سبل السلام

Inactive User في الأربعاء ٢٧ - سبتمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

ما هى سبل السلام؟؟؟
السلام إسم من أسماء الله تعالى
(هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن 000)
والله سبحانه (محب) فهو يحب المحسنين ويحب الأتقياء ويحب الصالحين ولفظة الكراهية لا يحبها الله حتى أنه سبحانه عندما يتحدث عن الكفار والظلمة والمجرمين فإنه لا يقول والله يكره الكافرين مثلأ 00لا بل تجده جل وعلا يقول ( والله لا يحب الظالمين) و( الله لا يحب الفساد ) فهو عز وجل يفضل التعبير بكلمة لا يحب بدلأ من كلمة يكره لأنهم حتى الكافرين عباده الذين خلقهم بيده وأوجدهم من العدم بقدرته ولا يرضى لهم الكفر ( ولا يرضى لعباده الكفر )0
والتدين هو حب الله ولكى يصبح التدين حقيقة واقعية يجب على الإنسان إتباع هدى الله الذى أنزله على الأنبياء والمرسلين لا نفرق بين أحد منهم:
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله )
( وذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) ( قل إنما أنذركم بالوحى)
وسبل السلام هى الوسائل والطرق والأساليب والقوانين والأعراف والدساتير التى تضمن وتؤكد على كرامة الإنسان التى تتمثل فى حرية الإنسان فى الدين الذى يختاره والفكر الذى يعيش عليه والإتجاه الذى يحبه دون قهر من مخلوق ودون خوف من سلطة ودون رعب من الإغتيال أو القتل أو السجن أو التعذيب فعندما توجد فى الحياة قوانين ودساتير وأعراف تحقق ما سبق فهذه هى سبل السلام:
( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )
السلام هو الشعور الحقيقى والمؤكد بالطمأنينة والأمن والصفاء من منغصات الحياة وهى كلها أحاسيس تعيش وتترسخ داخل العقل البشرى وتصل به إلى قمة درجات الرقى الإنسانى والفكر البشرى فإذا تحققت هذه الأحاسيس وصارت واقعأ مفروضأ وحقيقة ملموسة أى عاش الإنسان فى بيته وعمله ومجتمعه آمنا مطمئنأ على نفسه وأهله وماله من أى عدوان أو غدر أو خيانة نستطيع عندئذ وصف هذا الإنسان أنه يعيش فى سلام وأن يوصف هذا المجتمع أنه طبق العدالة وحافظ للإنسان على الكرامة التى أوصلته إلى سبل السلام 0
والسلام حق ربانى مكفول لكل إنسان مادام يعيش فى أمن ولا يعتدى على أحد مهما كان دينه أو لونه او عرقه أو جنسه أو فكره أو توجهه فليس لمخلوق شأن بذلك بل هو شأن الخالق سبحانه الذى لم يخلق أحدنا عبثا :
( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثأ وأنكم إلينا لا ترجعون )
( وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابأ يلقاه منشورأ * إقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبأ )
أنظر فى الآية السابقة فهى تخاطب (الإنسان) وليس المسلم فقط بل كل إنسان وأى إنسان فى أى زمان ومكان مهما إختلفت العقائد والأفكار والأديان فالذى يحاسب الإنسان هو الله رب الإنسان وليس عبدأ من عباده فتعالى الله علوأ كبيرأ من أن يوكل عبدا من عباده بمحاسبة الناس على أعمالهم فهو وحده مالك الملك ومالك يوم الدين0
ودار السلام هى جنة الخلد التى وعد الله بها عباده الصالحين والتى يتمتع داخلها بسلام الذهن وصفاء العقل ويستريح من منغصات الحياة مثل الموت والمرض والحروب والقتل والإرهاب والخيانة والغدر وسماع الألفاظ القذرة ومشاهدة الأفعال القبيحة ويستريح من القهر فلا أحد يجبره على مذهب معين أو منهج أو فكر ولا أحد يرعبه فى زنزانة أو يعذبه بسوط او بكهرباء أو بسكين ولا أحد يقطع لسانه عندما يقول الحق أو يقطع يده عندما يدافع بقلمه عن برىء او يفضح به مجرم أو لص مسىء 0
وإذا نجح الأنسان ---ويا ليته يفعل--- فى تحقيق سبل السلام التى نختصرها فى تحقيق الحريات والعدالة الإجتماعية والمحافظة على كرامة الإنسان وتأمين حياته وإستقراره ضد القتل والغدر والإغتيال والخطف والتعذيب والتنكيل وضد القهر والذل والخوف والرهبة , إذا نجح الإنسان فى ذلك فقد وصل إلى إيجاد صورة مصغرة من جنة الخلد التى يعد بها الله عباده الصالحين0
إن مجرد أن يلقى إنسان عليك السلام فإنه بهذه التحية قد أعطاك وعدأ أكيدا بالأمن والسلام وأنه لن يمسك بسوء وأنك آمن فى أرضه وبيته وأملاكه فهذا الإنسان هو مؤمن حقيقى ولا يحق لأحد ان يصفه بعدم الإيمان لأن الإيمان المطلوب من كل منا تجاه الآخر هو الأمن والأمان والطمأنينة فإذا حققها لك إنسان فهو مؤمن أما إيمانه بالله أو عدمه أو ضعفه أو قوته فهذا موضوع يحكمه الله بقدرته ومشيئته ويحاسبه عليه هو سبحانه وليس أنت واقرا الآية القرآنية التالية التى تأمر المسلمين بعدم إلقاء تهمة الكفر على رجل مجرد رجل قال لهم السلام عليكم فهو بهذا السلام رغم أنهم كانوا فى ظرف حرب قد عصم دمه من القتل وليس لأحد ان يطارده فهذه هى عظمة السلام عند الله تعالى وكيف أنه جل شأنه يحب السلام واهل السلام :
( ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنأ تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرأ )
نداء إلى أعداء السلام
أيها الكارهون للسلام يا من ملأتم الأرض حروبأ وقتلأ وإرهابأ وأجريتم على الأرض الطيبة الطاهرة أنهارأ من دماء الأبرياء ألم يئن الأوان لتعلموا أن القتل والإرهاب والتعذيب والتنكيل والغدر والخيانة كلها من تعليمات الشيطان الرجيم الذى أقسم منذ الازل لرب العزة سبحانه قائلا
( فبعزتك لأغوينهم أجمعين)
وأى غواية واى ضلال واى جريمة أبشع من قتل الأمن وحرق الحب وحجب السلام عن الأرض الطيبة التى خلقها الله ليعبد فيها بالحب والرضا والكرامة والسلام0

اجمالي القراءات 12758