مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) سورة النساء 80)
الفرق بين الطاعة و الإتباع

محمد صادق في الإثنين ٢٦ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


الفرق بين الطاعة و الإتباع

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) سورة النساء 80)

لفهم هذا الجزء من الأية { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ) فهما سليما يجب أولا أن نفهم الفرق بين الطاعة والإتباع    وهذا هو موضوع الخطبة

قال الله تعالى: { أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } (سورة النور 54)

مفهوم الطاعة يقضتى أن يكون المطاع والمطيع فى آن واحد ، ولن يأمر الله حياً بطاعة ميِتْ، لأن الطاعىة تبنى على التشريع والأوامر . أما الإتباع يعتمد على المنهج والسلوك فأنظر إلى قول الله تعالى

ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل  123

.نلاحظ أن الأمر إتبع وليس أطيع لأن إبراهيم ليس على قيد الحياة وأيضا الملة هى الطريقة والسلوكيات.

بناءا على ذلك يجب فهم طاعة الرسول تعنى أن الرسول حياً. فمفهوم الرسول أنه حى، الذى مات هو النبى. لذلك لا تجد أية واحدة تقول أطيعوا النبى. فالرسول هو الذى يحمل رسالة من المرسل إلى المرسل إليه

لذلك قال الله تعالى: { وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) (سورة النور 54

فالمهمة الرئيسية هى البلاغ للرسالة التى جائته من الله تعالى. فهل للرسول مهمة أخرى غير البلاغ ؟

نعم ... له وظيفة أخرى وهى تلاوة آيات الله، وتعليم الكتاب والحكمة

فالنتيجة أن الرسول حامل الرسالة من المرسل إلى المرسل إليه ونجد أن الإثنين ساحة واحدة لا تنفصل وهذا ينافى لمن قال أن طاعة  اقوال النبى وتقريراته وأفعاله على أنها وحى بجانب القرءآن عليه أن يقرأ هذه الأيات من كتاب الله الحكيم: { يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ  يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62)  (سورة التوبة 62

أنظر إلى كلمة " يُرْضُوهُ " لم يقل يرضوهما إنما يرضوه بالمفرد لأن ساحة الطاعة واحدة لا تنفصل.

وأيضا نقرأ فى سورة الأنفال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) (سورة الأَنْفال 24)

لم يقل دعوكما ولكن قال دعاكم بالمفرد.

وهنا نفهم معنى من يطع الرسول قد أطاع الله، لأننا لا نستطيع تحقيق طاعة الله إلا عبر ساحة الرسالة التى بلغها الرسول فالرسالة هى الوحى القرءآنى وهى الرسول فقط والدليل على ذلك نقرأ فى كتاب الله تعالى :

الدليل رقم 1

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ... (11) (سورة الطَّلَاق 8 - 11) وكلمة ذكرا هى وصف للقرءآن الكريم. ونقرأ فى سورة فصلت

الدليل رقم 2

تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) فصلت 

بَشِيرًا وَنَذِيرًا هما من صفات الرسول: { نَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ  (فاطر 24

الوظيفة الثانية:

تعليم الكتاب والحكمة، ولكن لمن؟هى للذين بُعٍث فيهم فقط. وهنا تكون الصدمة إلى الذين يقولون بأن أقوال الرسول وتقريراته وأفعاله وحى من الله سبحانه لتبيان ما جاء فى القرءآن. فنحن مطالبون بإطاعة الرسالة التى حملها الرسول وهى القرءآن الكريم فقط .

صدق الله العظيم
اجمالي القراءات 2953