حكايتي مع شباب مصر

شريف هادي في الأربعاء ٠١ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

حزب شباب مصر لصاحبه أحمد عبد الهادي ، أحد الأحزاب المصرية الموقرة ، ولكونه ليس في السلطة فمن المفترض أنه حزب معارض ، وبما أنه تأسس كحزب فهو قطعا يؤمن بالديمقراطية كسبيل وحيد لتداول السلطة ، ولما كان الفصل بين السلطات هو حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي ، كما أنه السبيل الوحيد لضمان حرية الممارسة الديمقراطية فهو حزب يؤمن بالحرية ، إضافة لذلك ، فإن الحزب ليس كعيره من الاحزاب المصرية ، لأنه حزب للشباب ، وقطعا هو لا يقصد معنى كونه حزبا للشباب أي انه يقتصر على &Yacutacute;ئة معينة من المصريين وهم الشباب ، وإلا كان حزبا فئويا مخالفا لقانون الاحزاب ولتدخلت اللجنة العليا للإحزاب وسحبت من الحزب ترخيصه ، ولكن المقصود بكونه حزبا للشباب أنه صاحب رسالة تثقيفية وتنورية لشباب مصر ، مطلوب من الشيوخ أمثالي أن يمدوا يدهم للشباب لتعليمهم والاخذ بيدهم ، دون البذيء من القول أو المنحرف من الفكر ، وكل منا يقدم ما لديه ويتم فتح حلقات للمناقشة يحثا عن غدٍ أفضل لمصر كلها.
والحزب في سبيله لأداء هذه الرسالة السامية اتخذ شعارا ( قالو له: العالم كله ضدك ،أجابهم وأنا أيضا ضد العالم) ويفهم من هذا الشعار انه محاولة من الحزب لمناقشة الثوابت التاريخية وتنقيتها مما علق بها ، والاستفادة منها في تقديم غدٍ افضل لمصر وللمصرين ، والحقيقة هي رسالة سامية وقد حرر الحزب جريدة ورقية وانشأ موقعا اليكترونيا على شبكة المعلومات ، مستفيدا من احدث ما وصل له العلم الحديث من مخترعات لتقديم هذه الفكرة السامية منشدا الهدف المأمول ، ومن سنة الحياة أن جعل الله الناس مختلفين في كل شيء بدأ من أبدانهم وحتى عقولهم وافكارهم وقد قال تعالى " ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين" هود 118 .
وبدأ الموقع عمله ، وتبارى الكتاب في دبج مقالاتهم كل منهم ينتصر لفكره ، وظهرت تجاوزات عديده ، وبدأ بعضهم يسب البعض الآخر ويحقر من شأنه ، وقلنا نأمل خيرا ونحتاج وقتا حتى يتعلم الجميع الممارسة الديمقراطية ، وكان نصيب كل من يأخذ بالقرآن وحده مصدرا للتشريع من السب والتجريح القسط الاكبر ، وقد حاولوا قدر استطاعتهم الدفاع عن انفسهم ورد العدوان ، فلم يأخذوا حظهم في عرض أفكارهم وروئيتهم ، وقد كتب البعض فيهم مقالات أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها تندرج تحت باب السب العلني ، وانها تحتاج لمخبر وقاضِ لكي يطبق عليهم قواعد قانون العقوبات من نوعية (المتبولون ، قرآنيون أم تكفيريون) .
ومع حسن النية في الموقع وصاحبه السيد / أحمد عبد الهادي ، قررت كتابة مقالة (لماذا القرآن وحده؟) احاول فيها عرض الفكر القرآني دون تجريح أو سب في الغير ، وفتحت باب للحوار قائم على هديٍ من قوله تعالى " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين" النحل 125
وبدأ سيل السب والتحقير من البعض والردود السطحية التي تنم عن جهل مطبق أو ردود من بعض أنصاف المتعلمين الذين أبتلي بهم عالم النت فكل من قرأ مقدمة كتاب أصبح عالم ، وكل من عرف اسم مؤلف من السلف أو الخلف ، تقمص شخصيته ، فبعضهم ابن تيمية الحرناني ، وبعضهم ابن القيم الجوزي ، فقلت في نفسي هم أبنائي وحقهم علي الصبر والتوجيه والتعليم ، ولو أن أحدهم استطاع أن يناقش الفكر بالفكر ويقارع الحجة بالحجة فسأكون اسعد الناس ، ولن أكابر في حق أبدا ، وكل ما يحتاجونه الوقت والصبر مني ، وإذا كان هناك من العلماء من يدلي بدلوه لعلي أرى فيما كتب ما يصحح لي مفهوما أو يغير عقيدة أو نصل جميعنا إلي كلمة سواء ، وظننت بالموقع والحزب وصاحبه خيرا بأنهم قد يعرضوا مقالي على واحد من علماء الدين لنبدأ نقاشا يحتذى به في المستقبل ونقدم لأبناءنا الشباب القدوة والمثل.
ولكن يبدوا اني كنت واهما واني افرطت في حسن النية ، وأن ذلك الحزب مازال يحبو كالرضيع في عالم الديمقراطية الرحب ، وأن ماران على قلوبنا وعقولنا من جلد الذات وتعظيم الاموات تلكم الأمراض هي نفسها التي ابتلي بها الحزب وقيادته ، وفي المرة الوحيدة التي استطاع الفكر القرآني عرض نفسه على موقعهم دون صخب أو ضجيج أو محاولات مضنية لرد تهم الأعداء الغير صحيحة ، انتفض الحزب وقيادته خوفا من المسائلة والمحاسبة ، وكتب بيانا صبيانيا ، جاء فيه (بيان هام من حزب شباب مصر لقرّاء وكتّاب شباب مصر
تابع حزب شباب مصر عشرات المعارك التى اشتعلت على صفحات جريدة شباب مصر الإليكترونية اليومية حول الكثير من القضايا الدينية .. وما يؤسف له حقا أن البعض قد استغل مساحة الحرية التى منحتها له جريدة شباب مصر بشكل خاطىء فحاول النيل من الثوابت الإسلامية بطريقة يعلن حزب شباب مصر عن رفضها جملة وتفصيلا .. ويعلن الحزب معها عن وقف نشر كافة المقالات والتعليقات التى تتطرق إلى القضايا الدينية وتثير النزاعات فى وقت تمر فيه الأمة العربية والإسلامية بمفترق طرق يحتاج منا جمعيًا إلى تكاتف كافة القوى والطوائف والفئات فى مواجهة التحديات التى تحاصرنا جميعًا .. على أن تنشر جريدة شباب مصر الإليكترونية اليومية كافة المقالات والإبداعات الأخرى آملين من جميع القرّاء والكتّاب مساعدتنا فى رأب التصدعات التى أحدثتها مقالات ذات توجه غير مسئول .. وحزب شباب مصر غير مسئول عنها وعن توجهاتها .. مؤكدين أن حزب شباب مصر لا يمكنه أن يكون مخلبًا ينتزع قيم وعقيدة الأمة الإسلامية مهما كان المبرر وقد جاء نشر هذه المقالات إيمانًا بحرية الرأى والتعبير ومحاولة للبحث عن نقاط التقاء مع جميع الأفكار لكن ما يؤسف له حقًا أن البعض تسلل من تلك النافذة ليحقق معها أهدافا نرفضها ونرفض توجهاتها لأننا اكتشفنا أن هذه الأهداف تبتعد عما يحقق المصلحة العامة للأمة العربية والإسلامية ويقف ضد ثوابتها وإيمانها وقيمها .. وهو أمر لا يتفق وبرنامج حزب شباب مصر بالمرة فبرنامج الحزب يؤكد على أهمية الحفاظ على هوية وانتماء وقيم وعقيدة الأمة فى مواجهة ثقافات قادمة عبر ثورة تكنولوجيا المعلومات وفى مواجهة محاولات خفية تستهدف ضرب قيمها وعقيدتها الإسلامية مما يحتم ضرورة التصدى لأية محاولات تنال منها جميعًا . من هذا المنطلق فإن حزب شباب مصر يعلن عن وقف نشر أى مقالات أو تعليقات تقترب أو تنال من ثوابتنا وقيمنا الإسلامية بموقع جريدة شباب مصر الإليكترونية مهما كان المبرر آملين أن نبحث ويبحث معنا الجميع عن نقاط تلاقى يلتف حولها الجميع بعيدًا عن نشر القضايا التى من شأنها إثارة الشقاق أو النزاعات فى وقت تحتاج فيه أمتنا العربية والإسلامية إلى التكاتف والتصدى للتحديات الخارجية .)
وتعقيبا على هذا البيان نقول:
1- يا سيد / احمد عبد الهادي الحرية لا تمنح فجريدة شباب مصر لم تمنح الحرية لأحد ، فمانح الحرية هو رب العزة ، وإذا كان حزبك فعلا لكل المصريين ، فلا يحق لك انتقاء ما تعرضه صحيفتك الالكترونية ، طالما لم يحتوي على ما يخالف النظام والآداب العامة.
2- ثم من هو الذي استغل مساحة الحرية بشكل خاطئ؟ أمن عرض فكرا باسلوب راقي أمن سب وشتم واتهم الغير بالنصب والتزوير دون دليل؟
3- ما هي هذه الثوابت الدينية يا سيد / احمد؟ لو قلت الحديث فأسئلك أي حديث؟ هل هو حديث الاحاد الذي يفيد الظن؟ مع العلم أن أكثر من 90% من الآحاديث هي أحاديث آحاد ، أم تعظيم من في القبور من الثوابت الدينية؟ وهل ما قاله أصحاب الفكر القرآني من الرجوع للقرآن هو نقض للثوابت الدينية ، أما القول بانعقاد الديوان يوم الخميس برئاسة السيدة زينب وعن يمينها الحسن وعن شمالها الحسين لتدبير أمور الخلائق والنظر في التظلمات ليس نيلا من الثوابت الدينية ، والقول بأن عبد القادر الجيلاني كان يميت ويحي جيشا بأكمله ليس هدما للثوابت الدينية ، والقول بمناقب أحمد البدوي وتصارعه مع ملك الموت وأخذ زكيبة الارواح ليس هدما للثوابت الدينية ، والقول بتكفير المجتمع ، ووضع المفخخات ، وقتل الابرياء واستخدام الدين العظيم مطية لأغراض سياسية دنيئة ليس هدما للثوابت الدينية ، مازال بالجعبة الكثير والتركة جد ثقيلة وعقول شبابنا من النقيض للنقيض.
4- ثم قولك (آملين من جميع القرّاء والكتّاب مساعدتنا فى رأب التصدعات التى أحدثتها مقالات ذات توجه غير مسئول) ماذا تقصد بهذه المقالات؟ هل هي تلك المقالات المعنونة (بالمتبولين) أم ماذا؟ ثم قولك (مؤكدين أن حزب شباب مصر لا يمكنه أن يكون مخلبًا ينتزع قيم وعقيدة الأمة الإسلامية) هو كلام باطل مقصود به باطل ، فهل دعا أحدهم إلي كفر وإلحاد؟ حتى لايكون متفقا مع برنامج الحزب.
5- ثم أنتم قلتم (ليحقق معها أهدافا نرفضها ونرفض توجهاتها) ما هذا الكلام العام وتلك الالغاز ، لماذا لا تصرح بإسم اولئك الاعداء ، أصحاب الاهداف الخاصة ، وتصرح كذلك باهدافهم الخاصة التي استطاع حزبكم بعبقرية غير مسبوقة ، والمعية محسود عليها ، اكتشافها ، على ان تقدم الدليل علي اتهامك من باب البينة على من ادعى.
6- ثم انت تتكلم عن ثوابتنا وقيمنا الاسلامية ، أرجوك تحديد هذه الثوابت هل هو فكر الاخوان (الجماعة المحظورة)؟ أم فكر بن لادن امبراطور التفجيرات؟ ام لعله الفكر الصوفي بما يحمله من انحرافات عقائدية؟
- اما ماتحتاجه امتنا العربية والاسلامية انت عنه بعيد كل البعد يا سيد / احمد ان امتنا تحتاج لتنقية عقيدتها من الشوائب ، ولتربية شبابها على الحرية التي فقدتها دهور عديدة ، والفرصة مواتية الان مع ظهور الانترنت واصبح العالم قرية كونية صغيرة ، فلنفتح الابواب والنوافذ الان وبايرادتنا لنشم نسيم الحرية العليل بدلا من انت تفتح عنوة فيطردنا ريحها لمزابل التاريخ
- اعتقد ان مقالتي نجحت في توصيل المعنى للكثير من المسلمين الذين يبحثون عن الطريق ولكنهم يتعثرون في الكثير من التراث الموضوع والضعيف ، كما انهم مرهوبون من المناقشة خوفا من الالحاد في دين الله – تعالى الله عن الالحاد علوا كبيرا - هذا البيان موجه لمقالتي (لماذا القرآن وحده؟) وبعدما كتب أحد السادة المعلقين (الدكتور عمرو اسماعيل) يقول (ولكم أن تتوقعوا عدد من اقتنع من الأغلبية الصامتة بعد مقال الاستاذ شريف وتعليقاتكم المتهافتة .. المستقبل هو لفكر الاستاذ شريف هادي كما قلت لكم سابقا .. لسبب رئيسي وهو عدم قدرتكم علي أي رد منطقي ومقنع ..) فكان عتاب من جهة ما للسيد / احمد عبد الهادي وطبعا هو يحاول الحفاظ على مستقبله السياسي ، فكتب هذا البيان على عجل.
شريف هادي

اجمالي القراءات 14464