ف 6 : تشريعات خاصة بالطفل اليتيم

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٧ - أكتوبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

ف 6 : تشريعات خاصة بالطفل اليتيم
كتاب ( ضعف البشر في رؤية قرآنية )
الباب الأول : ضعف البشر الجسدى
تشريعات خاصة بالطفل اليتيم
من هو اليتيم ؟
1 ـ ليس يتيما كل من فقد والديه أو أحدهما، وإلا أصبح كل الرجال والنساء تقريباً أيتاما ، وإنما اليتيم هو الطفل الذى فقد أحد الوالدين أو كليهما. وذلك المفهوم وارد في السياق القرآني في أكثر من موضع، مثلاً يقول سبحانه وتعالى :
1 / 1 : في الوصايا العشر : ( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) (152) الانعام )
1 / 2 :وتكرر هذا في قوله جل وعلا : (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) (34) الاسراء ).
فهو يتيم طالما ظل طفلاً، فإذا بلغ أشده وأصبح رجلاً زالت عنه صفة اليُتم وصفة الطفولة أيضاً، وحينئذ يجرى له اختبار للأهلية، يقول تعالى: ( وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ )(6) النساء ). أى فإذا بلغ مبلغ الرجولة والقدرة على الزواج لم يعد يتيماً أو طفلاً. ويقول تعالى في قصة موسى : ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا" (الكهف82) فهما غلامان يتيمان، وحين يبلغان أشدهما ويصبحان رجلين يستطيعان استخراج كنزهما.
2 ـ والطفل عموماً ضعيف ، وهو أحوج الناس إلى الرعاية والاهتمام والعناية، ولكن عندما يفقد الطفل أبويه أو أحدهما يكون أكثر ضعفا ، وأكثر حاجة من الطفل العادي للاهتمام، وأكثر منه استحقاقاً للمعاملة الخاصة التى تعوضه عن فقدان الأب والأم، وتحفظ له حقوقه وتضمن له ( عند تطبيق التشريعات الإسلامية ) تنشئة سليمة تجعل منه عضواً نافعاً في المجتمع.
3 ـ وتشريعات الإسلام في رعاية اليتيم تتمحور حول حقوقه المالية وحقوقه الاجتماعية والنفسية .
حقوق اليتيم المالية
1 ـ اليتيم سواء كان غنياً أو فقيراً له حقوق مالية أوجبها له القرآن على المجتمع، فله حق في الزكاة المالية أو الصدقات التى يتطوع بها الأفراد بصفتهم الشخصية . قال جل وعلا :
1 / 1 : من صفات المتقين الأبرار : ( وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ ) البقرة 177 )
1 / 2 : عن مستحقى الصدقة الفردية : ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) البقرة )
2 ـ وله حق في الغنائم التى تحصل عليها الدولة : قال جل وعلا :( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (41) الانفال ).
3 ـ ، وله حق في كل ما ( يفىء ) أي يدخل بيت المال العام من الضرائب والمساعدات الخارجية مثلاً . قال جل وعلا : ( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر ).
4 ـ وإذا حضر اليتيم مجلساً تقسم فيه تركة أو ميراث أصبح من الواجب على الورثة إعطاؤه نصيباً من الميراث مع تطييب خاطره بكلام جميل يشرح صدره ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (8) النساء ) .
5 ـ ونعيد التأكيد على أن تلك الحقوق المالية لليتيم لا تتأثر بكونه غنياً ، لأن المقصود منها أن يشعر بأن المجتمع كله يقوم له بدور الأب والأم وينفق عليه بمثل ما كان أبوه أو أمه تنفق عليه.
6 ـ والعادة السيئة لأغلب البشر هى الطمع في مال اليتيم وأكله بالباطل حتى إذا بلغ مبلغ الرجال ضاعت حقوقه وميراثه. والله جل وعلا :
6 / 1 : يحذر من ذلك أشد تحذير فينذر الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً بأنهم يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا في جهنم ، قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (10) النساء ) .
6 / 2 : ويوجب إعطاء اليتامى أموالهم لأن أكل أموالهم بالباطل يعتبر ظلماً كبيرا، قال جل وعلا : ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً (2) النساء ) .
6 / 3 : وسبق قوله سبحانه وتعالى مرتين : ( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) (152) الانعام ) ، (34) الاسراء ).
7 ـ واليتيم الوارث الغنى يحتاج إلى وصىّ يقوم على تنمية ماله . وذلك الوصىّ قد يكون غنياً وقد يكون فقيراً، وقد أوجب القرآن الكريم على الوصيّ الغنى أن يتعفف عن أخذ أجرة مقابل رعايته لمال اليتيم، وأباح للوصىّ الفقير أن يأخذ أجره بالمعروف في مقابل إشرافه على مال اليتيم، وذلك معنى التحذير من الاقتراب من مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن في قوله جل وعلا : ( وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً (6) النساء ). أي حين يبلغ اليتيم مبلغ الرجال تكون قد أجريت له عدة اختبارات لمعرفة أهليته للتصرف في أمواله، فإذا اجتازها وثبتت أهليته لإدارة أمواله حصل عليها، وإن ثبت أنه سفيه قام المجتمع من خلال الوصى بإدارة أمواله وتنميتها مع الإنفاق على السفيه اليتيم وتغطية كل احتياجاته من ريع أمواله والإحسان في معاملته ، قال جل وعلا : ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (5) النساء ).
8 ـ وكما يحذر رب العزة جل وعلا الوصىّ من التلاعب بأموال اليتيم واستهلاكها قبل أن يبلغ اليتيم أشده، فانه جل وعلا يمنع الوصىّ من الطمع من الزواج من اليتيمة الغنية لاستغلال أموالها إذا كانت تلك اليتيمة يحل له الزواج منها، وفرض أن يكون القسط والعدل هو أساس التعامل مع الأيتام، وهو جل وعلا الرقيب على كل شيء . قال جل وعلا : ( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً (127) النساء )
رعاية اليتيم إجتماعيا ونفسيا :
عملت شرائع الإسلام على رعاية اليتيم اجتماعياً ونفسياً وإشباع حاجاته العاطفية ورغبته في الحنان والانتماء، وهذا عن طريق :
1 ـ الإحسان لليتيم ، والإحسان درجة فوق العدل ، والطفل اليتيم أحوج الى العطف ، مع حفظ حقوقه المالية . والله جل وعلا أمر بالإحسان للوالدين والأقارب واليتامى سواء كانوا من الأقارب أو من الأجانب ، قال جل وعلا : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )(36) النساء). قد يكون اليتيم من ذوى القربى ومسكينا وجارا ، فهو يتمتع بمزايا عدّة .
2 ـ والإحسان في مفهوم القرآن يشمل كل مبادرة بالعمل الحسن وكل سلوك مهذب في التعامل مع الوالدين والأقارب والجيران والأيتام، ومع أنه مفهوم عام في التعامل إلا أن تشريعات القرآن الكريم بالنسبة للإحسان لليتيم أوضحت الخطوات التفصيلية في كيفية التعامل الاجتماعى الحسن مع اليتيم. فاليتيم شديد الحساسية لأى كلمة أو أى إشارة، وهو يشعر بالقهر عندما يتعرض لإساءة عادية قد لا يشعر بها طفل آخر، وبسبب جوعه للحنان وشعوره الدائم بالاحتياج للصدر الحنون فإنه سريع الاستجابة للعطف بمثل سرعة حساسيته للإهانة وعدم الاكتراث، وقد تتضخم لديه ردود الأفعال وقد ينتج عنها تقوقعه داخل عالمه النفسي مما يؤدى به إلي الوقوع في الأمراض النفسية والأحقاد على المجتمع. ولذلك فإن الله جل وعلا ينهى عن قهر اليتيم ، وأي إساءة لليتيم قهراً له وتكذيبا بالدين وتضييعا لثمرة الصلاة ، قال جل وعلا :
2 / 1 :( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) الضحى )
2 / 2 : ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) الماعون ).
3 ـ ومن الاحسان إكرام اليتيم :
3 / 1 : ويجعل الله جل وعلا عدم إكرامه من صفات أصحاب النار يوم القيامة، ، قال جل وعلا : ( كَلاَّ بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) الفجر )
3 / 2 : ومن إكرام اليتيم أيضاً الحرص على إطعامه وإن كان غنياً ، حتى يشعر بجوّ الأسرة وحنان المجتمع، ويعظم الثواب حين يكون اليتيم فقيراً أو قريباً في النسب أو الجيرة من المؤمن الذي يكرمه بالإطعام والرعاية، قال جل وعلا من صفات أصحاب الجنة :
3 / 2 / 1 : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8)الإنسان ). هنا إطعام بأفضل الطعام الذى يحبه المُتصدّق ،( على حُبّه ) وليس من فضلات الطعام .
3 / 2 / 2 : ( أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) البلد ). أي إطعام اليتيم القريب في يوم غلاء ومجاعة
4 ـ ومن رعاية اليتيم تعويضه بإقامة أسرة بديلة له ترعاه وتشبع حاجاته للانتماء.
4 / 1 : ولذلك فإن تعدد الزوجات في الإسلام مرتبط بشيئين : العدل مع اليتيم، والعدل بين الزوجات. يقول تعالى بعد الحث على إعطاء اليتيم حقوقه المالية : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا (3) النساء ) . ومعناه أن يكون التعدد في الزوجات على نحو يخدم قضية اليتيم ويوفر له القسط والعدل. بأن تتزوج أمه رجلاً يكون له أباً يرعاه، أو يتزوج أبوه زوجة أخرى إذا كانت الزوجة الأولى- بعد موت أم اليتيم- تسئ معاملة الطفل اليتيم. ولا بد من مراعاة عدم قهر اليتيم وظلمه من زوجة الأب أو من زوج الأم .
4 / 2 : ومما يلفت النظر دعوة القرآن الكريم إلى زواج الأيم التي فقدت زوجها بالموت أو بالطلاق ، حتى يكون لأولادها أب بديل يرعاها ويرعاهم. قال جل وعلا : ( وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) النور ). وكلمة ( أرملة ) لم تأت في القرآن الكريم .
5 ـ وقد يؤدى الاسراف في رعاية اليتيم الى تدليله وإفساده ، ولذا يأمر رب العزة جل وعلا بإصلاح اليتيم ، بتربيته وتأديبه ليكون عضوا نافعا في المجتمع ، وأن يختلط بهم الآخرون على أساس الأخوة والمساواة والإصلاح وعدم الإفساد، وإلا فإن الله تعالى يحذر من ظلم اليتيم وتضييعه. قال جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) البقرة )
5 ـ ويقول جل وعلا : ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (9) النساء ) . كل من لديه أطفال عليه أن يتقى ربه جل وعلا وفى تعامله مع الأيتام . فالذى يكون بارّا بالأيتام سيعوضه الله جل وعلا لو مات وترك أطفاله أيتاما .
أخيرا
1 ـ هذا هو التشريع القرآنى الذي يجعل اليتيم عضواً نافعاً في المجتمع. وبدون هذا التشريع قد يتحول اليتيم إلى قنبلة بشرية موقوتة تنفجر في وجه المجتمع فساداً وتدميراً.
2 ـ ومن ضمن الطغاة في تاريخ العالم من كانوا في طفولتهم أيتاماً عرفوا الظلم والحرمان، فلما كبروا صبّوا جام غضبهم وحقدهم على الناس قتلاً وتدميراً ، يستوى فى ذلك جنكيزخان وصاحب الزنج ورئيس القرامطة في العصور الوسطى ، وهتلر وصدام حسين في التاريخ المعاصر.
اجمالي القراءات 2906