خواطر عشوائية – 2

فوزى فراج في السبت ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

خواطر عشوائية – 2

1- لا يمر اسبوع من الزمن إلا ونقرأ خبرا عن المعونة الأمريكيه لمصر, وعن الكونجرس او البيت الأبيض ومحاولات ربطهم لتلك المعونه بتوقعات اومطالب للحكومة المصرية بتغيير هذا او ذلك, وأخرها ما نشر بالأمس على هذا الموقع من ان وزير الخارجيه المصريه رفض الشروط الأمريكيه التى وضعها الكونجرس لإستمرار تلك المعونه, وعن قطع مبلغ 100 مليون دولارا رهنا بقيام الحكومة المصريه بتحسين حقوق الإنسان فى مصر, حتى ان علق على هذا الخبراحد الأخوة هنا تحت عنوان ( امريكا تحمى الشعب المصرى من حكامه) وهوعنوان ظريف جدا من الأستاذ عابد اسير.

اتمنى ان ارى حسابا دقيقا للمعونه الأمريكيه التى من المفروض انها ( لمصر) ومصر هنا ليست معناها المساحة الأرضيه المحدده على الخريطه , اى ان تلك المعونه لا تلقى من بطن طائرة او ترسل بصاروخ أرض/ أرض الى الأراضى المصرية فتنفجر ويسارع الناس فى جمعها وتوزيعها بين انفسهم, ومصر لا تعنى الحكومه المصريه او رئيس الدوله( وان كانوا قد اتفقوا ان يسموها مصر مبارك, اى مصر التى تنتمى الى مبارك وليس العكس), مصر هى الشعب المصرى, السته وسبعون مليونا من البشر او الثمانون كما يقال الآن, والمعونه من المفروض انها منحه من الشعب الأمريكى وليس من الرئيس الأمريكى او الكونجرس الأمريكى فكلاهما لا يكتب شيكا بالمبلغ من حسابه الشخصى , بل الشعب الأمريكى ( الذى انا واحد منه ومن ضرائبى يذهب بعضا منها الى مصر, بل ان من حقى ان أعرف كيف تنفق) الذى يدفعها من الضرائب, ويرسلها الى الشعب المصرى . لا استطيع ان اضع فى كلمات مدى رغبتى فى معرفة كيف تذهب تلك المليارت من الدولارات سنويا, كيف توزع وكيف تصرف ومن الذى يستفيد بها ومنها, ومن الذى يتولى عملية التوزيع او الإنفاق او التصرف او يصدر الأوامر بكيفيه انفاقها. لقد اعطى الشعب الأمريكى للشعب المصرى منذ بدأت تلك المعونه منذ اكثر من ثلاثون عاما ما يقرب من ما بين 70 الى 85 بليون ( او مليار كما تسمى فى مصر) دولارا, ويمكن لأى شخص حتى المتخلفون عقليا ان يحسب كم دولارا كان من المفروض ان يناله كل فرد فى مصر لو وزعت تلك المعونه على الشعب الذى ارسلت من أجله بطريقة عادلة, وبحساب بسيط جدا نجد ان نصيب كل فرد منها مابين 40 الى 47 دولارا كل عام, اى ان اصغر اسرة فى مصر مكونه من اربعه افراد يكون نصيبها 160 الى 186 دولارا فى العام, اى ما بين 880 – 1023 جنيه مصرى فى العام الواحد. هذا الرقم هو نصيب تلك الأسره المكونه من اربعه افراد من تلك المعونه ( رغم ان متوسط حجم الأسر فى مصر يرتفع كثرا عن اربعه وبذلك يرتفع نصيبه هو الأخر) , فكم من الأسر فى مصر سوف توافق على أن ذلك الجزء من المعونه الأمريكيه من الشعب الأمريكى الى الشعب المصرى يصلها بإنتظام بشكل او بأخر من ما يطلق عليه مجازا اسم الحكومة المصريه. هل يمكن لأحد ان يدلنى على من يمكن له ا ن يعطى كشفا دقيقا بكيفية انفاق وتوزيع تلك البلايين سنويا, الأدهى من ذلك ان يقول وزير الخارجيه ان مصر ترفض الشروط........الخ, ولو كان لديه او لدى اى من عصابة الحكم ذرة من الكرامه لقال نحن فى غنى عن تلك المعونه كلية, ولا تسمح كرامتنا لنا ان تفرض علينا آية شروط من امريكا او غيرها, لكنهم كما يقول المثل المصرى ( حسنة وأنا سيدك ) اى انهم يشحذون ولكنهم يتظاهرون بالسيادة, ولنا الله من قبل ومن بعد.

2- كلما نظرت الى البعض ممن يطلقون على انفسهم (رجال الدين) ولا اخص دينا واحد بذلك, فهم فى الواقع لافرق بينهم فى مظهرهم وإن اختلفت ارديتهم تبعا لتقاليدهم, فالقس او الحاخام او الشيخ كلهم يطلقون ذقونهم بطريقة تثير فى نفسى نوعا من التقزز, وتتغير ملامحهم تبعا لذلك تغيرا كبيرا بحيث لو انهم حلقوها فربما لن تستطيع ان تميزهم بدونها. ومن المضحك انهم يعتبرون ان اطلاق اللحيه هو جزء لا يتجزأ من التدين ومن التقرب من الله والكثير منهم يتخفون وراءها بل ان البعض يعتقد ان هناك توافقا بين طول اللحيه وكمية العلم والمعرفه والتفقه فى الدين. والكثير من السذج من الناس من يؤمن فعلا بذلك ولا يتصور انه يمكن لأحدهم ان يكون متفوقا وعارفا وعالما فى الدين دون ان تكون له لحية وان تكون طويلة بقدر تفقهه فى الدين بل يتصور ان الرجل ليس لديه وقتا كى يعتنى بنفسه ويحلق لأنه غارقا فى العلم والدراسه.

الحقيقه اننا لو تخيلنا كيف كان الأسلاف يطلقون لحاهم بصرف النظر عن كونهم من رجال الدين او بصرف النظر عن كونهم متدينين أصلا, وبصرف النظر عن الدين الذى كانوا ينتمون اليه, فلم يكن هناك فى ذلك الوقت شفرات حلاقة متاحة لهم, وكانت عملية الحلاقه فى حد ذ اتها ربما تكون مستحيله او أقرب الى ذلك, فكان من نتيجة ذلك ان اطلقت اللحى بل ربما لعدم توافر شفرات الحلاقه لم يخطر على بال رجل ان يحلقها بإنتظام وصارشكل الرجل الملتحى هو الشكل السائد ومن المنطقى ان يكون غير ذلك هو الإستثناء.

ولما توافرت امواس الحلاقه وبدأت مهنة ( الحلاق) فى الظهور, عرف الرجل ان هناك خيارا له فى حلق اللحيه , ولأن ذلك كان يستدعى الذهاب الى الحلاق او استدعاءه الى بيت الرجل المقتدر على ذلك, فظهرت فى ذلك الحين ظاهرة الرجل حليق الذقن, ولا يمكن ان نغفل ان المرأه كان لها دورا هاما فى تشجيعه على حلق لحيته, فإن الغالبية العظمى من النساء يفضلن الرجل الغير ملتحى. وبالطبع كما نعرف ان ذلك ادى الى اختراع شفرات الحلاقة التى تسمح له بأن يستعلمها بسهولة فى كل وقت حسب اختياره ولا تستدعى ان يذهب الى الحلاق لذلك, ومن بعدها جاءت الأداه الكهربائيه لكى تجعل عملية حلاقة الذقن اكثر سهولة.... وهلم جرا. ولذلك فإنى أتساءل لماذا يصر هؤلاء على اطلاق لحاهم بل الكثيرون منهم بطريقة مقززه مما يجعلنى احس دائما واود ان اقول لهم, انهم فى حاجة الى حمام ساخن جدا حدا مع ازالة تلك الكتله الكثيفه الشعثه من الشعر الذى لا يعلم الا الله ماذا يعشش فى داخله.

3- فى صلاة الجمعه وبعد الخطبه وبعد الدعاء على الكافرين والدعاء للمسلمين الأحياء منهم والأموات يقول الإمام اشياء كثيرة معروفة للجميع, ولكنه دائما ما يقول – استقيموا وسووا الصفوف فإن الله لا ينظر للصف الأعوج. ولقد فكرت كثيرا فى ذلك القول, ولماذا لا ينظر الله للصف الأعوج. هل هناك حكمة فى ان الله لاينظر للصف الأعوج, وما مدى اعوجاج الصف الذى يدعو الله سبحانه وتعالى ان لا ينظر للصف الأعوج, هل هناك مقياس لذلك, اى لو كان الصف غير مستقيم كخط واحد مرسوم بمسطرة دقيقة, لو كان معوجا بزاوية مثلا خمس درجات او بزاوية ثلاثون درجه, وماذا تعنى تلك الجملة, ان الله لا ينظر للصف الأعوج, هل هو نوع من الغضب على الواقفون فى ذلك الصف, فلا ينظر اليهم, وماذا لو ان الصف كان مستويا ولكن بعد الركوع والسجود والقيام حدثت حركة لا ارادية من البعض فلم يعد الصف مستقيما, فهل يغضب الله سبحانه وتعالى على كل الواقفين فى الصف خاصة وان المصلى لا ينظر الى جانبه اثناء الصلاة فلايدرك ان الصف قد اصابه نوع من الإعوجاج. ولأننى احب ان أتأكد بنفسى , فقد رأيت ان ابحث فى كل ما لدى من مراجع عن اصل تلك العباره, هل هى من حديث عن الرسول ف البخارى او غيره من بين ألاف الأحاديث التى ما أنزل الله بها من سلطان, ام انها من بعض التراث الذى توارثنا منه الكثير وآمن به كثير من الناس دون تفكير, ولكننى لم اجد اى مرجع لتلك المقوله فى كل ما لدى من مراجع اسلامية. من اين يأتى أولئك الأئمة بتلك التعبيرات , هل يفكر اى منهم فى ما يقول قبل ان يقوله. أشك فى ذلك!!!!

4- كثيرا ما نتساءل او يسألنا البعض عن الفرق بين الإنسان والحيوان, وكثيرا ما نسمع اجابات لا جدال فى معقوليتها ومنطقيتها بل ربما علميتها ( اعنى موافقتها من الناحية العلميه) ولقد اردت ان ازيد واثرى تلك الإجابات بإجابة جديدة من عندى ربما ادخل التاريخ بها فتصبح مثل نظرية داروين او قاعدة ارشميدس او قانون نيوتن للجاذبيه , وتضاف الى تلك الإجابات بل ربما قد تصبح اول اجابة يجاب بها عندما يسأل احدهم ما الفرق بين الإنسان والحيوان. فالأجابه بإختصار هى, ان الإنسان هو المخلوق الوحيد الذى يطهو طعامه بطرق مختلفة ومتعددة قبل ان يأكله , ما رأيكم فى هذا, هل منكم من سيفتح باب التاريخ على مصراعية للعبد لله.

اننى امزج بالطبع فى مسأله التاريخ وان كنت لا امزح فى الإجابه.

مع تحياتى وكل عام والجميع بخير.

اجمالي القراءات 17520