القرآنيون طهارة ووعي وإتباع ...في الرد على الدكتور إبراهيم عوض

شريف هادي في السبت ٠٥ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين أصطفى ،،، وبعد
الدكتور إبراهيم عوض ، لقد خنت قواعد البحث العلمي ، ببحثك الذي خططته عن القرآنيين ، المعنون (القرآنيون: خبث وخبل وشذوذ) ، فأنت أصدرت حكما قبل أن تكتب حيثيات ، ومن أبسط قواعد البحث أن تدخل على الموضوع الذي تبحث فيه بعدالة مفرطة وتخلي أي أفكار مسبقة ، ويكون حكما أخيرا ، ثم أني راجعت بعض كتاباتك ، وقد جعلتني أكون رأيا فيك وفي جماعتك التي تمثلها ألا وهي التيار الحنبلي داخل الفكر السني ، لأنكم وإن كنتم تدعون أن الحق في جانب&se;كم وأن الضلال في جعبة من يخالفكم ، إلا أنكم دائما تستخدمون أسلوب السب والشتم والتحقير لمن يخالفكم الرأي ولديكم أحكام الكفر والزندقة معلبة وجاهزة تحت الطلب ، مع أن سلفكم وضع قاعدة نحترمها ونجل من عمل بها ، وهي قاعدة أن الوسيلة من جنس الغاية ، فلو أن الغاية شريفة يجب أن تكون الوسيلة المؤدية إليها شريفة أيضا ، فلا يمكن اتخاذ وسائل فاسدة للوصول لغايات شريفة ، وهذا المنهج مخالف تماما للمنهج (الميكيافلي) الذي تسيرون عليه ، في قيامكم بتوجيه ضربات كلامية لاذعة لمن يخالفكم الرأي مع رميه بالكفر والزندقة ، على طريقة إرهاب الغير حتى لا يخرج عن خطكم الذي رسمتموه لهم ، فقل لي بربك أي غايات شريفة يكون الطريق لها كلمات من نوعية (خبث ، خبل ، شذوذ) هذا فضلا عما جاء بالمقالة نفسها وبتعليقات أتباعك التي يعف قلمي عن إعادة سردها إلا في حدود الضرورات الشرعية للرد عليكم ، وقد تناسيتم جميعا في غمرة جهالتكم ، قوله تعالى " لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا" النساء148.
وقد قام بعض الإخوة القرآنيين بالرد عليكم ، ولكن فاتهم في غمرة حماسهم أن يردوا علي أسألتكم أو يحيلوكم إلي ردود سابقة ، وبدأو يثبتوا لكم عوار وفساد بعض الأحاديث التي تنسبونها للنبي عليه أصلي وأسلم في كتب الحديث بما فيها البخاري والذي تعتبرونه أعلاها درجة وأصحها قولا ، فظنت شيعتكم أن ذلك هجوما بهجوم وتعريضا بتعريض فراحوا يكيلون السباب والاتهامات حتى تدنى أحدهم وبلغ قاع السفالة بأن أفرد مقالة في سب وتكفير بعض أهل القبلة وهو في ذلك غير راشد ، وقد نسي أو تناسى حتى ما يؤمن به من حديث ويتبعه من قول البشر ، ذلك الحديث المنسوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا قال مسلم لمسلم أنت كافر فقد باء بها أحدهما) فهل من قال (أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله) وأقام الصلاة المكتوبة ، وصام رمضان ، وأخرج زكاة ماله ، وحج لبيت الله عند الاستطاعة ، يمكنك أن تكفره ، برفضه خبر الآحاد وكلها أخبار ظنية ، وقد قال تعالى " وما لهم به من علم ان يتبعون إلا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا" النجم 28 ، فما ندافع عنه حقا وما تدافعون عنه ظنا لا يغني عن الحق شيئا ، وهو ظن بشهادة أزهركم وفتواه الشهيرة.
ودعني أقرر لك عدة حقائق غابت عنك
أولاها: أننا لم نطلق على أنفسنا قرآنيين ، ولكن أطلق هذا الاسم علينا أعدائنا فوجدناه شرفا لا ننكره ، ونحن في الحقيقة مسلمون نؤمن بأن القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للتشريع.
ثانيا: أننا لا ننكر سنة الرسول ولكن ننكر ما نسب إليه من قول أو فعل مخالف للقرآن الكريم ، أو ينتقص من قدر رسولنا الكريم عليه أفضل صلاة وأتم تسليم ، والأمثلة كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر ، أن سورة الأحزاب كانت مثل سورة البقرة أو أكثر ثم جمعت بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام على شكلها الحالي أي أن القرآن الذي قال عنه رب العزة" وإنا له لحافظون" لم يتم حفظه وجمعه بالطريقة الصحيحة ، وأن تعهده سبحانه وتعالى (بحفظه) ذهب أدراج الرياح – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – مع أحاديث البخاري التي قالت أن القرآن محرف بالنقصان (استغفر الله) ، وكذلك ادعاءهم أن النبي كان يأتي نساءه ويطوف عليهم جميعا في ليلة واحدة ، فيعطوا لأعدائه سهام مسمومة للنيل من شخصه الكريم عليه أصلي وأسلم.
ونأتي للرد على أسئلتكم ، عن كيفية الصلاة ومقدار إخراج الزكاة وغير ذلك من العبادات التي تدعون أننا لا يمكن لنا أن نعرفها إذا ما رفضنا الأحاديث المنسوبة للرسول الكريم ظلم وبهتانا ، فأقول لكم أيها الدكتور العزيز يبدوا أنكم لا تقرأون وإذا قرأتم فلا تستوعبون ، لأن أسئلتكم هذه هي جل بل كل ما يواجهنا به دائما المتمسكين بخرافات الحديث وقد رددنا عليها مرارا وتكرارا ونحيلكم للكثير من كتاباتنا ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مقالتنا المنشورة على هذا الموقع الكريم وموقعنا أهل القرآن (لماذا القرآن وحده؟) ومع ذلك لا بأس في أن نوضح إيجازا ونحيل في التفصيل لما ذكرناه.
قال تعالى" وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" المائدة 48
والشرعة هي النص والقانون الذي يجب أن يلتزم به جميع أهل الملة الواحدة ، وعند المسلمين هو القرآن ولا شيء غير القرآن ولا شيء مع القرآن ، فالقرآن هو النص صاحب القواعد العامة المجردة والتي تحكم المسلمين في جميع الأزمنة ، أما (المنهاج) فهو فعل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، وطريقة أداءه للأوامر المنصوص عليها في القرآن.
وعلى سبيل المثال ، عندما يأمرنا الله سبحانه وتعالى بالصلاة ويقول (أقيموا الصلاة) فيبدأ رسول الله بتنفيذها ضاربا المثل ، فيقوم المسلمين بإتباعه والصلاة على الهيئة التي صلى بها الرسول فتصلنا متواترة بفعل المسلمين كابرا عن كابر دون انقطاع أو تبديل ، وفعل الرسول لن تجده في كتب السنة أو الصحاح كما تزعمون ولكن تجده فيما تواتر عليه المسلمون فعله في جميع مناسكهم ، وأتحداك أن تأتي لي برجل تعلم الصلاة من البخاري ، ولكننا تعلمناها من أهلنا والذين تعلموها بدورهم من أهلهم وهكذا.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى لكل أمة شرعة ومنهاجا فهي إذا سنة الله سبحانه وتعالى في الأولين وقد قال تعالى" سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا" الأحزاب 62
ثم قولكم (بل عندنا الحدود بوجه عام) أي حدود تقصد هل تقصد (حدود الله) فقد بينها سبحانه وتعالى في القرآن على سبيل التفصيل بقوله في غير ذي موضع" وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا" وهي تعني أحكام وأوامر من الله ، وخاصة فيما يتعلق بموضوع الأسرة والطلاق ، ولكن أنا على يقين أنك تقصد العقوبات والتي أصطلح على تسميتها حدود في أزمان متأخرة بعد عصر الرسالة ، وأقول لك أنها ذكرت أيضا في القرآن على سبيل الحصر ، ولا يجوز القياس عليها مهما اشتركت في العلة ، وأحيلك إلي كتاب الأم للشافعي ففيه ما يغنيك ، أما عن كيفية تطبيق العقوبات فهي من المنهاج الذي وصلنا متواترا من فعل الرسول ، وليس من الكتب التي تسمونها الصحاح ، وأسميها كما سماها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، تلمود مع كتاب الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
أما عن قولكم عدم فهم آيات الله بغير معرفة أسباب نزولها ففيه إفتأت على رب العزة خطير ، فكيف نجعل القواعد القانونية التي يضعها البشر عامة مجردة ونفقد القواعد الإلهية نطاق عموميتها وتجريدها بربطها بأسباب نزولها ، فكيف يكون القرآن بذلك صالح لكل زمان ومكان؟ وأقول لكم قول الله سبحانه وتعالى " مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37)القلم
أما عن أخذ العبرة والقدوة من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول لك نفرق بين أمرين سيرته وصفاته الواردة في كتاب الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم وهي نأخذها ونقبلها ونؤمن بها (ولنا في رسول الله أسوة حسنة) ، وبين تلك الواردة في كتب التاريخ والسيرة وهذه ننظر إليها على أنها نصوص تاريخية تقبل الصدق والكذب ، فما أتفق منها مع كتاب الله قبلناه وما خالف منها كتاب الله رددناه
أما عن قولكم(يقول من يطلقون على أنفسهم كذبا ومَيْنًا: "القرآنيون"، وهم ليسوا بقرآنيين بتاتا، بل يبغضون القرآن بغضهم للعمى، إن ما وصلنا من أحاديث رسول الله فيه الصواب، وفيه الخطأ. وتعليقنا على ذلك أن علماء الحديث، كما هو معروف، لم يقبلوا كل ما وصلهم من كلام أو فعل منسوب للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو دليل على أنهم قد بذلوا جهودا جبارة في تمحيص سنته الكريمة، وإن كنا لا نستطيع الزعم بأن هذه الجهود العبقرية لا يخرّ منها الماء: فهناك أحاديث صحيحة عند قوم لم يقبلها محدثون آخرون، وهناك أحاديث لا يطمئن إليها القلب لأنها تخالف ما جاء به القرآن، لكن ذلك قليل جد قليل، ولا خوف منه ما دمنا نستطيع إرجاعه إلى اتجاه الإسلام وروحه العام المستقَى من القرآن الكريم ومجموع الأحاديث النبوية.) فعلى ما فيه من مغالطات علمية ، بأنكم علقتكم الحق الكلي وهو نسبة الحديث لرسول الله صحيحا على فعل البشر أصحاب الحق النسبي لأنهم يصيبون ويخطئون وهذه مغالطة علمية خطيرة لا يقع فيها طالب علم مبتدأ فضلا عن دكتوراه مثلكم ، أقول رغم ذلك فقد خالف آخر كلامكم أوله بل ونقضه وهدمه ، فأي جهود جبارة هي إذا بذلوها إذا كان هناك خطأ ولو قليل ، ثم أن قولكم (ولا خوف منه ما دمنا نستطيع إرجاعه إلى اتجاه الإسلام وروحه العام المستقَى من القرآن الكريم) هو عين ما نقوله نحن وننادي به ، أما إضافتكم (ومجموع الأحاديث النبوية) فقد عدتم مرة أخرى لمغالطتكم العلمية التي لا يصح أن يقع فيها تلميذ في ابتدائي ، فكيف تكون الأحاديث هي مقياس حكمكم على الأحاديث ، أليس في هذا الكلام جهل شديد ومخالفة للمناهج العلمية في البحث؟ مع قبول أسفي على ذلك.
ثم عن قولكم (على أن ثمة مشكلة أخرى ستنشأ من جَرّاء هذه الدعوة المريبة، ألا وهى أن المسلمين لن يتفقوا على شيء في فهم القرآن وتطبيق مبادئه وأوامره ونواهيه بعدما رفضوا الالتزام بما جاءهم عن الرسول عليه الصلاة والسلام) أقول لكم ما المشكلة في ذلك؟ وهل المسلمون الآن متحدون رغم إتباعهم للأحاديث؟ يا دكتور حتى الآن لم نتفق على مطالع الشهور العربية أو على ميعاد واحد للعيد ، ثم أن ذلك هو النطاق الحقيقي لصلاحية القرآن لكل زمان ومكان ، فسيفهم القواعد القرآنية كل قوم وفقا لمصالحهم في زمانهم ومكانهم وبذلك يكون القرآن قد تجرد من جميع السقوف المعرفية ، شرط أن تكون أداة معرفة القرآن هي لغة القرآن بمعنى مفرداتها وقت نزول القرآن ، وقد أعطيتك دليل على ذلك في كلامي بكلمة (حدود) فمعناها منسوب للقرآن أنها (أحكام) ، ومعناها منسوب لعصر التدوين أنها (عقوبات).
ثم عن قولكم (على أن تلك الدعوة في حقيقتها هي الخطوة الأولى في رفض الإسلام جملة وتفصيلا، إذ بعد رفض السُّنّة سوف نسمع، بل ها نحن أولاء نسمع منذ الآن، من يدعو إلى نبذ القرآن ذاته بشبهة أنه لا يخاطب عصرنا ولا يتمشى مع معايير الدول الغربية) أقول لكم لماذا يا دكتور تدعون تمسككم بالسنة ولسان حالكم يرفضها ، ألم تقرأ قصة قيام بعض الصحابة بقتل رجل بعد أن قال أشهد أن لا إله إلا الله ، ظنا منهم أنه قالها خائف بعد أن قدروا عليه فقال لهم الرسول( وهل شققتم قلبه) وأراك الآن وقد شققت قلوبنا وادعيت علينا ما ليس فينا ، وهل هذه الدعاوى بنبذ القرآن منسوبة لمن تسمونهم قرآنيين؟ أشهد الله أن الإجابة ، كلا وألف كلا بل أن القرآنييون يحترمون كتاب الله ويقدسونه ، ولكنها مغالطاتكم العلمية التي استمرأتموها فلم تقف بكم عند حد متحصنين بلفظ (دكتور) ، مع أسفي على ذلك.
ثم قولكم (وقد كان الرسول هو أول من قام بتطبيق مبادئ القرآن واستخراج الأحكام التفصيلية من مبادئه وتشريعاته العامة وتطبيقها على الوقائع التي تستجد كل يوم) ، لهو الحق أجراه رب العزة على لسانك وفيما خطه قلمك ،و ليعي أصحاب القلوب الواعية ولكنها لا تعمي الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور ، نقول لك نعم يا دكتور أن الرسول صلى الله عليه وسلم أول من طبق قواعد القرآن على الوقائع التي تستجد كل يوم ، وبما أن لنا فيه أسوة حسنة فعلينا أيضا أن نطبق قواعد القرآن على الوقائع التي تستجد ولم يكن لها مثيل على عصر رسول الله عليه أصلي وأسلم لا أن نخترع حديثا ثم ننسبه للرسول أو نأخذ بأقوال البشر ممن هم دونه على أنها أقواله ألشريفه بأبي هو وأمي ، عليه أفضل صلاة وأتم تسليم.
ثم مناقشتك لفكر القرآنيين وأدلتهم في عدة سطور وهم قد سودوا الصحف وكتبوا الكتب لينم عن سطحية شديدة لا تحتاج حتى عناء الرد عليها.
كما أن اقتطاعكم لفقرات من جمل أخذت من مقالات أو كتب الدكتور أحمد صبحي منصور على أنها فتاوى وأحكام تأخذ على القرآنيين فأقول لكم على ما في فعلكم من تجني فالأولى بكم أن ترجعوا للمقالات التي اقتطعت منها هذه الفقرات ليتبين لكم الحق ، أننا نؤمن بأن المسلم هو من شهد لله بالوحدانية مصداقا لقوله تعالى" قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)الأنعام ، أما المسالم الذي لا يأذي المسلمين فضلا عن عدم إيذائه لمخلوقات الله ، فقد اتخذ فعل المسلمين سبيلا فيطلق عليه مسلم لفعله وليس لعقيدته.
ومن قال أنه لا يوجد كافر فالله سبحانه وتعالى أطلق لفظ الكفر على بعض الفئات ونحن بحمد الله نثبت ما أثبته رب العزة ونؤمن به ، ولكن لا نطلق لفظ الكفر على أشخاص بذواتها- كما تفعلون أنتم- لعل الله قد سبق عليهم الكتاب فيؤمنون قبل الموت ، والله سبحانه وتعالى هو وحده علام الغيوب.
ثم أن الدكتور أحمد منصور لم يقل بأنه أعلم من أي من خلق الله فضلا عن أنبيائه عليهم جميعا السلام ، وإن كنتم تردون عليه فتواه فكثير ممن يتخذون القرآن مصدرا وحيدا للتشريع يردون عليه فتاواه لأنه بشر يخطئ ويصيب ، ولكن دون تحقير أو حط من منزلته العلمية وسيرته في خدمة كتاب الله ، وادعوا الله له أن يكون ممن يصدق فيهم قوله تعالى" والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة اكبر لو كانوا يعلمون" النحل 41
خذها مني يا دكتور ، اتق الله وأدخل على الموضوع بعقلك ، وناقش الحجة بالحجة دون تسفيه أو تحقير للغير ، واستخدم الأساليب العلمية في البحث ولا تلعب بعقول البسطاء ، باستخدام كلمات تهيج مشاعرهم ، وأسلوب يلعب بعواطفهم ، اقرأ أولا لمن تريد أن تنتقده ، وتفكر في قوله تعالى " ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم اعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون" السجده 22 ، وكذلك في قوله تعالى" قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق افمن يهدي إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدي إلا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون" يونس 35
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه ، والباطل باطلا وجنبنا إتباعه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
شريف هادي

اجمالي القراءات 21303