المواطن المصرى .... بكام؟!

محمد حسين في الثلاثاء ١٨ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

وانا على الربابة باغنى ، وباغنى غنوة الحرية قول معايا يا شعب .... يحيا رغيف العيش!! مع الاعتذار لفنانتنا الجميلة وردة ....
فى زمرة المهانات والاحداث المتلاحقة فى مصر وفى العالم اجمع يأتينى هاجس لطالما أرق مضجعى ، هاجس من كثرة ما طن على اذنى ومن كثرة ما كلت اوصالى رجاءا منه كى يتركنى يئست .... يئست من ان يتركنى هذا الهاجس وقد استسلمت كل جوانحى للاشجان التى يبعثها علية هذا الهاجس .... وهذا الهاجس هو المواطن المصرى الذى هو انا وهذا وذاك وتلك وكل ما هو مصرى حى يرزق .... هذا المواطن اصبح حا&aacacute;ة فريدة من نوعها فى كل شئ ، خنوعه وخضوعه للذل داخل وطنه جعلت منه حالة ملائمة لعبودية ذات طراز فريد لم تكن لتوجد حتى ايام الاستسخار الامريكى للافارقة .... الجوع استهدى من مفرقه ذلا عظيما ، يكاد يذوب فى كوب من الماء الساخن حتى لا يفقد رغيف العيش والمال .... باختصار استحق مقولة "المواطن الغلبان" ....

فى دولة عربية من دول الخليج ، احدى الدول التى بظت على وجه الخرائط اثر حادثة سميت باتفاقية سايك سبيكو ، عمرها كمدينة عشوائية فى معقل الصحراء لا يزيد عن اربعمائة سنة ، وعمرها كدولة لم يزد عن النصف قرن بعد ، وهى احدى الدول التى كان يحكمها "شيخ قبيلة" فى "قاعدة صحراء" او "قاعدة عرب" حتى العقد السادس من القرن المنصرم .... فى تلك الدولة ، وفى مطارها ، وقد كان على مشارفه رجلان مصريان ، يدخلان مثلهما كمثل اى زائر او سائح او عامل لتلك الدولة ، استوقفهما رجال الشرطة فى تلك البلد وعرفا انهما مصريان وكعادة المخبر المصرى للمواطن المصرى عندما يراه فى الشارع ، كيلا لهما من كيل "الكلام المحترم" ما يطيقانه زادا لهما بالداخل ، حتى لا يلتهب وجدهما وحشة للسان المخبر المصرى ويده المفلطحة التى تنسى ان تمسك الطعام ولكنها لا تنسى ابدا "قفا" المواطن المصرى .... فيهم الخير والله .
ولم يقف الحال عند هذا الحد .... فقد سكب رجال الشرطة "او رشوا" -ان صح التعبير- عليهما "مية نار" ...!! وايا كانت حالتهما الصحية او حالة الجرح ، فلن اتوقف عند هذا ، ولن اذهب الى حالتهما النفسية ، لان المصرى عموما اصبح وكأنه عبارة عن اداة محراث بائلة بائدة متبلدة ، اعتاد هجير الظلم دون ان تنجم عن هذا الهجير نقطة عرق كرامة واحدة .... فانا لن اذهب الى هذا او ذاك لكنى ساكتفى بتعليق واحد فقط التقطته وانا اجوب بين تعليقات صحف هذا البلد اختال عبرة ....تعليق واحد ليس الا ، كى لا تستثار دمائى واتنكد وانا فى هذا الشهر الكريم ... 

فى تعليق لاحد كتاب صحيفة بتلك الدولة التى بظت على السطح منذ خمس عقود لم تكمل بعد ، اقول يقول هذا الكاتب "سعر المصرى فى بلده الفين جنيه ، كما حدث فى حادثة القطار عندهم ، كل متوفى كان ثمنه الفين جنيه ، يعنى غسالة كورى ..." وهذا يعنى ان كل مواطن مصرى يذهب خارجا نستطيع ان ننتظر غسالة كورى فى طريق الاياب بدلا منه ، او ان المصرى يذهب بنى ادم ويعود "غسالة كورى" .... غسالة كورى يا مصرى ، حد يقلل ؟؟ المزاد الوحيد التى يتهافت الشارون على خسف سعر بضاعته الارض تنزيلا هو مزاد علنى لبيع المصرى بالرخيص ، الا اولا ، الا دوى ، الا ترى ... تكسب يا اللى فى بالى ....

اين رواد القومية التى رمت بنا فى احضان جنبات القبلية ومضاجع الماعز التى تغتصبنا وتقدر اثماننا بغسالات كورى .... اين هؤلاء الذين جردوا مصر من تاريخها وحضارتها كى تتهاوى بين ارجل العشائر ومشايخ القبائل .... اين بائعوا الاونطة التى عصفت باحلام شعب كانت كلمته تعصف بعرش وتقصف بحكومة لا ترضى طموحاتها تتحت زمرة الاحتلال الى وادى النسيان يوما ما .... اين الذى هتك عرض هذا الصوت المختنق الذى كلماته اصبحت الان اشبه بنسمة هواء يكاد اكثر المتفائلين يتمناها كما لو انها تهب من الجنوب فى هجير الصيف .... اين من نادى بالوطن القبلى "قصدى العربى" الذى دمر حضارات شامخة وعلا بارباب البيد وهجاموها قطاع الطرق ....
والحق يقال ، ان المصريين ، وانا منهم ، رضينا بالمهانة وكأنها اصبحت صفة مصرية ، شئ عادى يعايرنا به كل من هب ودب ، حتى المغتربين لا تسمع لهم حسا ، يتقابلون ويطمح بعضهم فوق بعض ، لا يسمع احدهم للاخر الا للتسلية ، الجاليات المصرية اشبه باشباح ، وكيف بى انقد شيئا داخله اجوف ، فالمصرى داخل بلده اجوف ومغترب ، فما بالى ونحن بالخارج ... ولن اقول عن تجاربى الشخصية ، فانا ابتلع من اخوتى "ولعلهم يبتلعون منى ولا ادرى" مواقف ولو انها معدودة .... استمع اليهم وكأنهم ارباب حتى لا اجرح احدا واحاول ان اصغر من نفسى واتظاهر بالجهل عندما يتحدث احدهم علنى ارفع من شأنه واشعره انه انسان واشعر معه اننى انسان واتجاهل الاخطاء املا منى فى ان ابدأ ولو دائرة صغيرة من الحب .... اريد ان انافق نفسى التى تقول لى دائما "مافيش فايدة".... فانا معرفتى فى غربتى بالمصريين لم تتجاوز العشر الا انه لم يكن فينا واحدا يستحق ، بعداء لا نسمو لكلمة اخوة ، كل يجرى وراء "مصلحته" وما يهمه ولا يعرف الاخر الا اذا كان هناك منفعة ، وقلما يكون هناك ود .... خيب الله ظنى لعل العيب فى انا ، ولكنى تعودت على الاخبار بالحق وانا اعلمه واحاول الا تأخذنى العزة بالاثم ....

لكنى اقول انه طالما قصدت ان اعيب فى معاملات الغير للمصرى ابو غسالة كورى ، فالاحرى بى ان انقد مشاكلى الداخلية كمصرى ، كمصرى ليس له صوت لا فى الداخل ولا فى الخارج .... حرى بى ان اقول ما اشاهده علنى ارى هناك من يقول انه "مش كله زى بعضه" .... علنى اجد من يقول اننا كمصريين فى مكان ما على ارض ما اخوة متحابين بجانب بعضنا البعض ولا نترك لاحدا مجالا ان يسخر منا او يسخرنا او يهيننا من اجل القرش .... قصدى من اكل لقمة العيش .... وكله جايز!!! واعود واقول يجوز ان العيب فى انا ، فأنا بدأت ان اشك فى حواسى كلها التى اصبحت تدلو بدلوها المقيت ممتلء بالاحداث القاهرة والاخبار المذلة وتسكب على ذرى فروع نفسى ...
نظرة ..
قال لى احد اصدقائى "المصريون" ، وهو من ضمن العدد القليل الذى قابلته ، معلقا على جملتى التى كنت ارفض فيها كلمة العروبة والقومية العربية وقولى اننى مصرى ، وقد اخذته الحماسة الدافئة الباردة وهو يقول مؤكدا ومبايعا ومباركا لجملتى: نعم ... يجب علينا ان نعى وندرك ونبدأ ان نقول اننا مصريون ولسنا عرب كما يقولون ....
والحقيقة التى احاول جاهدا الا احيد عنها اننى عندما سمعت تلك الجملة التى كان من الواجب عليها ان تفرحنى بكى قلبى بانين مسموع ، فصاحبى هذا اجدع واحد يدخل ينام لما يزوره حد مصرى ...!!! 

اجمالي القراءات 11663