ميراث الكتاب

Inactive User في الأربعاء ٢٧ - سبتمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

ميراث الكتاب
لأن الرسل والأنبياء ليسوا مخلدين فى الأرض وأن الموت هو نهايتهم الطبيعية كبقية البشر
( إنك ميت وإنهم ميتون , ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون )
( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون , كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل افإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئأ وسيجزى الله الشاكرين )
لذلك فإن الله تعالى قد ورث الكتب السماوية لأتباعهم الصالحين وكان عليهم مسئولية حفظها والمحافظة عليها
( ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بنى إسرائيل الكتاب, هدى وذكرى لأولى الألباب)
ثم يقول الله لرسوله محمد مطمئنا إياه فى الآية التالية مباشرة
(فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشى والإبكار )
ثم يخبره الله عن أعداء القرآن الكريم فى الآية التى تلى السابقة قائلأ
( إن الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم إن فى صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السمبع البصير )
ولما نزل القرآن الكريم على خاتم النبيين تعهد الله بحفظ القرآن بنفسه وورثه الله للصحابة الذين آمنوا مع النبى وهم بدورهم تركوه للأجيال اللاحقة تترا كل جيل يوصله للذى يليه وإلى يوم القيامة
يقول الله تعالى عن توريث القرآن لمن يأتى بعد الرسول :
(والذى أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقأ لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير, ثم أورثنا الكتاب الذين إصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير )
ولقد أرسل إلى أحد الأصدقاء يسألنى كيف وصلنى القرآن ؟ فقلت وصلنى بالوراثة وهذه حقيقة لا جدال فيها أثبتها القرآن العظيم فى الآيات السابقة وفى كثير من الآيات الأخرى ولكن صديقى غير مقتنع نهائيأ بذلك ويريد منى أن أقول له أن القرآن وصلنا عن طريق السابقين وهى حقيقة لأنهم كتبوا منه نسخأ كثيرة ووزعوها ولقد سخرهم الله لحفظ كتابه العظيم من التحريف كما سخرنا نحن الآن بكل ما لدينا من علم وتطور وتكنولوجيا فى حفظ القرآن العظيم ولو كره الظالمون فترى القرآن فى أقخم الكتب وأدق الطبعات وتسمعه فى قنوات مخصصة له على الدش كما تتمتع بسماعه على السى دى بقراءات وترتيل و مكتوبأ أيضا كل ذلك قد ساهم فى حفظ القرآن وتوصيله لنا ولملايين الأجيال من بعدنا إلى يوم القيامة الذى نؤمن به من أعماق قلوبنا
ولكن صديقى السائل يريد كالعادة أن يقول أننى طالما آمنت بالقرآن الذى وصلنى عن طريق السابقين فلا بد وحتمأ أن أؤمن بألأحاديث المروية بحجة أن السابقين هم الذين وصلوا لنا الأحاديث كما وصلوا لنا القرآن وهذه مغالطة خطيرة لأن الله تعهد بحفظ القرآن ولم يتعهد بحفظ الحديث ولم يخبرنا ربنا عن وجود شطر آخرللدين إسمه الإحاديث ولم ينصحنا ربنا بالإستعانة بتلك الإحاديث مع القرآن مثلما نصح المسلمين أن يتحاكموا فى أمورهم إلى الرسول أثناء حياته بينهم وألا يحتكموا عند سواه لأن وجوده (ص) فى وسطهم كان خيرأ عظيمأ حرمنا جميعأ منه ولكن حسبنا القرآن ميراثأ عظيمأ يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام يقول تعالى
( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجأ مما قضيت ويسلموا تسليمأ ) لأن المنافقين الذين أسلموا للكيد للإسلام ورسوله كانوا يحقدون على رسول الله ويكرهونه وإذا وقعت مشكلة إستكبروا أن يحكموا فيها النبى ولذلك نفى الله عنهم صفة الإيمان إلا إذا إحتكموا إلى رسول الله
فهل يوجد رسول الله بيننا الآن ؟ فى رأيى الإجابة : نعم
لأن القرآن هو رسول الله إلى يوم القيامة ولقد كان النبى محمد قرآنأ ناطقأ يتخلق بخلق القرآن وينصح بنصحه ويأمر بأمره وينهى بنهيه لأنه رسول الله الذى يدرك تمامأ أنه مبلغ لكتاب ربه ومصلح لأحوال العباد من خلال خلق القرأن ولذلك قال الله له
( وإنك لعلى خلق عظيم )
لم يقتصر توريث الكتاب السماوى على القرآن وحده بل لقد ورث الله الكتب السماوية السابقة لمن جاء بعد الرسل وإقرا معى:
( وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير )
ويقول الله عن بنى إسرائيل:
( وقطعناهم فى الأرض أممأ منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون , فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون )
وها هو نبى الله زكريا يدعو ربه فى الخفاء
( فهب لى من لدنك وليأ , يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيأ )
حتى الكلام الذى يقوله الإنسان فى حياته الدنيا يتحول إلى ميراث ينتظره يوم القيامة
(ونرثه ما يقول ويأتينا فردأ )
ويؤكد القرآن العظيم أن الدين واحد فى كل زمان ومكان وهدفه واحد وقلبه واحد ومحتواه واحد وأن كل الأنبياء والمرسلين أخوة لا فضل لأحدهم على الآخر وأن الله وحده يفاضل بينهم يوم القيامة يقول تعالى مخاطبا رسوله الخاتم مع كل المسلمين
( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله بجتبى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب , وما تفرقوا إلا من بعد ما حاءهم العلم بغيأ بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب لفى شك منه مريب ,فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير )
اجمالي القراءات 13496