الناس اللى بتبيع الاونطة

محمد حسين في الجمعة ١٩ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الأخوان المسلمون ، واقع تمنيت لو ان اعرض عنه نظرا لأننى من المؤمنين بأنه حزب حربائى النزعة ودموى الجذور ، بدأ هذا الواقع موازيا لانهيار القيم فى المجتمع المصرى على الأخص ، ولذلك اشعر ببغض شديد تجاه نفسى كلما تحدثت عنه ، ولكن كى نكون واقعيين فهو شئ ملموس الآن له كيان لم يكن ليظهر الا فى مجتمع يعج بالجهل الدينى والثقافى حاله كحال مجتمعنا الآن ، فليس لنا بد الا ان ندرس شئ فاسد كى نعرف ما نحن ذاهبون اليه ان آجلا او عاجلا . 

كنت ممن سنحت لهم الفرصة للتطلع على برنامجهم وقد است&;وقفتنى بعض الفقرات التى ااسف مقدما ان اطلت فيها ولكن يتحتم علي ان اطرح وجهة نظرى فيما افهمه على الاقل حتى يتبين لنا الرشد من الغى فى هذا البرنامج .
واستوقفتنى فقرة خاصة بالاقتصاد او ما يطلقون عليه فى برنامجهم "الاقتصاد الاسلامى" ، وتقول الفقرة بايجاز (أن مرجعية النظام الاقتصادي ستكون إسلامية وتتمثل غايته في "عبادة الخالق بالمعنى الواسع بحيث يتم النشاط الاقتصادي من خلال السوق الإسلامية التي تعتمد على المنافسة العادلة وحرية اقتصادية مقيدة تحكم إنتاج "الطيبات" من خلال قوى العرض والطلب وميكانيكية الأثمان") . واذا اخذنا تلك الفقرة وقارناها بنظرية العرض والطلب لألفريد مارشال والتى تفترض عادة بأن (الأسواقِ تنافسية جدا و هذا يشير ضمناً إلى أن هناك العديد مِن المشترين والباعة في السوق ولا أحد منهم لَه القدرة فى التَأثير على سعر البضائع . ومن اساسيات سوق العرض والطلب ان تقوم على المنافسة العادلة والحرية الاقتصادية المقيدة بالمعايير ، ويتحكم فى ذلك قوى العرض والطلب) ، نجد بعد طرح الفقرة الاقتصادية المسماة بالاسلامية فى البرنامج والنظرية تطابقا كاملا تم ليه بكلمتين هما الطيبات بما انها موجودة فى اللغة العربية دون لغة الاخ الفريد مارشال ، وكلمة عبادة الله التى هى هدف وليست وسيلة ، فالفقرة فى البرنامج تفترض "على حد فهمى القاصر" ان عبادة الله هى الوسيلة التى هدفها ميكانيكية والية السوق !!!. فى الغالب اى من غير المثقفين "اقتصاديا" سيرى كلمة الطيبات وعبادة الله سينوم مغناطيسيا ويظن ان الاخوة اطلقوا نظرية جديدة فى عالم الاقتصاد تسمى الاقتصاد الاسلامى ، فما بالنا باكثر من 80 فى المائة من شعب لا يعرفوا سوى رغيف العيش فقط ، وانا شخصيا لا اعلم اين درسوها تلك النظرية الاقتصادية الاسلامية ، وماهى مبادئها المحاسبية واين سيروجون لهذا الاقتصاد الذى ما زلت اجهل قوانينه كرجل احسب نفسى من العاملين بحقل الاقتصاد والمحاسبة . 
وهذه الفقرة هى درب من دروب السفه ، ولكن ليس بغريبا على جماعة تشترى بآيات الله ثمنا قليلا لتبيع الاونطة لشعب جاهل منذ اكثر من خمس عقود . والغريب ان البند الاقتصادى كبند هام فى برنامج اى حزب محترم يتمتع بمساحة كبيرة نجده صفحتين ان لم يكن اقل فى برنامج الاخوان ، شملت الفقرة السابقة دون تحديد لاى قوانين او تفصيل بجانب بند السياحة التى يجب وأن تتوافق مع قواعد الشريعة الاسلامية ، وانا اسأل عالموا الدين على هذا الموقع ، نفرض ان امرأة او رجل سار عاريا فى الشارع ، وانا هنا ابالغ لأنه لا اعتقد ان سائح كان او كانت سوف يرتاد الشوارع عاريا ، اهناك عقوبة اسلامية عليه؟ ام على حد علمى انها من قوانين الفطرة التى لا تخص مجتمع اسلامى دون اى مجتمع ثانى ، فأنا شخصيا على حد علمى ودرايتى بالقانون الامريكى اعلم ان عقوبتها السجن والغرامة "والفضيحة" هنا فى الولايات . فأى منهج اسلامى للسياحة يريدونه فى مصر؟ 

كنت اعتقد ان هناك اساتذة اقتصاد فى تلك الجماعة ، ولكنهم يبدوا عليهم انهم قاصروا الفكر فيأخذون نسخ النظريات ويضيفون الطيبات والشرع والاسلام والله فى وسط الكلام دون اى مفهوم او تفاصيل توضح ماهية ما يقصدون . وهذا ليس بمفاجأة لى انا شخصيا لأنهم جماعة تتشدق باللغة الفصحى التى لا يفهمها احد مستخدمين اسلوب قال الله وقال الرسول فى مجتمع يحتضر بسبب تلك الجملة .... ما علينا. 

توجد فقرة اخرى تتحدث عن هيئة العلماء ، وهى هيئة من الواجب على المشرع او الرئيس ان يأخذ برأيها فى امور السياسة وما يخص المجتمع ، مع ان بعضهم عندما ووجه بهذا البند قال انهم يقصدون انها استشارية غير ملزمة ، ولا اعرف اى لغة يتحدثون فانا واقسم بالله اريد ان افهم علهم يصلوا الى السلطة . فى بنودهم شئ وما يقولون شئ اخر ، والاصح عندما انا كمواطن اريد ان افسر هذا سيقودنى تفكيرى الى تفسير واحد ، اما انهم يتعاطون شيئا فيكتبون تحت تأثيره ثم يفيقوا ليقولوا شيئا اخر او العكس ، ولكنها لا تفرق فى مجتمع لا يعى والبانجو فيه اكثر من قدر الفول ...!!! واعتقدت انهم ينادون بالديموقراطية ، والديموقراطية اساسها هى ان الشعب هو مصدر السلطة والقانون ، فماذا تكون هيئة العلماء تلك فى الديموقراطية . اذا فنحن اما نوع اخر او بند اخر يمكن ان نطلق عليه نظرية الديموقراطية الحديثة بجانب النظرية الاقتصادية الحديثة القائمة على الاسلام الذى ليس منهما فى الاسلام من شئ ولا العكس "على الاقل من وجهة نظرى كقارئ لنظريات الديموقراطية وكمشتغل بالاقتصاد والمحاسبة" . 

ومن الواضح ان تأثير المغيبات للوعى لم يزل يؤثر على من كان يخط ذلك البرنامج ، ففى فقر المواطنة نجد ان كل "مواطن" (ونضع تحت كلمة مواطن هنا خط لاننا سوف نصفع لاحقا ) سيتمتع بالحقوق والواجبات كل سواء ، كلام زين ، ولكن مهلا ، لاننا نتعامل مع "مسطول" يكتب برنامج او "تربية فسحة" يتعامل مع مساطيل فانه استفاض قائلا (أنه بما أن من واجبات منصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حماية الدين وبما أن مصر دولة إسلامية فإن هذه المهمة تتعارض مع عقيدة غير المسلم، مما يجعل غير المسلم معفي من القيام بهذه المهام طبقاً للشريعة الإسلامية) !!! حد يفسر الا انا مش فاهم . هل هذا معناه ان نستأصل بقية المصريين الذين لن اسميهم بدينهم؟ هل نطردهم ؟ هل اعفيهم من الحرب ضد من يعتدى على مصر عندما يضحى بدمه؟ ولكن تلك الاسئلة واكثر يجب ان تلقى على عاقل راشد يعى ما يكتب ، ولكنى اجزم ان من كان يكتب او يملى هذا البرنامج كان تحت تأثير نوع من مغيبات الوعى او انه كان واعيا ولكنه يعى تماما انه يتعامل مع شعب مسطول .

هذا البرنامج كذبة واكذوبة من اكاذيب اسلمة المعارف والعلوم والاقتصاد والسياسة وما الى ذلك ، فهو مرقع ومأخوذ قطعة من الغرب وقطعة من ايران وقطعة من السعودية مع لفائف من الرقاق وحشو المكسرات ، كلمات هلامية لا معنى لها لا فى نظريات او فى سياسات كالطيبات او عبادة الله داخل نظرية الفريد مارشال ، او هيئة العلماء الملزمة التى رأيها غير ملزم داخل نظرية احمدى نجاد على نظريات من هنا وهناك !!! وهذا ليس بشئ غير متوقع ولكنه مخيب للآمال ، فأنا شخصيا اعلم بقدر ما ان تلك الجماعة تضم اساتذة جامعات ، ولا أعلم اين حصلوا على شهاداتهم ، لانه من الواضح انهم اما اخذوها فى غفلة من العقل او انهم "وللمرة الالف" اقولها يبيعون الاونطة لشعب مسطول .
لن اطيل فى فقرات اخرى ، مع انه برنامج يعج بالسفه والسخافات ووجبة دسمة على مائدة صلاح جاهين او الشيخ امام او مصطفى حسين واحمد رجب ....

على بركة الله ، على العموم هى ديتها 1400 سنة كمان ، يامين يعيش!!!!


اجمالي القراءات 13261