ف 8 : حقوق الضعفاء

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٢ - نوفمبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

ف 8 : حقوق الضعفاء
كتاب ( ضعف البشر في رؤية قرآنية )
الباب الأول : ضعف البشر الجسدى
ف 8 : حقوق الضعفاء
مقدمة
بعد الأطفال والوالدين واليتامى المحتاجين للرعاية والإحسان يتبقى حقوق الضعفاء من المساكين والسائلين والمحرومين وابن السبيل والأقارب والأتباع والجيران ، والإحسان اليهم . ونعطى لمحة سريعة:
أولا : عن السائل والمحروم
هناك فقراء لا يسألون تعففا ، ولكن أحوالهم تعبّر عنهم ، هؤلاء يجب إعطاؤهم . قال جل وعلا عنهم : ( لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) البقرة ). وهناك من يتسول و ( يسأل ) ، وهناك المحروم . قال جل وعلا عمّن يريد أن يكون من المتقين المستحقين للجنة :
1 ـ ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) الذاريات )
2 ـ ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25 ) المعارج )
ونلاحظ :
1 ـ إن للسائل حقا لمجرد أنه يسأل الصدقة والعون ، بغض النّظر عن مظهره ، وعمّا إذا كان صادقا أو كاذبا مُدعيا للفقر محترفا للتسول متهما باكتناز المال . لو كان كذلك إعطه القليل ، لكن لا تحرمه حقا منصوصا عليه في القرآن الكريم . يكفى أنه أظهر ضعفا يستجدى به العون فلا تحرمه من العون . وتذكر إن الله جل وعلا ينهى عن أن تنهر السائل . قال جل وعلا : ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) الضحى )
2 ـ قد تعرف حال السائل أو لا تعرف . لكن من المفترض أن تكون عارفا بالمحروم المحتاج فعلا للعون .
3 ـ تعبير ( السائل والمحروم ) شامل ، لا يقتصر على المال بل كل شيء . هناك فقير يحتاج المال ، وهناك مريض يحتاج العلاج ، وهناك مديون يحتاج العون ، وهناك من يمرُّ بأزمة نفسية أو إجتماعية يحتاج لمن يقف الى جانبه . المهم أن السائل والمحروم من حالات الضعف الانسان التي تستوجب حقا ، وعلى من يتقى الله جل وعلا أن يؤدى هذا الحق إبتغاء مرضاته جل وعلا .
4 / 1 ـ تعبير ( حق ) يعنى إن له عندك حقا ، عليك أن تعطيه حقه عليك .
4 / 2 : و تعبير ( حق معلوم )، يعنى أنك تجعل نسبة مما يأتي اليك من رزق للوفاء بهذا الحق . وهذه النسبة تكون لكل مستحقى الصدقة والإحسان المالى .
4 / 3 : هو ( حق معلوم ) بالنسبة للمؤمن الذى يتقى الله سبحانه وتعالى . ومتروك تقديره له .
5 ـ ليس في الشرع الإسلامي تحديد لمقدار الزكاة المالية أو التبرع في سبيل الإسلام جهادا . لأن بذل المال هو تزكية وتطهير للنفس ، به ينجو المؤمن من الجحيم . قال جل وعلا : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) الليل) .
6 ـ والله جل وعلا يقول تعبيرا غاية في الدلالة والتأثير في قلب المؤمن الذى يتقى ربه ، إنه تعبير : ( إقراض الله جل وعلا قرضا حسنا ) . الله جل وعلا الغنى عن العباد الصمد الذى لا يحتاج الى أحد ويحتاج اليه كل أحد يستعمل هذا التعبير ، بل وهو جل وعلا يعد بأن يضاعف لمن يقرضه في الدنيا والآخرة . وهو جل وعلا لا يخلف وعده . قال جل وعلا :
6 / 1 : عن التبرع للجهاد في سبيل الله جل وعلا :
6 / 1 / 1 :( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة )
6 / 1 / 2 :( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) الحديد )
6 / 2 : عن التبرع عموما :
6 / 2 / 1 :( إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) التغابن )
6 / 2 / 2 :( وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ) (20) المزمل )
7 ـ وقال جل وعلا : عن المتقين الأبرار: ( وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ ) البقرة 177 ).
7 / 1 :هنا نوعيات من مستحقى العون المالى والإحسان ، ومنهم ( السائلون ).
7 / 2 ويلفت النظر قوله جل وعلا : ( وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ )، أي التبرع بأحبّ ما لديه من مال . وقد جاء هذا المعنى أيضا في قوله جل وعلا :
7 / 2 / 1 : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) آل عمران )
7 / 2 / 2 : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) الانسان )
ثانيا : عن بقية المستحقين
قال جل وعلا في الصدقة الفردية :
1 ـ ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) البقرة )
2 ـ ( وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ ) البقرة 177 )
بالإضافة الى الحق المالى فهناك ( الإحسان ) أي الود والعطف . وهذا يشمل أصنافا أخرى ، جاءت في قوله جل وعلا : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )(36) النساء ). هنا الجيران مع الوالدين وذوى القربى وغيرهم .
ثالثا :ونتوقف مع المسكين .
وهو الأكثر ضعفا ، لأن المسكين من المسكنة أي الذل ، فهو أفقر الفقراء الذى يحتاج الى الطعام . ونلاحظ ارتباطه بموضوع الطعام ، في :
فرضية الحضّ على إطعامه . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) الفجر )
2 ـ ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) الماعون)
4 ـ ( إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) الحاقة )
وإطعام المسكين من صفات المتقين أصحاب الجنة . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) الانسان )
2 ـ ( أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16) البلد ).
وعدم إطعام المساكين هو من صفات أصحاب النار . سيُسألون : ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) وستكون إجابتهم :( قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) المدثر )
ويأتي حق المسكين مقرونا بذوى القربى ، لتكون الشفقة به والمسئولية عنه مثل الوالدين والأهل والأقارب . قال جل وعلا عن حقه قبل توزيع التركة في إعطائه جزءا منها مع القول المعروف : ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (8) النساء )
ويأتي معه ابن السبيل . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) (26) الاسراء )
2 ـ ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38) الروم ). وابن السبيل يعنى الغريب المسافر الذى يمر ببلد ليس له فيه بيت أو مستقر . وهو الآن يشمل أطفال الشوارع ومن لا بيت له ..الخ .
رابعا : وعن حقوقهم المفروضة على الدولة الإسلامية
1 ـ في الصدقات التي تجمعها . قال جل وعلا : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) التوبة ). هنا ( العاملون عليها ) أي الموظفون القائمون بتحصيلها . ثم هناك طوائف على مستوى الدولة : الفقراء والمساكين ( حسب مستوى الدخل ). ويدخل في الفقر العلاج ، فالفقر يعنى الافتقار والحاجة اى شيء . وهناك مرضى محتاجون للعلاج ، ثم هناك ( المؤلفة قلوبهم ) ، وهذا شبيه بما تفعله الدول الكبرى في مساعداتها للدول الفقيرة وعند الكوارث والأزمات في دول أخرى . والغارمون الذين يضمنون من ضمن شخصا فعجز عن السداد فتعين عليه أن يقوم عنه بالسداد . وفى سبيل الله أي في الجهاد دعوة سلمية أو قتالا دفاعيا ، ثم رعاية أبناء السبيل . أبناء السبيل الآن هم : أطفال الشوارع ، والمُشرّدون و الشباب المحتاج الى سكن ليتزوج . والأرامل والعجائز ذكورا وإناثا ، والذين لا أقارب لهم يهتمون بهم .
على الدولة الإسلامية أن تقيم مؤسسات لأولئك جميعا ، وأن تجعل تأمينا صحيا للفقراء ، ومطاعم مجانية للمساكين ، ومساكن شعبية مخفّضة الثمن وعلى أقساط مريحة للمحتاجين من العائلات والأُسر والذين إنهارت مساكنهم ويحتاجون الى إيواء . هؤلاء جميعا ضعفاء لهم حق على الدولة الإسلامية . جدير بالذكر إن هذا ما نرى معظمه يتحقق في أمريكا .
ويمكن للأفراد رعاية الفقراء والمساكين والسائلين والمحرومين من النساء والأطفال وكبار السّن بتكوين جمعيات متخصصة .
2 ـ عما ( يفىء ) أي يؤول الى خزينتها ، قال جل وعلا :( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر ). ذوو القربى هنا هم أقارب الجنود المقاتلين دفاعا عن الدولة .
3 ـ عما تحصل عليه من غنائم ، قال جل وعلا : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) الانفال )
أخيرا
1 ـ نلاحظ فيما سبق أن المستحقين لا يشترط فيهم أن يكونوا مسلمين ، هم يحصلون على حقوقهم ليس بصفتهم الدينية بل بصفتهم المحددة ، أقارب وجيرانا وأيتاما وفقراء ومساكين وأبناء سبيل . لا عليك أن كان المستحق ضالا أو مهتديا ، مؤمنا أم ملحدا . ليس عليك هداهم لأن الهداية مسئولية شخصية . الذى عليك أن تعطيهم حقوقهم تبتغى مرضاة الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272) البقرة )
2 ـ وحتى يرتبط إعطاء المال بالإحسان فانه جل وعلا لا يقبل صدقة فيها منُّ واذى . يقول جل وعلا : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنّاً وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) البقرة )
3 ـ ولقطع الطريق على الذين يجمعون المال بالظلم ثم يتصدقون منه قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) البقرة )
4 ـ وطالما تبتغى رضا الله جل وعلا وحده فليس مهما أن تكون صدقتك علنية أو سرية . قال جل وعلا : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) البقرة ). الصدقة المقبولة يكون بها تكفير السيئات .
اجمالي القراءات 2213