ولو أعجبك حسنهن

Inactive User في السبت ٣٠ - سبتمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

ولو أعجبك حسنهن
أى إنسان عاقل واع مثقف مطلع متدبر واسع الافق تجده يحترم بل يقدس حرية الآخرين كما يحترم ويقدس حريته الشخصية لأنه يدرك أن حرية السلوك هى التى تميز الإنسان عن باقى الكائنات المكبلة بقيود وحبال وسلاسل ولقد وصل إحترام الأديان للحرية الشخصية للإنسان لدرجة أنه( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فما بالنا بأمر لا يتعلق بالإيمان ولا بالكفر مثل النقاب الذى ترتديه نسبة لا بأس بها من السيدات المسلمات وهو عندما يدرج تحت بند الحرية الشخصية فلا غبار عليه أما أن يتحول إلى دين ومنهاج وشريعة ويتم تكفير من لا ترتديه أو زجرهاأو محاربتها أو توبيخها أو تحقيرها أو التقليل من شأنها إو الإيحاء لها بأنها تنتهك مسالة دينية مسلم بها فهذا ما لا يقبله الدين ولا يوافق عليه العقل السليم ذو الصدر الرحب والأفق الواسع0
عندما فرض الله على رسوله الخاتم أن يتزوج عددأ معينأ من النساء لحكمة يعلمها الله تعالى ثم تم بعد ذلك تحريم أى إمرأة أخرى على النبى فى قوله تعالى
( لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن)
وأود التركيز على الجزء الأخير من الآية الكريمة ( ولو أعجبك حسنهن) فلو كان النقاب مفروضأ على عهد النبى فكيف يرى وجوه النساء ؟ وكيف يعجبه حسنهن كما ذكرت الآية؟ وهل يمكن لإنسان أن يعجبه حسن إمرأة وهى مختفية وراء النقاب؟
قد يقول قائل هذا رسول الله فلا خوف ولا ضرر من أن يرى وجه أى إمرأة ونقول له إن النبى هو الأسوة الحسنة لكل مسلم بل لكل باحث عن الحق والفضيلة وهو أول من يسارع بتنفيذ أمر ربه إذا كان النقاب أمرأ ربانيأ ونقول ايضا تذكروا قول المولى تعالى لجميع المسلمين وليس للنبى وحده ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ) فالآية الكريمة هنا تؤكد أن المسلمين الأوائل كانوا يرون بعيونهم وجوه النساء الأخريات فى الشارع والسوق والدكاكين وغيرهم إذ كيف ستعجبهم وهى تختفى وراء النقاب؟ أم كيف يستدلون على أنها بنت فلان ومنزلها فى المكان الفلانى إذا إختفت خلف نقاب ؟ فهل يمشى خلفها الإنسان ليعلم مكانها حتى يتقدم لخطوبتها ؟ ولماذا يمشى خلفها ويتابع خطاها وهو لا يعلم إذا كانت جميلة أم دميمة؟ ولا يشك عاقل فى أهمية جمال المراة وخاصة وجهها فهو الوجه الذى سيصبح الرجل معه ويمسى ثم هل من الفضبلة أن يسير خلفها ويتتبع خطواتها ؟
وما بالكم بقول المولى مخاطبا نبيه ( قل لنسائك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) والآية واضحة وضوح الشمس وهو أن ظهور وجه المرأة يجعل الناس يعرفونها ويقدرونها ويفرقون بينها وبين أى إمرأة أخرى وبهذا التفريق لا يقعن تحت إيذاء اى إنسان لأى غرض من الأغراض ولاى سبب من الأسباب ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) 00إذ قد يقوم سفيه بقول كلمة غبية أو عمل حركة جارحة أمام إمرأة من الفاضلات الصالحات وهى منقبة وهو لا يدرى من هى وبذلك يكون قد أذاها أما إذا راى وجهها وعرف من هى فلا يمكن ان يفعل ما يؤذيها لانه سوف يهاب جانبها ويخشى ركنها 0
الغريب أن السيدة المنقبة تعتقد ان الدين تم إختذاله وتصغيره وحصره لدرجة أنه صار نقابأ فقط فمن ترتدى النقاب هى الصالحة الطيبة التقية الملتزمة التى يجب أن نأمن لها وسواها هى المتسيبة الضالة الغير ملتزمة والتى يجب أن نتجنبها ونحاربها ونحاصرها لأنها مارقة من وجهة نظر المنقبات وهو حكم عشوائى لا يقوم على أى اساس دينى أو عقلى ولكن هو رجم بالغيب فالذى يعلم خفايا القلوب ودرجات الإيمان ومراتب التقوى هو الحى القيوم الذى لا إله غيره فكيف يحكمون على المرأة الغير منقبة بتلك الإحكام البشرية التى لا دليل يؤيدها ولا برهان يؤكدها 0
أضف على ذلك أن الفتيات الصغيرات المقبلات على الزواج كيف يتزوجن وهن منقبات ؟ وكيف يتعرف عليها الشاب ؟ إنه سوف لا يجرؤ على الإقتراب منها والتحدث إليها من شدة ما تدعيه من إلتزام وتذمت يجعلان اى شاب يهرب منها وسوف يخاف أن يتقدم لخطوبتها دون أن يرى وجهها فقد تكون دميمة أو مشوهة أو مريضة أو بها عيوب خلقية فهل من الخلق أن يتزوجها ثم يفاجأ بها لا تصلح ولا تليق ؟ وهل تغنى شدة إيمانه عن رغبته فى الزواج بإمراة جميلة يعيش معها الحياة بكامل متعها ولذاتها ؟ ومن هو هذا الشاب الذى يمكن أن يتقدم للزواج من منقبة دون ان يراها ؟ وإذا قلنا أن الدين يسمح له أن يراها فى بيت أبيها فإذا إكتشف عدم لياقتها أو عدم توافقه معها فكيف يكون الموقف؟ وكيف يملص بجلده من ذلك المأزق؟
وإذا أفتينا بجواز عدم إرتداء الفتيات قبل سن الزواج للنقاب حتى يتزوجن ويعدلها لهن الله تعالى بإبن الحلال الذى يرضى بها فنحن بذلك ننصف الموضوع ونجزؤه ونعومه ويصبح بلا هدف ولا فائدة إذ كيف يمكن فرض شريعة معينة---طبعأ النقاب ليس شريعة---على بعض النساء دون البعض الآخر؟ وهل يصلح ذلك ؟ ومن يتحمل عبأ تلك الفتوى ؟, الموضوع واحد من إثنين إما أن النقاب من الدين فيتم فرضه على كل بالغة حتى لحظة موتها غير عابئين بمضاعفات العنوسة التى سيجلبهالأن النقاب فى هذه الحالة يكون فرضأ إلهيأ وإما إنه ليس من الدين فيتحول إلى تصرف إرادى وسلوك فردى وحرية شخصية فلا يدخل فى نطاق الدين وذلك ما أكدته الآيات الكريمة السابقة وما يؤيده العقل الواعى الفاهم المتدبر المفكر فلا داعى إذأ لمحاولات قهر الأخريات على إرتداء النقاب بوسائل التهديد والتخويف والتلميح بجهنم التى يعتقد الكثير من أشباه المتدينين أن مفاتيحها معهم وأن الله قد إستخلفهم لتخويف الناس من النار فيبالغون كثيرأ ويوهمون الناس بأن الله خلقهم للعذاب متناسين رحمته التى وسعت كل شىء وأن الله لم يرسل بالآيات إلا تخويفأ :
( وما نرسل بالآيات إلا تخويفأ)
( ونخوفهم فما يزيدهم إلا نفورا)
( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم)0
لذلك لا يجب إعتبار الإجتهادات الإنسانية والسلوك الشخصى جزءأ من الدين ويجب أن نفرق دائمأ بين الأوامر الربانيه فى كتابه الكريم وبين المؤلفات البشرية التى لا تعدو كونها آراء وليست دينأ وإلا تحولت الحياة إلى جهنم حقيقى حيث توجد إجتهادات بشرية كفيلة بتحويل الدنيا بجمالها ورونفها البديع إلى جحيم لا يطاق0

اجمالي القراءات 31479