تبيان بعض ماجاء به مقدسوا الاحاديث من أوهام

محمود دويكات في الخميس ٠٣ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

ليس دفاعا عن الدكتور أحمد منصور (فهو ليس بحاجة لمن يدافع عنه) لكن دفاعا عن المنطق و الفكر الذي جاء به فأفاقني من نصف سباتي مع العلم أني أصلا كنت لا أنظر الى "الاحاديث النبوية" كشيء مقدس يدخل العقل باعتبارها جزء من الدين ... يعني كخبر تاريخي مش مشكلة ممكن تصديقها ، رفضها ، إهمالها ، يطبقها البعض يهملها آخرون لا مشكلة بتعقل ذلك عندي. لكن عندما كان الناس (أو الشيوخ) يعتبرونها جزء من الدين بمعنى أنها من الله مباشرة لنا!! فهذا ما كنت الحقيقة استنكره و استخف به ولا أجده مقنعا البتة .. و عندما قرأت (أفكار – ولا أقول كلمات ) الدكتور أحمد وجدت فيها فعلا المنطق الذي كنت أنشده في فهم لماذا كان اعتبار الاحاديث جزء من الدين لا يدخل عقلي أصلا!... و لماذا كنت استصعب و استثقل مقولة أن هذا الدين الالهي موجود في مئات الكتب!!!

أما بعد فسأحاول طرح بعض الرد على بعض النقاط الرئيسية التي جاء بها ذلك الكاتب (حضرة الاستاذ طريقي بدر الدين ) و الذي حاول إلباس ما ذهب اليه الدكتور أحمد منصور (كفكرة) بفساد واوهام تبدت له . أثناء الرد سأقتبس بعض ما ذكره ذلك الكاتب بين قوسين هكذا { }

1- قوله { وهو يرفض الحديث لأنّه رواية فكيف نأخذ ديننا من الناس ونترك كلام الله،هذا كلام مقبول ولكن نقول له أين كلام الله الذي تريدنا أن ناخذ به؟ سيقول لنا : القرآن، حسن فنردّ عليه إنّ القرآن وصلنا عبر الرواية وليس في أيدينا مصحف كتبه النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فما هي الدوافع التي تجعلك تقبل رواية القرآن وترفض رواية الحديث؟ }.

الحقيقة يجب توخي الحذر عند طرح مثل هذه أفكار .. فهذه تؤدي الى تشكيك الناس أجمعين بالقرءان الكريم. الحقيقة يا استاذ أن القرءان وصل لنا بالطريقين معا كتابة و قراءة مع التشديد على الكتابة لسبب بسيط : أنك تجد الان عدة قراءات لنفس النص الواحد!! و هذا يثبت لنا أن القراءات التي انتقلت مشافهة دخل عليها تبديل و تغيير طفيف في حين أن النص الذي كان ينسخ و ينقل حرفا و رسما بالتوالي قد بقي ثابتا كما هو ، وهذا منطق!! فمن الممكن جدا التبديل في الكلام المنقول مشافهة في حين من الصعب بل المستحيل تبديل كلام مكتوب و منتشر! . فلا نجد نسخ قرءانية فيها نصوص مخالفة في الرسم!! بل نجد عدة قراءات لنفس النص .. و هذا هو الحفظ .. فالله حفظ القرءان في السطور (وليس في الصدور كما يتهبل الكثير من المشائخ و هم لا يعلمون) . و هذا فرق جوهري و أساسي و فيصلي بين القرءان و ما يسمى حديث النبوي الذي بقي على الالسن مدة أكثرة من 100 سنة على الاقل!!

2- قوله { فما هو هذا المنهج العلمي الذي يعتمده؟ فتشت في مقالاته عن مكوّناته فلم اعثر لها على اثر}

الرجل له كتاب كامل اسمه (القرءان و كفى) ارجع اليه في موقعه و حضر فنجانا من القهوة و استمتع بقراءته فهو يعرض للمنهج القرآني فى الاعتماد على القرآن الكريم وحده كمصدر للتشريع و أسانيد ذلك و دواعيه و تجلياته فى حياة المسلمين.

3- قوله {ثمّ نساله عن أي علم تتحدث القديم أم الحديث؟وما باله المنهج العلمي الذي أنتجه السلف؟ لحدّ الآن لم نقرأ له مقالا ينقد فيه مناهجهم التي اعتمدوها}

إن معظم كتابات ذلك الرجل هي في انتقاد المنهج الذي تسمونه بالعلمي..(بشكل غير مباشر) فمبدأ العنعنات و الروروات (روى فلان) هذا ليس بمنهج علمي ولا ما يحزنون و أنت تعرف ذلك ، فرجال الجرح و التعديل يعتمدون على روايات ظنية وآراء (لاحظ=آراء) بشر في قدح أو تعديل رواة ظنية اخرى!! من أجل تحسين أو تضعيف حديث ظني أصلا!. يعني خبصة و قايمة ، و هذا كلام فارغ طبعا. .. لذلك ليس من المستغرب أن تجد "علماء!!" – حسب وصفك – مثل ابن تيمية و ابن كثير و السيوطي و غيرهم.. جاؤوا بعد 700 عام على الاقل! (تخيل 700 سنة!!) من وضع الاحاديث .. جاؤوا ينظروا في الاحاديث فيصححوا هذا و يضعفوا ذاك!! هكذا!! .. فالعلم الذي تصفه لا خلاق له في الدنيا و لا في الاخرة.. و هو سبب الرجوع بنا دوما الى الوراء من بعد وفاة ثاني خليفة للرسول الكريم.

4- قوله {فمعركتك أصلا مع علماء الأصول و علماء الكلام، لأنّ الأصوليون هم من أثبتوا حجّية الحديث بعد أن أتبث لهم المتكلّمون صدق الرسول،}

نود أن نذكر أنه لا أحد على الاطلاق "أثبت!!" أن تلك الاحاديث هي كلام النبي محمد بشكل مباشر! ولا أحد يستطيع ذلك .. و كل ما قاموا به هو رفع درجة الاحتمال فقط في كونه الحديث قد قاله النبي فعلا أم لا! فالكل يعلم علم اليقين أن الاحاديث كلها (كلها!! ) أحاديث ظنية الثبوت .. يعني الله اعلم هل قالها النبي أم لا!!. و ما كان دور اولئك العلماء –حسب تعريفك! – سوى النظر في الحديث و رؤية هل فيه شوائب من ناحية السند أو المتن (ضمن قواعد تغايرت على مدى مئات السنين ) .. لذلك تجد بعضهم يعتبر أحاديث معينة أنها حسنة في حين يعتبرها نفسها علماء أخرون أنها ضعيفة! .. و البخاري خير شاهد على ذلك. فالكل كان يعتقد قديما أن أحاديث البخاري كلها كانت صحيحة .. لكن في بعض الاحاديث فيه ورد أن الراوي نفسه قد شتم آخرا.. فلماذا لم يجرحوا ذلك الراوي؟؟ السبب أن قواعد الجرح و التعديل تغايرت و تبدلت على مدى مئات السنين (يعني تجريب واجتهاد بشري – لاعلم و لا بطيخ ).

5- قوله {انظر معي كم مغالطة يتضمن استدلاله هذا: ابو هريرةمتعصب للقطة ، من أخبره بهذا؟}

أعتقد أن الدكتور أحمد كان فقط متهكما على اسم أبو هريرة .... لأنه فعلا شر البلية ما يضحك .. فالكثير جدا من أحاديث ذلك الابوهريرة هي مجرد تفاهات لا دخل لها بالدين سوى وصف ا لايقاع الجنسي لحياة النبي علية السلام.

6- قضية الرسول و النبي.

هذه نقطة فيها حساسية و هناك الكثير من الناس لا يميزون الغث من السمين فيها - لذا نرجو التمعن و اتمام القراءة: فحسب ما نذهب إليه أن الرسول هو ما ينطبق عليه معنى الكلمة ..أي فقط في حال كونه يوصل لنا رسالة من ربه أي فقط حال التبليغ ، أما عند قيامه بالتطبيق و خلافه من أمور الدنيا فهو مثله مثل باقي الناس ، و تكون النبي فقط كلقب تمييز شرفي و ليس له أية دلالات أخرى سوى فرض احترام الناس له و تذكير الناس به على مدى سنين عمره مثله مثل أي لقب. أما الايات (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)أنفال/65 و (أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ)توبة/73 .. فهي تثبت ما ذهبنا اليه فهي تخاطب النبي بامور الدنيا التطبيقية و التي تخضع للاجتهاد حسب المقدور عليه و ضمن المنصوص في كتاب الله ... فهي مشابهة بل تقابل الايات التي تطلب من الناس تطبيق ما أمرت به الرسالة مثل (يَاأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ)بقرة/21 و قوله (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ)بقرة/282. فهذه الايات بما فيها الموجهة للنبي تعطينا الامر بتنفيذ شيء قد جاءت به الرسالة. فلا بد من التفريق بين الرسالة بذاتها التي تبقى بعد وفاة النبي ... و بين الطريقة التي طبقها ذلك النبي في زمنه.. و هذا التفريق لا يزال الكثيرون يفشلون في رؤيته .. فمثلا : الرسالة (القرءان) أمرتنا بالتطهر بعد الخلاء ..فماذا فعل (النبي) ؟ كان يأخذ معه ثلاث أحجار ليستنجي بها (على زعم بعض الاحاديث ) فما رأيكم دام فضلكم؟ هل نتبع الرسالة أم النبي ؟ اتباع النبي تعني كل واحد من المسلمين يجب أن يأخذ معه أحجار الى المرحاض ليستنجي .. في حين اتباع الرسالة تعني كل مسلم عليه التأكد أنه قد استبرأ و تطهر بالقدر اللازم في عصره!!

7- قوله {3ـ1: دليل الرواية ........... ولدحض هذا الدليل نعيد السؤال بصيغة أخرى : هل يعتمد العقل على المرويات في بناء العلم ام لا؟ يقول محمد تقي كاظم:" يعتمد الإنسان في كلّ شؤونه على النقل المتواتر، وهو نقل طائفة كبيرة من الناس يضمن الإنسان معهم عدم الكذب.فمثلا يثبت الإنسان وجود البلاد البعيدة بالنقل المتواتر كما يثبت وجود الآمم البالية كعاد وثمود بالتواتر"}

هذا الكلام غير دقيق.. فالتواتر لا يلزم في أي علم.. إلا إذا كنت تسمى التاريخ و خلافه علم!! ... فالعلم الحق يعتمد على أمور مثبتة الصحة (كمسلمات) و من ثم ينبني عليها و تبقى تلك المسلمات و ما أنبثق منها هو المحك لما هو صواب عما هو خاطيء. فليس هناك اعتماد لا على مرويات و لا بطيخ في أي علم إلا التاريخ و حتى في التاريخ يذهب الكثير من الباحثين الى ادخال الجدل المنطقي (العقل) كسبيل للفض بين تناقضات المرويات. فنقول هنا: نحن علمنا مبني على حجر صلب صلد ركين مكين لا يأتيه باطل لا من خلفه و لا من بين يديه و لا يشوبه ريب: ألا و هو كتاب الله.. فنأخذه كمسلمة أساسية لا سبيل و لا نقاش في صحتها ، و من ثم ننطلق! ... أما "علمهم" حسب و صفهم فيجعلون أحاديثا ظنية (باعترافهم) في نفس المصف مع كتاب الله و الادهي يشركونها كقاضية على كلام الله عز وجل. و الله تعالى يقول لنا: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً)يونس/36.

8- قوله { والغريب في الأمر هو التناقض العلمي في تفكير الرجل ، فهو يرفض رواية السنة بلا دلبل عقلي، ويقبل رواية القرآن بلا دليل عقلي أيضا،ويزعم أنّ القرآن دوّن في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فهو بالتالي بعيد عن التحريف ، هذا سبب واه فالقرآن وصل إلينا بالرواية وليس بين أيدينا مصحف نبوي أو مصحف عثمان رضي الله تعالى عنه، وحتّى إن وجد فإنّي اتحدّى ايّ مسلم بقراءته مباشرة دون العودة إلى الرواية، لسبب بسيط وهو ان الحرف العربي كان في بدايته غير منقوط}

ارجع الى نقطة 1. أضف الى ذلك أن و إن كانت بعض النصوص الموجودة ليس فيها تنقيط (وإن كان ذلك الكلام ضعيفا أصلا) إلا أنها كانت مقروءة في زمنها و المدقق يجد أن الناسخ (الكاتب) كان يجعل للأحرف أشكالا تتغاير مع الصوت ... فالدال كان شكلها (ولو بسيطا) مختلفا قليلا عن الذال (مع نقطة) .. و إلا فكيف نصدق ان أصحاب المعلقات العرب كان يكتبون قصائدهم على الورق و الجلد المتين و يعلقونها في أسواقهم و على الكعبة مقروءة واضحة للجميع .. في حين كتاب الله (أهم شيء لدى المسلمين) كان يكتب على العظم و الحجر وورق الشجر (قال يعني كأنه لم يكن هناك ورق و جلد يكتب عليهما) و بشكل يثير البلبلات في القرءاة (يعني قضية عدم التنقيط هي كلام فارغ ولا تدخل عقل أصلا و عليها نقاش و جدل تاريخي)

9- قوله {وإذا كان التشريع من الله عزّ وجلّ إصدار احكام ومن البشر إجتهاد عقلي لاستنباط الحكم ، ألا يكون الرسول احق شخص بهذا الإجتهاد؟ وهو الآن بين امرين: إما ان يقبل عقلا جواز التشريع من الرسول، وبالتالي يكون رفضه لبعض الأحاديث بدعوى أنّها تتعارض مع وظيفة الرسول ساقطا حيث قبل أنّ الرسول يجوز له ان يشرّع لنا، أو يرفض جواز التشريع ، حينها نقول له أنت رفضت من رسولك ما أجزت لنفسك، ترفض أن يجتهد لنا وتقبل ان تجتهد أنت، ترفض أن يشرّع لنا وتشرّع أنت حينما تفهم القرآن على هواك،}

التشريع يا استاذ ليس الاجتهاد .. و الاجتهاد ليس التشريع !! .. التشريع أن تأتي بشيء جديد له أصول وتأخذه كطريق لك ـ أما الاجتهاد فهو أن تحاول فهم المعنى و تقريبه لفهم الناس العصريين بسبب بعدهم النسبي عن العربية. أما قضية الاستنباط فتنبني على الفهم ،و إذا كان الفهم محققا لنصوص القرءان كافة بدون تعارض فبه و نعمت و لا ضير ، أما أن تأتي بكلام يتعارض أساسا مع ما أنزل الله ثم تفرضه كشرع من الله .. فهذا ما لا يقبل .. مثلا: الله لم يذكر بتاتا في أي مكان في القرءان ان الذهب و الحرير حرام على الرجال.. فالاستنتاج إذن (اجتهاد) أن الذهب و الحرير حلال!! ... لكن أن نأخذ أحاديث ضعيفة لكي نحرم ما احل الله (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ)أعراف/32 و بحجة انها تشريع!! فهذا هو الهراء بعينة. ثم إن الله كان يعيد و يزيد دوما في القرءان أن وظيفة الرسول إنما هي البلاغ و الانذار و التذكير فقط .. تبليغ الرسالة التي تحتوي على التشريع و الانذار من تركها و التذكير بالعودة لها. (يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)مائدة/67.

10-قوله {إذا ثبت أن الرسول يجوز له الإجتهاد، هل يصبح اجتهاده ملزما لنا أم لا؟ وللإجابة نحن بين أمرين إمّا ان نعتقد ان الرسول صلّى الله عليه وسلّم مصيب في كلّ اجتهاداته الفقهية، وبالتالي نحن باتباعه نتبع الصواب المطلق، أو نجيز عليه الخطا في بعض اجتهاداته، وهذا ما لا يقبله عقل سليم لآنه يلزم منه أنّ الله عزّ وجلّ أخطا في اختيار رسوله حيث عجز عن التبليغ}

بعد أن علمنا أن الاجتهاد هو الرقي بالفهم و استخدامه في استيضاح أمر أغلق على الفهم. عندها يكون اجتهاد النبي محمد نفسه غير ملزم لنا بالضرورة و لكن قد يلزمنا كفاية .. بمعنى إذا رأينا في عصرنا الحالي أن اجتهاد النبي غير منطقي أو لا يخدم هدف فعندها وجب الاخذ برأي آخر أفلح و انصح .. وضربنا مثلا من قبل و هو الاستنجاء في نقطة 6 (على بساطته إلا أنه يوصل الفكرة ) . و خير مثال على امكانية ان يحيد النبي عن المنطق أثناء تنفيذه لأمر دنيوي(حتى في عصره نفسه) هو ما حصل قبيل معركة بدر حين وجد الصحابة أن النبي قد فشل في استغلال الموقع الاستراتيجي لآبار بدر! .. فعدلوا عن اجتهاد النبي الى اجتهاد آخر أفلح و أصح وقتها!! ...إذن نحن هنا نقول ان النبي ممكن جدا أن يخطأ في أثناء تطبيقه لعمل دنيوي مثله مثل أي بشر.. أما ما اوهمت به الناس أن اجتهاد النبي هو مكافيء لتبليغ الرسالة فهذا كلام مش موزون أبدا.. فالنبي لا يخطأ أبدا عندما يحدث عن ربه بالقرءان (أي حال كونه رسولا) لسبب بسيط ان القرءان وحي ألهي ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ )انعام/19 .. فهو (محمد) لا ينطق عن الهوى عندما يبلغ القرءان الموحى من الله... ( أما اجتهادات النبي الشخصية فتخضع للمنطق البشري الذي يصيب و يخطأ لقوله تعالى (قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ)كهف/111. فما أوحي للرسول هو القرءان و القرءان فقط .. إقرأ (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ)إسراء/73. لاحظ كلمة (غيره) يعني ما فيش غيره أوحي للرسول ..فقط القرءان (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً)شورى/7.

11- قوله {نقول لهم جميعا: فما هي حجّتكم العقلية و النقلية على أنّ الحديث لم يرد أو لم يفعله رسولنا أصلا، فلا حجّة عقلية لكم لافتراض كذبه ،}

هذا كلام سخيف .. فنحن ننفي أن يكون الرسول قد قال تلك الاحاديث.. و البرهان على من ادعى أنه قالها!! ثم إن أهل الحديث نفسه لا يجزمون بصحة متنها بل يسلمون ان الاحاديث ظنية الثبوت .. يعني يمكن آه و يمكن لأأ ... فنحن لا نفترض كذب محمد عليه السلام بل نفترض كذب من افترى عليه تلك الاقاويل.


12- قوله {ونحن نوافقهم في ذالك ولانحكمّ أصلا إلاّ القرآن في استنباط الحكم، وإن كان رجوعنا إلى الحديث حين ينشب الإختلاف بيننا فما هو إلاّ إذعان لكلام الله عزّ وجلّ حين يقول:"فردّوه إلى الله ورسوله"}

هذا كلام مش دقيق مرة أخرى. فأهل (السنة و الجماعة) كما يسمون انفسهم – لا يرجعون الى كتاب الله و من ثم الى الحديث كمعين على فهم كلام الله. بل بالعكس.. يستخدمون كلام البشر (الاحاديث) لنسف و إبطال كلام الله.. فمثلا: لماذا يحكم بقتل (رجم) الزاني المحصن في حين الله يأمر بجلد الزناة بشكل عام ؟ لماذا يحكم بقتل مرتكبي الفاحشة من الرجال أو النساء من مشتهي نفس الجنس ، و الله لا يأمر أصلا بقتلهم بل لهم تدبير آخر؟ لماذا يحكم بهدر دماء من خالفت أراؤه آراء المتعصبين من اتباع تلك الاحاديث في حين الله يامر بالمجادلة بالتي هي أحسن؟ لماذا مازالت الامة بملايينها تحج في أيام معدودات فقط في حين يقول الله عيانا نهارا أن الحج أشهر معلومات ؟ لماذا يأمر و يحكم أتباع هؤلاء الاحاديث الظنية بتغطية شعر المرأة ووجهها مع ان الله لم يذكر( حتى مجرد ذكر) شعر المرأة ووجهها؟؟ لماذا مازال هؤلاء الرعاع من اتباع الاحاديث الظنية يفرضون على الامة رؤية الهلال من أجل تحديد رمضان و غيره في حين الله يأمر بالحساب و يقرن الشمس و القمر بالحساب!!؟؟ لماذا يحكم هؤلاء الرعاع من اتباع الاحاديث الظنية بكفر من يقف أمام الحاكم الظالم في حين أن الله يطلب منا بالقول و الامثال محاربة الظلم و الفساد؟؟ لماذا يحكم أتباع الاحاديث الفاسدة بعدم أهلية المرأة حتى لقيادة سيارة في حين الله ضرب لنا أمثلة كثيرة عن حكمة و رزانة النساء في الحكم كمثل قصة ملكة سبأ التي جنبت قومها دمارا وشيكا؟؟ و غير ذلك الكثير من الامثلة التي إن دلت على شيء فهي تدل على ان هذه الامة ادمنت الاشراك بالله ما لم ينزل به سلطانا من كلام و أحاديث على ألسنة ما يسمونهم علماء . فترى الكثير من الناس لا يهدأ لهم بال حتى يسمعوا فتوى من الشيوخ (حلال وإلا حرام يا شيخ؟؟؟) و كأنه بيده التحليل و التحريم ، و المصيبة ان الناس تسمع و تطبق بدون نقاش!!

وبعد اعتذار علي طول المقال .. اقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم.. و ندعوا الله أن يرد المسلمين الى قرءانهم ردا جميلا حسنا.

اجمالي القراءات 16232