ألإنسداد الفكرى

Inactive User في الجمعة ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

الأنسداد الفكرى
هذه الجملة القيمة المعبرة إقتبستها من بعض تعليقات ومقالات المفكر المستنير الصديق العزيز الدكتور عمرو إسماعيل , إنها عبارة جميلة ومعبرة وموجزة وتوحى بجو الكبت الذى تعانيه المجتمعات العربية وهو كبت متنوع ففيه الكبت الفكرى والكبت الدينى والكبت العلمى وحتى الكبت الإقتصادى , نعم ترزح مجتمعاتنا العربية وبلا منازع تحت نير هذا الكبت الذى يولد أجيالأ مخنوقة تريد التعبير عن نفسها وعن فكرها وعن فحواها ومحتواها فلا تقابل إلا بالقمع والقهر والسجن والعذاب ودمار المستقبل
فإلى متى يستمر الحجر على الأفكار وتكميم الأفواه من أجل مصلحة قلة قليلة طاغية تسعى خلف مصالحها الشخصية وأهوائها الذاتية ضاربة بالصالح العام للوطن والمواطن عرض الحائط وهذه هى حقائقهم ومصائبهم تتجلى يومأ بعد يوم فى كل دولة منهم على حدة حتى يتأكد كل مواطن عربى من بشاعة العصابة التى تحكمه بالقوة والسلطة والقهر والخوف
إن كبت الحريات وخنق الأفكار لا يعود على الأمة إلا بالشرور والضلالات والآثام لأن هذه الأفكار المخنوقة والآراء المكبوته هى الأعمدة المتينة التى تقام عليها مؤسسات المجتمع الحر الكريم فكيف نكبتها ونسد طريقها إلى المتنفس حيث تزدهر وتنتشر وتلقى الرواج والقبول فإذا انتشرت الثقافة وعم العلم والتحضر والرقى كبر المجتمع وارتقى وعلا شأنه بين بقية الأمم ولا يمكن لأمة أن تعلو وترتقى إلا بفكر أبنائها الحقيقى وإلا فلماذا نقيم المدارس والمعاهد والجامعات ؟ هل نقيمها كمبان حجرية ؟ أم أنها مؤسسات تربى أجيالأ متعلمة وجامعات تنتج المفكرين والمثقفين والعلماء والأدباء والفنانين والشعراء , هذا هو الدور الحقيقى للجامعات
التى يتخرج منها الملايين سنويأ بلا جدوى لان احد هؤلاء الخريجين لم تتح له فرص الإبداع لإظهار مواهبه العلمية والبحثية والفنية ولكنهم للأسف عبارة عن نسخ مكررة يتبع بعضهم بعضأ ويخلف بعضهم بعضأ ولا يترتب عليهم سوى زيادة عدد العاطلين وتكديس معنى البطالة فى المجتمع
فاين إصلاح التعليم بما يحقق الغرض منه ويعود على المجنمع بشباب متعلم متنور مثقف يكون بمثابة ألأعمدة التى يقوم عليها المجتمع الحر المتحضر المستنير , ولكن للأسف الشديد فإن هذا الشباب الغض يجد نفسه خالى الوفاض خاوى العقل من أى فكر أو ثقافة حقيقية مجدية فيندفع نحو طريق الفساد والشيطان الرجيم فينحرف ويدمن ويهرب من المسئولية ويهاجر خارج بلده لو أتيحت له الفرصة
إن الإنسداد الفكري أيها السادة يؤدى إلى موت هذه الأفكار وذبول عقولها والقضاء عليها قضاءأ لا رجعة فيه فالنفتح السبل والوسائل لتتحرك فيها الأفكار وتتدفق الثقافات بمختلف أنواعها وتوجهاتها ولنترك للناس الحرية مفتوحة على مصراعيها فهى منحة الواحد القهار لكل مخلوق ولم ولن تكون منة أو فضلأ من إنسان على إنسان , فهيا يا حكام العرب نفذوا وعودكم بفتح أبواب الفكر والتحرر والثقافة والعلم على مصاريعه إن كنتم تؤمنون بكرامة وعزة شعوبكم وحقهم فى حياة شريفة كريمة راقية متحضرة حرة أما إذا صممتم على المضى قدمأ على نفس طريقتكم الشائخة المائعة فى العهود الغابرة فلن تحصدوا أنتم غير الندم ولن تحصد هذه الشعوب المقهورة غير الفقر والمرض والتخلف والذل والتدهور وهى أمراض منتشرة نتمنى من الله تعالى أن يعين هذه الشعوب المقهورة على تخطيها والتغلب عليها ولكن ذلك يقتضى مجهودأ جبارأ من العلماء والمثقفين والمفكرين فى الأامة العربية لأن هذه مسئوليتهم امام الله تعالى مهما تعرضوا للكبت والقهر والسجن والتهديد فلن تسقط هذه المسئولية عن كاهلهم إلا بعد ان ترتقى هذه الشعوب المقهورة وتتحرر من الكبت العلمى والثقافى والإنسداد الفكرى
اجمالي القراءات 11022