التشريعات وهوس التبرير .

عثمان محمد علي في الأحد ٣١ - أكتوبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

التشريعات وهوس التبرير .
=
بعد خبر زراعة (كُلى خنزير ) لإنسان تبارى المشايخ ليدلوا بدلوهم بين التحريم والإجازة لعلة الضرورة ،وتحدثنا عن هذا سابقا وفندنا ورددنا على مشايخ الجهل وتحريمهم لنقل أعضاء خنزير للإنسان ،إلا أنه فاجئنا الشيخ (احمد كريمة ) بمقولته المبُطنة بالتحريم(( من يقبل لقاء الله وهو يحمل عضوا نجسا ؟؟) . وهذا يعود بنا إلى هوس المسلمين(إلا من رحم ربى ) بإيجاد مُبررات لتشريعات الحلال والحرام والعبادات .فمثلا يقولون أن السجود على الجبهة لأنه مركزا للذاكرة!!!! وماذا عن كتاب الأعمال ورقيب وعتيد وعن من يصلّون جالسين ؟؟
وأن الصلاة للمساعدة على حركة الدورة الدموية !!! وماذا عن التمرينا ت الرياضية هلى تصلح بديلا عن أداء الصلوات ؟؟
وعن الصيام أنه لإعادة إصلاح الجهازالهضمى !!!!!! وماذا عن رُخصة الإفطار ،وماذا عن الصيام المتقطع لإنقاص الوزن ؟؟؟
ويقولون في علة تحريم أكل الخنزير لأنه نجس ،والأن يحرمون نقل أعضاءه وإستخدامها لأنها نجاسة !!!!!! وكذلك عن الخمور !!!!!! ونقول لهم الخنزيرليس نجسا ،والخمور طاهرة بل إنها أقوى أنواع المطهرات لأنها كحول .
فهل لو إبتعدنا عن النجاسة في المحرمات تُصبح حلالا؟؟
فمثلا لو سرق رجلا محل مجوهرات والألماس أو خزانة بنك كلها نقودا جديدة تكون السرقة حينها حلالا ؟؟
وماذا عن علة تحريم أكل الموالد والأضرحة ونذورها مع أنها من أطيب وأفخم وأشهى وألذ أنواع الطعام والشراب ؟؟؟
====
فعلة الحلال والحرام في التشريعات القرءانية هي بإختصارإختبار لنا في تطبيق أوامر الله جل جلاله ولطاعته سبحانه وتعالى ، ولعلنا نتقى رب العزة في تنفيذ أوامره وفي إجتناب نواهيه والإبتعاد عنها ،والإستغفاروالتوبة إليه سبحانه وتعالى لو وقعنا فيها مثلما فعلت الملائكة الكرام في طاعتهم لأمر الله لهم بالسجودلأدم ،ومثلما فعل أدم وزوجه وإستغفرا ربهما حين عصياه وأكلا من الشجرة.ولا نكن مثل الشيطان حينما عصى أمر ربنا سبحانه وبررعصيانه فطُرد من رحمة الله جل جلاله في الدنيا والآخرة.
فآفة التبرير وإيجاد علة لتشريعات الحلال والحرام والعبادات آفة سخيفة ولا مكان لها في قلب المؤمن الحقيقى،وعلى المسلمين أن يتخلصوا منها وأن يقولوا لتشريعات رب العالمين سمعنا وأطعنا دون البحث عن علل للحلال والحرام كما يتوهمون.
ولنتذكر أن (مُصطلج نجاسة أو نجس ) لم يرد في القرءان الكريم وصفا لأى من الحيوانات أوالمخلوقات ولا للماءكما إفترى الفقهاء وتوسعوا في هذا وإطلاقه على المخلوقات وعلى المياة الفاسدة والراكدة والملوثة ،وإنما ورد وصفا لبعض الناس وهم المُقاتلون المُعتدون المروعون للآمنين مثل (القاعدة وداعش وبوكو حرام والمعتدون على دولة اليمن دون مُبرر ومازالوايعتدون) وقد جاء الأمر بوصفهم بالشرك والنجاسة السلوكية نتيجة لإعتدائهم ،وبمنعهم من دخول مكة والإقتراب من المسجد الحرام ومن دخوله لأن منطقة البيت الحرام لابد أن تكون منطقة آمنة لكل من يأتيها للحج أو العمرة أو الزيارة وحراما أي مُحرم القتال فيها ،ولم يأتي الوصف ب(النجاسة ) ليصف خلقتهم وأعضائهم الجسدية ،فهو وصف سلوك وليس وصف جسد ،وفى هذا يقول رب العزة ((( يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء ان الله عليم حكيم ))).
==
الخلاصة –
==
الخنزير ليس نجسا ونقل عضوا أو جزء منه لعلاج إنسان مُباح ولا دخل للمشايخ بهذا وليخرسوا ولا يتحدثوا في هذا الشأن ،وليكن الحديث لعلماء البيولوجى بتخصصاته المتصلة بالموضوع فقط .
2—يجب أن نتوقف عن إيجاد علة ومبررات لأوامره الله جل جلاله في الحلال والحرام ،وعلينا السمع والطاعة .
اجمالي القراءات 1873