه بالقدر‏.‏ وقد قال محمد بن عبد الله بن نمير‏:‏ كان ابن إسحاق يرمي بالقدر وكان أبعد الناس منه وكان إذا حدث عمن سمع من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق وإنما أتي من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة‏.‏وقال سفيان بن عيينة‏:‏ ما رأيت أحدًا يتهم ابن إسحاق‏.‏ وقال ابن المديني‏:‏ حديثه عندي صحيح قيل له‏:‏ فكلام مالك فيه فقال‏:‏ مالك لم يجالسه ولم يعرفه قيل‏:‏ فهشام بن عروة فقال‏:‏ الذي قال هشام ليس بحجة لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها‏.‏ وقال أحمد بن حنبل‏:‏ابن إسحاق كان يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه‏.‏ وكان أحمد يكتب حديثه ولا يحتج به في السنن‏.‏ )
فهناك من مدح ابن اسحاق وهم : الزهرى وابن حنبل وابوزرعة وابن نمير وسفيان بن عيينة وابن المدينى . ومنهم من ذمه واتهمه ، وهم : الامام مالك وهشام بن عروة بن الزبير . ومنهم من توسط فوقع فى التناقض مثل ابن معين القائل (كان محمد بن إسحاق ثقة وضعفه في روايته‏.‏ ) فكيف يكون ثقة وضعيف الرواية فى نفس الوقت ؟ (المنتظم 8 / 158 ـ )
وعن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم (ت 156) قال ابن الجوزى : (وقد قيل لأحمد بن صالح الحافظ‏:‏ تحتج بحديث الإفريقي قال‏:‏ نعم هو ثقة وأنكر على من تكلم عليه ‏...‏ وقال يحيى بن معين‏:‏ إنما أنكر عليه الأحاديث ‏.‏)(المنتظم 8/ 191 )
ويقول عن شبيب بن شيبة( ت 164 ) :(وقد تكلم أصحاب الحديث في شبيب ‏.‏ سئل ابن المبارك أنأخذ عن شبيب فقال‏:‏ خذوا عنه فإنه أشرف من أن يكذب ‏.‏ وقال الساجي‏:‏ هو صدوق .. وقال أبو علي صالح بن محمد: هو صالح الحديث ، فأما ابن معين فقال‏:‏ ليس بثقة. وقال أبو داود‏:‏ ليس بشيء ) ( المنتظم 8 / 275 ) .
وروى ابن الجوزى رواية بسندها يحكى فيها المبارك بن فضالة ( ت 146 ) حادثة يقول : (‏ إني يومًا لعند أبي جعفر إذ أتي برجل فأمر بقتله فقلت في نفسي‏:‏ يقتل رجل من المسلمين وأنا حاضر فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين ألا أحدثك حديثًا سمعته من الحسن قال‏:‏ وماهو قلت‏:‏ سمعته يقول‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد حيث يسمعهم الداعي وينفذهم البصر فيقوم مناد من عند الله تعالى فيقول‏:‏ ليقومن من له على الله يد فلا يقوم إلا من عفا . فأقبل علي فقال‏:‏ آلله سمعته من الحسن ؟ فقلت‏:‏ آلله سمعته من الحسن فقال‏:‏ خليا عنه) وهنا اعتراف من الراوى بالكذب فالنبى محمد عليه السلام لا يعلم الغيب وليس له ان يتكلم فى الغيب. هذا من حيث المتن ، أما من حيث السند فهو باطل لأنه يقول ان الحسن البصرى رواه عن النبى ، ولقد ولد الحسن البصرى عام 21 ونشأ صبيا فى خلافة عثمان فكيف لقى النبى محمدا عليه السلام؟ .على أن الراوى المبارك بن فضالة يفترى هذا الحديث تلقائيا فى موقف فجائى لينقذ حياة شخص أمر بقتله الخليفة ابو جعفر المنصور. ويصدقه المنصور فيعفو عن الرجل آملا أن يكون له (يد ) عند الله تعالى طبقا لذلك الحديث الكاذب الذى رواه ذلك الراوى الكاذب.وبغض النظر عن الهدف النبيل بانقاذ شخص لا نعرف إذا كان بريئا أم لا ، فان الذى يهمنا هنا هو تلك التلقائية فى صناعة حديث فى لحظة سريعة ثم يكون مقبولا يحظى بالتصديق ، بل ويكون الذى يصدقه هو الخليفة الجبار ابو جعفر المنصور نفسه. وبالطبع فان ابا جعفر لم يصدقه عشوائيا وهو الذى استخدم الأعمش وغيره فى صناعة الأحاديث التى تخدم اغراضه السياسية ، لذا نراه يتحقق من الرواى فيسأله هل سمع ذلك من الحسن فيتشبث الراوى بالكذب ويحلف كاذبا انه سمعه من الحسن..وما هذا بالحسن ..!!
ونعود الى اختلافهم فى هذا الراوى . قال ابن الجوزى فى المبارك بن فضالة : ( اختلف كلام يحيى بن معين في المبارك فقال مرة‏:‏ صالح وقال مرة‏:‏ ثقة وقال مرة‏:‏ ضعيف ‏.‏ ) فهنا أقوال ثلاثة لابن معين فى الراوى ابن فضالة ..!! ( المنتظم :8 / 276 )

وقال يحيى بن معين آراء متناقضة فى الراوى مندل بن علي ( ت 168) قال يحيى‏:‏ مندل لا بأس به وقال مرة‏:‏ ضعيف ‏.‏ أما العجيب فهو ما قاله عنه يعقوب بن شيبة‏:‏( كان رجلًا فاضلًا صدوقًا وهو ضعيف الحديث ) ‏.‏ فكيف يكون فاضلا وصدوقا و يروى أحاديث ضعيفة ؟. على أن هناك من يمدح مندل بن على ، وهو معاذ بن معاذ‏ القائل : (‏ دخلت الكوفة فلم أر أحدًا أروع من مندل بن علي ‏) .‏ ( المنتظم 8 / 303 )
ولحق الخلاف بأخ مندل وهو حيان بن على الكوفى ت 171 . قال يحيى بن معين : هو صدوق ، وفى رواية عنه يضعفه)( المنتظم .8 /338)
ونفس الخلاف فى ابو اويس المدينى (ت 169 )زوج أخت مالك بن أنس وابن بن عمه ، وثقه يحيى في رواية وضعفه في أخرى، وقال أحمد‏ بن حنبل:‏ هو صالح ‏.‏ وقال النسائي‏:‏ ليس بالقوي . ‏قال أبو نعيم‏:‏ قدم علينا وإذا معه جوار يضربن يعني القيان ( المغنيات ) فقلت لا والله لا أسمع منه شيئًا) ( المنتظم 8 / 314 )
أما عيسى بن يزيد ت 171 فقد كان رواية عن العرب وافر الأدب عالمًا بالنسب حافظًا للسير عارفًا بأيام الناس إلا أنهم قدحوا فيه فقالوا‏:‏ يزيد في الأحاديث ما ليس فيها، ونسبه خلف الأحمر إلى الكذب ووضع الحديث ‏.‏( المنتظم 8 /339)
ولم ينج محمد بن الحسن الشيبانى (صاحب ابى حنيفة ) (ت 189 ) من الاتهام ، قال أحمد‏:‏ وكان يذهب مذهب جهم ‏.‏ وكذلك قال أبو زرعة‏:‏ كان محمد بن الحسن جهميًا ‏.‏ قال نوح بن ميمون‏:‏ دعاني محمد بن الحسن إلى القول بخلق القرآن فأبيت عليه ‏...‏ قال يحيى بن معين‏:‏ كذَاب ‏.‏ قال فيه أحمد نحو هذا ‏.‏) (بينما زكاه آخرون فقال علي بن المديني‏:‏ محمد بن الحسن صدوق) ‏.‏ ( المنتظم 9 / 175 ـ )
وهناك تلميذ مجهول آخر لأبى حنيفة هو أسد بن عمرو بن عامر ت 190 . وقد روى عنه احمد بن حنبل وقال عنه كان صدوقًا ‏.‏ ووثقه يحيى ، ولكن ضعفه علي بن المدينى والبخارىِ. (المنتظم 9ـ 185 )
وأسباط بن محمد ت 199 روى عنه‏:‏ قتيبة وأحمد بن حنبل ‏.‏ وقال يحيى‏:‏ هو ثقة ولكن علماء الكوفة يضعفونه . (المنتظم 10 / 77 )
ونفس الحال مع المؤرح المشهورمحمد بن عمر الواقدى ( ت 207 )
قال محمد بن سلام الجمحي يقول‏:‏ محمد بن عمر الواقدي عالم دهره ‏.‏ ..وقال‏:‏ الدراوردي‏:‏ ذاك أمير المؤمنين في الحديث ‏.‏ وقال مصعب الزبيري‏:‏ هو ثقة مأمون والله ما رأينا مثله قط ، وكذلك قال يزيد بن هارون‏:‏ الواقدي ثقة ، وكذلك قال أبو عبيد ‏.‏ وقال مجاهد بن موسى‏:‏ ما كتبت عن أحد قط أحفظ ، وقال عباس العنبري‏:‏ الواقدي أحب إلي من عبد الرزاق.وكان إبراهيم الحربي معجبًا به يقول‏:‏ الواقدي آمن الناس على أهل الإسلام وأعلم الناس بأمر الإسلام .
وقال ابن الجوزى : وقد قدح فيه جماعة: ‏ كان علي بن المديني يقول‏:‏ الواقدي ضعيف لا يُروى عنه ، وقال يحيى بن معين‏:‏ ليس بشيء ولا نكتب حديثه، وقال أحمد بن حنبل‏:‏ هو كذاب ..‏.‏وقال الشافعي‏:‏ كتب الواقدي كذب ، وقال بندار‏:‏ ما رأيت أكذب شفتين من الواقدي ‏.‏ وقال البخاري والنسائي‏:‏ هو متروك الحديث وقال أبو زرعة‏:‏ ترك الناس حديثه ‏.‏ ‏.(‏ المنتظم 10 / 174 ـ)
أما أبو سعيد البزاز( محمد بن سابق ) ت 213 ، فكان ممن روى عنه‏:‏ أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وعباس الدوري وآخرون. يقول ابن الجوزى : وقد اختلفوا فيه ‏.‏ ..سئل عنه يحيى بن معين فقال‏:‏ ضعيف ..‏.‏وقال عنه ابن يعقوب: كان ثقة صدوقًا ‏.‏ (المنتظم 10 / 259 : 260) .
وكان يحيى بن عبد الحميد ت 228 استاذا لابن أبي الدنيا والبغوي ‏.‏ قال عنه ابن الجوزى :كان ثقة . و‏ق ال يحيى‏:‏ هو صدوق مشهور ليس بالكوفة مثله لا يقال فيه إلا من حسد . وقال أحمد بن حنبل‏:‏ كان يكذب جهارًا ‏.‏ (المنتظم 11 / 143 )
واختلفوا فى الشاذكونى ت 234 استاذ حماد بن زيد وغيره ‏.‏
قال عنه عمرو الناقد ‏:‏ ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني ..وقال حنبل بن إسحاق قال‏:‏ سمعت أبا عبد الله يقول‏:‏ كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني ‏.‏
وقال ابن الجوزى :‏ قد طعن في الشاذكوني رحمه الله جماعة من العلماء ونسبوه إلى الكذب وقلة الدين ....‏.‏ فقال أحمد بن حنبل‏:‏ قد جالس الشاذكوني حماد بن زيد وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع فما نفعه الله بواحد منهم ‏.‏ وقال يحيى‏:‏ كان الشاذكوني يكذب ويضع الحديث وقد جربت عليه الكذب ‏.‏ وقال البخاري‏:‏ هو عندي أضعف من كل ضعيف ، وقال النسائي‏:‏ ليس بثقة، وكان عبدان الأهوازي يقول‏:‏ لا يتهم الشاذكوني بالكذب .. .‏ (المنتظم 11 / 213 ـ )
وقال ابن الجوزى عن محمد بن بشر (أبو جعفر الكندي الواعظ) ت 236 : (واختلفوا فيه ‏.‏ قال عبد الله بن محمد ‏:‏ محمد بن بشر صدوق ‏، وقال يحيى بن معين عنه : ليس بثقة ، وقال عنه الدارقطني‏:‏ ليس بالقوي في حديثه ‏.( المنتظم 11 / 245 )‏
وكان أبو عبد الله الرصافي ت 238 استاذ الصاغاني وأحمد بن أبي خيثمة وإبراهيم بن هاشم البغوي وغيرهم ‏.‏ ووثقه يحيى والدارقطني وقال صالح جزرة‏:‏ هو صدوق يحدث عن الضعفاء ‏.‏ (المنتظم 11 / 262 ).
وكان الحسن النوبختي الكاتب ت 402 أستاذا للبرقاني والأزهري والتنوخي. قال البرقاني‏:‏ كان معتزليًا وكان يتشيع إلا أنه يتبين أنه صدوق ، وقال الأزهري‏:‏ كان رافضيًا رديء المذهب‏.‏ وقال العتيقي‏:‏ كان ثقة في الحديث يذهب إلى الاعتزال ‏.‏ (المنتظم 15 / 86 ).
ونلتقى فى الحلقة الأخيرة بعونه جل وعلا..

اجمالي القراءات 16891