الاسلام السياسي وثنائية التص
ثنائية النص في تفسير القرآن عند السلف السساسي

زهير قوطرش في السبت ١٥ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


ثنائية النص في تفسير القرآن عند السلف السياسي.
قال أحد السياسين مرة في ما معناه.
(اوجه دعوتي الى كل الناس، ما عدا رجال الدين،لنترك رجال الدين يتناظرون ما شاؤوا من المناظرة ،في أي الاديان أصحها، بحيث لايتعدوا مجال المناظرة والمجادلة ،الى تهيج العامة وغرز الاحقاد بين ابناء البلد الواحد،وبين كل الناس في هذا العالم).
أعتقد أن هذا السياسي أراد من قوله هذا شيئاً ما!!! ألا وهو اعادة انتاج شعار الوطن للجميع والدين لله، أي ترك العصبية الدينية ,والتمسك بهذا المبدأ.
ا&aلعصبية الدينية ، لايمكن ان تكون من اصل أي ديانة ، ولكنها فعل بشري لتحقيق مصالح سياسية ،مصلحية الخ.... الديانة اليهودية ,والمسيحية والاسلامية ,تشترك في الاصل قبل الشرك والتحوير  في رسالات مختلفة التشريع , يضمها  دين الله الوحيد والواحد ، الذي أُنزل على رسله وأنبيائه ، ألا وهو الدين الذي يدعوا الى وحدانية الخالق عز وجل.. العبادات الكل يشترك في تأديتها ,وإن اختلفت الطقوس . الصلاة، والصيام والزكاة كل هذه العبادات مشتركة بين كل الاديان السماوية والارضية.... الى جانب القيّم الاخلاقية الواحدة والثابتة تقريبا . ولا بد من التذكيربأن الديانة اليهودية اشتركت مع الاسلامية بأنها أقامت دولة ، أساسها التشريع السماوي ، بينما المسيحية جاءت برسالة روحانية لأنها اعتمدت التشريع الموسوي مع بعض التعديلات ،التي أراد بها الخالق عز وجل التخفيف عن اليهود ما كان تشديدا في رسالتهم عقابا لهم على عدم اطاعتهم اوامر الرب . وقد تشترك المسيحية في تعاليمها الآصلية التي جاءت مباشرةعلى لسان المسيح عليه السلام مع الايات المكية التي نزلت على نبي الرحمة صلوات الله عليه والامثلة على ذلك كثيرة، و لابد من التذكير كيف تحمل المسيحيون الاوائل والمسلمون الاوائل كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ،وحتى التصفية الجسدية ،وذلك في سبيل الدعوة وتثبت رسالة التوحيد. جاء القرآن في النهاية مصدقا لما قبله من الكتب التوراة والانجيل ومهيمناً عليها (أي مرجعية لهما)، ودعوة اليهود والنصارى بأن يحكموا بما عندهم ، هو أعتراف صريح من الله عز وجل بتلك الكتب التي في الحقيقة أختلط فيها كلام الله الذي هو الحق ( لايمكن تبديله او تغيره )بالكلام البشري المفسر.اما القرآن فهو الكتاب الجامع والوحيد من الكتب السماوية الذي لم يدخله لفظ من إنسان ، فهو كما كتب الأخ أحمد شعبان (هو لفظ ومعنى من عند الله أي وصف مطلق الصحة للحقائق) وكونه الكتاب الخاتم، فقد جاء ليصحح ما سبقه من كتب سماوية ،وخاصة تصحيح الامور المختلف عليها ، بغض النظر أَخذ بها اتباع الديانات أم لم يأخذوا فهذه تدخل تحت (لا أكراه في الدين). لهذا فأن رسالة خاتم الانبياء (ص)
هي في الاصل تدعوا الى جوهر الدين الاسلامي, والذي يتلخص في العودة الى وحدانية الله عز وجل ومن ثم الى تهذيب النفس الانسانية ،وهدايتها الى الصراط المستقيم ،وتحذر المشركين والكافرين من قريش والكافرين والمشركين من اهل الكتاب ، الذين اخذو جميعا موقف العداء من الرسالة الجديدة والمسلمين لاحقا الذين أشركوا من عذاب أليم، والمؤمنين حتى من اهل الكتاب بثواب الأخرة ،
بعد الفترة المكية أقام النبي (ص) الدولة لتثبيت الدين، وهنا بدات المرحلة التي نسميها بنزول الايات المدنية التي عالجت ، شكل الدولة ,وعلاقتها مع جيرانها ومع الديانات الأخرى التي كانت تعيش انذاك في المدينة.هذه المرحلة يالذات أقتضت وجود الدولة كما قلنا لتثبيت الدين . وإذا عدنا الى آيات القرآن الكريم سنجد أن النصوص الدينة كانت على وجهين،وجه في الدين،ووجه في الدولة أي ايات مدنية يدخلها نص ديني مع اختصاصه بالوجهة الدولية من الدعوة وليس غرض هذا القسم نقض الغرض الاول بل تحقيقه . أعتذر من بعض العلماء الذين ما زالوا يصرون على أن الاسلام دين ودولة. وإن كنت مؤيدا لهذا الرأي إلا أنني أرفض الازدواجية في التفسير ودمج ايات الدين بآيات الدولة وتطويعها حسب المصالح السياسية.وأقبل بهذا التصور عندما تكون الدولة دولة لكل الناس ، يعيش فيها المسلم وغير المسلم بحرية تامة ،مع الحفاظ على معتقدات الأخرين، وأن تكفل حرية الناس حتى في رفضهم للدين طالما يعيشون بسلام مع الجميع. وأن يكون مقياس الحرية فيها هو بمقدار ما أُعطي الغير من حرية التفكير والتعبير. لكن الواقع هو غير ذلك ،إذا عدنا الى التاريخ ، سنجد أن أصحاب الأغراض السياسية استغلوا هذه الثنائية في تفسير الايات بحث يوافق أغراضهم. واستغلوا الدين لاقامة دولتهم السياسية وبدأو بتطويع احاديث منسوبة الى النبي ، نسخوا فيها ايات قرآنية وأكثرها مدنية من جهة ومن جهة أخرى أعطوها صفة الوحي ،وذلك لا حكام قبضتهم على السلطة من خلال ايدلوجية دينية ، تكفل للمعارض عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، ومن هنا بدا الصراع السياسي وانقسمت الامةالى شيع ومذاهب ، وكمثال على الازدواجية هو ما حدث عند تولي معاوية الحكم ( الانحراف الكبير في الدين والعقيدة). خاطب الناس قائلاً.
أيها الناس إن الله فضل قريشاً بثلاث . فقال لنبيه الصلاة والسلام عليه(انذر عشيرتك الاقربين) فنحن عشيرته.وقال (وإنه لذكر لقومك) ونحن قومه،وقال ( لايلاف قريش أيلافهم) ونحن قريش. ( هذاالنموذج من تطويع الايات لأغراض سياسية ما زال حتى اليوم يستخدمه الاسلام السياسي ببراعة تامة). نعود الى معاوية...،فأجابه رجل من الانصار. على رسلك يا معاوية فإن الله عز وجل يقول( وكذب به قومك) وأنتم قومه. وقال ( لما ضرب ابن مريم مثلاً إذ قومك منه يصدون) وانتم قومه ،وقال الرسول عليه الصلاة والسلام ( يارب إن قومي أتخذوا هذاالقرآن مهجوراً )وأنتم قومه. ثلاث بثلاث ولو زدتنا زدناك. هذا المثل من الامثال الرائعة في استخدام النصوص الدينة القرآنية، في المنافسات السياسية والمطامع وفقا للظروف والحالات. لهذا نجد منذ العهد الأموي الى عصر الانحطاط وإلى اليوم, فانهم ضحواوما زال الاسلام السياسي يضحي في غرض الدين في سبيل الآغراض السياسية ، التي تهم السلطان والحاكم والحزب السياسي أو المنظمة الثورية الاسلامية. هذه الثنائية في تفسير النص القرآني ،دفعت بعض قيادات هذه الثنائية لا ستثمار ذلك في الدعوة أيضاً في محاربة الديانات التوحدية كديانات وتكفيرها وحتى محاربة المسلمين الذين لايسيرون على هواهم  . و محاربة العالم باكمله، وذلك تحت شعارحتى يدينوا أو يخضعوا للمسلمين. وهدفهم إقامة الخلافة الراشدة (ومع كل اسف بدون امة راشدة) مع أن القرآن بريء من هذه الثنائية براءة مطلقة. والحقيقة يجب أن تقال في الختام ، بأن هذه الازدواجية في تفسير النص هو مرض ابتلت فيه كل الديانات وجرت على شعوبها والعالم من جراء ذلك المآسي والويلات. فكتب الله منزهة عن ذلك ،لكن الفعل البشري هو صاحب الثنائية الشيطانية .
ملاحظة( الرسول صلى الله عليه وسلم أقام الدولة لتثبيت وإقامة دين الرحمة، بينما الاسلام السياسي أقام الدين من اجل اقامة دولة الاستبداد

اجمالي القراءات 15086