أنتِ عورة!!! 2

دعاء أكرم في الأربعاء ١٢ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

6) قرر والدي في صيف 1986 أن الوقت قد حان لترك السعودية والعودة إلى الأردن ليبدأ العمل على استثماره الخاص في عمان. لقد كانت تلك السنة بشهادة من بقي من أقاربنا بعدها نهاية العهد الجميل للعيش في الرياض، فبعدها انطلقت أيدي المطوعين (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) المتشددة لتمارس قمعها المدني للمواطنين والوافدين (الأجانب وكنا نحن أجانب في تلك البلاد).

وعلى ذكر هذه الجماعة أسوق القصة التالية التي حدثت في تلك السنة وقبل أن نغادر ببضعة أشهر:

كان أخي الكبير يحب الذهاب إلى مقر عمل اثنين من أخوالي في إحدى شركات الإلكترونيات والأجهزة، كي يطلع على أحدث ما توصل إليه العباقرة الغربيين والآسويين من تطورات في مجال الكمبيوتر (الذي بدء بغزو الأسواق للاستهلاك العائلي في بداية ذلك العقد). كان معرض الشركة في إحدى المجمعات التجارية الكبرى في مدينة الرياض، وكان لزاما على كافة من في المحلات إغلاقها وقت دخول الصلاة حيث من المفترض على الجميع التوجه إلى الجوامع والمصليات. ونظرا لضيق الوقت أغلق خالاي المحل من الداخل ليقوما بالصلاة مع أخي وعدد من الموظفين المسلمين هناك.

لسوء الحظ، تمر جماعة من المطوعين ليكتشفوا "تاركي الصلاة في الجامع" ويبلغون الشرطة ليقودوهم جميعا إلى المخفر، باستثناء خال لي سمحوا له بالمغادرة مع أخي ليوصله إلى البيت. الغريب في الموضوع أن هؤلاء المصلحين قد انشغلوا عن الصلاة بعملهم، ورغم ذلك لم يحاسبهم أحد!!!

7) انتقلنا إلى عمان الجميلة، وهنا فرحت أن المناهج للصبيان والفتيات متشابهة، وهناك حصص للفن والرياضة وغيرها. ولا صور برؤوس مقطوعة! ظننت هنا أني سأتخلص من النظرة الدونية للمرأة. ففاجأتني أخرى ألعن منها!!!

كنت أمشي مع أمي في منطقتنا ذات يوم،وأنوه هنا أن أمي سيدة متدينة و محترمة ومحجبة شأنها شأن الكثيرات أينما كان، ولم تكن فيما سبق  تتشدد في موضوع الحجاب أبدا، فكنت كالكثير من الفتيات أخرج بـ تي شيرت وجينز (ليس فيه شبه مما هو شائع هذه الأيام). مر بنا رجل ملتحٍ ويرتدي "ثوب" أو جلباب أبيض ويحمل سبحة وسواك،  فوجئت به يشيح بوجهه عني قائلا "الله يلعنك".

توقفت عن المشي، واستدرت لأرد له المسبة (كنت في الرابعة عشرة عندذاك) ولكن أمي شدتني وأجبرتني على المسير. وأنا إلى يومنا هذا أدعو الله أن يحاسبه على ما قال يوم القيامة!

8) في المدرسة: أواخر الثمانينات وبداية التسعينات كانت من الأعوام الهامة في تاريخ الأردن، فمن ناحية تم إنهاء الأحكما العرفية في البلاد، والسماح ببدء الانتخابات النيابية، وكانت هناك قضية الاحتلال العراقي للكويت وما تلاها من موجات العائدين من المغتربين. فاكتظت المدارس بالطلبة والبلد بالعائلات، والشعارات الانتخابية!!! وهنا تعرفت على" الأخوات المسلمات" كفكر بدأت يغزو محيطي!

 

البقية تأتي.

 

 

اجمالي القراءات 12522