هل هى مؤامرة لتصفية القرآنيين فى مصر؟

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٢ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أتلقى دائما رسائل تسب و تلعن و تهدد بالقتل ،وبعضها بذىء غاية فى البذاءة ، أتعجب من جرأة أصحابها على كتابتها ، وأكتفى هنا بالاستشهاد بأكثرها أدبا ، من نوعية : (الكلاب تعوي والقافله تسير، يا احقر انسان واتفه مخلوق ، من انت حتي تحرم وتحلل ؟ انت صناعه امريكيه اسرائيليه . انت ومن معك ستكون في يوم من الايام في مزبله التاريخ.) ، (أنت انسان حيوان ) (سوف ينتقم منك الله ان شاء الله انه نعم المولى ونعم النصير ياحمار ) (لم أقرأ لكاتب مريض النفس مثلك . لا زلت تعاني مراهقة متأخرة في فكرك .) ( ايها الرجل الفتنة،اسال الله ان يجعلك عبرة لكل من تسول له نفسه ،بان يفتري ويحدث في دين الله ما ليس منه وفيه ...اللهم اخرس لسان احمد منصور وافضح خفاياه واجعله عبرة لخلقك فلا يفتتن به جاهل ولا يزوغ بكذبه موحد ) (صحيح هولاكو ملعون ولكن امثالك ايضا ملعونين) (بصراحه مش هقدر أقول حاجة غير إن أنت فعلاً يباح قتلك ) (.... و الله انصحك بعدم كتابة مقالات لانك مقبل على الموت ... )
لا أغضب من هذه السخائم و البذاءات لأنها دليل على أن الرسالة قد وصلت و قد تم فهمها ، وتم الرد عليها بما لديهم ، وبما يعبر عن مستواهم الخلقى . وفى النهاية فهى فرصة لى بالعفو عنهم و الغفران لهم تمسكا بأدب الاسلام و القرآن فأكسب بينما هم سيؤاخذون يوم القيامة بما كتبته أيديهم وبما كانوا يكسبون ـ إن لم يتوبوا بالطبع ..
لا أنزعج من كل الرسائل التى تتناولنى بالسب و التهديد ، ولكن يزعجنى أن أكون سببا فى إيذاء أبرياء لا حول لهم ولا قوة ، وليس لهم من ذنب سوى أنهم من أقاربى .
ويبدو أن هذا ما فهمه النظام المصرى فقام باعتقال أقاربى وتعذيبهم ردا على ما أكتبه، وهذا أيضا ما فهمه الارهابيون فكتبوا يهددون باستئصال أقاربى فى مصر.
لقد وصلتنى يوم 16 أغسطس الماضى رسالتان متتاليتان ، تقول إحداهما تحت عنوان : تحت عنوان : (قاتلوهم حتى لاتكون فتنة ) : (لتعلم ايها الكافر الزنديق عدو السنة انا نترقبك ولن يثنينا عنك واهلك وكل من تبعك موالاتكم لبلاد الكفر . الحرب قد بدأت ، ولنستأصلن اهلك وعائلتك أهل الضلال ، واننا لعلى علم بهم واحوالهم اكثر من علمهم بها ، واننا لنعلم اماكن عيشهم ومعاشهم ولنذيقنهم جزاء اعداء السنة ومزدرى صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ومايحث الان لهم ليس ببعيد ، فهذا اول الغيث وانتظر ماهو آت ) والتوقيع : ( يوسف ابن قتادة )
وتقول الأخرى : (احمد ياصبحى ، لاهنصدرلك بيان ولاهنعملك اعلان . من الاخر انت هربت لامريكا بس اهلك وعيلتك لسه هنا فى مصر . واحنا عارفينهم واحد واحد . وعارفين اماكنهم وكل شئ عنهم . واللى حصل المرادى ده مجرد بداية واحنا هنضبطهم كويس. ) والتوقيع (ابو هريرة الاسيوطى )
طبعا من الممكن لأى شخص من صعاليك الانترنت أن يقول مثل هذا وأكثر ، وأن يسمى نفسه ما شاء .. فمن ملامح ثقافة العبيد أن يتخفى الجبان وأن يقول ما يريد طالما لا يكشف أمره أحد .
كان من الممكن أن أتعامل مع هاتين الرسالتين بنفس التعامل العادى مع الرسائل الأخرى التى تطارد بريدى دائما ، ولكن الأمر هنا يتعلق بأبرياء ـ وربما يكون التهديد جادا فلا بد من إتخاذ اللازم .
طبعا مستحيل أن أطلب العون من النظام المصرى ـ ليس فقط لأنه خصم لنا ولكن لأنه هو السبب فى كل ما نتعرض له. قمت بترجمة الرسالتين وبعثت بهما الى بعض المنظمات والجهات لكى يكونوا شهودا إذا تعرض الأبرياء لخطر الاغتيال . ونشرت بيانا بالانجليزية على موقعنا.
ثم فوجئت بما هو أفدح . وأترك للقارىء المنصف تحليل ذلك الذى هو أفدح .
فالنظام المصرى بعد أن قام بتعذيب أخى و من معه أخذ يحقق معهم يسأل أخى عن علاقته بى ، ورأيه فيما سمعه منى وهل رأى فلانا أو قابل فلانا من أصدقائه وأقاربه.. أسئلة عن التصرفات العادية لأى انسان مع أهله وأقاربه وأصحابه، وعن نياته وأفكاره . استجوابات لو قرأها العالم لكانت فضيحة للنظام المصرى بكل المقاييس. وعندما لم يجدوا شيئا إستبقوه مع رفاقه رافضين الافراج عنهم ـ بل وضعوهم فى زنزانة يعيش بها متهمون بالانتماء الى منظمة القاعدة على امل أن يقتلهم رفاقهم فى الزنزانة.
وبعد رسالتى التهديد المشار اليهما وبعد نشر محتواهما باللغة الانجليزية فى الموقع حدثت تطورات ذات مغزى :
1 ـ فقد بدأ أمن الدولة فى حصر أقاربى فى بلدتنا أبوحريز مركز كفرصقر شرقية ، ويسألهم عن جوازات سفرهم . وهى مقدمة معروفة للقبض عليهم ، مع انهم لا شأن لهم بشىء ، ومنهم من لا يقرأ ولا يكتب ولا علاقة له بأى جدل فكرى أو ثقافى ، لا يعرف سوى عمله وبيته وشئون حياته..
2 ـ وقام أهالى المحبوسين بزيارتهم فى سجن طرة ، ومعهم تصاريح الزيارة ، ولكن منعوهم من الزيارة ، فاحتج الأهالى و صرخت النسوة خشية أن يكون المعتقلون قد تعرضوا لمكروه . وفى النهاية قيل لهم أن الأوامر من أمن الدولة هى التى تمنع زيارتهم للمحبوسين ، وبسبب صراخ النساء فقد سمحوا لهم بزيارة أربعة فقط دون أن يروا أو يسمحوا لأخى عبد اللطيف سعيد بالمجىء. وتحت رقابة صارمة من المن جلسوا وتحدثوا لهم ، وقالوا أنهم كانوا مرتعبين لا يجرءون على القول بما يريدون .
3 ـ يرتبط بهذا الحصار الذى يعيش فيه أهالى المعتقلين ، والمطاردة و التحرشات التى تحدث لهم فى الشارع وفى العمل ، مع مراقبة بوليسية مستمرة .
ما سبق كله يجعلنى أتساءل : هل يجهز النظام المصرى لاستبقاء المحبوسين فى السجن حتى يقتلهم الارهابيون المسيطرون على السجن من الداخل ؟ وهل يريد إطالة أمد الحبس و يضيف اليه آخرون من الأبرياء ليعم القتل داخل السجن أبرياء جددا ؟ وهل يريد استمرار الحصار على أقاربى والقرآنيين خارج السجن وارهابهم تحت تهمة (إزدراء الدين ) لكى يشجع غلاة الارهابيين على استئصالهم بالنيابة عن النظام ؟
لنسترجع رسالتى التهديد فربما نعرف مصدرهما : (لتعلم ايها الكافر الزنديق عدو السنة انا نترقبك ولن يثنينا عنك واهلك وكل من تبعك موالاتكم لبلاد الكفر . الحرب قد بدأت ، ولنستأصلن اهلك وعائلتك أهل الضلال ، واننا لعلى علم بهم واحوالهم اكثر من علمهم بها ، واننا لنعلم اماكن عيشهم ومعاشهم ولنذيقنهم جزاء اعداء السنة ومزدرى صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ومايحث الان لهم ليس ببعيد ، فهذا اول الغيث وانتظر ماهو آت ) (احمد ياصبحى ، لاهنصدرلك بيان ولاهنعملك اعلان . من الاخر انت هربت لامريكا بس اهلك وعيلتك لسه هنا فى مصر . واحنا عارفينهم واحد واحد . وعارفين اماكنهم وكل شئ عنهم . واللى حصل المرادى ده مجرد بداية واحنا هنضبطهم كويس. )
نحن لا نلك من أسباب القوة شيئا سوى أننا مستضعفون فى الأرض نؤمن بالهن تعالى الواحد القهار ، ونؤمن أنه لا يحيق المكر السىء إلا بأهله.
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ . إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) ( آل عمران 173 ـ )
أهلى وأحبتى : استعينوا بالصبر و الصلاة .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ .وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ . وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ .الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) ( البقرة 153 ـ )






اجمالي القراءات 17890