حــتى لا تكون فتنـة ويكون الدين لله...

يحي فوزي نشاشبي في الإثنين ١٧ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

بسم الله الرحمن الرحيم


حــتى لا تكون فتنـة ويكون الدين لله...

((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ* وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذócute;لِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ* فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ*وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ. )) – 190- 191- 192- 193- البقرة –

أرجو من الصميم أن يكون ما فهمته هو الصواب ولأني أعتقد أن هذه الآيات تشير إلى مبادئ ذات بال ويحق لكل مؤمن أن يعتز بها ويحمد الله . ومن بينها :
أ- القتال في سبيل الله : ومن بين سماته الحرص كل الحرص والاجتهاد على عدم الانزلاق والانحدار إلى درك الاعتداء ما دام الله لا يحب المعتدين ويكره ذلك .(190)
ب – الفتنـة: المقابلة بالمثل هو المطلوب وهو المشروع ، وأما ما عدا ذلك من التجاوزات مهما كان نوعها أو كانت درجتها فلن تجد لها أي مبرر.
ج – الـدين للــه : ولا يكون الدين لله حتى تجتمع فيه هذه الصفات العالية والغالية والممتازة وهي : الفرار من العدوان ومن الاعتداء على الغير تحسبا من مغبة الوقوع في ما يكره الله ويبغض ويحرم .

وعندما نتأمل هذه الآيات ونتدبرها فإن الصورة التي ترتسم لدينا تكون حتما – أو هذا هو الصواب الذي أتمناه- هي تلك الصورة الكاملة الشاملة المتقنة الجميلة البديعة الأخّاذة لروح الرسالة التي كلف الله بها عبده ورسوله ليقوم بتبليغها للبشرية .
كيف لا والأمر الهام والجاد هو الوصول إلى الهدف الذي يقصده الخالق العلي القدير وهو سيادة الفطرة والعدل والحرية ومطاردة العدوان والظلم وملاحقة الفتنة التي هي أشد من القتل .
ألا يمكن أن يكون هذا الفهم صحيحا للقتال في سبيل الله ؟
ألا بمكن أن يكون الفهم المصيب هو العمل والاجتهاد في سبيل توفر ما يحب الله وهو عدم الاعتداء على الغير وسيادة الحرية وهيمنتها حتى يتحقق العدل ويرفع هامته ؟
ألا يكون هذا هو الدين لله ؟
ألا يحق للمؤمن أن يفتخر بهذا الفهم وهذه المواقف وهذه التصرفات الممتازة ؟
ألا يتحول مثل هذا المؤمن إلى تلك الأمة التي وصفها الله ؟ تلك التي وصفها بخير أمة أخرجت للناس ، تنهى عن المنكر بالمعروف وإذا أمرت بالمعروف فعلت ذلك بالمعروف ؟
ألا ينبغي أن تتراجع كل الافتراءات التي تتهم محمدا بن عبد الله رسول الله بأنه بعث لخراب الدنيا. (فإني بعثت بخراب الدنيا ولم أبعث بعمارتها رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان الجفري ولم اعرفهم وبقية رجاله رجال الصحيح ) مجمع الزوائد ج5 ص 211. (33016 حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عبد الرحمن بن ثابت قال ثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعل رزقي تحت رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري من تشبه بقوم فهو منهم) .مصنف ابن أبي شيبة ج 6 ص 471.

اجمالي القراءات 16847